منتجات ذكية للمراقبة الخفية

«باقات» دقيقة متطورة تسهّل على الجيران وزملاء العمل التطفل عليكم

منتجات ذكية للمراقبة الخفية
TT

منتجات ذكية للمراقبة الخفية

منتجات ذكية للمراقبة الخفية

يشعر الناس بالقلق من فكرة أنّ الأجهزة الحكومية وعمالقة التقنية يستبيحون خصوصيتهم. ولكنّ الخوف الأقرب يكمن حقيقة في الجار الذي يقطن في البيت المجاور، أو في زميل العمل.

- مراقبة ذكية
سهّلت باقة متنامية مما يُعرف بمنتجات المراقبة الذكية smart surveillance products عملية البثّ المباشر أو التسجيل لما يتفوّه به الآخرون أو يفعلونه. وكانت شركة «استراتيجي أناليتيكس» المتخصصة بأبحاث سوق التقنية، قد توقّعت أن يصل إنفاق المستهلكين على كاميرات المراقبة في الولايات المتحدة إلى 4 مليارات دولار في عام 2023 مقارنة بـ2.1 مليار عام 2018، أمّا المبيعات بالوحدة لكاميرات المراقبة الاستهلاكية، فمن المتوقّع أن ترتفع إلى أكثر من الضعف عن العام الماضي.
ولكنّ المشكلة الحقيقية هي أنّ جميع هذه السلع لا تُستخدم لمواجهة السارقين أو مراقبة الحيوانات الأليفة عندما تكون وحدها في المنزل فحسب، حيث إنه يتمّ العثور على كاميرات ضئيلة الحجم في أماكن لا يجب أن توجد فيها، كوحدات السكن المستأجرة من شركة «إير بي إن بي»، والحمّامات العامّة، وغرف تبديل الملابس في النوادي الرياضية. وهذا الأمر يدفع بالمزيد من الخبراء إلى التحذير المستمرّ من أنّنا دخلنا في عصر «وباء التطفّل».
إلا أن الأمر لا يدعو للرهاب ولا داعي لتدابير وقائية، كما يقول تشارلز باترسون، المدير العام في شركة «إكسيك سيكيوريتي» في نيويورك، المتخصصة في مكافحة التجسس في الشركات، إذ إنّ «الكثير من أدوات التجسّس الإلكترونية قابلة للرّصد إذا عرفتم عن ماذا تبحثون تحديداً».

- رصد أدوات المراقبة
- تفتيش شخصي. انظروا حولكم عن أي شيء يبدو لكم مزعجاً، أو غريباً، أو في غير محلّه، لأنّ المراقبة قد تحصل عبر أدوات تتجاوز الكاميرا الضئيلة الحجم، إلى أجهزة لاسلكية صغيرة بحجم الطابع البريدي، يمكن زجّها في بقع تعيق ملاحظتها كقلب الساعة، أو تجهيزات الإضاءة، أو حتّى فتحات التهوية.
يجب أيضاً أن تكونوا حذرين من أي شيء يحتوي على فتحة غير مبرّرة، كثقب في قاعدة مجفّف الشعر في حمّام الفندق مثلاً، وأن تتبعوا مصدر كلّ سلك يتدلّى من جسم غير إلكتروني، كمكتب، مكتبة، أو نبتة.
ويصف باترسون هذا التفتيش الشخصي بأنه عملية يستطيع الجميع القيام بها.
توجد أيضاً وسائل أخرى غير مكلفة لرصد تجهيزات التجسّس والمراقبة.
- رصد الكاميرات. يمكنكم مثلاً إطفاء الأضواء واستخدام مصباح يدوي لفحص الغرفة ورصد وجود عدسة كاميرا تشعّ في الظلام. وفي حال كنتم لا تملكون مصباحاً، انظروا حولكم واستخدموا كاميرا هاتفكم الأمامية (الجهة التي تستخدمونها لمكالمات الفيديو)، والتي قد تتيح لكم رصد الضوء دون الأحمر الصادر عن كاميرا التجسس الخفية.
للتحقّق السريع من قدرة كاميرا هاتفكم على رصد الضوء دون الأحمر، يمكنكم النظر إلى جهاز تحكّم تلفازكم عبر عدستها. وفي حال رأيتم وميضاً على طرف جهاز التحكّم عندما تضغطون على أحد أزراره، هذا يعني أنّها صالحة لإجراء عملية المسح.
يمكنكم أيضاً أن تحمّلوا تطبيق «فينغ» Fing على هاتفكم الذكي، الذي يكشف لكم جميع الأجهزة المتصلة بشبكة الواي - فاي في المكان الذي تكونون فيه. إنّ أي منتج تجدونه يحمل اسم الشركات المنتجة لكاميرات مثل «نيست» و«آرلو» أو «وايزي»، أو يوحي لكم التطبيق أنّه كاميرا محتملة، يعني أنّه سبب للقلق المشروع. وهذا الأمر ينطبق أيضاً على أي شيء لم تتمكّنوا من تحديد ماهيته.
- شبكات مجاورة. هناك أيضاً المتلصّصون المتمرّسون الذين يستخدمون أدوات تجسّس مزوّدة بنقاطها الساخنة الخاصّة للبثّ المباشر. لهذا السبب، يجب أن تتحقّقوا من وجود شبكات واي - فاي أخرى بإرسالات قويّة في الجوار. ولكنّ هذا الأمر لن يفي بالغرض إذا كان الجهاز يسجّل كلّ شيء على بطاقة ذاكرة صغيرة يتمّ نزعها لاحقاً.

