الأفلام الروائية قد تقلّل العنف ضدّ الأطفال

التعليم الترفيهي يُقدّم دعماً للأبوّة والأمومة في السياق الصعب

لقطة من الفيلم المعروض (جامعة ماكماستر)
لقطة من الفيلم المعروض (جامعة ماكماستر)
TT

الأفلام الروائية قد تقلّل العنف ضدّ الأطفال

لقطة من الفيلم المعروض (جامعة ماكماستر)
لقطة من الفيلم المعروض (جامعة ماكماستر)

أفادت دراسة جديدة قادها باحثون من قسم الطب النفسي وعلوم الأعصاب السلوكية بجامعة ماكماستر الكندية، بأنّ عرض فيلم روائي محلّي الإنتاج عن تربية الأبناء أدّى إلى انخفاض كبير في العنف الجسدي ضدّ الأطفال.

واختبرت الدراسة التي نُشرت في مجلة «لانسيت الإقليمية للصحة» بجنوب شرقي آسيا، أيضاً، تأثير برنامج مدته 5 أسابيع يعتمد على الفيلم لتحسين الصحة العقلية لمقدّمي الرعاية وممارسات الأبوّة والأمومة، بهدف زيادة الوصول إلى تدخّلات متعدّدة الطبقات توفّر مستويات مختلفة من الدعم.

وكشفت النتائج عن أنّ أولئك الذين شاهدوا الفيلم أظهروا انخفاضاً بنسبة 9 في المائة باستخدام العنف الجسدي ضدّ الأطفال وزيادة في ممارسات الأبوّة الإيجابية، ووظائف الأسرة، والدعم الاجتماعي.

في هذا السياق، تقول المؤلّفة الرئيسية للدراسة، الأستاذة المساعدة في قسم الطب النفسي وعلوم الأعصاب السلوكية بجامعة ماكماستر وبرنامج «ماري هيرسينك للصحة العالمية»، أماندا سيم: «دعم التربية محدود جداً في هذا الإطار بسبب نقص التمويل والإمكانات».

وأضافت، في بيان نُشر، الجمعة، عبر موقع الجامعة: «الحلّ المبتكر الذي توصّلنا إليه واختبرناه في هذه الدراسة هو استخدام التعليم الترفيهي، وتضمين محتوى تعليمي حول التربية الإيجابية في فيلم روائي».

ووفق الباحثين، «توضح هذه النتائج فاعلية استخدام وسائل الإعلام والتعليم الترفيهي لتقديم دعم الأبوّة والأمومة في السياقات الصعبة».

وكان الهدف من البحث تعزيز التربية الإيجابية بين الأسر التي هاجرت أو نزحت من ميانمار إلى تايلاند؛ إذ تواجه فقراً مدقعاً وظروفاً يومية شديدة القسوة، ما قد يؤثر سلباً في علاقات الوالدين بالأطفال ومستوى رفاهية الأسرة.

شملت الدراسة أكثر من 2000 مقدّم رعاية من 44 مجتمعاً، عُيِّنوا عشوائياً؛ إما لمُشاهدة الفيلم وإما لتلقّي معلومات حول الخدمات الصحية والاجتماعية المحلّية.

تعاون الباحثون مع مؤسّسة «سرمبانيا»، وهي منظمة شعبية في تايلاند تعمل مع اللاجئين والمهاجرين، لإنشاء فيلم درامي روائي مدّته 66 دقيقة حول تربية الأبناء؛ أُنجز بالكامل مع اللاجئين والمهاجرين من حدود تايلاند وميانمار، ما يضمن الأصالة من خلال مشاركة المجتمع.

تُعلّق سيم: «حقيقة أنّ أعضاء المجتمع المحلّي هم الذين شاركوا في إنشاء هذا الفيلم، يمنحه أصالة، أعتقد أنّ صداها يتردّد. عندما يشاهده الناس، يمكنهم حقاً التعرُّف إلى المواقف والصراعات التي تُعرَض؛ وهذا يجعله أكثر قوة».

