دواء آمن وفعّال لعلاج التهاب «الكبد بي»

التهاب الكبد المزمن «بي» يُعد من أبرز التحديات الصحية العالمية (جامعة جورج واشنطن)
التهاب الكبد المزمن «بي» يُعد من أبرز التحديات الصحية العالمية (جامعة جورج واشنطن)
TT
20

دواء آمن وفعّال لعلاج التهاب «الكبد بي»

التهاب الكبد المزمن «بي» يُعد من أبرز التحديات الصحية العالمية (جامعة جورج واشنطن)
التهاب الكبد المزمن «بي» يُعد من أبرز التحديات الصحية العالمية (جامعة جورج واشنطن)

كشفت دراسة متعددة المراكز أُجريت في الصين عن نتائج وُصفت بـ«الواعدة» لدواء تجريبي جديد في علاج مرضى التهاب الكبد المزمن «بي».

وأوضح الباحثون من جامعة شيان الصينية أن الدواء أثبت فعالية وأماناً في السيطرة على فيروس التهاب الكبد «بي» مع تحسين وظائف الكلى، وهو عامل حاسم في إدارة المرضى على المدى الطويل، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية (Journal of Clinical and Translational Hepatology).

والتهاب الكبد «بي» هو مرض فيروسي يصيب الكبد، ناتج عن عدوى بفيروس التهاب الكبد «بي»، مما يسبب التهاباً في الكبد قد يؤدي إلى تلف خلاياه ومضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجه.

ويمكن أن يتراوح المرض بين الالتهاب الحاد المؤقت، الذي يتعافى منه المصاب دون آثار دائمة، والالتهاب المزمن الذي قد يستمر مدى الحياة. ويُعد هذا الالتهاب المزمن من أبرز التحديات الصحية العالمية، حيث يتطلب علاجات مضادة للفيروسات فعالة لإدارته على المدى الطويل.

وهدفت الدراسة إلى تقييم فعالية وأمان عقار «تينوفوفير أميبوفيناميد» (TMF) التجريبي في علاج مرضى التهاب الكبد المزمن «بي» في بيئة سريرية حقيقية. ويُعد هذا الدواء من مضادات الفيروسات الحديثة، والمعتمد في بعض البلدان للاستخدام السريري في علاج المرض. وقد قارن الباحثون فعاليته مع دواء «تينوفوفير ديسوبروكسيل» (TDF)، المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية الذي يُعد معياراً أساسياً في علاجات فيروس التهاب الكبد «بي» وفيروس نقص المناعة المكتسب «الإيدز».

وشملت الدراسة 194 مريضاً بالتهاب الكبد «بي» في أربعة مستشفيات، حيث قُسّم المشاركون إلى مجموعتين، تلقت الأولى عقار «تينوفوفير أميبوفيناميد»، بينما تلقت المجموعة الثانية دواء «تينوفوفير ديسوبروكسيل».

وأظهرت النتائج أن دواء «تينوفوفير أميبوفيناميد» فعّال بمستوى مماثل لدواء «تينوفوفير ديسوبروكسيل» في السيطرة على فيروس التهاب الكبد «بي». كما بيّنت الدراسة أن العقار الجديد يوفّر أماناً أكبر لوظائف الكلى مقارنةً بنظيره التقليدي، دون تأثير سلبي ملحوظ على مستويات الدهون في الدم، مما يعزز الحالة الصحية العامة للمرضى.

ووفقاً للنتائج، يُعد «تينوفوفير أميبوفيناميد» خياراً آمناً وفعّالاً لعلاج مرضى التهاب الكبد المزمن «بي»، خصوصاً للمرضى الذين يعانون من مشكلات كلوية أو لديهم مخاطر صحية متعلقة بالكلى. كما أكدت الدراسة أن التحول من العلاجات السابقة إلى هذا العقار لم يؤثر سلباً على النتائج العلاجية للمرضى.

وأشار الباحثون إلى أن هذا الدواء تم تصميمه خصيصاً لتقليل التأثيرات السلبية على وظائف الكلى، مما يجعله خياراً مُفضلاً للمرضى الذين يحتاجون إلى علاجات طويلة الأمد.

وأضاف الفريق أن الدراسة تُبرز أهمية تخصيص العلاجات وفقاً لاحتياجات المرضى وظروفهم الصحية لتحقيق أفضل النتائج العلاجية مع تقليل الآثار الجانبية.


مقالات ذات صلة

جامعة «جونز هوبكنز»: نماذج الذكاء الاصطناعي تفشل في فهم التفاعلات البشرية

تكنولوجيا أظهرت الدراسة أن البشر يتفقون بدرجة عالية على تقييم مشاهد التفاعل الاجتماعي في حين فشل أكثر من 350 نموذجاً للذكاء الاصطناعي في محاكاتهم

جامعة «جونز هوبكنز»: نماذج الذكاء الاصطناعي تفشل في فهم التفاعلات البشرية

الدراسة تكشف أن الذكاء الاصطناعي لا يزال عاجزاً عن فهم التفاعلات الاجتماعية ويحتاج لإعادة تصميم ليحاكي التفكير البشري.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق الجوز يحتوي على مركَّبات نباتية تحمي القولون من الالتهابات (جامعة كونيتيكت)

تناول الجوز يومياً يحمي القولون من الالتهاب

كشفت دراسة أميركية عن أن تناول الجوز يومياً قد يسهم في تقليل الالتهابات وتحسين صحة القولون، بل قد يحدّ من خطر الإصابة بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق القتال بين الإنسان والحيوان (رويترز)

