نظم مطورة لمعالجة الصور والنصوص وتوفير الترجمة الفورية

تغطي فعاليات «مؤتمر غوغل للذكاء الصناعي»

نظم مطورة لمعالجة الصور والنصوص وتوفير الترجمة الفورية
TT

نظم مطورة لمعالجة الصور والنصوص وتوفير الترجمة الفورية

نظم مطورة لمعالجة الصور والنصوص وتوفير الترجمة الفورية

في مؤتمر تقني نظمته في مقرها الأحدث بمدينة زيوريخ السويسرية الأربعاء الماضي، عرضت «غوغل» آخر ما توصلت له في مجال الذكاء الصناعي وتعلم الآلة «MachineLearning» وهي التقنيات التي من شأنها أن تسهل علينا حياتنا اليومية بكل ظروفها. وحضرت «الشرق الأوسط» المؤتمر وقامت بمقابلة بعض المسؤولين للحديث عن هذه التقنيات وإمكانية توافرها في العالم العربي.

- تحويلات الصوت والنص
ترى «غوغل» أن مهمتها الرئيسية تتمثل في تنظيم معلومات العالم وجعلها في متناول الجميع بشكل مفيد. وبالفعل خلال العقد الماضي قدمت الشركة العديد من الخدمات والحلول في مختلف مجالات الحياة ولعل من أهمها تقنيات التعرف على الكلام Speech Recognition. ومع الذكاء الصناعي وصلت «غوغل» الآن لمستوى متقدم جداً، لدرجة أنها تستطيع التعرف على الكلام من أشخاص يعانون من صعوبات في التحدث كالتلعثم والتأتأة.
وللتأكيد على ذلك، قام عالم الأبحاث الروسي ديمتري كانفيسكي المتخصص في اللغات والكلام، الذي يعاني نفسه من صعوبة في الكلام، بتقديم عرض أمام الحضور. ورغم أننا لم نستطع فهم كل ما يقول فقد اعتمدنا على «غوغل» لتفريغ كلامه إلى نص، عُرض على شاشة كبيرة أثناء حديثه. كما عرف السيد ديمتري الحضور أيضاً على تطبيق جديد أسمته «غوغل» لوك أوت Lookout الذي يقوم بوصف أي شيء توجه له الكاميرا. فلو وجهت كاميرا الهاتف إلى طاولة مكتب سيعرّفك التطبيق صوتياً على كل ما هو موجود فوقها، مما يجعله تطبيقاً أساسياً لمن يعانون من صعوبات بصرية والمصابين بالعمى، بحيث يوفر لهم استقلالية لم تكن ممكنة من قبل.
وبخصوص الصعوبات البصرية توجد ميزة جديدة في متصفح «غوغل كروم» تعرض لك وصفاً لأي صورة موجودة على الإنترنت من خلال التعرف على المواد والأشياء الموجودة بها. وتم الحديث أيضاً عن خدمة Live Caption أو تفريغ النص اللحظي والتي تقوم بتفريغ أو عرض نص مكتوب لأي فيديو موجود على جهازك أو على الإنترنت. فلو كانت لغتك الإنجليزية ضعيفة مثلاً يمكنك تفعيل الخدمة الموجودة فقط حالياً في هاتف «غوغل بكسل 4» وسيقوم بعرض ترجمة نصية Subtitles لأي فيديو أو مقطع صوتي تشغله على الجهاز. وللقارئ أن يتخيل أهمية هذه الخدمة لمن يعانون من صعوبات في السمع أيضاً.

- ذكاء صناعي وحس اجتماعي
خصصت «غوغل» قسماً في مؤتمرها للحديث عن أهمية الذكاء الصناعي في مختلف جوانب الحياة كالمساعدة في التنبؤ بحدوث الفيضانات عن طريق تحليل بيانات ضخمة لصور ملتقطة من كاميرات الأقمار الصناعية - كتلك المستخدمة في خدمة «غوغل إيرث» - والتعرف على الأنماط المختلفة لحركة المياه ومعدل ارتفاعها في الوديان. كما قامت أيضاً، بمساعدة منظمات تهتم بحياة الحيوانات التي بدأت أعدادها تقل بشكل غير مسبوق وأصبحت معرضة بشكل كبير للانقراض. فعندما عجز العلماء عن معرفة السبب قاموا بالتعاون مع شركة «غوغل» لنصب عدد كبير من كاميرات المراقبة داخل الأدغال يتم تفعيلها بشكل أوتوماتيكي عن طريق مجس استشعار للحركة Motion Detection ليحصلوا بالنتيجة على كم هائل من المعلومات عن تحركات هذه الحيوانات ساعدتهم بشكل كبير في بحوثهم العلمية.
تعاونت «غوغل» أيضاً مع علماء يدرسون أنماط هجرة الحوت الأحدب، أحد أنواع الحيتان المهددة بالانقراض. تقوم كل مجموعة من هذه الحيتان بإصدار ما يشبه النغمة أو الأغنية الواحدة يتم تكرراها العديد من المرات كل ساعة أثناء هجرتها من مكان لآخر بمسافات تتعدى 25 ألف كيلومتر. ولكن الميكروفونات التي يستعملها العلماء للتنصت عليها تلتقط أيضاً أصوات الحيتان الأخرى بالإضافة إلى أصوات السفن مما يجعل من عملية تحديد مكانهم أمراً أشبه بالمستحيل. ولكن الوضع اختلف تماماً عندما تم إدخال تقنيات الذكاء الصناعي في عملية تحليل بيانات الأصوات التي تم التقاطها خلال الـ19 سنة الماضية من 12 موقعاً جغرافياً مختلفاً. الآن، وبفضل الذكاء الصناعي أصبح لدى العلماء فكرة شاملة عن دورة حياة هذه الحيتان وأنماط هجرتها وأماكن وجودها للمساعدة في الحد من ظاهرة الانقراض التي تهددها.

- الخصوصية والأمان
بما أن الذكاء الصناعي يعتمد أساساً على إدخال وتحليل البيانات التي تستقطبها «غوغل» من المستخدمين فإن التقدم في تعلم الآلة يجعل من حماية الخصوصية أحد أصعب التحديات التي تواجهها الشركة. ولذلك طورت الشركة نوعاً جديداً من طرق تعلم الآلة يسمىFederated Learning يسمح للمطورين بتدريب نماذج للذكاء الصناعي لصنع منتجات أكثر ذكاءً لا تعتمد على الحوسبة السحابية بل تقوم بتحليل البيانات ومعالجتها داخل جهازك دون الحاجة لرفعها إلى خوادم «غوغل». وهذا يعني أن الشركة يمكنها القيام بالمزيد بأقل نسبة من البيانات الشخصية.
لوحة المفاتيح GBroad الموجودة على ملايين من هواتف الأندرويد حول العالم كانت أولى هذه التطبيقات التي طبقت نظام Federated Learning لتحسين الكتابة التنبؤية وعرض اقتراحات للكلمات التالية في الجمل المراد كتابتها من قبل المستخدم. في السابق كانت GBoard تقترح عليك فقط الكلمات التي تستعملها أنت باستمرار أما الآن فستقترح عليك كلمات جديدة دون أن تعرف «غوغل» نفسها ما تكتبه أنت من كلمات. وأيضاً، يعتمد تطبيق الكاميرا الموجود بهواتف بكسل 4 الجديدة على هذه التقنية الجديدة فيمكن للجهاز ترجمة النصوص عن طريقة معالجتها داخل الهاتف نفسه مما يعني أنك ستحصل على الإجابات بسرعة أكبر، وأكثر أماناً.

- مترجم «غوغل»
بفضل الذكاء الصناعي يستطيع برنامج Google Translate الترجمة من وإلى أكثر من 100 لغة ولكن من الإضافات المميزة كان وضع المحادثة Conversation Mode والذي استخدمناه لطلب قهوة من شخص لا يفهم إلا اللغة البرتغالية. كل ما عليك فعله هو الضغط على الزر المخصص في التطبيق ثم التحدث بلغتك ليقوم التطبيق بترجمة ما قلته كلامياً - ولحظياً - للشخص الآخر.
في عام 2016. توقف فريق عمل تطبيق الترجمة عن استخدام نظام الترجمة الحرفية واستبدلها بالترجمة الآلية العصبية Neural Machine Translation. ومع NMT هذه، لا يقوم فريق عمل «غوغل» بتعليم النظام أي شيء عن اللغة المراد ترجمتها، بل يترك الأمر للنظام نفسه لتوليد الكلمات وترجمتها. ووظيفة فريق العمل بأن يعلمه أن هذه الجملة باللغة «ألف» يرادفها هذه الجملة من اللغة «باء» ليطور النظام نموذجه الخاص به لإعادة تنسيق وترجمة تلك الجمل بشكل مستقل.
كما نعلم فإن تطبيق الترجمة لا يدعم حالياً إلا اللغة العربية الفصحى، لذا، قمنا بسؤال المهندس ماك دف هيوغس رئيس قسم ترجمة «غوغل» عن احتمالية توفر اللهجات الدارجة في المنطقة العربية فقال إنه على دراية بهذه النقطة، وإن فريقه يسعى لإضافتها غير أن التحدي الأكبر الذي يواجهه فريقه أن هذه اللهجات غير مكتوبة وتستعمل فقط للمحادثة. وكلفتة جميلة منه، قام باستخدام وضع المحادثة في تطبيق ترجمة «غوغل» للرد علي وكانت الترجمة دقيقة بنسبة 100 في المائة.

- غوغل بكسل 4
استغلت الشركة المؤتمر لإعطاء تفاصيل أكثر عن أحدث هواتفها «غوغل بكسل 4» وعن تقنيات الذكاء الصناعي الموجودة فيه. عبر السنين، كان أهم ما يميز هواتف بكسل هو تقنيات التصوير المتقدمة التي تفوقت على كثير من المنافسين رغم أن هواتفها كانت تعتمد على عدسة واحدة فقط، فيما وصل المنافسون إلى أربع عدسات وأكثر.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن الشركة تعول أكثر على التصوير الفوتوغرافي الحسابي computational photography أكثر من أي وقت مضى لتحسين الصور الملتقطة بالجهاز، لذلك دائماً ما تلاحظ أن الصور الملتقطة بأجهزة بكسل تستغرق بضع ثوانٍ لعرضها بعد التقطاها.
قامت «غوغل» أيضاً بإضافة عدسة ثانية في بكسل 4 لأول مرة في تاريخ أجهزة البكسل لتوفر «تقريباً رقمياً» يصل إلى 8 مرات دون التأثير على جودة ودقة الصورة. كما يوجد أيضاً وضع جديد في تطبيق الكاميرا تحت اسم Photo Booth وهو نمط يقوم عند تفعيله باختيار الوقت الأنسب لالتقاط الصورة بحيث لا تحتاج لأن تضغط على أي زر، ولك أن تتخيل أهمية هذه الميزة عند التقاط صور للأطفال أو الحيوانات الكثيرة الحركة. كما يأتي الهاتف بتطبيق لتسجيل المكالمات بإمكانه تفريغ الكلام المسجل لحظياً إلى نص ليسهل من عملية تفريغ المحاضرات للطلبة أو تفريغ المقابلات بالنسبة للصحافيين.
وعندما سألنا السيد براندون بأربيلو عن سبب عدم تمتع هواتف بكسل بأقوى المواصفات أسوة بالمنافسين رد بالقول إن «غوغل» لا تركز كثيراً على توفير العتاد الأقوى وإنما تعطي أولوية لتجربة المستخدم ككل من ناحية سلاسة وخفة النظام، الحفاظ على عمر البطارية وتوفير قدرات التصوير المتقدمة اعتماداً على تقنيات الذكاء الصناعي. سألناه أيضاً عن سبب إهمال الشركة لسوق الشرق الأوسط وقال إنه سيتواصل مع قسم المبيعات ليعلمه بأهمية السوق ودراسة إمكانية توفير الأجهزة لمحبي شركة «غوغل» في الوطن العربي.


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا أطلقت «يوتيوب» أول ملخص سنوي يمنح المستخدمين مراجعة شخصية لعادات المشاهدة خلال عام 2025

«ملخص يوتيوب»: خدمة تعيد سرد عامك الرقمي في 2025

يقدم الملخص ما يصل إلى 12 بطاقة تفاعلية تُبرز القنوات المفضلة لدى المستخدم، وأكثر الموضوعات التي تابعها، وكيفية تغيّر اهتماماته على مدار العام.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا الأوتار الاصطناعية قد تصبح وحدات قابلة للتبديل لتسهيل تصميم روبوتات هجينة ذات استخدامات طبية واستكشافية (شاترستوك)

أوتار اصطناعية تضاعف قوة الروبوتات بثلاثين مرة

الأوتار الاصطناعية تربط العضلات المزروعة بالهياكل الروبوتية، مما يرفع الكفاءة ويفتح الباب لروبوتات بيولوجية أقوى وأكثر مرونة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يعدّ «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» أكبر حدث من نوعه حضوراً في العالم (الاتحاد السعودي للأمن السيبراني)

بمشاركة دولية واسعة وازدياد في المحتوى... «بلاك هات 25» ينطلق بأرقام قياسية جديدة

أكد متعب القني، الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد السعودي للأمن السيبراني»، أن مؤتمر «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» يحقق هذا العام أرقاماً قياسية جديدة.

غازي الحارثي (الرياض)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».