مجلة «فوغ» الإيطالية تصدر من دون صور فوتوغرافية وتعتمد على الرسومات

ضمن توجه من رئيسها الجديد لاحترام البيئة

العدد الجديد من مجلة «فوغ» النسخة الإيطالية يصدر بثمانية أغلفة مختلفة كل منها يصور إحدى العارضات التي ترتدي أحد منتجات «غوتشي» ولكن باستخدام الرسومات  (نيويورك تايمز)
العدد الجديد من مجلة «فوغ» النسخة الإيطالية يصدر بثمانية أغلفة مختلفة كل منها يصور إحدى العارضات التي ترتدي أحد منتجات «غوتشي» ولكن باستخدام الرسومات (نيويورك تايمز)
TT

مجلة «فوغ» الإيطالية تصدر من دون صور فوتوغرافية وتعتمد على الرسومات

العدد الجديد من مجلة «فوغ» النسخة الإيطالية يصدر بثمانية أغلفة مختلفة كل منها يصور إحدى العارضات التي ترتدي أحد منتجات «غوتشي» ولكن باستخدام الرسومات  (نيويورك تايمز)
العدد الجديد من مجلة «فوغ» النسخة الإيطالية يصدر بثمانية أغلفة مختلفة كل منها يصور إحدى العارضات التي ترتدي أحد منتجات «غوتشي» ولكن باستخدام الرسومات (نيويورك تايمز)