أنياب في العظام... أول دليل على قتال بين مُصارع روماني وأسد

أعلن خبراء أنَّ علامات عضٍّ على هيكل عظمي لمُصارع روماني تُمثّل أول دليل أثري مباشر على قتال دار بين إنسان وأسد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فحوصات الدم قد تتنبأ بعودة سرطان الجلد (أرشيفية - رويترز)

فحوصات الدم قد تتنبأ بعودة سرطان الجلد

كشف باحثون، في «مركز لانغون» الصحي بجامعة نيويورك الأميركية، و«مركز بيرلماتر للسرطان» التابع له، عن أن فحوصات الدم قد تتنبأ بعودة سرطان الجلد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تضاريس تختلف جذرياً عن المشهد القاحل (ناسا)

المريخ كما لم نعرفه... أمطار وثلوج غيَّرت وجه الكوكب الأحمر

كوكب المريخ ربما شهد، في حقبة سحيقة، مناخاً دافئاً ورطباً نسبياً، ساعد على تساقط الأمطار والثلوج وجريان الأنهر...

«الشرق الأوسط» (لندن)

الأوبرا المصرية تستعيد أعمال سيد مكاوي في ذكرى رحيله

الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
TT
20

الأوبرا المصرية تستعيد أعمال سيد مكاوي في ذكرى رحيله

الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)

احتفلت الأوبرا المصرية بذكرى رحيل الموسيقار سيد مكاوي من خلال تقديم روائع ألحانه لكبار المطربين في حفل، مساء الخميس، بالتزامن مع فعاليات أقامها صندوق التنمية الثقافية بالقاهرة الفاطمية احتفاء بالموسيقار الراحل وبالشاعر صلاح جاهين.

فعلى المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية قدمت فرقة الموسيقى العربية للتراث بقيادة المايسترو الدكتور محمد الموجي، عدداً من ألحان الموسيقار الراحل سيد مكاوى، التى تحمل طابعاً مميزاً يمزج الأصالة بالحداثة، من بينها أغاني «أوقاتي بتحلو»، و«شعورى ناحيتك»، و«مصر دايماً مصر»، و«الصهبجية»، و«أنا هنا يا ابن الحلال»، و«وحياتك يا حبيبي»، و«قال إيه بيسألوني»، و«اسأل مرة عليا»، و«حلوين من يومنا»، و«الأرض بتتكلم عربي»، إلى جانب نخبة من الألحان التى جمعت بصمات عدد من كبار الموسيقيين، وفق بيان للأوبرا المصرية.

فيما نظم صندوق التنمية الثقافية، فعالية بعنوان «ليلة الوفاء: في ذكرى رحيل صلاح جاهين وسيد مكاوي»، في قصر الأمير طاز بالقاهرة التاريخية، تكريماً لمسيرة اثنين من أبرز رموز الفن والثقافة في مصر، وتضمنت افتتاح معرض كاريكاتير، بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير، يضم لوحات تجسّد ملامح من سيرة مكاوي وجاهين، وتعكس تأثيرهما العميق في الوجدان المصري، وتعيد تقديمهما برؤية فنية معاصرة.

وشارك في الفعالية المعماري حمدي السطوحي، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، بتقديم عرض تفاعلي بعنوان «رباعيات معمارية»، بمشاركة المخرجة والممثلة عبير لطفي، في تجربة فنية تتداخل فيها عناصر الشعر والصورة مع المعمار، مستوحاة من الرباعيات الشهيرة لصلاح جاهين وأعماله مع الفنان سيد مكاوي.

ويتضمن البرنامج عرضاً فنياً لنتاج ورشة «لحن وكلمة»، التي أُقيمت بإشراف الدكتور علاء فتحي والشاعر سامح محجوب بالتعاون مع الشاعر جمال فتحي والموسيقار خالد عبد الغفار، بتقديم أعمال فنية مستوحاة من تراث جاهين ومكاوي، وتُعيد تقديمهم من منظور إبداعي معاصر.

جانب من احتفالية احتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين بقصر الأمير طاز (الشرق الأوسط)
جانب من احتفالية احتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين بقصر الأمير طاز (الشرق الأوسط)

ويقول الشاعر جمال فتحي: «الاحتفالية في قصر الأمير طاز انطلقت من فكرة الاحتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين، وقدمنا أوبريت من كتابتي بعنوان (شارع البخت) نتاج ورشة عمل بين بيت الشعر العربي وبيت الغناء العربي، وقدمنا في البداية تحية للرمزين الكبيرين وذكرنا عملهما الخالد (الليلة الكبيرة)».

وأضاف فتحي لـ«الشرق الأوسط»: «قدمنا خلال الاحتفالية فكرة مختلفة للاحتفاء بالموسيقار سيد مكاوي والشاعر صلاح جاهين، لنؤكد على امتداد إبداعهما عبر الأجيال التالية»، وأوضح أن «سيد مكاوي يمثل بصمة خاصة في عالم الموسيقى والغناء، فقد أخد الطابع الموسيقي التعبيري لدى سيد درويش مع الطابع الطربي لدى زكريا أحمد وجمع بين السمتين في بصمة خاصة تميز أعماله التي اشتهر بها مع أم كلثوم، أو فؤاد حداد في (المسحراتي) أو أعماله في الإذاعة، كل ذلك ترك بصمة في الوجدان وفي الموسيقى المصرية».

وبالتزامن؛ نظم مركز إبداع بيت السحيمي بشارع المعز، عرضاً فنياً بعنوان «رباعيات من زمن فات» لفرقة «ومضة» لعروض خيال الظل والأراجوز، سلطت الضوء على مسيرة (جاهين ومكاوي) الفنية والشخصية، وقدمت نماذج مختارة من أعمالهما الخالدة التي لا تزال تُشكّل علامة فارقة في تاريخ الشعر والغناء والموسيقى المصرية.