السعودية تؤكد أهمية الثقافة والفنون لحاضر مزدهر ومستقبل أفضل

بدر بن فرحان قال إن الرياض تخطو نحو مزيد من التطور عبر رؤية 2030 الطموحة

السعودية تؤكد أهمية الثقافة والفنون لحاضر مزدهر ومستقبل أفضل
TT

السعودية تؤكد أهمية الثقافة والفنون لحاضر مزدهر ومستقبل أفضل

السعودية تؤكد أهمية الثقافة والفنون لحاضر مزدهر ومستقبل أفضل

أكدت المملكة العربية السعودية أهمية تعزيز العلوم والثقافة والفنون للإسهام في إثراء الحوار والتواصل بين الأمم، من أجل حاضر مزدهر ومستقبل أفضل للأجيال القادمة، منوهة بأن الثقافة والفنون من ركائز التحول الوطني من خلال رؤية المملكة 2030 للإسهام في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، مشددة على أهمية الشباب بوصفهم عنصر القوة الهائلة لترجمة طموح وآمال مجتمعاتهم.
وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة رئيس وفد المملكة في مؤتمر «اليونيسكو» العام المنعقد في باريس في دورته الـ40 في كلمة له أمس، إن المملكة العربية السعودية بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «تنظر إلى الثقافة في مفهومها العام، بوصفها أحد أبرز الأسس التي تدعم التوجهات للتطوير البشري، ومد جسور التفاهم بين المجتمعات، من أجل النهوض بعالم أقوى، تترابط فيه الشعوب باختلاف ثقافاتها»، مشيراً إلى حرص المملكة على العمل المشترك في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو).
وأضاف: «الثقافة والفنون في المملكة تعد إحدى ركائز التحول الوطني من خلال رؤية المملكة 2030. ويتمثل هدفها في الإسهام في بناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح»، مؤكداً أن المملكة تخطو خطوات واثقة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً عبر رؤية 2030 الطموحة التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، و«سرعان ما بدأت ملامحها تنعكس بشكل إيجابي في عدة قطاعات؛ ومن ضمنها التعليم والثقافة والفنون».
وجدد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان عزم المملكة إكمال مسيرتها في تعزيز العمل المشترك في اليونيسكو وتحقيق رسالتها وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، التي تتماشى مع أهداف رؤية المملكة للمستقبل، تحت مظلة العمل الجماعي المشترك.
ولفت إلى أن المملكة برهنت على فاعليتها وحرصها على تحقيق أهداف العمل الجماعي المشترك في اليونيسكو، وقال: «ومن موقع مسؤوليتها كدولة مؤسسة، أسهمت إسهاماً كبيراً في ميزانية اليونيسكو عام 1984. وقدمت تبرعاً سخياً بمبلغ 20 مليون دولار أميركي في عام 2011. كما أعلنت التزامها بتخصيص 25 مليون دولار أميركي لتمويل برامج اليونيسكو الاستراتيجية وأعمالها المعنية بالحفاظ على التراث، من خلال التوقيع على خطاب إعلان النوايا في يوليو (تموز) الماضي».
وأوضح أن المملكة تؤمن بأن «تعليم وتأهيل النشء أساس أي عملية بناء وتطوير وتعزيز للثقافة في مجتمعاتنا، مع تغذيتها بالقيم الإنسانية التي نشدد عليها في عملنا، من خلال منظومة أكثر تطوراً وانفتاحاً على مختلف الثقافات؛ لأن من شأن ذلك تقوية النسيج الاجتماعي وفتح أبواب السلام الكبرى بين الأمم».
وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان: «سعينا في المملكة العربية السعودية، على تحقيق ذلك، بانسجام مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، عبر إيماننا العميق بأهمية شراكة القطاع غير الربحي مع القطاعات الأخرى، كونه شريكاً أساسياً في التنمية».
وأشار إلى تأسيس المملكة للمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، الذي يهدف إلى تفعيل دور منظمات القطاع وتوسيعه في المجالات التنموية، وعملت وزارة الثقافة على تنمية وتعزيز المشاركة المجتمعية المعنية بالثقافة، عبر خطة متكاملة، تحفز على المشاركة بما يسهم في تنمية الثقافة والتراث التي تفتح للعالم فرصة الاطلاع عن كثب على كنوز الحضارات الإنسانية وأسرارها التي شكلت تكوين المجتمعات وأسهمت في هذا الثراء الثقافي الذي نفخر به في بلادنا وامتد أثرها إلى قارات العالم.
وشدد وزير الثقافة السعودي على أهمية الشباب بوصفهم عنصر القوة الهائلة لترجمة طموح وآمال مجتمعاتهم، مشيراً إلى أن «رحلة تمكين الشباب في المملكة تستمر بوتيرة أكثر سرعة، وذلك من خلال إيجاد البيئات المحفزة لإبداعهم في شتى المجالات، ودعمهم وإطلاق طاقاتهم وإشراكهم بالتحفيز والإلهام في كل ما يتعلق ببناء وطنهم، بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني».
وأكد وزير الثقافة استمرار المشاركة بفاعلية الروح السعودية في العطاء، للإفادة وتحقيق النسق المتكامل الذي نسعى إليه معاً، من خلال استراتيجية اليونيسكو التنفيذية بشأن الشباب 2014 - 2021، منوهاً باهتمام المملكة بالذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى إنشاء هيئة وطنية تعنى بالذكاء الاصطناعي، كونه أحد مخرجات الثورة الصناعية الرابعة، وفي صلب التطور المستقبلي.
وبيّن أن المملكة ستستضيف في شهر مارس (آذار) من العام المقبل، القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي قال عنها الأمير بدر بن عبد الله إنها «ستمثّل ملتقى سنوياً عالمياً لتبادل الخبرات وعقد الشراكات بين الجهات والشركات الفاعلة في عالم البيانات والذكاء الاصطناعي محلياً ودولياً، لوضع هذا العلم المتطور في سياق خدمة البشرية جمعاء»، مؤكداً أن أمام الدول الأعضاء بلورة الرؤى إلى واقع، والتأكيد للعالم بكل مكوناته «أننا نحضر وفي نوايانا النجاح في بلورة أهداف هذه المنظمة لما يخدمهم جميعاً، بالتعاون والتكامل، يداً بيد... لعالم أفضل».


