صحراء الأردن في السينما العالمية تحل محل المريخ واليونان وشرق آسيا

جذبت صناع السينما وآخرهم مخرج الجزء التاسع من «حرب النجوم»

TT

صحراء الأردن في السينما العالمية تحل محل المريخ واليونان وشرق آسيا

يجذب الأردن المعروف بتنوعه الجغرافي السينمائيين حول العالم منذ أن اختاره المخرج ديفيد لين لتصوير فيلمه الشهير «لورانس العرب» في 1962 وحتى الجزء التاسع من فيلم «حرب النجوم» الذي يعرض حاليا حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية حول جاذبية الصحراء الأردنية لصناع السينما في العالم
وكانت النسخة التاسعة من سلسلة «ستار وورز» التي تخرج عرضها الأول إلى الصالات في الولايات المتحدة أمس الثلاثاء وفي الأردن اليوم الأربعاء، آخر فيلم هوليوودي صوّرت مشاهد كثيرة منه في الأردن حيث تمّ عام 2003 تأسيس هيئة تقدم التسهيلات والمساعدات التقنية والإدارية والفنية للإنتاج السينمائي بهدف تشجيعه على اختيار الأردن.
ويفخر مدير عام «الهيئة الملكية للأفلام» مهند البكري بأن الأردن «استوديو ضخم مفتوح في الهواء الطلق»، مشيرا إلى أن «تضاريسه المتنوعة جذبت صناع السينما».
ويضيف لوكالة الصحافة الفرنسية أنه تمّ تصوير «أفلام في مأدبا (32 كلم جنوب عمان) التي فيها بيوت قديمة، على أنها اليونان، وفي صحراء وادي رم (300 كلم جنوب عمان) على أنه كوكب المريخ، وفي الأزرق (120 كلم شرق عمان) التي تشتهر بمسطحاتها المائية، على أنها شرق آسيا».
وصوّرت في البلد الآمن إلى حد بعيد عشرات الأفلام السينمائية العالمية، بينها مشاهد لا تنسى لهاريسون فورد وهو يمرّ عبر كهوف البتراء القديمة التي تستقطب ملايين السياح سنويا، في «إنديانا جونز أند ذي لاست كروسيد» (1989). وكانت باكورة الأفلام المصورة في الأردن «لورانس العرب»، ورسخت في الأذهان صور الممثل بيتر أوتول الذي جسّد دور الضابط البريطاني توماس إدوار لورنس الذي ساعد العرب في حربهم لتحرير الجزيرة العربية من الحكم العثماني، وهو يقوم في صحراء الأردن بتفجير قطار ينقل جنودا أتراكا بينما يرتدي الملابس التقليدية العربية ويقف إلى جانبه الممثل أنطوني كوين.
ورُشّح فيلم «لورنس العرب» لعشر جوائز أوسكار فاز بسبعة منها.
وقال غي ريتشي، مخرج فيلم «علاء الدين» الذي صوّرت مشاهد منه في الأردن أيضا، في مؤتمر صحافي لإطلاق الفيلم في عمان في مايو (أيار) 2019 إن وادي رم كان «الخيار الطبيعي بالنسبة إلينا». بينما قال النجم ويل سميث الذي يجسد دور علاء الدين في المؤتمر «عندما هبطنا في الأردن فجأة، بدأت تتجسد فينا مشاعر الشخصيات (...). بمجرد أن تمشي في المكان تتأمل ما حولك، تتقمص الشخصية التي تؤديها. بالنسبة لي كان الأمر مذهلاً للغاية».
ويقول البكري عن المؤسسة التي يديرها إن الهيئة «تقدم كثيرا من الحوافز لصناع أفلام السينما بدءا من تسهيل الحصول على تأشيرات الدخول إلى المملكة وتوفير مواقع تصوير، مرورا بالممثلين والكومبارس».
ووضعت الهيئة برنامجا لدعم الأفلام من أجل تحفيز المنتجين الأجانب على المجيء إلى الأردن تقدّم من خلاله تحفيزات ضريبية تعيد بموجبها ما بين عشرة إلى 25 في المائة من نفقات كلفة الفيلم في المملكة، إلى المنتجين، بحسب البكري.
ويفترض أن يكون الحد الأدنى للنفقات مليون دولار ليستفيد المنتجون من البرنامج.
وظهر العاهل الأردني في مقطع صغير في الموسم الثاني من سلسلة «ستاتريك» عام 1996 في أحد ممرات المركبة الفضائية، عندما كان لا يزال وليا للعهد.
وتقوم شركات إنتاج محلية أردنية بتوفير كل أنواع الدعم الفني واللوجيستي والتنسيق مع الكوادر الفنية المحلية المتخصصة من مصورين ومهندسي صوت.
ويقول مدير عام شركة «زمان» لإدارة المشاريع منير نصار «كل الأفلام التي صورت بالأردن كلّفت مبالغ أقل من الميزانية المحددة ووقتا أقصر من الوقت المحدد».
ومن الأفلام التي عملت فيها شركته خمسة أفلام عن الكوكب الأحمر بينها «ميشين تو مارس» و«لاست دايز أون مارس» و«ذي مارشان»». كما عملت في فيلمي «علاء الدين» و«ستار وورز: ذي رايز أوف سكايووكر».
ويوضح نصار، وهو وزير سياحة أسبق، بالقول: «على سبيل المثال، نحن عملنا خمسة أشهر للتحضير والإعداد لتصوير آخر جزء من سلسلة فيلم (حرب النجوم)، وعندما جاء الممثلون أكملوا التصوير في 12 يوما وغادروا».
وتعمل الشركة على «توفير شركات الطعام والحجز الفندقي والسيارات والشاحنات لنقل المعدات والألبسة وعقود الفريق الأردني وفتح حساب مصرفي والتنسيق مع القوات الأمنية والدفاع المدني والجيش وسلاح الجو».
وكان الأردن أيضا مسرحا لتصوير أفلام عدة حول حرب العراق منها «هيرت لوكر» في 2008 لكاثرين بيجلو والذي حصل على جائزتي أوسكار لأفضل فيلم وأفضل ممثل وتم تصويره في عمان ومأدبا. وصوّرت في منطقة قريبة من البحر الميت مشاهد من فيلم «زيرو دارك ثيرتي» في 2012، ويتحدث عن آخر 100 ساعة في حياة زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن.
ويقول الممثل الأردني أشرف طلفاح الذي شارك في فيلم «زيرو دارك ثيرتي»، لوكالة الصحافة الفرنسية: «حتى لو أن مشاركتنا (كممثلين أردنيين) في هذه الأفلام هي عبر أدوار قصيرة، لكنها تعطينا فرصة للقاء كبار فناني ومخرجي وكتاب العالم، فهوليوود تخترق كل بيت في العالم تقريبا».
ويعبّر طلفاح عن فخره في المشاركة في الفيلم، قائلا: «عندي حلم في داخلي منذ الصغر وهو أن أكون في هوليوود وأن أعمل هناك، ليس لأكون نجما عالميا، إنما لأوصل رسائل لطلاب تمثيل وشباب من بلدي مفادها أنه لا شيء مستحيل في هذا العالم».
ويقول البكري إن الهيئة تقوم كذلك بتقديم الدعم لمنتجين أردنيين في صناعة سينما أردنية من خلال «صندوق دعم الأفلام»، مشيرا إلى أنه حتى عام 2007 لم يكن هناك إنتاج لأفلام أردنية.
وكان «أبو رائد» أول فيلم أردني يتمّ إنتاجه للمخرج أمين مطالقة. وجاءت بعده أفلام كبيرة بينها فيلم «ذيب» للمخرج ناجي أبو نوار الذي رُشّح عام 2016 لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي.
وتقول المنتجة الأردنية رولا ناصر التي عملت في إنتاج نحو 30 فيلما أردنيا وعربيا: «تصوير الأفلام الأجنبية في المملكة كان له دور كبير في تطوير مهارات الكوادر المحلية وتعزيز خبراتهم».


