معلومات مهمة قدمها المحققون البلجيكيون حول مخطط هجمات باريس

بروكسل: الكشف عن الوسطاء ومن عمل وراء الكواليس في تجهيز المتفجرات

TT

معلومات مهمة قدمها المحققون البلجيكيون حول مخطط هجمات باريس

تعرضت بلجيكا وأجهزتها الأمنية لانتقادات حادة، عقب وقوع تفجيرات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، وقالت وقتها السلطات الفرنسية إن منفذي الهجمات جاءوا من بروكسل، وإن الأجهزة الأمنية البلجيكية لم تتعامل بصورة جدية مع الأمر، مما أثار غضب واستياء سلطات بروكسل في ذلك الوقت. ولكن وبعد مرور أربع سنوات على الهجمات، وعقب عمليات تحقيق طويلة، تمكن المحققون البلجيكيون من تقديم المساعدة للأزمة وكشف العديد من الألغاز والطلاسم، التي شهدتها عمليات التحري والبحث عقب التفجيرات في باريس، وبالتالي استفادت سلطات التحقيق الفرنسية من الأمر، وأعلنت عن انتهاء التحقيقات وإحالة 20 شخصاً إلى المحاكمة، المتوقع لها في 2021.
وقالت وسائل إعلام بلجيكية في بروكسل، أمس (السبت): «عثر المحققون في بلجيكا على الدليل النهائي في لغز القضية لضمان اكتمال التحقيق في هذه القضية». ووفقاً لتقارير نُشرت في صحيفتي «دي مورغن» و«هيت لاتيست نيوز» الفلمنكيتين، تمكن الصحافيون من الاطلاع على الوثيقة المكونة من 500 صفحة، وصاغتها السلطات القضائية في باريس، والتي تحتوي على قضيتهم ضد المشتبه في قيامهم بالهجوم على استاد فرنسا في سان دينيس، ومقهى باتاكلان للموسيقى في وسط باريس. وتطالب السلطات القضائية المتخصصة في القضايا الإرهابية في باريس بمحاكمة 20 من المشتبه بهم أمام محكمة «آسيس» في العاصمة الفرنسية. ووفقاً لتقارير إعلامية، معظم الأسماء التي ظهرت في المستند كانت معروفة بالفعل. ومع ذلك، فإن العمل الأخير الذي قام به المحققون هنا في بلجيكا قد ساعد في العثور على عدد من الروابط المفقودة، وتحديد عدد من الشخصيات المهمة التي عملت وراء الكواليس، لتسهيل القيام بتلك الهجمات. وأضافت أن أحد هؤلاء الأشخاص مواطن سوري معروف بأنه صنع قنابل يستخدمها إرهابيون أقاموا في بلجيكا لفترة من الوقت. وهو الذي اشترى المكونات المستخدمة لصنع المتفجرات المستخدمة في الهجوم، حيث عُثر على الحمض النووي الخاص به أيضاً على أحزمة القنابل التي كان يرتديها الأخوان صلاح وإبراهيم عبد السلام في 13 نوفمبر 2015.
وفي نهاية نوفمبر الماضي بعد ما يزيد على أربعة أشهر، من إعلان النيابة العامة البلجيكية عن انتهاء التحقيقات في ملف هجمات بروكسل، التي وقعت في مارس (آذار) 2016، جرى الإعلان في الدولة الجارة، فرنسا، أنه بعد تحقيق واسع استمر أربع سنوات، أعلنت النيابة الفرنسية لمكافحة الإرهاب أنها طلبت محاكمة عشرين شخصاً في قضية اعتداءات 13 نوفمبر 2015 التي أسفرت عن سقوط 130 قتيلاً و350 جريحاً في باريس وضاحيتها الشمالية.
ويشمل طلب المحاكمة، الفرنسي البلجيكي صلاح عبد السلام، الرجل الوحيد من أفراد المجموعات المسلحة الذي بقي على قيد الحياة بعد الاعتداءات، وستة أشخاص آخرين صدرت بحقهم مذكرات توقيف دولية بينهم أسامة عطار والأخوان كلين اللذان يُعتقد أنهما قُتلا. وأصبح القرار النهائي لتحديد تفاصيل هذه المحاكمة غير العادية المقررة في 2021 في باريس، بيد قضاة مكافحة الإرهاب الذين تولوا التحقيق في هذه الاعتداءات التي أودت بحياة أكبر عدد من الأشخاص في مواجهة الهجمات المسلحة في فرنسا. وقال محامي عشرات جان رينهارت، إن طلب النيابة يؤكد بالتفصيل أنه «ليس هناك رجل واحد هو عبد السلام، بل 15 شخصاً على الأقل أسهموا بعناية بالإعداد للاعتداءات». وأضاف أن «الصمت الذي يلتزمه البعض (المتهمون) لم يمنع ظهور الحقيقة». وتضم الوثيقة التي تقع في 562 صفحة نتائج تحقيق استمر أربع سنوات وكان حجمه غير مسبوق، في 21 نوفمبر، وأرسلت إلى أكثر من 1740 طرفاً مدنياً، كما قالت نيابة مكافحة الإرهاب في بيان. وأول شخص تذكره النيابة هو البلجيكي أسامة عطار الذي يشتبه بأنه خطط للاعتداءات من سوريا ويمكن أن يحاكم غيابياً بتهمة «إدارة منظمة إرهابية» و«التواطؤ في جرائم قتل في عصابة منظمة». وهذا المقاتل الذي عُرف باسمه الحركي «أبو أحمد» ويعد من «أمراء» تنظيم «داعش» لم يتم توقيفه وتعدّه الاستخبارات ميتاً.
أما صلاح عبد السلام، المسجون في فرنسا منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة، فيمكن أن يحاكَم بتهم «القتل، ومحاولة القتل، والاحتجاز في إطار عصابة منظمة وعلى علاقة بمنظمة إرهابية»، وهو في سجن انفرادي وباستثناء بعض المناسبات النادرة، التزم الصمت أمام قضاة التحقيق الذين استدعوه مرات عدة.


مقالات ذات صلة

هجوم دموي في ألمانيا و«داعش» يتبنى

أوروبا وزيرة الخارجية الألمانية نانسي فيزر خلال وصولها إلى موقع الاعتداء (إ.ب.أ)

هجوم دموي في ألمانيا و«داعش» يتبنى

رفعت الشرطة الألمانية مستوى انتشارها في أنحاء البلاد بعد عملية طعن دموية شهدتها مدينة زولينغن (غرب)، ما زال منفذها طليقاً. في حين رفعت السلطات المحلية بولاية

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا وزير الداخلية جيرالد دارمانان ورئيس الوزراء الفرنسي المستقيل غابريال أتال خلال تفقدهما مكان الاعتداء (أ.ف.ب) play-circle 00:32

اعتقال المشتبه في تنفيذه الهجوم ضد كنيس يهودي بفرنسا... وفتح تحقيق متعلّق بالإرهاب

فتحت نيابة مكافحة الإرهاب في فرنسا، اليوم (السبت)، تحقيقاً في محاولات اغتيال «إرهابية»، بعد انفجار سيارة تحتوي على أسطوانة غاز، وإضرام حريق أمام معبد يهودي.

«الشرق الأوسط» (لا غراند موت (فرنسا))
أوروبا عدد من قوات الأمن يحيطون بمكان الاعتداء (رويترز) play-circle 00:39

اعتقال المشتبه به في تنفيذ الهجوم الدموي في ألمانيا... و«داعش» يتبنى

اعتُقل، السبت، رجل يُشتبه في أنه منفّذ عملية الطعن الدامية التي وقعت، الجمعة، خلال مهرجان في مدينة زولينغن بغرب ألمانيا وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنها.

