خالد النبوي: يجب أن نحكي تاريخنا العربي بأنفسنا حتى لا يزيفه الآخرون

قال لـ«الشرق الأوسط» إن مسلسل «ممالك النار» أسعده

لقطة من مسلسل ممالك النار
لقطة من مسلسل ممالك النار
TT

خالد النبوي: يجب أن نحكي تاريخنا العربي بأنفسنا حتى لا يزيفه الآخرون

لقطة من مسلسل ممالك النار
لقطة من مسلسل ممالك النار

قال الفنان المصري خالد النبوي إنه يعيش حالة من السعادة الكبيرة بعد تحقيق مسلسله «ممالك النار» ردود فعل إيجابية في أنحاء العالم العربي، وأوضح في حواره لـ«الشرق الأوسط» أنه كان مفتوناً منذ وقت طويل بشخصية طومان باي آخر سلاطين المماليك في مصر، وأنه لم يكتف بسيناريو المسلسل بل عمل على قراءة كل ما يتعلق بهذه الشخصية والفترة الزمنية التي تناولها كبار المؤرخين والكتاب، مشيراً إلى أن مشهد إعدام طومان باي كان من أصعب مشاهد «ممالك النار»، وأوضح أنه تأثر بتجربة الفنان المصري العالمي الراحل عمر الشريف لكنه لم يسر على خطاه، ولا يفكر في الهجرة، وأعرب عن فخره بالإشادات التي نالها في أميركا بعد تجسيده شخصية الرئيس السادات على المسرح... وإلى نص الحوار.
-- شخصية ملهمة
> في البداية... متى بدأ اهتمامك بشخصية طومان باي التي جسدتها في مسلسل «ممالك النار»؟
- بهرني هذا القائد العظيم منذ أن كنت في المرحلة الثانوية، ورأيت أن تصديه للظلم يعد قدوة ونموذجاً يجب أن يحتذي به أي مسؤول، إذ بدا لي أنه كان ممن يمشون على خط النار، وشغلني كثيراً موقفه برفض السلطة فقد عرض عليه المحتل العثماني أن يحكم مصر، وأن يشتري حياته بذلك، لكنه رفض، وشغلني هذا الرفض الذي جاء من أجل فكرة، وحتى لا يعطي شرعية للاحتلال، ولو بعد مئات السنين، لأنه لو كان قد قبل عرض السلطان العثماني، لم يكن باستطاعتنا إثبات اليوم أنه احتلال، لذلك فنحن أمام عقل كبير كانت لديه رؤية ثاقبة.
> وكيف تلاقيت مع هذه الشخصية؟
- عُرض علي المسلسل في إطار فني رائع، من إنتاج شركة على رأسها منتج كبير هو ياسر حارب الذي يمتلك رؤية مميزة لماهية العملية الفنية، لذلك كان حريصاً على اختيار كفاءات نادرة في جميع عناصر العمل لإيمانه بأن «ممالك النار» بمثابة فريق لا بد أن يعزف نغمة واحدة بالكفاءة نفسها، فالإنتاج ليس مجرد إنفاق أموال، وإنما سياسة عمل، لذلك أرد له الفضل ولشركة الإنتاج وأشكرهم جميعا على أجواء العمل الرائعة.
> وكيف استعددت لتجسيد شخصية «طومان باي»؟
- لكل دور يؤديه الممثل متطلبات واحتياجات، وخصوصاً الشخصيات التاريخية، وطومان باي له تاريخ معروف حتى في موته، فقد ذكرت كل الكتب أنه طلب من الناس أن يقرأوا له الفاتحة ثلاث مرات، وقال قبل إعدامه: «إني راحل ومصر باقية» وقد أعطى هذا القائد العظيم الذي كان صوت الفقراء في القصر درساً للناس لحظة إعدامه، عندما أراد أن يقول لهم كلنا زائلون ويبقى الأثر الذي نتركه وتبقى بلادنا، وقد بحثت في شخصيته بشكل أعمق، وقرأت عدة كتب عنه، وعن تلك المرحلة التاريخية فقرأت لابن إياس، وصلاح عيسى، ومحمد سعيد العريان، وعماد أبو غازي وغيرهم، وبالتأكيد لكل ممثل طريقته في التعامل مع الشخصية التي يؤديها فحينما أجسد طومان باي يختلف الأمر عن تعاملي مع (رام) في فيلم «المهاجر» أو داود باشا، في مسلسل «حديث الصباح والمساء»، وفي «ممالك النار» كان يجب أن أركب الخيل وأحارب بالسيف، وقد عشت مرحلة إعداد مهمة وكنت أستغرق في التحضير لبعض المشاهد لساعات طويلة تصل إلى 17 ساعة، كما أن تصوير الحلقات استغرق 6 أشهر.