ماذا تعني مجلة الموضة والأزياء في غياب الصور المتنوعة؟ من دون تلك الصور البراقة للعارضات والعارضين، التي يجري التقاطها في مختلف الأماكن الجذابة والرائعة مع جهود الجيش الصغير من مصففي الشعر، فناني الماكياج، والمحررين، والمساعدين!
إنها المجلة التي تعتبر نفسها أكثر صداقة للبيئة من غيرها من المجلات. أو هكذا تزعم النسخة الإيطالية من مجلة «فوغ» الشهيرة، التي تهدف إلى الإعلان عن بيان خاص بشأن الاستدامة خلال عدد الشهر الحالي، الذي سوف يصدر بلا صور فوتوغرافية على الإطلاق.
وفي كلمته إلى القراء في عدد يناير (كانون الثاني) من عام 2020 الجديد، يصف إيمانويل فارنيتي، رئيس تحرير المجلة الإيطالية، كل ما يلزم لملء عدد واحد من المجلة بالصور الأصلية، (وهو يعني في مثاله عدد سبتمبر (أيلول) التقليدي السميك).
يقول السيد فارنيتي: «يشارك 150 شخصاً في الأمر. ونحو 20 رحلة طيران، بخلاف عشرات الرحلات بالقطار أو نحوها. مع وجود 40 سيارة على أهبة الاستعداد. و60 حالة من التسليمات الدولية. مع الأضواء العاملة لفترة لا تقل عن 10 ساعات بلا توقف، وهي تعمل بمولدات الوقود بصورة جزئية. إلى جانب نفايات الطعام من مختلف المطاعم، والمواد البلاستيكية المستخدمة في تغليف الملابس. والكهرباء اللازمة لإعادة شحن الهواتف والكاميرات».
كان التعهد بالنأي التام عن التلوث قدر الإمكان من المهمات بالنسبة إلى السيد فارنيتي، لا سيما بعد أن تعهد هو و25 من المحررين الدوليين الآخرين لمجلة «فوغ» في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي بالمساعدة على الحفاظ على كوكبنا لأجل الأجيال القادمة مع إظهار الاحترام للبيئة الطبيعية.
ولا تعتبر هذه التصريحات استثنائية بحال، على اعتبار هوس صناعة الموضة والأزياء بالمحافظة على الاستدامة. ولكن التصريحات ليست كافية بعينها، كما قال السيد فارنيتي في مقابلة شخصية سابقة: «من المهم للغاية أن تتحول الأقوال إلى أفعال».
وكان نصيبه من ذلك يتمثل في استبدال الصور الفوتوغرافية بالصور والرسوم التوضيحية، مع استئجار الفنانين لإظهار الملابس على صفحات المجلة من دون تصويرها، على نحو ما وصف بنفسه في كلمته الافتتاحية.
يأتي العدد الجديد من المجلة، الموجود في أكشاك بيع الصحف والمجلات اعتباراً من 7 يناير، موزعاً بين 8 أغلفة مختلفة. كل منها يصور إحدى العارضات التي ترتدي إحدى منتجات «غوتشي»، وعلى الرغم من اختلاف الأغلفة الثمانية في الأناقة من الرسومات الملصقة إلى الخيالات اليابانية التي تتقابل مع النهضة الإيطالية. وكل الأغلفة تعرض لعبارة واحدة: «جرى إخراج العدد الحالي بلا صور فوتوغرافية».
وفي الغلاف، جاء رسم للعارضة الإيطالية فانيسا بيكروفت في وضع مائل يحاول ثني الجسد بالقوة، كي يتماهى مع حدود غلاف المجلة. وقالت العارضة الإيطالية إن الغلاف الجديد هو أول مشروعات الأزياء المرسومة بالنسبة إليها.
وقدم كاسي نامودا، الرسام الأميركي من موزمبيق، رسماً للعارضة أمبر كريستال زارزويلا، وهي تبكي حال جلوسها على حافة كرسي من اللون الأحمر. وإلى جانب رأسها توجد دماء متساقطة من ناموسة، وهو رسم يعكس ظاهرة الاحتباس الحراري المناخية.
وكانت العارضة أوليفيا فينتين، المفضلة دائماً لدى رسام الصور ميلو مانارا، ترتدي قفازات من الجلد الأحمر وتمسك بسوط من الجلد الأسود، وهي تقف على خلفية كثيفة من السحب الحالمة. وقال السيد فارنيتي إنه كانت هناك مناقشات بشأن ما إذا كان من المناسب العودة إلى المثيرات الجسدية على أغلفة المجلة المخصصة بالأساس إلى النساء في عصر تمكين المرأة الحالي: «لكن في نهاية الأمر، قررنا أن الفتيات هن من يسيطرن على أنفسهن»، واصفاً أن الرسم مستوحى من تمثال «ديفيد» لمايكل أنجلو.
كانت مجلة «فوغ» الإيطالية طالما ما استعانت بالقضايا الاجتماعية مثل «علف الأزياء» في موضوعاتها. وفي عام 2008، نشرت فرانكا سوزاني، المحررة السابقة للمجلة، غلافاً لا يصور إلا العارضات السمراوات فقط، مع محاولتها المستمرة لإثارة الجدل طيلة فترة وجودها في المجلة من خلال المقالات الافتتاحية التي تتعلق بقضايا شائكة مثل العنف المنزلي، وتسريب النفط، والحرب على الإرهاب.
ومنذ تولي أمر المجلة إثر وفاة السيدة سوزاني في عام 2016، واصل السيد فارنيتي اعتماد الاتجاه نفسه. وفي عام 2017، تصدر عناوين وسائل الإعلام الرئيسية بعدما نشر قبلة على غلاف المجلة، ثم خصص عدداً من المجلة لمناقشة قضية النساء اللائي تجاوزن الستين عاماً من أعمارهن. (لقد أثار العديد من الانتقادات أيضاً في عام 2018 عندما اتهمت المجلة بأنها وضعت صورة للعارضة الأميركية البيضاء جيجي حديد بوجه أسمر!).
ويعتبر عدد يناير المقبل والمرسوم بالكامل من بين أكثر أعداد المجلة جرأة لدى السيد فارنيتي حتى الآن. ومع ذلك، فهي مجرد إيماءة في نهاية المطاف، وليست شكلاً من أشكال التغيير طويل الأجل الذي يمكن أن يقلل فعلياً من بصمات الكربون في صناعة مجلات الموضة والأزياء، والسيد فارنيتي يدرك ذلك تماماً.
وهو يقول: «أعتقد أن أكثر الأساليب أمانة في مواجهة مشكلة من المشكلات هو البدء بالاعتراف بوجودها أولاً»، مشيراً إلى النفقات البيئية التي ذكرها في مقالته الافتتاحية. «كانت تلك طريقتنا في الإعراب عن اعتقادنا بأننا جزء من الأعمال التي هي أبعد ما تكون عن الاستدامة».
وباعتبارها خطوة إلى الأمام، قال السيد فارنيتي إنه في عام 2020 سوف تكون مجلة «فوغ» الإيطالية من أولى مطبوعات «كوندي نيست»، التي تستخدم الغلاف البلاستيكي القابل للتحلل العضوي بنسبة 100 في المائة.
وعلى الصعيد المحلي، فإن الأموال التي جرى توفيرها من تجاوز الصور الفوتوغرافية سوف يتم التبرع بها إلى مركز «فوندازيوني كويريني ستامباليا»، وهو مركز ثقافي ومكتبة عامة في مدينة فينيسيا كانت قد تضررت كثيراً، بسبب ارتفاع مياه الفيضان في المدينة. ولن تكشف المجلة عن مبلغ التبرع للمركز.

- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

العالم العربي تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

أظهر التقرير السنوي لحرية الصحافة لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، اليوم الأربعاء، أن تونس والسنغال كانتا من بين الدول التي تراجعت في الترتيب، في حين بقيت النرويج في الصدارة، وحلّت كوريا الشمالية في المركز الأخير. وتقدّمت فرنسا من المركز 26 إلى المركز 24.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (الثلاثاء)، باستهداف الصحافيين، مشيراً إلى أنّ «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم». وقال في رسالة عبر الفيديو بُثّت عشية الذكرى الثلاثين لـ«اليوم العالمي لحرية الصحافة»، إن «كلّ حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة... حرية الصحافة هي شريان الحياة لحقوق الإنسان»، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم»، مشيراً إلى أنّه «يتمّ استهداف الصحافيين والعاملين في الإعلام بشكل مباشر عبر الإنترنت وخارجه، خلال قيامهم بعملهم الحيوي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

ذكرت جمعية تعنى بالدفاع عن وسائل الإعلام أن تهمة التجسس وجهت رسمياً لصحافي صيني ليبرالي معتقل منذ عام 2022، في أحدث مثال على تراجع حرية الصحافة في الصين في السنوات الأخيرة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». كان دونغ يويو، البالغ 61 عاماً والمعروف بصراحته، يكتب افتتاحيات في صحيفة «كلارتي» المحافظة (غوانغمينغ ريباو) التي يملكها الحزب الشيوعي الحاكم. وقد أوقف في فبراير (شباط) 2022 أثناء تناوله الغداء في بكين مع دبلوماسي ياباني، وفق بيان نشرته عائلته الاثنين، اطلعت عليه لجنة حماية الصحافيين ومقرها في الولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية اليابانية العام الماضي إنه أفرج عن الدبلوماسي بعد استجو

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم العربي المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

بدا لافتاً خروج أربعة وزراء اتصال (إعلام) مغاربة سابقين ينتمون إلى أحزاب سياسية مختلفة عن صمتهم، معبرين عن رفضهم مشروع قانون صادقت عليه الحكومة المغربية الأسبوع الماضي، لإنشاء لجنة مؤقتة لمدة سنتين لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» وممارسة اختصاصاته بعد انتهاء ولاية المجلس وتعذر إجراء انتخابات لاختيار أعضاء جدد فيه. الوزراء الأربعة الذين سبق لهم أن تولوا حقيبة الاتصال هم: محمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» المعارض، ومصطفى الخلفي، عضو الأمانة العامة لحزب «العدالة والتنمية» المعارض أيضاً، والحسن عبيابة، المنتمي لحزب «الاتحاد الدستوري» (معارضة برلمانية)، ومحمد الأعرج، عضو

«الشرق الأوسط» (الرباط)
المشرق العربي «الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

«الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

انتقدت جامعة الدول العربية ما وصفته بـ«التضييق» على الإعلام الفلسطيني. وقالت في إفادة رسمية اليوم (الأربعاء)، احتفالاً بـ«يوم الإعلام العربي»، إن هذه الممارسات من شأنها أن «تشوّه وتحجب الحقائق». تأتي هذه التصريحات في ظل شكوى متكررة من «تقييد» المنشورات الخاصة بالأحداث في فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في فترات الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».