اشتداد الحرب ضد «داعش» بكوباني.. وأنباء عن سماح أنقرة لواشنطن استخدام قواعدها

المرصد: مقتل 13 عنصرا من التنظيم على الأقل

اشتداد الحرب ضد «داعش» بكوباني.. وأنباء عن سماح أنقرة لواشنطن استخدام قواعدها
TT

اشتداد الحرب ضد «داعش» بكوباني.. وأنباء عن سماح أنقرة لواشنطن استخدام قواعدها

اشتداد الحرب ضد «داعش» بكوباني.. وأنباء عن سماح أنقرة لواشنطن استخدام قواعدها

نجح المقاتلون الاكراد في مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا الليلة الماضية، في استرجاع موقعين كان استولى عليهما تنظيم "داعش" في جنوب مدينة عين العرب، من دون ان يؤثر ذلك على توازن القوى داخل المدينة المهددة بالسقوط في ايدي التنظيم المتطرف.
في هذا الوقت، واصل الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غاراته ليلا على مواقع وتجمعات لتنظيم "داعش" في جنوب المدينة وشرقها. كما شملت الغارات محافظة الرقة (شمال) المجاورة، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني صباح اليوم "نفذت وحدات حماية الشعب هجوماً معاكساً في القسم الجنوبي لمدينة عين العرب انتهى بتمكنها من التقدم والسيطرة على نقطتين لتنظيم "داعش"".
واوضح ان هذا الهجوم جاء بعد محاولة جديدة من التنظيم لاستكمال السيطرة على المدينة عبر هجوم من أربعة محاور على مراكز الوحدات في الجنوب، في ظل استمرار المعارك العنيفة على محاور المدينة الشرقية والجنوبية.
وقتل بحسب المرصد "13 مقاتلاً من تنظيم داعش".
وكانت "وحدات حماية الشعب" نجحت الاحد بالتقدم بضعة أمتار في محيط "المربع الأمني"، الذي استولى عليه التنظيم الجمعة في شمال عين العرب. ويضم هذا المربع مقارا ومباني تابعة لقيادة "وحدات حماية الشعب" وقوات الامن الكردية والمجلس المحلي للمدينة.
وأفاد المرصد من جهة ثانية، بتنفيذ طائرات التحالف العربي الدولي خمس ضربات صباح اليوم استهدفت اربع منها تجمعات ومواقع للتنظيم في القسم الجنوبي للمدينة، بينما استهدفت الضربة الأخيرة مراكز للتنظيم على أطراف المدينة من جهة هضبة مشته نور الواقعة عند التخوم الشرقية.
وشملت ضربات الائتلاف الدولي مناطق في مدينة الرقة وأطرافها، أبرز معاقل "داعش"، وأماكن في ريف الرقة الشمالي، حيث استهدفت تجمعات للتنظيم.
على صعيد متصل، وافقت تركيا على ان تستعمل الولايات المتحدة قواعدها الجوية خصوصا قاعدة انجرليك، في اطار الحملة الدولية ضد تنظيم داعش؛ حسب ما اعلن أمس (الاحد) مسؤول اميركي في وزارة الدفاع.
وقال هذا المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، ان "تفاصيل استعمال القواعد التركية ما زالت قيد البحث".
ويستعمل سلاح الجو الاميركي منذ زمن طويل قاعدة انجرليك الواقعة في جنوب تركيا، وينشر فيها حوالى 1500 من رجاله. ولكن حتى الآن تقلع الطائرات المكلفة عمليات القصف ضد تنظيم داعش من قواعد اخرى. كما تتمركز طائرات اف-16 اميركية منذ العام الماضي في الاردن، ووقع البنتاغون اتفاقات مع عمان لاستعمال قواعد عسكرية.
ويستعمل الجيش الاميركي ايضا قاعدة في دييغو غارسيا؛ وهي ارض بريطانية في المحيط الهندي لطائراته من نوع بي-52 وبي-2 .
إلا ان مصدرا حكوميا تركيا قال لـوكالة الصحافة الفرنسية، اليوم الاثنين، ان تركيا لم تبرم "اتفاقا جديدا" مع الولايات المتحدة يجيز فتح قواعدها امام طائرات التحالف الدولي، التي تشن ضربات ضد اهداف تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. وأضاف "ليس هناك اتفاق جديد مع الولايات المتحدة بخصوص انجرليك"؛ في اشارة الى القاعدة الجوية الواقعة جنوب تركيا، التي تريد الولايات المتحدة استخدامها لشن ضربات جوية. واضاف ان "المفاوضات مستمرة" على اساس الشروط التي وضعتها تركيا سابقا.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».