مقالات ذات صلة

السينما المستقلة تسطع في ليلة الأوسكار

يوميات الشرق شون بيكر يحمل أربع جوائز أوسكار نالها شخصيا عن فيلمه "أنورا" (أ.ب)

السينما المستقلة تسطع في ليلة الأوسكار

سطعت السينما المستقلة في ليلة الأوسكار بهوليوود وخرج «أنورا» بجائزة أفضل فيلم، تاركاً الأفلام التسعة الأخرى، من بينها منافِسه الأشد «ذَا بروتاليست»، في حسرة.

محمد رُضا (هوليوود)
يوميات الشرق باسل ويوفال في مشهد من الفيلم (مهرجان برلين)

«لا أرض أخرى» يجدد الجدل حول «التطبيع الفني»

جدد فوز الفيلم الوثائقي الفلسطيني «لا أرض أخرى» بجائزة «الأوسكار» لأفضل فيلم وثائقي طويل الجدل حول «التطبيع الفني» لمشاركة مخرج فلسطيني وآخر إسرائيلي فيه.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق ملصق فيلم «لا أرض أخرى» الحائز على أوسكار أفضل وثائقي (إنستغرام)

«لا أرض أخرى»... الفيلم الفلسطيني - الإسرائيلي الذي خرق جدار الأوسكار

مَن يوفال إبراهام وباسل عدرا مخرجا فيلم «لا أرض أخرى»؟ وكيف اجتمع الشابّان على الشراكة الفنية والصداقة الإنسانية رغم عداوة شعبَيهما؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق فريق فيلم Anora الحائز على 5 جوائز أوسكار (أ.ب) وأوسكار أفضل وثائقي للفيلم الفلسطيني الإسرائيلي No Other Land  (أ.ف.ب)

أوسكار 2025: 5 نجوم للسينما المستقلّة ونَصرٌ فلسطيني إسرائيلي مشترك

مفاجأتان في ليلة الأوسكار. الأولى عنوانها «أنورا»، الفيلم الذي حقق انتصاراً للسينما المستقلّة. والثانية فوزٌ فلسطيني إسرائيلي مشترك لفيلم «لا أرض أخرى».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق تماثيل الأوسكار خلف الكواليس في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ97 (د.ب.أ)

السينما المستقلة خطفت نتائج الأوسكار

خطف فيلم شون بيكر جوائز أفضل مخرج، وأفضل سيناريو أصلي، وأفضل توليف (مونتاج) وكان المخرج قد كتب السيناريو وولّفه، وشارك في إنتاج الفيلم، مما جعل فوزه رُباعياً.

محمد رُضا (هوليوود)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.