تخفيضات وتطبيقات ذكية في مصر لاجتذاب السائحين

تضم المتاحف الأثرية المفتوحة بقنا والأقصر وأسوان

معبد الكرنك بالأقصر (تصوير: عبد الفتاح فرج)
معبد الكرنك بالأقصر (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

تخفيضات وتطبيقات ذكية في مصر لاجتذاب السائحين

معبد الكرنك بالأقصر (تصوير: عبد الفتاح فرج)
معبد الكرنك بالأقصر (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تسعى مصر، خلال الفترة المقبلة، إلى اجتذاب المزيد من السائحين الأجانب، عبر إصدار قرارات جديدة تسهم في تشجيعهم على الذهاب إلى المدن المصرية الأثرية والتاريخية في جنوب البلاد. وأصدرت وزارة السياحة والآثار المصرية، أمس، 3 قرارات جديدة، عقب دمج وزارتي الآثار والسياحة في وزارة واحدة، بالتعديلات الوزارية الأخيرة، من بينها تخفيض تذاكر دخول المناطق والمتاحف الأثرية في محافظات قنا والأقصر وأسوان (جنوب مصر) بنسبة 50 في المائة في الصيف، إذ سيدفع جميع السائحين الأجانب سعراً موحداً، وهو سعر تذاكر الطلاب الأجانب، الذي يمثل 50 في المائة من سعر التذكرة الكاملة.
كما قرر المجلس الأعلى للآثار أيضاً فتح منفذ بيع فرعي جديد للتذاكر المجمّعة للمواقع والمتاحف الأثرية بمتحف آثار الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، المقرر افتتاحه خلال الأسابيع المقبلة، مما سيعمل على تيسير عملية شراء التذاكر على الشركات السياحة.
ويرى أصحاب شركات السياحة المصرية، من بينهم ثروت عجمي رئيس غرفة الشركات السياحية بالأقصر، أن «القرارات الجديدة ستعمل على تنشيط السياحة في موسم الصيف المقبل، لا سيما مع عودة سائحي دول أوروبا الغربية للسوق المصرية أخيراً». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «تخفيض أسعار التذاكر، وتوحيدها، سوف يسهم في اجتذاب السائحين، لأنهم ببساطة سيوفرون من وراء هذا القرار عشرات الدولارات التي من الممكن الاستمتاع بها في مناطق جديدة أو شراء مقتنيات ومستنسخات مميزة».
ووفقاً لوزارة السياحة والآثار، فإنه تم اتخاذ قرار بالبدء في عملية التحول الرقمي لإيرادات وزارة السياحة والآثار، مما يتيح خدمة الحجز الإلكتروني لتذاكر المتاحف والمواقع الأثرية، عن طريق استخدام شبكة الإنترنت وتطبيقات الهاتف الجوال، للمساهمة في تسهيل عملية الحجز وتقليل طوابير الانتظار على شباك حجز التذاكر بالمتاحف والمناطق الأثرية، كما سيتم أيضاً بيع المستنسخات والكتب الأثرية والسياحية، من خلال تلك التطبيقات.
وتضم محافظات الوجه القبلي في مصر معابد ومتاحف فرعونية نادرة تجتذب السائحين من جميع أنحاء العالم، لا سيما في موسم الشتاء الدافئ الذي يبدأ في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وينتهي في شهر أبريل (نيسان)، من كل عام، لذلك تسعى وزارة السياحة والآثار إلى تشجيع السائحين على زيارة تلك المناطق على مدار العام، خصوصاً في فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة في النهار عن 40 درجة مئوية.
وتتراوح أسعار تذاكر دخول المتاحف والمعابد والمناطق الأثرية في تلك المحافظات في موسم الشتاء بين 60 جنيهاً و400 جنيه (الدولار الأميركي يعادل 16 جنيهاً مصرياً)، ويبلغ سعر تذكرة دخول الأجانب لمعبد الكرنك 150 جنيهاً مصرياً، والطلاب الأجانب 75 جنيهاً، فيما يبلغ سعر تذكرة دخول معبد الأقصر 140 جنيهاً للأجانب، و20 جنيهاً للمصريين.
في السياق نفسه، حلَّقت 40 رحلة بالون طائر في سماء مدينة الأقصر، أمس، على متنها 910 سائحين من جنسيات مختلفة لمشاهدة الآثار والمعابد والوديان والنيل والمناظر الطبيعية.
وقال أحمد عبود، رئيس إحدى شركات البالون الطائر بالأقصر في بيان صحافي، أمس، إن «الإقبال على رحلات البالون يشهد حالياً انتعاشة لافتة، مع زيادة أعداد السائحين بالمدينة التاريخية في هذا الموسم». وأضاف أن «سياحة البالون الطائر بالأقصر أصبحت واحدة من أهم أنواع سياحة المغامرات في مصر، واحتلّت ترتيباً دولياً مميزاً في العالم»، مشيراً إلى أن «وزارة الطيران المدني المصرية بذلت جهوداً كبيرة لرفع معايير السلامة الجوية في مجال البالون الطائر».
ويتوقع خبراء الاقتصاد مواصلة انتعاش السياحة المصرية خلال الفترة المقبلة، على غرار «المجموعة المالية المصرية (هيرميس)»، التي قالت في بيان صحافي أمس إن «قطاع السياحة حقق عائدات فاقت التوقعات في العام المالي الماضي (2018 - 2019) بلغت 12.6 مليار دولار، وهو أعلى مستوى لها في تاريخها، مع توقعات بتحقيق إيرادات تتجاوز 15 مليار دولار، خلال العام المالي (2020 - 2021)».
وقال أحمد شمس، رئيس قطاع البحوث بالمجموعة المالية، إن «عودة السياحة الروسية يمكنها إضافة عائدات تُقدّر بنحو ملياري دولار سنوياً إلى السياحة المصرية».
وعانت السياحة المصرية عدة سنوات بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، عام 2011، إذ شهدت البلاد انخفاضاً ملحوظاً في أعداد السائحين وتراجع العائد الاقتصادي، وتسريح آلاف العمال بسبب حالة الركود السياحي، والاضطرابات الأمنية التي عاشتها في مصر، بعد عام 2011. وفي العامين الأخيرين شهد قطاع السياحة تحسناً ملحوظاً عكسته نسبة الإيرادات وحجم الإشغالات الفندقية بجميع المدن السياحية المصرية.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.