نسرين فندي: أجواء الحرب ساهمت في انتعاش السينما السورية

قالت لـ«الشرق الأوسط» إنّها توقعت نجاح «نجمة الصبح»

نسرين فندي: أجواء الحرب ساهمت في انتعاش السينما السورية
TT

نسرين فندي: أجواء الحرب ساهمت في انتعاش السينما السورية

نسرين فندي: أجواء الحرب ساهمت في انتعاش السينما السورية

قالت الفنانة السورية نسرين فندي إنّها كانت تتوقع نجاح فيلمها «نجمة الصبح» الذي يشارك ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» في مهرجان القاهرة السينمائي حالياً، وحصوله على جوائز متنوعة في المهرجانات السينمائية الكبرى.
وأكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط»: أنّ أجواء الحرب السورية ساهمت بشكل كبير في انتعاش الإنتاج السينمائي والمسرحي السوري، رغم تسببها بانخفاض الإنتاج الدرامي والتلفزيوني.
فندي تحدثت عن شخصية لبنى، التي جسدتها في فيلم «نجمة الصبح» قائلة: «هي فتاة تعيش حياة طبيعية كأي امرأة، ثم تتعرض للخطف والتعذيب أثناء اندلاع الحرب في سوريا وهو ما يجعلها تمر بأحداث قاسية ومؤلمة وغيرها من النساء المختطفات، وهو ما يحولها لفتاة غير متوازنة نفسياً، وقد أعجبني هذا الدور جداً لأنّه مغذٍ للفنان على صعيد التمثيل، فضلاً عن أنّ هذا النوع من القصص يشبه حكايات لأشخاص حقيقيين عانوا نفس المعاناة الصّعبة وربما أكثر، ومن حقهم علينا أن نحكي قصصهم ونجعل صوتهم مسموعاً للعالم كله».
ورغم تأكيد فندي على أنّها لم تواجه أي صعوبة في تجسيد الدّور، فإنّها قالت إنّ طبيعة مواقع التصوير كانت قاسية جداً، بجانب ظروف الطقس».
وعن تكرار تعاونها مع المخرج السوري جود سعيد، في فيلمي «مسافرو الحرب» و«مطر حمص»، تقول: «تجمعني بجود صيغة تعاون وثقة متبادلة، وعندما يعرض علي دوراً وأجده مناسباً لي فإنّي أوافق عليه فوراً، وهذا بالفعل ما حدث مع دوري في (نجمة الصبح) وغيرها من الأعمال الفنية»، وأضافت: «جود أوكل لي مهمة تدريب الفنانين المشاركين في (نجمة الصبح) لأنّني أستاذة لمادة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق بسوريا، وهذا الفيلم يجمع عدداً من الوجود الجديدة وكانوا بحاجة للتدريب على طبيعة الشّخصيات الموكلة لهم».
ووصفت الفنانة السورية حصول الفيلم على «جائزة التانيت الذهبي» في أيام قرطاج السينمائية أخيراً بـ«الأمر المتوقع» قائلة: إنّ «صناع العمل توقعوا حصوله على جوائز منذ بداية تنفيذ الفيلم، لأنّه يعتمد صيغة مبتكرة وجديدة في الصورة والإخراج، وأنا أعتبر الجوائز بمثابة تقدير واعتراف بأهميته وتتويج لمجهود أشخاص كثر، ولكنّ الأهم من الجوائز هو حب الجمهور له، بعدما نجح الفيلم في إيصال رسائل حول واقع مواطنين عاشوا حياة صعبة»، واعتبرت أنّ عرضه في الدورة 41 لمهرجان القاهرة السينمائي بمثابة استكمال للمسيرة الناجحة للفيلم.
نسرين فندي أكدت أنّ «الحرب أثّرت بشكل كبير على حجم الإنتاج التلفزيوني والدراما، لكنّها في المقابل في زيادة حجم الإنتاج السينمائي والمسرحي، بما فيها الإنتاج السينمائي الخاص، وهذا بالتأكيد أمر مهم لصالح السينما السورية».
وعن عدم انتشارها فنيا خارج سوريا على غرار بعض فناني بلدها قالت: «كنت قد قضيت عدة سنوات في العمل خارجياً، ولكن عندما اندلعت الحرب قرّرت البقاء في بلدي، لإنجاز أعمال فنية تحكي ما رأيت وتوثق له، والآن في ظل عودة الهدوء، إلى البلاد مرة أخرى، أصبحت الفرصة متاحة لإعادة النظر في مسألة قبول أعمال فنية خارج سوريا، وأتمنّى إيجاد الدور الملائم لي».
واختتمت فندي حديثها بالتأكيد على أنّها تحبّ المسرح وتكرّس معظم جهودها الفنية للظهور على خشبته، قائلة: إنّ «المسرح من اختصاصي كممثلة، ثم كمخرجة وكأستاذة في المعهد، لذلك معظم أعمالي مسرحية، وأعتبر المسرح أساساً قوياً للممثل لتطوير مهاراته وأدواته، وهو فن يثقل الموهبة بشكل كبير، وأتمنّى زيادة نسبة ظهوري في الدراما والسينما خلال الفترة المقبلة».
يذكر أنّ الفنانة نسرين فندي لفتت الانتباه لموهبتها الفنية منذ عام 2004. في مسلسل «التغريبة الفلسطينية»، ثم توالت أعمالها الدّرامية مع مسلسلات «نزار قباني»، و«مواكب السبايا»، و«رسائل الحب والحرب». بجانب مشاركتها في مسرحيات «المرود»، و«مكحلة»، و«تكتيك»، و«فوضى»، و«مسرحية اندروماك»، التي عرضت بعدة دول أول أوروبية.


مقالات ذات صلة

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

يوميات الشرق في فيلمه السينمائي الثالث ينتقل الدب بادينغتون من لندن إلى البيرو (استوديو كانال)

«بادينغتون في البيرو»... الدب الأشهر يحفّز البشر على مغادرة منطقة الراحة

الدب البريطاني المحبوب «بادينغتون» يعود إلى صالات السينما ويأخذ المشاهدين، صغاراً وكباراً، في مغامرة بصريّة ممتعة لا تخلو من الرسائل الإنسانية.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق المخرج العالمي ديفيد لينش (أ.ف.ب)

رحيل ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة

هل مات ديڤيد لينش حسرة على ما احترق في منزله من أرشيفات وأفلام ولوحات ونوتات موسيقية كتبها؟ أم أن جسمه لم يتحمّل معاناة الحياة بسبب تعرضه لـ«كورونا» قبل سنوات؟

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق أحمد مالك وآية سماحة خلال العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«6 أيام»... رهان سينمائي متجدد على الرومانسية

يجدد فيلم «6 أيام» الرهان على السينما الرومانسية، ويقتصر على بطلين فقط، مع مشاركة ممثلين كضيوف شرف في بعض المشاهد، مستعرضاً قصة حب في 6 أيام فقط.

انتصار دردير (القاهرة)
سينما النجم الهندي سيف علي خان (رويترز)

سيف علي خان يصاب بست طعنات في منزله

تعرض نجم بوليوود الهندي سيف علي خان للطعن من متسلل في منزله في مومباي، اليوم الخميس، ثم خضع لعملية جراحية في المستشفى، وفقاً لتقارير إعلامية.

«الشرق الأوسط» (مومباي)
سينما لقطة لبطلي «زوبعة» (وورنر)

أفلام الكوارث جواً وبحراً وبرّاً

مع استمرار حرائق لوس أنجليس الكارثية يتناهى إلى هواة السينما عشرات الأفلام التي تداولت موضوع الكوارث المختلفة.

محمد رُضا (بالم سبرينغز)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.