مقالات ذات صلة

اليونيسكو تعزز دعمها للثقافة في أوكرانيا التي تعاني أهوال الحرب

أوروبا مبنى مسرح الأوبرا في وسط مدينة أوديسا، أوكرانيا، 25 يناير 2023 (رويترز)

اليونيسكو تعزز دعمها للثقافة في أوكرانيا التي تعاني أهوال الحرب

تعزز اليونيسكو دعمها للعاملين في المجال الثقافي بأوكرانيا الذين يشاركون في إعادة إعمار البلاد وسط الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق د. عبد الإله الطخيس يسلّم أوراق اعتماده إلى مديرة المنظمة أودري أزولاي (وفد السعودية لدى اليونسكو)

الطخيس مندوباً دائماً للسعودية لدى «اليونسكو»

قدّم الدكتور عبد الإله الطخيس أوراق اعتماده مندوباً دائماً للسعودية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى مديرتها العامة أودري أزولاي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
ثقافة وفنون راكان الطوق مترئساً أعمال «مؤتمر وزراء الثقافة العرب» في الرباط الأربعاء (واس)

السعودية تُقدِّر الجهود الجماعية لترسيخ الثقافة في التنمية المستدامة

قدّرت السعودية جميع الجهود الجماعية في مواصلة الزخم لترسيخ أدوار الثقافة بالتنمية المستدامة مع الحفاظ على القيم المشتركة والاعتزاز بالتراث الثقافي.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
المشرق العربي لقطة جوية تُظهر قلعة حلب (أ.ف.ب)

حلب «الشاهدة على التاريخ والمعارك» تستعد لنفض ركام الحرب عن تراثها (صور)

أتت المعارك في شوارع حلب والقصف الجويّ والصاروخي على كثير من معالم هذه المدينة المُدرجة على قائمة اليونيسكو، لا سيما بين عامي 2012 و2016.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
يوميات الشرق آلة السمسمية (وزارة الثقافة المصرية)

مصر لتسجيل «الكشري» بقوائم التراث غير المادي باليونيسكو

بعد أن أعلنت مصر إدراج الحناء والسمسمية ضمن قائمة الصون العاجل بمنظمة اليونيسكو، تتجه لتسجيل الكشري أيضاً.

محمد الكفراوي (القاهرة )

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.