وينظر الباحثون الآن بشكل أعمق في البيانات لمعرفة مزيد حول ما تردَّد صداه لدى المشاهدين، وكيف يمكن توسيع نطاق هذا النوع من التدخُّل للوصول إلى مزيد من الأسر في هذا السياق وغيره.

تختم سيم: «حقيقة أنّ أفراد الأسر يمكنهم استخدام الأمثلة التي يرونها في الفيلم وربطها بحياتهم اليومية قد عزَّزت حقاً التغيير السلوكي، ومكّنت الآباء من التعلُّم منه واستخدام هذه المهارات مع أطفالهم».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية» تعلن استئناف التلقيح ضد شلل الأطفال في غزة السبت

المشرق العربي صورة ملتقطة في 14 أكتوبر 2024 في دير البلح بقطاع غزة خلال تلقي الأطفال الفلسطينيين لقاح شلل الأطفال كجزء من حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع الفلسطيني (د.ب.أ)

«الصحة العالمية» تعلن استئناف التلقيح ضد شلل الأطفال في غزة السبت

أعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء إطلاق حملة تطعيم جماعية جديدة ضد شلل الأطفال في 22 فبراير (شباط) في غزة، حيث لا يزال الفيروس موجودا ويشكل خطرا على الأطفال.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق يُعد الغضب أحد أكثر المشاعر تعقيداً التي يواجهها الأطفال (سيكولوجي توداي)

عبارة «سحرية» لتهدئة طفلك الغاضب على الفور

يُعد الغضب أحد أكثر المشاعر تعقيداً التي يواجهها الأطفال. وقد يكون من الصعب تعامل الوالد مع طفل مُحبط أو غاضب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق تضمين الألياف في وجبات الصغار ضرورة غذائية (رويترز)

الفواكه والخضراوات تقلل إصابة الأطفال بالاضطرابات الهضمية

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة لوند السويدية عن أن اتباع الأطفال الصغار نظاماً غذائياً أكثر ثراءً بالألياف الغذائية الموجودة في الفواكه والخضراوات…

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الطفولة التعيسة للطفل الأول تؤثر على الصحة النفسية للأشقاء

الطفولة التعيسة للطفل الأول تؤثر على الصحة النفسية للأشقاء

كشفت دراسة حديثة، عن احتمالية أن تلعب الظروف النفسية القاسية التي تحدث للطفل الأول في العائلة، دوراً في زيادة فرص الإصابة بالمشاكل النفسية لجميع الاشقاء لاحقاً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
يوميات الشرق الأطفال قد يكونون أكثر ميلاً لتناول الخضروات إذا تناولتها أمهاتهم خلال الحمل (رويترز)

تعزيز حب الأطفال للخضراوات يبدأ من مرحلة الحمل (دراسة)

أشارت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الصغار قد يكونون أكثر ميلاً لتناول الخضراوات إذا تناولتها أمهاتهم، خلال المراحل الأخيرة من الحمل.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: «حادثة الدقهلية» تعيد الجدل بشأن الانتحار عبر «البث المباشر»

جهات التحقيق تفحص الرسائل الأخيرة للشاب الذي أنهى حياته في بث مباشر (فيسبوك)
جهات التحقيق تفحص الرسائل الأخيرة للشاب الذي أنهى حياته في بث مباشر (فيسبوك)
TT

مصر: «حادثة الدقهلية» تعيد الجدل بشأن الانتحار عبر «البث المباشر»

جهات التحقيق تفحص الرسائل الأخيرة للشاب الذي أنهى حياته في بث مباشر (فيسبوك)
جهات التحقيق تفحص الرسائل الأخيرة للشاب الذي أنهى حياته في بث مباشر (فيسبوك)

جددت واقعة انتحار شاب بمحافظة الدقهلية (دلتا مصر) عبر بث مباشر أعلن فيه أنه تناول مادة سامة، الجدل بشأن وقائع انتحار مشابهة واستخدام «البث المباشر» على «السوشيال ميديا» لتوثيق عملية الانتحار.