> ما أكثر المشاهد التي أثرت فيك شخصياً؟
- مشهد إعدام طومان باي، الذي تم تصويره على مدى يومين، كذلك مشهد تنصيبه سلطانا بينما هو يرفض السلطة ويواجه جميع الأمراء وهو يشك فيهم، لقد رأى في الكرسي فخا كبيرا، كذلك مشاهد المعركة والخيانة التي وقعت، ففي لحظة شعر أن الجيش سيهزم، وكانت لحظة صعبة ومخيفة.
> وهل واجهت صعوبة في التعامل مع أكثر من مخرج خلال المسلسل؟
- لا بالعكس، لأنه كان هناك تنسيق كامل بين جميع المخرجين وكان كل واحد منهم مختصا بأمر محدد، فالمخرج البريطاني بيتر ويبر مخرج العمل الأساسي أبدع كثيراً، وقد قرأ النص بالإنجليزية وكان يصاحبه مساعدون عرب، لكن أليخاندرو توليدو كان مختصاً بإخراج المعارك مع المخرج السوري عزام فوق العادة، وكانت المناقشات طويلة بين الثلاثة حتى خرج العمل بهذا الشكل الرائع.
> المسلسل توافرت له كل عناصر النجاح لكنه عرض في 14 حلقة فقط... ما تعليقك؟
- الفن هو الاختزال وليس التطويل ونحن قدمنا 14 حلقة، كل حلقة مدتها 50 دقيقة وبالتالي فإن عدد ساعات الدراما الفعلية قد تفوق مدة مسلسل مكون من 30 حلقة.
> وكيف استقبلت إشادات جمهور العالم العربي بعد انتهاء عرض المسلسل؟
- أشعر بالامتنان الكبير للجمهور في الوطن العربي بعد آرائه الإيجابية التي أشادت بي ومنحتني الثقة، وأشعرتني بالمسؤولية تجاه عملي، وهذه المسؤولية تلازمني منذ أن كنت طالباً بمعهد الفنون المسرحية، بجانب شعوري تجاه الإرث الكبير الذي ورثته من كبار النجوم المصريين على غرار نور الشريف وأحمد زكي ومحمود ياسين وحسين فهمي، وشادية وفاتن حمامة وسعاد حسني وطابور طويل من المواهب الأصيلة.
> هل تابعت ردود الفعل التركية على المسلسل؟
- لست معنيا ولا مهتماً سوى برد الفعل العربي، لأنهم جمهوري الحقيقي، ودائما أقول إننا يجب أن نهتم بحكاياتنا لأننا إذا لم نحكها نترك فراغاً يدفع الآخرين لتناولها بشكل مزيف، وهذه مسؤوليتنا.
> وما هي أكثر ردود الفعل التي توقفت أمامها بعد عرض «ممالك النار»؟
- أسعدني للغاية تلقي رسائل من أطفال على مواقع التواصل الاجتماعي يعبرون فيها عن سعادتهم بالعمل، الذي دفعهم إلى البحث عن تلك الفترة الزمنية، وهذا في رأيي هو ما يجب علينا أن نقوم به تجاه تاريخنا.
-- نجاح في هوليوود
> شاركت في فيلمين مع النجم العالمي الراحل عمر الشريف «المواطن مصري»، و«المسافر»، هل تأثرت بتجربته في السينما العالمية وأردت أن تكررها بشكل آخر؟
- بالتأكيد تأثرت بتجربة النجم الكبير عمر الشريف، لكني لا أسير على خطاه، وقد حكى لي الفنان الكبير الراحل كثيرا عن تجربته، وأتاح لي فيلم «المسافر» مساحة اقتراب منه أكثر على المستوى الفني والإنساني، فقد كنا نجسد شخصية واحدة، أنا في مرحلة الشباب وهو في مرحلة الكبر، وبدأ هو التصوير بالجزء الثالث وكان الاتفاق أن أراقب كيفية تعامله مع الشخصية لأجسدها في الجزء الأول والثاني من الفيلم، وكانت تجربة مهمة ومفيدة، وأنا اعتدت الاستفادة من كل تجربة حتى لو لم تحقق النجاح المنشود، فأنا دائما أتحمل نتيجة المخاطرة وأحترم الجمهور، لكني لا أخافه، لا سيما أن العمل الفني ليس مضمون النجاح على طول الخط، فقد يحقق نجاحاً على المدى البعيد، وليس في التو واللحظة، أما عملي في السينما العالمية فلم أسع إليه، كنت في بيتي حين اتصلوا بي لأجري اختبار كاميرا لفيلم «kingdom heaven» ففعلت، ثم طلبوا مني السفر لألتقي بالمخرج ريدلي سكوت، وأجري اختبار كاميرا أمامه ثم أخبروني باختياره لي وتكرر الأمر نفسه في فيلمي «fair game» و«citizen the».
