شكل النسيج وحياكة الملابس إحدى الصناعات المهمة للغاية في مصر القديمة، وكان التيل المادة الوحيدة التي استخدمها الفراعنة في صنع ملابسهم، ونادراً ما كان يُستعمل الجلد والألياف المنسوجة في الملابس.
وترك الفراعنة على جدران مقابرهم نقوشاً ورسوماً لعمليات جمع محصول الكتان، إلى جانب زراعة الحبوب وحصادها، وفقاً لما يقوله الدكتور منصور النوبي، العميد الأسبق لكلية الآثار في مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر.
وصنعت أقدم أنواع النول لنسج الكتان بطريقة بسيطة، ثم تطورت في عصر الدولة الحديثة، وكما برع الفراعنة في النسج، برعوا أيضاً في استعمال الصبغات النباتية لتلوين القماش والخيوط.
وقال النوبي لوكالة الأنباء الألمانية: «شهدت مصر القديمة نسج وحياكة منسوجات وملابس منتجة بأدوات بسيطة، وقد عثر على مغازل وقطع من المنسوجات تعود للعصر الحجري الحديث بمصر».
واستعمل الفراعنة الكتان لصنع الثياب والمفروشات والأربطة الطبية، وحتى أكفان الموتى. وفي عام 550 قبل الميلاد، قدم الملك أحمس الثاني للمعابد الإغريقية مجموعة من الملابس المزركشة والملونة، وكانت مزخرفة بالقطن - وهو أقدم استخدام للقطن في التاريخ.
ويحتفظ «متحف بتري» للآثار المصرية في العاصمة البريطانية لندن، بأقدم ثوب عُثر عليه بين بقايا لملابس ترجع لعصور مصر القديمة، وحسب علماء المصريات، فإنّ هذا الثوب هو أقدم ثوب باقٍ في العالم، وقد حيك من الكتان، وبه بعض الثنيات، ويصلح لأن يرتديه طفل كبير، إذ يرجع للعام 2800 قبل الميلاد، وقد اكتشف في الفيوم عام 1977.
ومن مقتنيات «متحف فيكتوريا وألبرت» في بريطانيا، بردة طفل خاصة بالملك توت عنخ آمون، تحمل تاريخ السنة السابعة من حكم الملك إخناتون، مصنوعة من الكتان المغزول غزلاً دقيقاً، ونسيجها منتظم، ملوّنة بالأبيض الصافي، ويقول خبراء الآثار إنّ عملها استغرق 9 أشهر.
وقد حظيت الملابس في مصر القديمة، وما ارتبط بها من صناعات وحرف، باهتمام كبير من قبل خبراء الآثار وعلماء المصريات، منذ ظهور ما بات يعرف بعلم المصريات وحتى اليوم.
الفراعنة برعوا في زراعة الكتان ونسجه وحياكته قبل آلاف السنين
الفراعنة برعوا في زراعة الكتان ونسجه وحياكته قبل آلاف السنين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة