الأميركيون ينتظرون أول امرأة تهبط على سطح القمر

رائدة الفضاء الأميركية إيلين كولينز
رائدة الفضاء الأميركية إيلين كولينز
TT

الأميركيون ينتظرون أول امرأة تهبط على سطح القمر

رائدة الفضاء الأميركية إيلين كولينز
رائدة الفضاء الأميركية إيلين كولينز

قبل 50 سنة، كان رائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونغ أوّل من وضع قدمه على سطح القمر، في 21 يوليو (تموز) عام 1969. الآن يتطلع الأميركيون للعودة مجدّداً إلى سطح القمر، على أن تكون على متن هذه الرحلة أول امرأة تشارك في ثاني رحلة أميركية إلى القمر.
تقول «ناسا» إنّه من خلال مشروعها «آرتيميس» ستهبط أول امرأة جنباً إلى جنب مع الرجال في طاقم متنوع للهبوط على سطح القمر عام 2024، باستخدام تقنيات مبتكرة لاستكشاف المزيد عن سطح القمر لم يُكتشف من قبل.
و«آرتيميس» هي إلهة الصيد عند الإغريق، وهي تسمية ربما توحي بعلاقتها بالسعي إلى مشاركة أول امرأة في رحلة العودة إلى القمر، وهي أخت «أبوللو»، إله الشمس.
وكشفت «ناسا» مؤخراً عما وصفته بأضخم صاروخ يمكن بناؤه على الإطلاق سيحمل رحلة العودة إلى القمر، بعد خمس سنوات من الآن.
وقد عملت كثير من النساء في مجال الفضاء، وكانت أول امرأة اقتحمت عالم الفضاء من الاتحاد السوفياتي، وهي رائدة الفضاء السوفياتية فالينتينا تيريشكوفا التي حلقت في عام 1963. وكانت برامج الفضاء غير نشطة في عمل النساء في هذا المجال، ولم تبدأ بالسماح لهن بالدخول إلى هذا المجال، إلّا في الثمانينات من القرن الماضي.
ومعظم النساء العاملات في هذا المجال هن من الولايات المتحدة، حيث عملن في مهام على متن رحلات مكوكية فضائية أو في محطة الفضاء الدولية.
وتواجه النساء في الفضاء كثيراً من التحديات التي يواجهها الرجال، ومنها الصّعوبات الجسدية الناجمة عن ظروف الوجود في بيئة غير البيئة الأرضية، والضغوط النفسية للعزلة والانفصال.
ومن بين الرائدات الفضائيات الأميركيات تريسي دايسون التي شاركت ضمن طاقم الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية من 4 أبريل (نيسان) إلى 25 سبتمبر (أيلول) من عام 2010.
ورغم أن أول امرأة توجهت إلى الفضاء عام 1963، فإنه لم تتوجه امرأة أخرى إلا بعد 20 عاماً، ورغم نجاح نساء للعمل في هذا المجال في الستينات فإنهنّ لم يتأهلن للتحليق في الفضاء، لأنّه كان يتعين أن يكون رواد الفضاء من الطيارين العسكريين، وهو مجال لم يكن متاحاً أمام النساء في ذلك الوقت.
وقد فتحت «ناسا» برامجها الفضائية أمام النساء للتقدم للعمل بها عام 1978، بعد صدور قوانين جديدة مناهضة للتمييز، وأصبحت سالي رايد أول رائدة أميركية تنطلق إلى الفضاء عام 1983، وقد تهكمت بعض الصحف عليها وتساءلت عمّا إذا كانت ستبكي إذا ما حدث أمر غير مواتٍ خلال رحلتها الفضائية.
وفي عام 2005 دارت توقعات قوية عن الرائدة إيلين كولينز كمرشحة قوية للعودة إلى القمر، وهي التي كانت ضابطة في سلاح الجو الأميركي، وسجلت أكثر من 6300 ساعة من التحليق على متن 30 طائرة مختلفة، وأصبحت رائدة فضاء عام 1991 ثم أصبحت أول قائدة لبعثة مكوكية مع «ناسا»، لكنّه كان من المستهدف تنفيذ مهمة العودة للقمر عام 2015، وهو ما لم يحدث بعد.
ورغم تدريب كثير من النساء وتحليقهن في مهام مختلفة، فإن هناك أسباباً مختلفة في عدم مشاركة امرأة في المهمة المنشودة للهبوط مجدداً على سطح القمر.
وفي أغسطس (آب) من العام الحالي، ناقش المجلس الوطني الأميركي للفضاء الاحتياجات المطلوبة لوجود طاقم فضاء متنوع من الرجال والنساء.
وكانت «ناسا» قد ألغت في وقت سابق من هذا العام أول رحلة فضائية للسيدات فقط لمحطة الفضاء الدّولية بسبب عدم وجود بدلات فضاء ذات حجم مناسب، وأمام الانتقادات التي تعرّضت لها «ناسا»، دافعت بأنّها مسألة تتعلق بتأمين سلامة السيدات، وليس تمييزاً ضدهن.
وأكد المجلس على أنّ التنوع يساهم في نجاح المهمة بصورة أفضل، بما يدفع لتطوير حلول لأي مشكلات من زوايا مختلفة.
ولفت الخبراء إلى أنّ هناك اختلافات بين الجنسين في رحلات الفضاء البشرية، ويستجيب كل جنس بصورة مختلفة، وينبغي على «ناسا» أن تتعامل مع هذه الاختلافات وتطوير منتجات مثل بدلات الفضاء والملابس عالية الأداء وأجهزة التبريد والتهوية وغيرها.
ونوهوا بأن بعض الدراسات التي ذكرت أنّ رواد الفضاء الذكور يعانون من أعراض أكثر حدة لمتلازمة العين العصبية المرتبطة بالرحلات الفضائية، لكنّ الرائدات من الإناث أكثر عرضة للإصابة بالسرطان الناجم عن الإشعاع.
وأشار الخبراء إلى أنّه كما أنّ رحلة «أبوللو» ألهمت كثيرين للإبداع في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة، فيجب أن يحدث ذلك مع برنامج «آرتيميس» الفضائي فيما يخص باختراع أنواع مناسبة من الملابس وغيرها تناسب النساء بالإضافة للرجال.
وقال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في لقاء مجلس الفضاء الوطني: «لدينا فرص للاحتفال بهذا التنوع حقاً، ويجب أن تتعاون (ناسا) وشركاؤنا من القطاع الخاص في تحقيق ذلك، وأن تراعي التحديات والفروق الفردية بين الرجال والنساء في مجال الفضاء».


مقالات ذات صلة

محاكاة حاسوبية ترجّح نشأة قمري المريخ جراء حطام كويكب

يوميات الشرق كوكب المريخ (رويترز)

محاكاة حاسوبية ترجّح نشأة قمري المريخ جراء حطام كويكب

قال موقع «سبيس» إن محاكاة حاسوبية رجّحت أن قمري كوكب المريخ المحيرين، فوبوس وديموس، ربما تكوّنا من الحُطام الناتج عن اقتراب كويكب كبير من الكوكب الأحمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا لحظة اندلاع الحريق أثناء اختبار الصاروخ «إبسيلون إس» في مركز تانيغاشيما الفضائي (رويترز)

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

اندلع حريق ضخم صباح اليوم (الثلاثاء) في موقع تجارب تابع لوكالة الفضاء اليابانية أثناء اختبارها صاروخ «إبسيلون إس» الذي يعمل بالوقود الصلب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، منها العودة إلى القمر والطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.