تعيش القواعد التي تضم جنوداً تابعين للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم «داعش» في العراق، في ظل حال تأهب منذ أسابيع، على خلفية هجمات صاروخية دأبت على شنها ميليشيات مسلحة يُعتقد أنها مرتبطة بإيران، وكان آخرها في كركوك حيث قُتل متعاقد أميركي. واستدعى هذا الهجوم رداً أميركياً قوياً، ليلة الأحد، استهدف خمسة معسكرات لفصيل «حزب الله» العراقي، على جانبي الحدود العراقية – السورية، وهو ما حذّرت ميليشيات مرتبطة بإيران من أنه لن يمر دون رد، ما يثير مخاوف من هجمات جديدة ضد جنود التحالف الدولي.
كيف تؤثر هذه التطورات على عمليات التحالف ضد «داعش»؟ أين ينتشر جنود هذا التحالف، وكم عددهم؟
يُقر مسؤولون في التحالف بأن الهجمات التي طالت في الأسابيع الماضية قواعد التحالف في العراق أضرّت، في شكل غير مباشر، بالحملة ضد «داعش»، كونها حرفت الجهود عن ملاحقة خلايا التنظيم الإرهابي إلى الاهتمام بأمن القواعد التي ينتشر فيها جنود التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ويقول العقيد مايلز كاغينز، الناطق باسم قوات التحالف لهزيمة «داعش»، في مقابلة هاتفية أجرتها معه «الشرق الأوسط» قبل أيام خلال وجوده في بغداد، إن الهجمات الصاروخية على قواعد التحالف لم تمنعه حتى الآن من الاستمرار في جهوده لمساعدة القوات الحكومية العراقية و«قوات سوريا الديمقراطية» في ملاحقة فلول «داعش» في مناطق نائية منعزلة يختبئون فيها، في كل من سوريا والعراق. لكنه يقر بأن هذه الهجمات أثرت سلباً وبطريقة غير مباشرة على جهود التحالف، إذ إنه بات مضطراً مثلاً إلى أن يرسل طائرات «الدرون» في عمليات هدفها حماية قواعده وجنوده، عوض إرسالها في عمليات ضد «داعش».
وتوضح ناطقة أخرى باسم التحالف الدولي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن التحالف ينشر نحو 10 آلاف جندي في العراق وسوريا، بالإضافة إلى قوات تنتشر في الكويت، في إطار «مواصلة دعم العمليات الأمنية لشركائنا لضمان الهزيمة المستدامة لـ(داعش)». وتشير إلى أن جنود التحالف في العراق يواصلون تدريب «شركائنا الأمنيين» في مجالات مختلفة، مثل «تدريب قوات المشاة، والتدريب على السلاح، والحماية ضد الهجمات الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية، والطبابة، والتدريب اللوجستي، والتدريب على جمع أدلة الطب الشرعي في ميادين القتال». أما في سوريا، فتقول الناطقة إن «التحالف شريك لقوات أمنية محلية، كردية وعربية، من أجل هزيمة الخلايا النائمة لـ(داعش) وحماية البنية التحتية الأساسية».
وينتشر جنود التحالف الدولي في العراق حالياً ضمن قواعد عسكرية تابعة للجيش العراقي، أو قواعد تابعة لقوات البيشمركة في إقليم كردستان بشمال العراق. ففي محافظة الأنبار، غرب العراق، ينتشر جنود التحالف في قاعدة عين الأسد، ثاني أكبر القواعد الجوية العراقية، وقاعدة الحبانية (بين مدينتي الفلوجة والرمادي). وفي محافظة بغداد، ينتشر جنود التحالف في قاعدتي معسكر التاجي (27 كيلومتراً شمال بغداد) ومعسكر فيكتوري (بمحيط مطار بغداد الدولي). أما في إقليم كردستان، فينتشر التحالف أيضاً في حقل الأطرش النفطي بمحافظة دهوك، وفي أكثر من موقع وقاعدة بمحافظة أربيل.
أما في سوريا، فيقول العقيد كاغينز لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات التحالف تنتشر إلى جانب «قوات سوريا الديمقراطية» حول آبار النفط في شرق سوريا، كما أنها تنتشر في قاعدة التنف التي وصفها بأنها «استراتيجية» في عمق البادية السورية، إلى جانب فصيل «مغاوير الثورة» المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد.
التحالف الدولي ضد «داعش»... 10 آلاف جندي يواجهون هجمات «حلفاء إيران»
التحالف الدولي ضد «داعش»... 10 آلاف جندي يواجهون هجمات «حلفاء إيران»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة