بما فيها لون شعرها وعينيها... علكة تكشف تفاصيل دقيقة عن فتاة عاشت قبل 5700 سنة

رسم تصوري للفتاة نشره الباحثون في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز»
رسم تصوري للفتاة نشره الباحثون في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز»
TT

بما فيها لون شعرها وعينيها... علكة تكشف تفاصيل دقيقة عن فتاة عاشت قبل 5700 سنة

رسم تصوري للفتاة نشره الباحثون في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز»
رسم تصوري للفتاة نشره الباحثون في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز»

عثر علماء دنماركيون على علكة عمرها 5700 عام، تمكنوا من خلالها تحديد صفات دقيقة جدا للفتاة التي كانت تمضغها، من بينها لون عينيها وشعرها وبشرتها وبعض الأمراض التي كانت تعاني منها.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد عثر علماء آثار من متحف لولاند فالستر، على قطعة صغيرة من العلكة المصنوعة من أشجار البتولا في موقع بجزيرة لولاند، رابع أكبر جزيرة في الدنمارك.
ومكنت هذه العلكة العلماء من التوصل للجينوم الكامل والميكروبيوم الفموي لهذه الفتاة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخراج مادة وراثية بشرية من شيء غير العظام.
وتوصل العلماء إلى أن العلكة تم مضغها من قبل فتاة في سن المراهقة، أطلقوا عليها اسم لولا نسبة إلى جزيرة لولاند، كانت تعيش ضمن مجموعة من الصيادين في أوروبا القارية، وقد أخبرتهم جينات معينة أنها كانت تمتلك عيون زرقاء وبشرة داكنة وشعر غامق.
وأشار العلماء أيضا إلى أن آخر وجبة تناولتها هذه الفتاة قبل إلقاء العلكة كانت البندق والبط، مؤكدين أن هذه الأطعمة يمكن أن تكون أحد المكونات الأساسية لنظامها الغذائي.
وأوضح العلماء كذلك أنهم وجدوا أدلة على إصابة لولا ببعض الأمراض، مثل فيروس إبشتاين - بار، الذي يعد أحد الفيروسات البشرية الأكثر شيوعاً، وهو فيروس مسؤول عن مرض ارتفاع كريات الدم البيضاءmononucleosis))، وقد يتسبب في الإصابة بحمى الغدد.
كما وجد العلماء أدلة تشير إلى إصابة الفتاة بالتهاب رئوي، ومعاناتها من حساسية اللاكتوز وبعض أمراض اللثة.
واشتهر مضغ العلكة المصنوعة من أشجار البتولا قديما للتخفيف من آلام الأسنان.
وقال ثيس جينسين، الباحث في معهد غلوب بجامعة كوبنهاغن وأحد العلماء الذين شاركوا في هذه الدراسة: «الموقع الذي عثرنا فيه على العلكة فريد من نوعه تماماً. كل شيء فيه تقريباً محاط بالطين، ما يعني أن الحفاظ على البقايا العضوية فيه أمر صعب للغاية».
وقال عالم آخر مشارك بالدراسة ويدعى هانز شرودر: «إنه لأمر مدهش أننا حصلنا على جينوم بشري قديم كامل من شيء آخر غير العظم».
وتابع: «هذا الاكتشاف قد يساعدنا على إجراء الكثير من الدراسات المتعلقة بالأحماض النووية في العصور القديمة».
وتم نشر نتائج هذا الاكتشاف أمس (الثلاثاء) في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز».


مقالات ذات صلة

تمارين صينية لعلاج آلام الظهر بدلاً من الأدوية الأفيونية

يوميات الشرق تمارين «تشي غونغ» تجمع بين الحركات البسيطة والتنفس العميق (جامعة مينيسوتا)

تمارين صينية لعلاج آلام الظهر بدلاً من الأدوية الأفيونية

أظهرت دراسة تجريبية أجرتها جامعة أتلانتيك الأميركية أن ممارسة تمارين «تشي غونغ» قد تسهم بشكل كبير في تخفيف آلام أسفل الظهر المزمنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الدكتور زياد العلي درس وفريقه تأثير أدوية لعلاج السمنة على الكلى والبنكرياس (جامعة واشنطن في سانت لوي)

أدوية لعلاج السُّمنة تشكل خطراً على الكلى والبنكرياس

حذّرت دراسة أميركية من أن أدوية شائعة تُستخدم لعلاج السكري والسمنة قد تزيد من خطر الإصابة بمشاكل في الكلى والبنكرياس والجهاز الهضمي، رغم فوائدها المتعددة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق التهاب الكبد المزمن «بي» يُعد من أبرز التحديات الصحية العالمية (جامعة جورج واشنطن)

دواء آمن وفعّال لعلاج التهاب «الكبد بي»

كشفت دراسة متعددة المراكز أُجريت في الصين عن نتائج وُصفت بـ«الواعدة» لدواء تجريبي جديد في علاج مرضى التهاب الكبد المزمن «بي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق قردة الكابوشين تتعلم مهارات جديدة من خلال الروابط الاجتماعية (جامعة دورهام)

الروابط الاجتماعية تحفز القرود على تعلم مهارات جديدة

أظهرت دراسة برازيلية أن قردة «الكابوشين» في حديقة سيرّا دا كابيفارا الوطنية بولاية بياوي البرازيلية قادرة على اكتساب مهارات جديدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من الفيلم المعروض (جامعة ماكماستر)

الأفلام الروائية قد تقلّل العنف ضدّ الأطفال

أفادت دراسة جديدة بأنّ عرض فيلم روائي محلّي الإنتاج عن تربية الأبناء أدّى إلى انخفاض كبير في العنف الجسدي ضدّ الأطفال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تمارين صينية لعلاج آلام الظهر بدلاً من الأدوية الأفيونية

تمارين «تشي غونغ» تجمع بين الحركات البسيطة والتنفس العميق (جامعة مينيسوتا)
تمارين «تشي غونغ» تجمع بين الحركات البسيطة والتنفس العميق (جامعة مينيسوتا)
TT

تمارين صينية لعلاج آلام الظهر بدلاً من الأدوية الأفيونية

تمارين «تشي غونغ» تجمع بين الحركات البسيطة والتنفس العميق (جامعة مينيسوتا)
تمارين «تشي غونغ» تجمع بين الحركات البسيطة والتنفس العميق (جامعة مينيسوتا)

أظهرت دراسة تجريبية أجرتها جامعة أتلانتيك الأميركية أن ممارسة تمارين «تشي غونغ» قد تسهم بشكل كبير في تخفيف آلام أسفل الظهر المزمنة.

وأوضح الباحثون أن هذه التمارين تقدّم خياراً غير دوائي لتخفيف الألم وتحسين جودة الحياة؛ مما يساعد على تقليل الاعتماد على الأدوية الأفيونية والحد من خطر الإدمان والآثار الجانبية المرتبطة بها، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «Pain Management Nursing».

وتُعد آلام أسفل الظهر من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً؛ إذ يعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم، خصوصاً بين كبار السن والعاملين في وظائف تتطلب مجهوداً بدنياً أو الجلوس لفترات طويلة. وتتنوع أسباب هذه الآلام بين الإجهاد العضلي، وضعف العضلات، والإصابات الناتجة عن الحركات الخاطئة، أو اضطرابات العمود الفقري مثل الانزلاق الغضروفي.

ورصدت الدراسة تأثير تمارين «تشي غونغ»، وهي ممارسة صينية تقليدية تجمع بين الحركات البسيطة، والتنفس العميق، والتأمل بهدف تحسين التوازن الجسدي والنفسي وتعزيز الطاقة الداخلية.

وتمتاز هذه التمارين بسهولة تعلّمها وإمكانية ممارستها دون الحاجة إلى معدات أو مواقع خاصة، مما يجعلها مناسبة لمختلف الأعمار والحالات الصحية. كما تتنوع أنماطها بين الحركات البطيئة والأوضاع الثابتة التأملية، وتستخدم لتحقيق الاسترخاء، وتعزيز المرونة، وتخفيف التوتر، إلى جانب تحسين وظائف الجهاز الحركي وتخفيف الألم المزمن.

وطوّر الباحثون برنامجاً لممارسة «تشي غونغ» استمر لمدة 8 أسابيع، حيث جرى تقييم تأثيره على مجموعة من قدامى المحاربين الذين يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة مقارنة بمجموعة ضابطة.

وشملت التقييمات عوامل جسدية عدّة مثل الألم، والوظائف الحركية، واضطرابات النوم، بالإضافة إلى عوامل نفسية منها الاكتئاب والقلق، وعوامل اجتماعية تتعلق بالأنشطة والعلاقات.

وكشفت النتائج عن أن تمارين «تشي غونغ» ساعدت بشكل كبير في تقليل شدّة الألم، وتعزيز القدرة على أداء الأنشطة اليومية والتفاعل الاجتماعي، مما قلّل من شعور المشاركين بالعزلة.

كما أظهرت الدراسة تحسناً ملحوظاً في نوعية النوم، إذ أصبح أكثر استقراراً وأقل انقطاعاً لدى المجموعة التي مارست التمارين، وهو ما يعزّز عملية التعافي ويُحسّن الصحة العامة.

وشهد المشاركون تحسناً واضحاً في مستويات الاكتئاب والقلق، مما يؤكد التأثير الإيجابي لهذه التمارين على الصحة النفسية، وفق الباحثين. كما كشفت الدراسة عن وجود صلة قوية بين مؤشرات الالتهاب وسوء الحالة البدنية والنفسية؛ مما يُبرز دور الالتهابات في تفاقم الألم والاضطرابات النفسية.

وأكد الفريق أن نجاح البرنامج يُسلّط الضوء على أهمية العلاجات التي تدمج بين الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية، مشيراً إلى أن التعامل مع الألم المزمن لا يجب أن يقتصر على تخفيف الأعراض، بل يمتد لتحسين جودة حياة المريض بشكل شامل.

وأضاف الباحثون أن النتائج تبرز الحاجة إلى تقديم علاجات غير تقليدية تحترم احتياجات المرضى الصحية المتنوعة، مما يعكس تجربة شاملة للعلاج.