الحذر يخيم على الشركات الصينية رغم ترتيبات «اتفاق التجارة الأولي»

الحذر يخيم على الشركات الصينية رغم ترتيبات «اتفاق التجارة الأولي»
TT

الحذر يخيم على الشركات الصينية رغم ترتيبات «اتفاق التجارة الأولي»

الحذر يخيم على الشركات الصينية رغم ترتيبات «اتفاق التجارة الأولي»

فيما يترقب العالم زيارة صينية رفيعة المستوى إلى واشنطن من أجل توقيع اتفاق التجارة الأولي بين البلدين، أظهر مسح خاص الاثنين نمو قطاع الخدمات الصيني بوتيرة أبطأ في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد تعاف قوي في الشهر السابق، مع تراجع ثقة الشركات إلى ثاني أدنى مستوى مسجل لها، على الرغم من تزايد في طلبيات التوريد الجديدة.
ويشير التباطؤ إلى أن شركات الخدمات بقيت حذرة بشأن توقعاتها للاقتصاد الصيني على الرغم من سلسلة إجراءات تحفيزية ومؤشرات على تحسن في قطاع الصناعة واتفاق التجارة الأميركي الصيني الذي طال انتظاره.
ويسهم قطاع الخدمات بأكثر من نصف اقتصاد الصين. وتراجع مؤشر «كايشن - ماركت» لمديري المشتريات بقطاع الخدمات إلى 52.5 نقطة الشهر الماضي، هبوطا من 53.5 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني)، لكنه يظل مرتفعا عن أدنى مستوى في ثمانية أشهر المسجل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. والمؤشر فوق مستوى الخمسين الفاصل بين النمو والانكماش منذ أواخر 2005.
يضاهي التباطؤ الذي أظهره المسح الخاص قراءة مؤشر مديري المشتريات الرسمي للقطاع غير الصناعي الذي نشره المكتب الوطني للإحصاءات، والذي تراجع عن أعلى مستوى في ثمانية أشهر المسجل في نوفمبر. وتعول بكين على قطاع الخدمات في تعويض بعض التباطؤ في التصنيع والاستثمار وخلق فرص العمل لمن جرى تسريحهم في قطاعات أخرى. وتباطأ نمو الاقتصاد الصيني لقرب أدنى مستوياته في 30 عاما وسط تراجع الطلب في الداخل والخارج.
وفي حين تعافى الطلب المحلي إلى حد ما في ديسمبر الماضي، تراجعت طلبيات التوريد الجديدة من الخارج لأقل معدل لها في ستة أشهر، في تدهور ملحوظ عما سجلته في نوفمبر.
وتراجع مؤشر كايشن المجمع لمديري المشتريات في قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات الذي أُعلن الاثنين أيضا إلى 52.6 نقطة في ديسمبر، من 53.2 نقطة في نوفمبر.
وواصل مؤشر ناتج قطاع الصناعات التحويلية ارتفاعه المطرد مع نهاية العام الماضي رغم تراجع وتيرة الارتفاع إلى أقل مستوياتها منذ 3 أشهر. من ناحيته قال شينغ شينغ شونغ، مدير تحليل الاقتصاد الكلي في مجموعة «سي إي بي إم غروب»، إنه من المحتمل أن يسجل الاقتصاد الصيني بداية قوية للعام الحالي، لكنه سيظل يعاني من ضعف الطلب خلال باقي العام.
ورغم هذا التراجع في المؤشرات، أفاد تقرير لوكالة «شينخوا» الصينية بأن أكثر من 600 شركة ذات تمويل أجنبي استقرت في حي الأعمال المركزي في بكين عام 2019، حيث وصل عدد الشركات الأجنبية في المنطقة إلى أكثر من 10 آلاف شركة.
وقد أسس إجمالي 550 شركة ذات تمويل أجنبي، من بينهم 88 شركة متعددة الجنسيات، مقارا رئيسية في المنطقة.
وأشارت الإحصاءات إلى أن الشركات الأجنبية أسهمت بما يزيد على 40 في المائة من إجمالي دخل الضرائب في الفترة من يناير (كانون الثاني) حتى نوفمبر في العام الماضي في حي الأعمال المركزي الواقع في منطقة تشاويانغ ببكين.
وخلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2019 بلغ الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة نحو 240 مليار يوان (نحو 34.4 مليار دولار)، بمعدل نمو سنوي 7 في المائة.
وقد شكل حي الأعمال المركزي المحاط بسفارات أجنبية ومنظمات صحافية ودولية، نمطا تطوريا شاملا، ينسق بين الشؤون المالية العالمية والأعمال المتقدمة وصناعة الإعلام.
ويذكر أن هذه التطورات الاقتصادية تحدث بموازاة اعتزام وفد تجاري صيني التوجه إلى واشنطن في 13 يناير لتوقيع المرحلة الأولى من اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين. وأضافت الصحيفة أن الوفد سيعود إلى الصين يوم 16 يناير، بحسب ما نقلته صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» يوم الأحد عن مصدر مطلع.
وكان من المقرر أن يسافر هذا الوفد برئاسة نائب رئيس الوزراء ليو هي في وقت سابق هذا الشهر، لكن تغير موعد السفر بعد أن كتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب على «تويتر» أنه سيوقع المرحلة الأولى من اتفاق التجارة يوم 15 يناير. وأوضحت الصحيفة أنه بعد بحث الأمر، قرر الجانب الصيني تعديل الموعد ليناسب ترمب. ولم يؤكد الجانبان رسميا حتى الآن موعد الزيارة.
وكان ترمب أول من أعلن خطط إبرام الاتفاق التجاري المبدئي في أكتوبر الماضي، ثم أمضى مفاوضو الجانبين عدة أسابيع في وضع الصيغة النهائية لاتفاق المرحلة الأولى الذي يحل محل اتفاق تجاري واسع النطاق كان أكبر اقتصادين في العالم يسعيان في البداية للتوصل إليه.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
TT