وتواصل جهات التحقيق في مصر فحص الرسائل الأخيرة للشاب الذي أعلن انتحاره في إحدى قرى محافظة الدقهلية، مؤكداً أنه تعرض للظلم وأنه لا يسامح من ظلموه وأن ذنبه في رقبة كل من ظلمه.

وتسعى جهات التحقيق للتوصل إلى الأسباب التي دفعت الشاب إلى اتخاذ هذا القرار، وتبين من تفاعلاته على «السوشيال ميديا» وجود حوار سابق بينه وبين شخص نصحه بتناول مادة سامة. فيما اتجهت روايات أخرى لأصدقاء الشاب إلى أنه كان يعاني من ضائقة مالية بعد تعرضه للحبس في إحدى القضايا، ثم خروجه وعمله في التجارة، إلا أن ديوناً متراكمة أدت إلى اتخاذه هذا القرار، حسبما نشرت وسائل إعلام محلية.

وقبل أشهر قليلة أنهت فتاة مصرية حياتها في العريش، وكانت قد بثت فيديو تتحدث فيه عن الانتحار، طالبةً من أهلها وصديقاتها عدم الحزن عليها والدعاء لها. وأثارت الواقعة ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي وقتها. وسابقاً أيضاً أعلن شاب مصري كان يعمل محفِّظاً للقرآن، انتحاره عبر «بوست» على «فيسبوك»، طالباً من أهله وطلابه الدعاء له بالرحمة.

ويرى الأستاذ في المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، أن «نشر تفاصيل حوادث الانتحار والقتل على وسائل الإعلام و(السوشيال ميديا) يؤدي إلى زيادة هذه الحوادث لا إلى تقليصها».

مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا مشكلة أساسية، وهي أن الإنسان يتعرض للحظات ضعف نفسي، ويجد في إنهاء حياته حلاً سهلاً، لأنه يصل إلى مرحلة ينظر إلى الحياة من ثقب إبرة، ليس لديه سعة أفق أو ثبات انفعالي، فهذا الشاب الأخير عمره 22 عاماً، أياً كان الظلم الذي تعرض له فلا يجب أن يكون خياره إنهاء حياته».

وقبل ثلاثة أعوام قام أحد الشباب في محافظة البحيرة (شمال مصر) باستخدام البث المباشر في الإعلان عن إنهاء حياته بعد تعرضه للظلم من أحد أقاربه، مبرراً قيامه بهذا الأمر لكي يُعفي عائلته من أي متاعب، وأنه يكتفي بالاقتصاص من ظالمه وأخذ حقه منه يوم القيامة.

ولفت قناوي إلى أن «(السوشيال ميديا)، وما تضمنته من انتشار مجاني، أسهمت في زيادة هذه الحالات. وقبل أيام كانت هناك قضية موظف الأوبرا الذي قيل إنه انتحر وترك رسالة انتشرت بشكل واسع واتضح بعد ذلك أنه لم يكتبها، فوسائل الإعلام والمؤسسات الدينية والتعليمية والمسؤولون عن (السوشيال ميديا) جميعها جهات مسؤولة عن مثل هذه الحالات»، على حد تعبيره.

وقال الخبير في «السوشيال ميديا» والإعلام الرقمي، خالد البرماوي، إن «هذه الظاهرة تتكرر كثيراً، وهي ليست محلية ولكن عالمية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الشخص الذي يقرر إنهاء حياته بهذه الطريقة (البث المباشر) يريد توصيل رسالة تتعلق بتعرضه لمشكلات صحية مثل الاكتئاب أو غيرها من المشكلات لا يجد أمامه سوى السوشيال ميديا لتوجيه هذه الرسائل عبرها».

وشدد البرماوي على «ضرورة وجود ميثاق شرف إعلامي لطريقة طرح مثل هذه القضايا في وسائل الإعلام أو الشبكات الاجتماعية؛ لتقليل الشهرة والانتشار التي يمكن أن تحققه هذه الوسائل لوقائع مشابهة، بإخفاء الزمان أو المكان أو الملابسات، كل ذلك سيجعل التفكير في الأمر غير ذي جدوى لأنه لن يحقق انتشاراً».