- أدوات مكافحة
وفي حال كنتم تسعون لشمولية أكبر في عملية التنظيف الإلكترونية، توجد بعض أدوات مكافحة المراقبة التي يمكنكم إعدادها بأنفسكم.
- استشعار العدسات الدخيلة. أبسط هذه الأدوات وأكثرها سهولة لجهة الاستخدام هي أجهزة استشعار مصممة خصيصاً لرصد عدسات الكاميرات. يتراوح سعر هذه الأجهزة بين 200 و400 دولار ومهمتها إصدار ضوء ليد أحمر شديد السطوع عند رصد ما يُقلق. عندما تمسحون الغرفة بواسطتها، ستظهر أمامكم أصغر عدسات الكاميرات الموجودة كاشفة عن مكانها.
من جهته، كشف جيل جونستون، الرئيس التنفيذي لشركة «كي جي بي». المتخصصة بصناعة المنتجات الأمنية في مدينة ناشفيل، تينيسي، أنّ «أغلب المبيعات في السابق كانت من الكاميرات، ولكنّ معظمها تحوّل في السنوات الأخيرة إلى أجهزة الرصد. يوجد الكثير من الأدوات للتجسس على الناس، وهذا الأمر يساهم في تغيير نموذج العمل».
- استشعار بموجات الراديو وقد باتت وسيلة شائعة أيضاً، وهي عبارة عن أجهزة استشعار تلتقط الإشارات التي تصدرها أجهزة المراقبة. يمكنكم الحصول عليها بمبلغ لا يتعدّى الـ40 دولاراً، ولكنّ سعر النماذج الأكثر تطوّراً منها يبدأ من 300 دولار ويمكن أن يصل إلى 8000 دولار، بحسب إمكانات كلّ منها على تحليل الإشارات والتمييز بينها.
وكما أجهزة رصد المعادن التقليدية، غالباً ما تصدر أجهزة استشعار موجات الراديو طنّة أو رنّة يرتفع صوتها كلّما اقتربتم من الإشارة الصادرة. وفي النماذج الباهظة من أجهزة الاستشعار هذه، ستجدون شاشات عرض رقمية تفصّل لكم مختلف تردّدات الراديو المرصودة والمكان الذي تصدر عنه.
تمتلئ معظم الأماكن اليوم بإرسالات موجات الراديو. لهذا السبب، وفي حال كانت أجهزتكم غير متطورة أو لم تحصلوا على التدريب التقني المرتبط بالجهة الصناعية، ستواجهون الكثير من المتاعب والصعوبات في تحديد جهة الإرسال الذي يمكن أن يكون صادراً من واي - فاي الجيران، أو فأرة الكومبيوتر اللاسلكية، أو حتّى بلوتوث مكبّر الصوت. لتخفيض عدد الإنذارات الإيجابية الكاذبة، ينصحكم الخبراء الأمنيون بإطفاء أو فصل جميع الأجهزة قبل البدء بالفحص.
- شراء الأدوات. للبحث عن الأجهزة المناسبة، تصفّحوا مواقع كأمازون و«بريكهاوس سيكيوريتي» و«سبايغادجيت.كوم»، وسترون أنّ الكاميرات والميكروفونات الخاصة بالتجسّس، لا تشبه الكاميرات والميكروفونات التي تعرفونها. قد يبدو بعضها كأجهزة كشف الدخان، وزجاجات المياه، ومعطّرات الجوّ، وشواحن الهواتف، والأقلام، وعلّاقات المفاتيح، وآلات صنع القهوة، والسخانات، ومنازل الطيور الخشبية، وحتّى الألعاب.
وبالطبع، يمكنكم دوماً الحصول على مساعدة الخبراء. ولكن المساعدة المحترفة لمسح المنزل أو المكتب قد تكلّفكم مبلغا يتراوح بين 1500 و10000 دولار، بحسب حجم المكان، وعدد الأركان والزوايا المظلمة، وحجم الفوضى فيه.
*خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
TT

