كشف ماجد السويدي، مدير عام مدينة دبي للإعلام، أن استراتيجية المدينة على المدى البعيد تركز على رواد الإعلام والمبدعين وصناع المحتوى، مشيراً إلى أن التوجه العام يتمثل في إمكانية إضافة وإنتاج محتوى جديد من المنطقة إلى العالم.
وقال السويدي في حوار مع «الشرق الأوسط»، إن رؤية المدينة تسعى في دعم المحتوى العربي بشكل أكبر؛ حيث إن الإحصائيات الأخيرة تتحدث عن محتوى عربي ضئيل في الإنترنت، وهو ما اعتبره فرصة لإثراء المعرفة العربية. وأضاف: «شغلنا الشاغل كيف يمكن إيجاد رواد محتوى، وكيف يمكن التعامل مع أكبر عدد من الأفراد القادرين على إنتاج محتوى في المدينة».
كما تحدث عن عدد العاملين في مجال الإعلام في المدينة، وإحصائيات الشركات، وآلية استقطاب الشركات العالمية إلى دبي، والتنافس مع مدن المنطقة في إيجاد مناطق إعلامية، في الحوار التالي:
> ما هي استراتيجية ورؤية مدينة دبي للإعلام؟
- منذ إنشاء المدينة في 2001 إلى اليوم، كانت هناك استراتيجية لدى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لاستقطاب كل من يعمل في قطاع الإعلام بشكل عام، وتكون مدينة دبي بشكل عام ومدينة دبي للإعلام بشكل خاص، مقصداً للعاملين في مجال الإعلام، ليتخذوا الإمارة منصة لهم وللمنطقة والعالم. ومن ذلك الوقت هناك كثير من التغير. المدينة الإعلامية تطورت بشكل هائل، وكان هناك مدن جديدة للإعلام في المنطقة. بدأنا نلمس احتياجات جديدة للإعلام في السوق، وللشركات الإعلامية، كالاستوديوهات وأماكن التخزين والمطابع والبنية التحتية التي تحتاجها هذه الصناعة. وبدأنا في تطوير المدن الأخرى، كمدينة الاستوديوهات، ومدينة الإنتاج، لاستقطاع مدن أكثر، وأصبحت لدينا مبانٍ مجهزة بالكامل لشركات التلفزيونات.
وتتمثل استراتيجيتنا في كيفية استقطاب شركات، وكيف يمكن أن نجعل المدينة هي الأفضل لأي نوع من مجالات الإعلام المطروحة حالياً. وبدأنا في وضع استراتيجيات على المدى القصير، بحكم التغيرات السريعة التي تشهدها الصناعة.
واليوم، التطور الذي يشهده قطاع الإعلام في طريقة عرض المحتوى، والتوجه من الحكومة في كيف يمكن إضافة وإنتاج محتوى جديد من المنطقة إلى العالم، وضع علينا ضغوطاً في تغير طريقة تفكيرنا واستراتيجيتنا على المدى البعيد. والآن التركيز على رواد الإعلام والمبدعين وصناع المحتوى والشركات في كل المجالات الإعلامية، منها التلفزيون والبث الإذاعي وإنتاج الأفلام والفيديو القصير.
> هل تعتقد أن البنية التحتية في دبي تساعد على إيجاد بيئة مناسبة للإنتاج الإعلامي؟
- اليوم الوضع تغير عما كان عليه في السابق، البنية التحتية التي كنت تحتاجها كانت تتضمن الاحتياج إلى التلفاز، وهناك استثمار كبير في البنية التحتية لتأسيس كيان. اليوم مع وجود الخدمات الرقمية ومع الشركات الرقمية التي عملت، سهلت المنظومة، وبدلاً من أن تكون على التلفزيون العام الذي كان من الصعوبة عرض المحتوى عليه، اليوم هناك منصات رقمية تساعدك على نشر محتواك، واليوم البنية التحتية الموجودة في دبي وضعت للتطور. ومثالاً: مدينة دبي للاستوديوهات مجهزة ومبنية بأعلى المعايير لاستقطاب المنتجين. إذا رغبت في تصوير فيلم قصير أو طويل فالبنية التحتية تساعدك، إذا كنت ترغب في إنتاج محتوى مركز في مجال معين وتحتاج إلى استوديوهات صغيرة أو مكاتب الصوت، جميعها متوفرة. ومن هذا الجانب لدينا تنوع في البنية التحتية؛ بحيث الشركات الموجودة تجد كل ما تحتاجه في البيئة الإعلامية الجديدة.
> وبالتالي تستطيع استقطاب شركات بشكل أكثر؟
- طبعاً، كلما فتحت السوق كان هناك طلب، بسبب عدة عوامل، منها تقليل التكاليف وسهولة الأعمال، مما ينتج محتوى بشكل أكبر. وما يضاف إلى ذلك أننا نسعى لدعم المحتوى العربي بشكل أكبر؛ حيث إن الإحصائيات الأخيرة تتحدث عن محتوى عربي ضئيل في الإنترنت، وهذه تعتبر فرصة، ليست فرصة للغة العربية وإنما فرصة للتجارة وبيع هذا المحتوى؛ لأن المحتوى قليل في المنطقة، إضافة إلى أن الجودة في المحتوى أيضاً في تطور.
> ما هي الفكرة من مهرجان «أون دي إكس بي» الذي عقد مؤخراً في دبي؟
- فكرة المهرجان تتمثل في وجود مبدعين موجودين في منطقة الشرق الأوسط، وليست لديهم فرصة في عرض محتواهم، والمهرجان يعتمد على أربعة أنواع من المحتوى: الفيلم، والفيديو القصير، والموسيقى، والألعاب الإلكترونية، ولم نركز في قطاع واحد؛ لأننا نرى أن جميع تلك القطاعات تصب في قالب واحد، وهو إنتاج محتوى، بما فيها الألعاب الإلكترونية. واستقطبنا ما يقارب 400 مقدم للمحتوى في المجالات الأربعة؛ حيث تم عرض محتواهم في المهرجان، وكانت هناك ورش عمل، وشهد فعاليات كثيرة تكمن في كيفية تطوير المحتوى.
> ما المشروعات التي تعتزمون تنفيذها خلال الفترة المقبلة؟
- في الوقت الحالي ينصب تفكيرنا في كيفية إمكانية تطوير المحتوى، واستخدام كامل الإمكانيات المتوفرة في المدينة. شغلنا الشاغل كيف يمكن إيجاد رواد محتوى، وكيف يمكن جمع أكبر عدد من الأفراد القادرين على إنتاج محتوى، وكيف يمكن أن نساعد هذا المجتمع الذي يضم ما يقارب 21 ألف موظف، موجودين في المجمعات الإعلامية، في إنشاء فرص أعمال لهم وللمدينة، وكيف يمكن أن نطور في مجال الطباعة والنشر، لإعطاء الشركات فرصة للتعرف على ما حدث من تغيرات في القطاع عالمياً، وكيف يمكن أن تتواكب هذه الشركات مع تلك المتغيرات.
> صناعة الإعلام تعيش متغيرات كبيرة، كيف يمكن للمدينة مواكبة تلك المتغيرات من متطلبات تقنية وبنية تحتية؟
- مدينة دبي للإعلام تم بناؤها على فكرة المستقبل، في 2000 و2001، فكانت البنية التحتية الموجودة في المدينة متطورة بشكل كبير. والتطور الذي شهده قطاع الإعلام يمس جميع الشركات العاملة في المدينة، والتي يمكن أن تستخدم متطلبات التغير من بنية تحتية قوية، فيما يتعلق بالتحول الرقمي، والتي بالأساس موجودة في المدينة.
> التحديات بوجهة نظرك، أين تكمن فيما يتعلق بعملكم؟
- السوق تتحرك بشكل سريع، والتطورات في مجال الإعلام تتحرك بشكل سريع. أحد التحديات المطروحة أن الحكومة يجب أن تواكب تلك المتطلبات؛ خصوصاً أن قطاع الإعلام بدأ يتضمن كيانات بأعمال جديدة لها تداخل في الأعمال والإعلام، مما يتطلب سرعة إجراءاتها، كمتطلبات السجل التجاري أو الرخصة الإعلامية، إضافة إلى التحدي في كيفية تنمية المواهب الموجودة.