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما، إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، لكنه يريد مراجعة الاتفاق لمعالجة الإنفاق الحكومي المسرف وتطوير قطاع الطاقة.

وأضاف ماهاما، الرئيس السابق الذي فاز في انتخابات 7 ديسمبر (كانون الأول) بفارق كبير، لـ«رويترز» في وقت متأخر من يوم الجمعة، أنه سيسعى أيضاً إلى معالجة التضخم وانخفاض قيمة العملة للتخفيف من أزمة تكاليف المعيشة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.

وكان ماهاما قال في وقت سابق، إنه سيعيد التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو في عام 2023.

وقال ماهاما: «عندما أتحدث عن إعادة التفاوض، لا أعني أننا نتخلى عن البرنامج. نحن ملزمون به؛ ولكن ما نقوله هو أنه ضمن البرنامج، يجب أن يكون من الممكن إجراء بعض التعديلات لتناسب الواقع». وأعلنت اللجنة الانتخابية في غانا فوز ماهاما، الذي تولى منصبه من 2012 إلى 2016، بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 56.55 في المائة من الأصوات.

وقد ورث الرئيس المنتخب لثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، دولة خرجت من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، مع اضطرابات في صناعتي الكاكاو والذهب الحيويتين.

التركيز على الإنفاق والطاقة ساعد اتفاق صندوق النقد الدولي في خفض التضخم إلى النصف وإعادة الاقتصاد إلى النمو، لكن ماهاما قال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الصعوبات الاقتصادية.

وقال ماهاما، الذي فاز حزبه المؤتمر الوطني الديمقراطي بسهولة في تصويت برلماني عقد في 7 ديسمبر: «الوضع الاقتصادي مأساوي... وسأبذل قصارى جهدي وأبذل قصارى جهدي وأركز على تحسين حياة الغانيين».

وأوضح أن «تعدد الضرائب» المتفق عليها بوصفها جزءاً من برنامج صندوق النقد الدولي، جعل غانا «غير جاذبة للأعمال». وقال: «نعتقد أيضاً أن (صندوق النقد الدولي) لم يفرض ضغوطاً كافية على الحكومة لخفض الإنفاق المسرف»، مضيفاً أن المراجعة ستهدف إلى خفض الإنفاق، بما في ذلك من جانب مكتب الرئيس.

ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي وافق على إرسال بعثة مبكرة لإجراء مراجعة منتظمة، مضيفاً أن المناقشات ستركز على «كيفية تسهيل إعادة هيكلة الديون» التي وصلت الآن إلى مرحلتها الأخيرة. وقال إن الاتفاق المنقح مع صندوق النقد الدولي سيسعى أيضاً إلى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الطاقة، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وقال ماهاما: «سنواجه موقفاً حرجاً للغاية بقطاع الطاقة. شركة الكهرباء في غانا هي الرجل المريض لسلسلة القيمة بأكملها ونحن بحاجة إلى إصلاحها بسرعة».