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)
صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)

عرضت شركة «غوغل»، الخميس، تطوّراتها في تكنولوجيا الواقع المختلط، مع إطلاقها نظام تشغيل جديداً لنظارات وخِوَذ الواقعَيْن الافتراضي والمعزَّز، وهو مجال حققت فيه «ميتا» و«أبل» تقدماً كبيراً.

وأطلقت الشركة الأميركية العملاقة «أندرويد إكس آر» المعادل لأجهزتها القائمة على نظام «أندوريد»، وهو نظامها لتشغيل الهواتف المهيمن إلى حد كبير على الهواتف الذكية في العالم، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت «غوغل»، في بيان: «سيُطلق نظام (أندرويد إكس آر) في مرحلة أولى على خِوَذ رأس تغيّر طريقة مشاهدتكم لمقاطع الفيديو، وكيفية عملكم واستكشافكم لمحيطكم».

ويُفترض نشر نظام التشغيل الذي ابتكرته «غوغل»، بالتعاون مع «سامسونغ»، على جهاز من تصنيع المجموعة الكورية الجنوبية، سُمي مؤقتاً بـ«بروجكت موهان»، وسيُباع في العام المقبل.

أما راهناً، فستوفر «غوغلاندرويد اكس آر» بهدف المعاينة للمطورين الراغبين في ابتكار تطبيقات وألعاب في الواقعين الافتراضي والمعزز.

وأكّدت «غوغل» أنّ «خوذ الرأس ستتيح لمستخدمها الانتقال بسهولة من الانغماس التام في بيئة افتراضية إلى الوجود في العالم الحقيقي».

وأشارت الشركة الأميركية إلى استخدامات عدة لها، كمشاهدة مقاطع فيديو أو صور تغطي مجال الرؤية بالكامل أو إظهار جسم ما على الكاميرا وإجراء بحث عبر الإنترنت، بفضل الذكاء الاصطناعي.

وأضافت: «يمكنكم ملء المساحة من حولكم بالتطبيقات والمحتوى، ومع (جيميناي)، المساعد القائم على الذكاء الاصطناعي، يمكنكم أيضاً إجراء محادثات بشأن ما ترونه، أو التحكم بأجهزتكم».

يُفترض أن يعمل «أندرويد إكس آر» أيضاً على نظارات الواقع المعزز التي سيكون «جيميناي» متاحاً باستمرار فيها «لتوفير معلومات مفيدة عندما يحتاج المستخدم إليها، مثل الترجمات أو ملخصات الرسائل، من دون الحاجة إلى استخدام الهاتف. كل شيء سيكون مرئياً أو مسموعاً».

تهيمن شركة «ميتا» حالياً على سوق الواقع المختلط من خلال خوذ «كويست» ونظارات «راي بان»، وكلتاهما تباع بأسعار معقولة مقارنة بخوذ «فيجن برو» من «أبل»، التي يبلغ سعرها 3500 دولار.

وقبل 10 سنوات، أطلقت «غوغل» نظارات «غوغل غلاس» المتصلة، التي لم تلقَ استحسان المستهلكين، مما دفع الشركة للتخلي عنها في النهاية.