انتعشت الأسواق العالمية الكبرى، أمس، بعدما أفاد مسح للقطاع الخاص، الاثنين، بأن نشاط المصانع الصينية أظهر علامات تحسن مفاجئة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بزيادة النمو إلى أعلى مستوى في نحو ثلاثة أعوام، ما يعزز بيانات حكومية إيجابية نشرت خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وصعد مؤشر «كايكسين - ماركت لمديري مشتريات قطاع التصنيع» إلى 51.8 نقطة في نوفمبر، من 51.7 نقطة في الشهر السابق، وهي أسرع زيادة منذ ديسمبر (كانون الأول) 2016 عندما بلغ 51.9 نقطة. ويفصل مستوى 50 نقطة بين النمو والانكماش على أساس شهري.
كان اقتصاديون، استطلعت «رويترز» آراءهم، توقعوا تراجعاً إلى 51.4 نقطة.
ووفقاً لمسح رسمي، نشرت نتائجه في الأسبوع الماضي، عاد قطاع الصناعات التحويلية إلى النمو خلال نوفمبر، وسجل مؤشر «كايكسين» 52.2 نقطة الشهر الماضي، مقابل 49.3 نقطة في الشهر السابق، وسجل قطاع الصناعات غير التحويلية، خلال الفترة نفسها 54.4 نقطة، مرتفعاً من مستوى شهري سابق 52.8 نقطة.
وتعززت النتائج الأخيرة بفضل ارتفاع آخر في عدد الشركات الجديدة التي أسسها رجال الأعمال الصينيين. وأشار المسح إلى أنه بفضل تزايد الطلب الخارجي، ارتفع حجم الصادرات للشهر الثاني على التوالي.
وبصورة عامة، يتوقع منتجو السلع الصينية زيادة في حجم الإنتاج خلال العام المقبل، على الرغم من تراجع الثقة للشهر الخامس على التوالي، وسط حالة من القلق بشأن تطبيق سياسات أشد صرامة خاصة بالبيئة.
انتعاش بالأسواق
ودفعت البيانات القوية الأسواق العالمية، أمس، إلى موجة نشاط كبرى. لكن الأسهم الأميركية استقرت في معظمها عند الفتح، الاثنين، بعد أن قال الرئيس دونالد ترمب، إنه سيعيد فرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم من البرازيل والأرجنتين. وبدأ المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» القياسي جلسة التداول في بورصة «وول ستريت»، مرتفعاً 2.87 نقطة، 0.09 في المائة، إلى 3143.85 نقطة. بينما زاد المؤشر «ناسداك» المجمع 7.37 نقطة، أيضاً 0.09 في المائة، إلى 8672.85 نقطة. وصعد المؤشر «داو جونز» الصناعي 58.33 نقطة، أو 0.21 في المائة، عند الفتح إلى 28109.74 نقطة.
وارتفعت الأسهم الأوروبية، الاثنين، مع دعم البيانات الصينية للقطاعات التي تتأثر بالتجارة مثل التعدين والنفط والغاز، فضلاً عن شركات صناعة السيارات. وارتفع المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بواقع 0.3 في المائة بحلول الساعة 08.13 بتوقيت غرينتش بقيادة شركات التعدين التي لها انكشاف على الصين، والتي ربحت 1.2 في المائة، بينما ساهم صعود سعر النفط في ارتفاع قطاع الطاقة 0.5 في المائة.
وفي آسيا، ارتفعت الأسهم اليابانية، الاثنين، بأعلى وتيرة في شهر. وأغلق المؤشر «نيكي» مرتفعاً 1.01 في المائة عند 23529.50 نقطة. ومنذ بداية العام ارتفع المؤشر القياسي 16.38 في المائة.
وتألقت الأسهم اليابانية عند الفتح في رد فعل على بيانات حكومية صدرت يوم الجمعة، أظهرت تحسن القطاع الصناعي الضخم في الصين في مؤشر على أن إجراءات التحفيز التي تبنتها بكين بدأت تدعم النمو. واستمرت المكاسب بعد البيانات الصناعية الصينية، لكن الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين تظل تمثل تهديداً للنظرة المستقبلية.
وعلى المؤشر «نيكي»، ارتفع 200 سهم، في حين انخفض 24 سهماً. كما زادت الأسهم اليابانية بعدما تراجع الين لأقل مستوى في 6 أشهر عند 109.73 مقابل الدولار. وارتفع المؤشر «توبكس» 0.89 في المائة إلى 1714.49 نقطة.
وتراجعت أسعار الذهب، الاثنين، مع تحول المستثمرين للأصول مرتفعة المخاطر عقب تقارير تفيد بتوسع القطاع الصناعي في الصين، وفي الوقت الذي يتسبب فيه ارتفاع الدولار في ضعف الطلب على المعدن الأصفر.
ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 1459.94 دولار للأوقية (الأونصة)، بحلول الساعة 06.45 بتوقيت غرينتش. وفي وقت سابق، لامست الأسعار أعلى مستوى منذ 22 نوفمبر. وفقد الذهب في المعاملات الآجلة في الولايات المتحدة 0.5 في المائة إلى 1466 دولاراً.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقدت الفضة 0.6 في المائة إلى 16.93 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين 0.5 في المائة إلى 896 دولاراً، وهبط البلاديوم 0.2 في المائة إلى 1838.15 دولار.
ونزل الين الياباني لأقل مستوى في 6 أشهر، الاثنين، في حين ارتفع الدولاران النيوزيلندي والأسترالي إثر انتعاش مفاجئ لأنشطة القطاع الصناعي في الصين. واستقر اليورو قبل شهادة رئيسة البنك المركزي الأوروبي الجديدة كريستين لاغارد، أمام البرلمان الأوروبي، أمس، في حين نزل الجنيه الإسترليني مع اشتداد المنافسة في الانتخابات البريطانية.
ونزلت العملة اليابانية إلى 109.73 ين مقابل الدولار، وهو أقل مستوى منذ مايو (أيار) الماضي، وهبطت في أحدث تعاملات إلى 109.63 ين. كما صعدت العملات مرتفعة المخاطر بعد البيانات الصينية، وزاد الدولار الأسترالي نحو 0.3 في المائة إلى 0.6779 دولار أميركي.
وارتفع الدولار النيوزيلندي لأعلى مستوى في شهر عند 0.6460 دولار أميركي. وقال محللون إن العملة لقيت دعماً أيضاً من حديث عن تحفيز مالي لدعم اقتصاد نيوزيلندا.