ورشة عمل في السعودية تؤكد أهمية تأهيل الدبلوماسيين في الأمن السيبراني

شددت على ضرورة إنشاء إطار قانوني موحد للحماية يتم التفاهم حوله

TT

ورشة عمل في السعودية تؤكد أهمية تأهيل الدبلوماسيين في الأمن السيبراني

شدد خبراء على أهمية دور الدبلوماسية بين الدول لوضع قوانين واتفاقات للحفاظ على الأمن السيبراني، في ظل استمرار الهجمات السيبرانية. وأكد المختصون أهمية زيادة الوعي بالأمن السيبراني، والتحديات المقبلة، والتحديات السيبرانية التي تواجه العمل الدبلوماسي، مقترحين بناء قدرات وطنية تستطيع على التعامل معها.
جاء ذلك على هامش ورشة عمل بعنوان «الأمن السيبراني في العمل الدبلوماسي»، نظمها أمس، في العاصمة السعودية الرياض، معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، بالتعاون مع أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، وذلك في إطار أعمال مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي.
وقالت لـ«الشرق الأوسط» السفيرة الأميركية جيبنا أبركرومبي، نائبة رئيس «مجلس سياسة الشرق الأوسط»: «الدور الدبلوماسي للدول هو جزء أساسي ومهم للمحافظة على الأمن السيبراني، ومكافحة الهجمات السيبرانية التي تواجه العالم أجمع».
وشددت أبركرومبي على أهمية أن يدرك الدبلوماسيون ما يمكن القيام به بهذا الخصوص وما لا يمكن، حتى يتمكنوا من أداء مهمتهم، والتقارب بين الدول، وإجراء مثل هذه الاتفاقات.
وبينت أن «هنالك خطوات دبلوماسية جيدة في هذا الجانب، منها هذه الورشة التي نوجد بها، وربما تساهم نوعاً ما في إيجاد تقاربات بين الدول، وحلول لمشكلة الأمن السيبراني، ونحن متفائلون بنجاح إيقاف مشكلات الأمن السيبراني إذا ما تم جهد دبلوماسي ينتهي باتفاق بين الدول، كجانب مهم جداً، يعني فقدانه استمرار الأزمة وتفاقمها».
ومن جهته، قال الدكتور روبيرت ديوار، عضو «مركز جنيف للسياسة الأمنية»: «من أهم الأشياء التي من الممكن أن تساهم بها الدول إنشاء إطار قانوني موحد يتم التفاهم حوله لحماية الأمن السيبراني».
وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن هناك «إشكالات تساهم فيها بعض الدول، عندما تصدر قوانين غامضة للأمن السيبراني، وغير واضحة للدول الأخرى، وهو ما يتطلب محاولة إجراء حوار أكثر بين الدول، ليس فقط حول كيفية إنشاء أطر عمل قانونية، ولكن أيضاً حول المصطلحات الأساسية، حتى يتمكنوا من الحصول على هذا النوع من الاتفاق من أجل بناء الأطر القانونية المعترف بها في وقت لاحق».
وفي المقابل، قالت مريم المحمود، نائب مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، إن «وجود أكاديمية الإمارات الدبلوماسية في هذه المناسبة، بتعاون مع معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، لطرح هذه الورشة المهمة في مجال الأمن السيبراني والعمل الدبلوماسي، يهدف إلى تأهيل الدبلوماسيين لتخطي التحديات المتعلقة بالأمن السيبراني، في ظل عدم توفر قوانين واضحة ثابتة بالأمن السيبراني، باستثناء اجتهادات من بعض الدول».
وأضافت المحمود في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنهم يأملون في تأهيل الدبلوماسيين فيما من شأنه مشاركتهم في مناقشات وحوارات للوصول إلى اتفاقات بين الدول تحفظ بيئة الأمن السيبراني، متأملة أن يخرج المشاركون بتوصيات من هذه الورشة لدعم اتفاقيات بين الدول.
وعن دور الدبلوماسية في الأمن السيبراني، قال الدكتور عبد الله السلامة، مدير معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية: «دور الدبلوماسية هو عامل ضمن عدة عوامل يمكن الاستفادة منها في مواجهة الهجوم الذي يحدث في المجال السيبراني بين الدول».
وأضاف السلامة لـ«الشرق الأوسط» أنه «من خلال هذه الورشة، نسعى لمعرفة آخر ما تم التوصل له بين الدول في هذا المجال المهم الحيوي. وفي حال تم اتفاق بينهم، هل سيكون التعريف لمصطلحات وقوانين الأمن السيبراني مهمة سهلة؟ الحقيقة أن معظم ما خرج به الخبراء المشاركون هو أن الوصول لهذه المرحلة ما زال مبكر جداً، وفي حاجة إلى مزيد من الجهود العظيمة من قبل المجتمع الدولي، من مباحثات ودراسات، حتى يتم الوصول إلى أسس ثابتة موحدة للجميع».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.