راغدة بهنام (برلين)
شؤون إقليمية مئير إيتنغر الذي طالته العقوبات الأوروبية يوم الجمعة خلال مثوله أمام محكمة في الناصرة عام 2015 علماً بأنه من قادة جماعة للمستوطنين المتطرفين تدعى «شبان التلال» (أ.ب)

رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي يصف أفعال المستوطنين المتطرفين بـ«الإرهاب»

أثار رئيس جهاز «الشاباك»، رونين بار، عاصفة من الجدل بعد إرساله تحذيراً إلى نتنياهو، وصف فيها أفعال المستوطنين اليهود في الضفة الغربية بأنها «إرهاب».

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا قارب وضباط شرطة يؤدون صلاة الجنازة على ضباط الشرطة الذين قُتلوا في هجوم شنته عصابات إجرامية في منطقة رحيم يار خان في إقليم البنجاب، باكستان، 23 أغسطس 2024 (أ.ب.أ)

ارتفاع حصيلة هجوم على الشرطة في باكستان إلى 12 قتيلاً

ارتفعت حصيلة هجوم صاروخي على عناصر للشرطة تعطلت آليتهم في وسط باكستان إلى 12 قتيلاً، الجمعة، على ما ذكرت الشرطة.

«الشرق الأوسط» (لاهور)

السجن 50 عاما في المكسيك لقتلة 122 راكب حافلة

أرشيفية لرجال أمن في المكسيك يشرفون على إحراق مخدرات صودرت من أحد الكارتيلات
أرشيفية لرجال أمن في المكسيك يشرفون على إحراق مخدرات صودرت من أحد الكارتيلات
TT

السجن 50 عاما في المكسيك لقتلة 122 راكب حافلة

أرشيفية لرجال أمن في المكسيك يشرفون على إحراق مخدرات صودرت من أحد الكارتيلات
أرشيفية لرجال أمن في المكسيك يشرفون على إحراق مخدرات صودرت من أحد الكارتيلات

أعلن القضاء المكسيكي الأربعاء أنّه حكم على 11 عضواً سابقاً في كارتيل للمخدرات بالسجن لمدة 50 عاماً لكل منهم بعدما أدانهم بقتل 122 راكب حافلة في شمال غرب البلاد قرب الولايات المتّحدة قبل أكثر من عقد من الزمن.

وقال مكتب المدعي العام المكسيكي في بيان إنّ الرجال الـ11 كانوا أعضاء في كارتيل زيتاس حين وقعت المجزرة في 2010، وقد أدينوا بارتكاب "جريمة قتل موصوفة". وفي 2010 تحدثت شكاوى كثيرة عن تعرض ركاب للاختطاف ومن ثم العثور عليهم في مقابر سرية في ولاية تاماوليباس المتاخمة للولايات المتحدة.

وبحسب النيابة العامة فقد تمّ "إنزال الضحايا من الحافلات ثم عُثر عليهم بعد ذلك في عدة مقابر سرية". ولم يتم تحديد جنسيات الضحايا الذين قتلوا على طريق يسلكه عادة المهاجرون في محاولتهم الوصول إلى الولايات المتحدة.

لكنّ الشكاوى التي قدّمت في حينه أفادت أنّ غالبية الضحايا كانوا ركابا مكسيكيين يستقلون حافلات نقل عمومية، على عكس المهاجرين الذين يستخدمون في العادة وسائل نقل سرية. وتم اعتراض الحافلات قرب بلدية سان فرناندو، على بعد أقل من 200 كيلومتر من الحدود.

وفي أغسطس (آب) 2010، في نفس مدينة سان فرنادو، قُتل 72 مهاجرًا على أيدي أفراد كارتيل زيتاس. ووفقا للسلطات، فإنّ كارتيلات المخدرات كانت تسعى لأن تجنّد قسراً المهاجرين والمسافرين، ومن كان يرفض منهم كان يُقتل.