> حين عُرض فيلمك الأول بأميركا «مملكة الجنة» قال كثير من النقاد إن دورك يعد أول دور يقدم الشخصية العربية بإيجابية في السينما العالمية، ثم تأكد ذلك مع الفيلمين الآخرين، هل هذا الاختيار صدفة أم هدف؟
- بالنسبة لي كان مقصوداً بالطبع لأنهم أسرفوا في تقديم صورة ظالمة للمواطن العربي لا تعبر عن حقيقته بل أساءت إليه وقد اعتذرت عن أعمال عدة سارت على المنهج نفسه، ولم أكتف بالاعتذار عنها فحسب، بل كنت أقول لهم لدينا نماذج عظيمة جداً في العالم العربي، فلماذا تصرون على تشويه الشخصية العربية، لذا شاركت في «لعبة عادلة» الذي يؤكد أن احتلال العراق تم بناء على خداع كبير، كذلك البطل اللبناني في فيلم «المواطن»، وفي «مملكة الجنة» كان الرجل الذي يريد أن يستعيد أرضه، وهي نماذج إيجابية للشخصية العربية، وحتى في شخصية الرئيس السادات التي جسدتها في مسرحية «كامب ديفيد» تأكدت قبل أن أوافق عليها من أنها تعكس مصر بوصفها دولة غير معتدية تتمسك بحقوقها وتدافع عن قضية عادلة.
> وهل واجهتك صعوبات بسبب التمثيل باللغة الإنجليزية أمام جمهور مختلف؟
- لقد اعتذرت عن المسرحية في البداية... فقد شعرت أنه ليس دوري لكن المخرجة مولي سميث، والمؤلف لورانس رايت الحائز على جائزة بوليتزر تمسكا بي وظلا يحدثانني لمدة ساعة من واشنطن لإقناعي، وكان شرطي هو أن أتحول بالماكياج لأشبه الرئيس السادات، وبالفعل اختاروا كفاءات كبيرة في الماكياج حققت المطلوب وقدمنا العرض في واشنطن وكاليفورنيا، وكانت العروض كلها كاملة العدد، وأعد هذه المسرحية من أهم الخبرات في حياتي، لأنني واجهت جمهوراً مختلفاً على مدى ساعتين على خشبة المسرح، وقد كتب أحد النقاد الأميركيين أن السادات وبيغن يعطيان «ماستر كلاس» كل ليلة على المسرح وكان يقصدني أنا والممثل نيدا يسينبيرج الذي جسد شخصية مناحم بيغن. وهذا أسعدني كثيراً، إضافة لإشادة السيدة جيهان السادات بأدائي لشخصية الرئيس المصري الراحل.
> بعد تجاربك العديدة في أميركا ما هي أهم الدروس التي استفدت منها بوصفك ممثلا؟
- تعلمت كثيرا واستفدت أكثر، وتأكدت أنني بوصفي ممثلا علي أن أتعلم طوال الوقت، والعملية الفنية هناك تأخذ نوعاً من الجدية نفتقدها نحن اليوم في العالم العربي.
> اختياراتك للأعمال الفنية يبدو أنها تتم بشكل دقيق في مصر وأميركا... هل تفكر في الهجرة للعمل بشكل مكثف في هوليوود؟
- لا إطلاقا... لأن جذوري هنا، لقد نشأت في مصر وأبي وأمي مصريان، وأرى أن العالم العربي غني بفنانيه، فالمواطن العربي رائع ومكافح ويستحق أكثر مما هو فيه الآن، وأرغب في أن أعبر عنه دائماً، فأنا ابن نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، ودكتور زكي نجيب محمود، وبهاء طاهر، ونجيب سرور، وكثير من المبدعين.
-- يوم وليلة
> ما الذي جذبك لتجسيد شخصية «أمين الشرطة» في فيلم «يوم وليلة» الذي يجري عرضه حالياً في موسم «إجازة نصف العام الدراسي»؟
- «منصور الدهبي» شخصية لم أقدمها من قبل، بسيطة وحقيقية وقد درستها وبحثت عنها مع أمناء قابلتهم في أقسام الشرطة قبل تجسيدها، وحينما دارت الكاميرا كان علي إخراج كل ما اختزنته من تفاصيل صغيرة ترتبط بالشخصية وأن أوصل للجمهور ما ذاكرته، وما يريده المخرج مستخدما كل العناصر التي تساعدني مثل الملابس والماكياج وحتى الإضاءة في البلاتوه، والفيلم تجربة مهمة كتبها يحيى فكري وأخرجها أيمن مكرم، ويشارك في البطولة عدد كبير من الممثلين، وقد تابعت نجاح الفيلم عند عرضه في أكثر من مهرجان دولي لكني لم أتمكن من حضورها بسبب وجودي وقتئذ في أميركا.
