الصين تعد بدعم الشركات الخاصة وفتح أسواقها دولياً

خطوات تلين إحدى نقاط الخلاف الرئيسية مع أميركا

وعدت بكين بفتح أسواق النفط والاتصالات والطاقة للقطاع الخاص لتعزيز نمو اقتصادها المتباطئ (أ.ب)
وعدت بكين بفتح أسواق النفط والاتصالات والطاقة للقطاع الخاص لتعزيز نمو اقتصادها المتباطئ (أ.ب)
TT

الصين تعد بدعم الشركات الخاصة وفتح أسواقها دولياً

وعدت بكين بفتح أسواق النفط والاتصالات والطاقة للقطاع الخاص لتعزيز نمو اقتصادها المتباطئ (أ.ب)
وعدت بكين بفتح أسواق النفط والاتصالات والطاقة للقطاع الخاص لتعزيز نمو اقتصادها المتباطئ (أ.ب)

قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الثلاثاء، إن الصين ملتزمة بخلق بيئة أعمال دولية موجهة نحو السوق وقائمة على القانون، وسوف تتعامل مع المؤسسات من جميع أشكال الملكية على قدم المساواة.
وصرح لي بذلك خلال مراسم افتتاح القمة التجارية السابعة بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية في مدينة تشنغدو جنوب غربي الصين. وتابع قائلا إن الصين لن تتبنى الحمائية بسبب العجز التجاري مع كوريا واليابان، مشيرا إلى أن الصين توسع بثبات انفتاحها وأن بابها أمام العالم الخارجي سوف يفتح على نطاق أوسع، مرحبا بشركات كوريا واليابان لاغتنام فرصة الانفتاح الصيني للاستفادة من الفرص التجارية المتنامية، وذلك لتحقيق أفضل منفعة المتبادلة ونتائج فوز مشترك.
كما وعدت الصين بتقديم مزيد من الدعم في 2020 للشركات الخاصة الأكثر حيوية في خلق الوظائف، في مواجهة تباطؤ اقتصادي أدت الحرب التجارية مع واشنطن إلى تفاقمه.
وتراجعت نسبة نمو اقتصاد الدولة الآسيوية العملاقة إلى ستة في المائة على مدى عام في الفصل الثالث من العام، في أدنى مستوى يسجل منذ 27 عاما، بينما تخوض بكين مواجهة تجارية مع واشنطن.
وتضر هذه المواجهة المتمثلة بتبادل فرض رسوم جمركية عقابية على بضائع بمئات المليارات من الدولارات سنويا، بنمو الاقتصاد الصيني الذي يعتمد إلى حد كبير على التصدير.
وفي أجواء اقتصادية متوترة، نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن رئيس الوزراء لي كه تشيانغ قوله الاثنين إنه «قلق جدا على تمويل الشركات الصغيرة» الخاصة التي تعد الأكثر حيوية في خلق الوظائف، لكنها تواجه صعوبات في الحصول على تمويل يمنح أولا للمجموعات الحكومية على الرغم من ضآلة أرباحها. وأضاف أن الحكومة «ستزيد دعمها للمصارف الصغيرة والمتوسطة» التي تقدم خدمات مباشرة لهذه الشركات.
كما تحدث عن خفض مقبل في مستوى الاحتياطيات التي يفرض على المصارف امتلاكها، ما يسمح بتحرير بعض السيولة لإقراض مبالغ أكبر للشركات الخاصة. لكنه لم يحدد أي برنامج زمني. وكان المصرف المركزي الصيني خفض أساسا في سبتمبر (أيلول) الماضي الاحتياطي الإلزامي للمصارف لمساعدة الاقتصاد.
وحسب تقرير نشرته «بلومبرغ»، تهدف الخطوات التي أعلنها مجلس الدولة ومجلس الوزراء الصيني إلى مساعدة الشركات الخاصة على الوصول بشكل أفضل إلى الأسواق ومعاملة تنظيمية متساوية مثل أقرانها المملوكة للدولة.
وتصاعدت الضغوط على صانعي السياسة في بكين للتصرف في الوقت الذي استنزفت فيه الرسوم الأميركية الطلب على الصادرات الصينية، وكذلك وجود حملة مستمرة لكبح جماح صناعة الظل المصرفية في البلاد تشدد توافر التمويل.
وكان القطاع الخاص، الذي يمثل 9 من كل 10 وظائف جديدة موجودة في الصين، الأكثر تضررا بفضل ما يقول النقاد إنه نظام يوجه ظروف العمل لصالح الشركات المملوكة للدولة.
ووفقا لإحصاءات الحكومة، تمثل الشركات الخاصة 50 في المائة من عائدات الضرائب في البلاد، و60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، و80 في المائة من العمالة في المناطق الحضرية لاقتصاد الصين.
ومع تباطؤ النمو الاقتصادي منذ أوائل التسعينيات، انتشرت حالات الإفلاس بين الشركات الخاصة، الأمر الذي دفع الرئيس شي جينبينغ في أواخر عام 2018 إلى التعهد بدعم «لا يتزعزع» للقطاع... ومنذ ذلك الحين، أطلقت بكين مجموعة كبيرة من السياسات الداعمة، بما في ذلك التخفيضات الضريبية، وإجراءات لتشجيع الإقراض المصرفي للشركات غير الحكومية.
وأكدت «بلومبرغ» أن الخطوات المعلنة حديثا صدرت كوثيقة موحدة للحكومة المركزية، وهي الأولى التي تنشرها بكين تركز على القطاع الخاص على وجه التحديد. وأوضحت الوكالة أن توجيه المزيد من الدعم للشركات الخاصة يمكن أن يساعد بكين على معالجة إحدى نقاط الخلاف الرئيسية مع الولايات المتحدة؛ ألا وهو أن الدعم للشركات المملوكة للدولة خلق مزايا غير عادلة.
ولفتت «بلومبرغ» إلى أن الاتفاق المبدئي المنتظر توقيعه في يناير (كانون الثاني) المقبل بين أكبر اقتصادين في العالم لا يعالج هذه المسألة في الوقت الحالي، وفقا للتفاصيل الصادرة من الصين.
وتضمنت القرارات الصينية منح مستثمري القطاع الخاص إمكانية الوصول إلى قطاعات الكهرباء والاتصالات والسكك الحديدية والنفط والغاز الطبيعي، والسماح لهم بأن يصبحوا مساهمين في شركات الاتصالات وأصحاب المصلحة الرئيسيين في شركات توليد الطاقة وتوزيعها، والسماح للشركات الخاصة بالدخول إلى قطاعات التنقيب والتخزين ونقل النفط والغاز، دعم الشركات الخاصة المؤهلة لاستيراد وتصدير النفط.
وجاءت القرارات أيضا بتعهدات لتحسين الخدمات المصرفية للشركات الخاصة، بما في ذلك تبني قدر أكبر من التسامح مع نسبة القروض المتعثرة للشركات الصغيرة، ودعم التمويل المباشر من قبل الشركات الخاصة، بما في ذلك تشجيعهم على أن يكونوا مدرجين في لوحة التكنولوجيا على غرار بورصة ناسداك الصينية في شنغهاي، ودعم مبيعات السندات ومقايضة الديون بالسهم، وتشجيع الشركات الخاصة على المشاركة في إعادة هيكلة المؤسسات المملوكة للدولة وبناء مجموعات المدن الضخمة.
وكانت الصين قد وافقت على أول شركة أجنبية لإدارة الأصول، بحصة أغلبية تصل إلى 55 في المائة، لتأسيس شركة لإدارة الأصول في شنغهاي، واعتبرت بكين أن هذا الإجراء مهم لتنفيذ الانفتاح المالي في الصين وسيساعد في الاستفادة من الخبرات الدولية في تشغيل الأعمال وإدارة المخاطر.
ومن جهة أخرى، قالت وزارة المالية الصينية في موقعها الإلكتروني أمس، إن مجمل أرباح الشركات الصينية المملوكة للدولة ارتفع بنسبة 5.3 في المائة على أساس سنوي في الأشهر الـ11 الماضية من العام الجاري. وتباطأ النمو عن نظيره البالغ 5.4 في المائة عن الفترة بين يناير وأكتوبر (تشرين الأول).
وحققت الشركات الخاضعة للإدارة المركزية أرباحا بقيمة 2.09 تريليون يوان، بزيادة 7.7 في المائة على أساس سنوي. ووصلت الإيرادات الإجمالية لهذه الشركات إلى 55.75 تريليون يوان في الفترة المذكورة، بزيادة 6.4 في المائة عن العام السابق. وبلغت نسبة الديون إلى الأصول 64.4 في المائة بنهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، ما حافظ على نفس المستوى عن نفس الفترة من العام المنصرم، حسب الوزارة.


