العراق: مقتل شرطي وإصابة 4 متظاهرين في كربلاء

متظاهرون عراقيون يشتبكون مع الشرطة في العاصمة بغداد (أرشيفية - رويترز)
متظاهرون عراقيون يشتبكون مع الشرطة في العاصمة بغداد (أرشيفية - رويترز)
TT

العراق: مقتل شرطي وإصابة 4 متظاهرين في كربلاء

متظاهرون عراقيون يشتبكون مع الشرطة في العاصمة بغداد (أرشيفية - رويترز)
متظاهرون عراقيون يشتبكون مع الشرطة في العاصمة بغداد (أرشيفية - رويترز)

أفاد شهود عيان، اليوم (الأحد)، بأن أحد عناصر الشرطة قتل وأصيب أربعة متظاهرين بحالات اختناق جراء استنشاق الغازات المسيلة للدموع، بعد مصادمات ليلية بين المتظاهرين والقوات الأمنية وسط مدينة كربلاء (118 كم جنوب بغداد).
وأبلغ الشهود، وكالة الأنباء الألمانية، بأن قوات الشرطة عثرت في وقت مبكر اليوم (الأحد) على جثة أحد عناصر الشرطة وعليها آثار رصاص حي قرب جسر الضريبة، فيما أصيب 4 من المتظاهرين بحالات اختناق جراء استنشاق الغازات المسيلة للدموع، بعد أن استخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع لتفريق المظاهرات الاحتجاجية وسط كربلاء الليلة الماضية.
وتجمع آلاف المتظاهرين في ساحة التربية للشهر الثالث على التوالي، في إطار المظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها العراق منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وشهدت بغداد، أول من أمس (الجمعة)، مناوشات متواصلة بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين في ساحة الوثبة وسط العاصمة، حيث انتهت إلى مقتل الناشط مرتضى محمد الزبيدي، نتيجة إطلاق النار العشوائي التي قامت به قوات الشغب.
بدوره، أعلن عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي، عن قيام السلطات الحكومية بإطلاق «سراح غالبية المعتقلين بسبب المظاهرات، ويبلغ عددهم 2700 متظاهر اعتقلوا منذ الأول من أكتوبر الماضي». وذكر البياتي، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن «ما تبقى وعدد نحو 100 معتقل ما زالوا قيد التحقيق، وهنالك جهود مكثفة لإطلاق سراحهم». وأكد البياتي «عدم إحالة أي متظاهر استناداً إلى مواد قانون مكافحة الإرهاب كما أُشيع».
وبشأن أعداد المختطفين الذين باتت قضيتهم تحظى باهتمام استثنائي من جماعات الحراك والرأي العام المحلي، كشف البياتي عن تسلم مفوضية حقوق الإنسان «شكاوى باختطاف 68 متظاهراً على يد جهات مجهولة، أُطلق سراح أو تم تحرير 12 منهم من قِبل الجهات الحكومية». وسبق أن أعلن البياتي عن اغتيال 29 ناشطاً على يد جماعات مجهولة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».