> وضعك المخرج الكبير يوسف شاهين على أول طريق البطولة في فيلم «المهاجر» ثم أكده في فيلم «المصير»... إلى أي مدى تأثرت به؟
- تأثرت به كثيراً، فقد تفرغت عاماً كاملاً من أجل فيلم «المهاجر» وكنت أتعلم منه في كل يوم أمراً جديداً، فهو مخرج مهم جداً في مشواري ودونه كنت سأفقد الكثير، كما تأثرت بكل المخرجين الكبار الآخرين الذين عملت معهم على غرار صلاح أبو سيف، وحسين كمال، ومحمد فاضل، وإسماعيل عبد الحافظ، والمؤلفين الكبار محفوظ عبد الرحمن، وأسامة أنور عكاشة، ومحسن زايد... أنا كنت محظوظاً بالعمل مع كل هؤلاء الأساتذة.
> هل ستشارك في موسم شهر رمضان المقبل؟ وما مصير المسلسل الذي أعددت له طويلاً عن سيرة دكتور مصطفى محمود؟
- أنا لا أعمل وفقاً للمواسم وكل ما يعنيني هو تقديم أدوار جيدة مع مجموعة عمل موهوبة، لا يشغلني متى يعرض كما لا أفضل الحديث عن أعمال ما زلت أقرأها ولم أحدد بعد موقفي منها، وبالنسبة لمسلسل دكتور مصطفى محمود، فقد تحمست له وظللت أستعد للشخصية وأدرسها على مدى خمسة أشهر مع المنتج أحمد عبد العاطي، لكني لا أعرف مصيره.
-- مشوار فني مميز
> بمحافظة الدقهلية (دلتا مصر) التي أنجبت عباقرة الفن والأدب المصري، وفي مقدمتهم أم كلثوم وأنيس منصور وفاتن حمامة وعادل إمام والشاعران الكبيران كامل ومأمون الشناوي، وُلد خالد النبوي في 12 سبتمبر (أيلول) 1966، وانتقل إلى القاهرة ليلتحق بمعهد الفنون المسرحية، وخلال سنوات دراسته بالمعهد شارك في بطولة بعض المسرحيات، وكان أول أفلامه «ليلة عسل» بتوقيع المخرج محمد عبد العزيز، ثم اختاره المخرج صلاح أبو سيف لتجسيد شخصية نجل عمر الشريف في فيلم «المواطن مصري» 1991. لكن تعد انطلاقته الحقيقية عندما اختاره المخرج يوسف شاهين لبطولة فيلم «المهاجر» 1994، وقد أثار الفيلم جدلاً كبيراً بعد عرضه، ورغم مشاركة الفيلم بالمسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي، فإنه تم وقف عرضه في مصر بحكم قضائي صدر في 30 مايو (أيار) 1996. وخاض يوسف شاهين معركة قضائية وحصل على حق عرضه، بينما حصل النبوي على جائزة أفضل ممثل في مهرجان جوهانسبرغ عن الفيلم ذاته، قبل أن يعاود شاهين اختياره للمشاركة في بطولة فيلم «المصير» 1997 أمام نور الشريف وليلى علوي، ومحمد منير والذي تناول قصة حياة الفيلسوف ابن رشد، والصراع الفكري الذي ينتهي بحرق كتب ابن رشد، وتوالت أفلام خالد النبوي، ومنها «إسماعيلية رايح جاي»، «فتاة من إسرائيل» «تايه في أميريكا»، «زي الهوا»، «الديلر»، «المسافر»، «دخان بلا نار»، وغيرها.
وتلفزيونياً قدم أعمالاً ناجحة على غرار «بوابة الحلواني» للمخرج إبراهيم الصحن، و«حديث الصباح والمساء»، إخراج أحمد صقر، و«واحة الغروب» إخراج كاملة أبو ذكري، وأخيراً مسلسل «ممالك النار» الذي أكد فيه موهبته الكبيرة في مجال التمثيل.


مقالات ذات صلة

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق سهر الصايغ خلال تسلمها إحدى الجوائز (حسابها على إنستغرام)

سهر الصايغ: تمردت على دور «الفتاة البريئة»

قالت الفنانة المصرية سهر الصايغ إنها تشارك في مسلسل «أسود باهت» بدور «شغف» التي تتورط في جريمة قتل وتحاول أن تكشف من القاتل الحقيقي.

مصطفى ياسين (القاهرة )

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».