مقالات ذات صلة

نائبة بالبرلمان الفرنسي: نتطلع لتعاون مستدام مع السعودية في ظل «رؤية 2030»

الاقتصاد نائبة البرلمان الفرنسي أميليا لكرافي (الشرق الأوسط)

نائبة بالبرلمان الفرنسي: نتطلع لتعاون مستدام مع السعودية في ظل «رؤية 2030»

في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن إطار «رؤية 2030»، تتجه الأنظار نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين السعودية وفرنسا.

أسماء الغابري (جدة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)

انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
TT

انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع في الأسبوع الماضي، مما يشير إلى استقرار سوق العمل في بداية العام، رغم أن بعض العمال المسرحين لا يزالون يواجهون صعوبات في العثور على وظائف جديدة.

وقالت وزارة العمل الأميركية، الأربعاء، إن طلبات الحصول على إعانات البطالة الأولية في الولايات انخفضت بمقدار عشرة آلاف، لتصل إلى 201 ألف طلب معدلة موسمياً في الأسبوع المنتهي في الرابع من يناير (كانون الثاني). وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 218 ألف طلب في الأسبوع الأخير. وقد تم نشر التقرير قبل يوم واحد من الموعد المقرر، حيث تغلق مكاتب الحكومة الفيدرالية، الخميس، تكريماً للرئيس السابق جيمي كارتر الذي توفي في 29 ديسمبر (كانون الأول) عن عمر ناهز 100 عام.

وعلى الرغم من أن طلبات الحصول على الإعانات تميل إلى التقلب في بداية العام، فإنها تتأرجح حول مستويات تدل على انخفاض حالات تسريح العمال، ما يعكس استقراراً في سوق العمل، ويدعم الاقتصاد الأوسع. وقد أكدت البيانات الحكومية التي نشرت، الثلاثاء، استقرار سوق العمل، حيث أظهرت زيادة في فرص العمل في نوفمبر (تشرين الثاني)، مع وجود 1.13 وظيفة شاغرة لكل شخص عاطل عن العمل، مقارنة بـ1.12 في أكتوبر (تشرين الأول).

وتُعد حالة سوق العمل الحالية دعماً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي قد يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير في يناير، وسط عدم اليقين بشأن تأثير السياسات الاقتصادية المقترحة من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب. وكان ترمب قد تعهد بتخفيض الضرائب، وزيادة التعريفات الجمركية على الواردات، فضلاً عن ترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين، وهي خطط حذر خبراء الاقتصاد من أنها قد تؤدي إلى تأجيج التضخم.

وفي ديسمبر، خفض البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة القياسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.25 في المائة - 4.50 في المائة. ورغم ذلك، توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة مرتين فقط هذا العام، مقارنةً بأربعة تخفيضات كان قد توقعها في سبتمبر (أيلول)، عندما بداية دورة تخفيف السياسة. جدير بالذكر أن سعر الفائدة قد تم رفعه بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عامي 2022 و2023 بهدف مكافحة التضخم.

ورغم أن عمليات التسريح لا تزال منخفضة مقارنة بالمعايير التاريخية، فإن عمليات التوظيف شهدت تباطؤاً، مما ترك بعض الأشخاص المسرحين يواجهون فترات طويلة من البطالة. وأظهر تقرير المطالبات أن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدة، وهو مؤشر على التوظيف، قد زاد بمقدار 33 ألف شخص ليصل إلى 1.867 مليون شخص معدلة موسمياً خلال الأسبوع المنتهي في 28 ديسمبر.

ويرتبط جزء من الارتفاع فيما يسمى «المطالبات المستمرة» بالصعوبات التي تتجاوز التقلبات الموسمية في البيانات. ومع اقتراب متوسط مدة البطالة من أعلى مستوى له في ثلاث سنوات في نوفمبر، يأمل الخبراء الاقتصاديون في تحسن الأوضاع مع نشر تقرير التوظيف المرتقب لشهر ديسمبر يوم الجمعة المقبل.

وأظهرت توقعات مسح أجرته «رويترز» أن الوظائف غير الزراعية قد زادت على الأرجح بحوالي 160 ألف وظيفة في ديسمبر، مع تلاشي الدعم الناتج عن نهاية الاضطرابات الناجمة عن الأعاصير والإضرابات التي قام بها عمال المصانع في «بوينغ»، وشركات طيران أخرى. وفي حين أضاف الاقتصاد 227 ألف وظيفة في نوفمبر، فإنه من المتوقع أن يظل معدل البطالة دون تغيير عند 4.2 في المائة.