ومثال على ذلك ما تم التطرق إليه مسبقاً في أنه لا يوجد من يمثل البلاد في مجال الأفلام. وعملنا على تطوير البنية التحتية، وعملنا على ورش عمل، واستقطبنا ما يقارب 1000 شخص. وبالتالي هناك مواهب، ونحن نعمل على استقطابهم إلى منصة واحدة لتنميتهم.
ومستقبلاً إذا جاء طلب لتصوير فيلم، أستطيع أن أوفر له ما يريد من مواهب تساعده على توفير متطلباته، والتي تحتاج إلى وقت، ولكن نحن نسعى إلى التغلب على تلك التحديات، وبالتالي هذا دافع يجعلنا نطور المدينة في كل يوم، وهذه رسالة الشيخ محمد بن راشد، الذي أكد على أهمية التطور في المجال الإعلامي، وبالتالي ساعدنا ذلك في خلق الحافز لعملية التطوير والتغلب على كل التحديات.
> كم يبلغ عدد الشركات الموجودة في المدن الإعلامية في دبي؟
- يبلغ عددهم نحو 2100 شركة، و25 ألف موظف من المتخصصين في مجالات الإعلام وما يندرج تحتها، ولكن عدد الشركات ليس المقياس الحقيقي لحجم الأعمال؛ لأن الوضع تغير، واليوم طريقة الشركات الإعلامية تغيرت.
اليوم هناك آلاف الأشخاص يعملون لحسابهم الخاص، ويعملون بشكل مستقل.
> كيف تنظر إلى المنافسة في مجال المدن الإعلامية وتوجه عدد من الدول في المنطقة لبنائها، كما حدث مؤخراً في إعلان السعودية عن توجه لبناء مدينة إعلامية، كما أن أبوظبي لديها مدينة إعلامية، بخلاف مدن الشرق الأوسط الأخرى؟
- أولاً، هناك حجم أعمال يكفي الجميع في المنطقة، ثانياً، التنافس جيد؛ لأن كلما زاد التنافس كبر حجم السوق، وكلما كبر حجم السوق زادت الأعمال. وفي السابق كانت هناك مدن إعلامية وما زالت، كالمدن الإعلامية في مصر ولبنان وأبوظبي، وفي الإمارات هناك أكثر من مدينة إعلامية؛ لكن نحن في دبي في تطور مستمر، وسنسعى للاستمرار نحو الأفضل ونستفيد من المنافسة، وسنعمل على توفير جميع متطلبات الشركات الإعلامية، وهذا نوع من التنافس الصحي.
> ما الذي تركزون عليه في الفترة الحالية؟
- الشيء الوحيد الذي نسعى للتركيز فيه، هو تنمية المواهب، وأن ننتج محتوى بشكل أكبر، ونسعى لتطوير هذا المحتوى. وجميع الأدوات التي تم بناؤها نسعى لتوصيلها لمن يريد، ونسعى لزيادة المحتوى من المنطقة، ونسعى للحديث عن المنطقة من وجهة نظر صناع المحتوى في المنطقة، ولا نعتمد على المحتوى المترجم، ونسعى لأن يكون شبابنا منتجاً؛ خصوصاً في ظل وجود المنصات التي تسهل عملية الإنتاج.
> هل هناك مفاوضات لاستقطاب شركات للمدينة في الوقت الحالي؟
- دائماً نكون في مفاوضات، وهذا شغلنا الشاغل، والحراك مستمر في هذا الجانب.
مدير عام مدينة دبي للإعلام لـ«الشرق الأوسط»: نستقطب الرواد والمبدعين في صناعة المحتوى
ماجد السويدي أكد أن حجم الأعمال في القطاع يكفي للجميع وأن التنافس صحي
مدير عام مدينة دبي للإعلام لـ«الشرق الأوسط»: نستقطب الرواد والمبدعين في صناعة المحتوى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة