حكايات يرويها عمال «الدليفري» في مصر

خطأ العنوان ورفض الطلبية أبرز المشكلات

حكايات يرويها عمال «الدليفري» في مصر
TT

حكايات يرويها عمال «الدليفري» في مصر

حكايات يرويها عمال «الدليفري» في مصر

دافع المصري أمير طارق، عن مهنته، وهو يستقل دراجته البخارية، في طريقه إلى توصيل طلبية «Order» إلى أحد الزبائن بضاحية فيصل، بمحافظة الجيزة، لكنه تحدث عن مواقف بعضها محرج، أقلها تتعلق برفض «العميل» وجبة الطعام التي أحضرها له، أو أن أحدهم يطلب تغيير الوجبة، بعد أن يأتي على بعضها.
وطارق الذي يعمل في مهنة يُطلق عليها «طيار دليفري» بمطعم «كبدة الفلاح» في شارع فيصل، واحد من آلاف الشباب المصريين، مهمتهم تلبية طلب العميل وتوصيل الطعام إلى العنوان الذي يحدده، حتى باتت هذه المهنة تحتل مكانة مهمة في مصر، إمّا توفيراً للوقت، وإما هرباً من زحام الشوارع.
ومع مضي الوقت، لاقت هذه المهنة استحسان الكثير من الشباب، وساهمت بنسبة لا بأس بها في تقليل ظاهرة البطالة لدى قطاع من الشباب في البلاد، ورغم أنها غير مصنفة خطرة، فإن طبيعتها الشاقة و«الغامضة» قد تعرّض البعض لمواقف قد تصل لدرجة الخطر، خصوصاً أن بعض المطاعم أو المحال التجارية تتيح خدمة التوصيل للمنزل في أوقات متأخرة من الليل.
«الشرق الأوسط» التقت مجموعة من «طيارين دليفري»، وكشفوا عن أغرب المواقف التي تعرضوا لها في أثناء العمل. تحدث أحمد عبد ربه، 45 عاماً، مدير «الدليفري» في أحد فروع مطاعم «بيتزا كينغ»، لـ«الشرق الأوسط»، وقال إن أكثر المواقف المحرجة التي يواجهها «طيار الدليفري»، يتمثل في «خطأ العنوان» المرسل إليه «الأوردر»، مضيفاً: «في إحدى المرات، ذهب الطيار إلى عنوان ما بعد منتصف الليل، وكان صاحب المنزل نائماً، واستيقظ وفوجئ بالطلب، وعندما راجع العنوان مع (الدليفري) أبلغه أنه ليس هو المقصود بهذا الطلب».
ويرى عبد ربه، أن هناك العديد من العقبات التي تواجه عامل «الدليفري»، أبرزها أن يكون باب العقار الذي يذهب إليه مغلقاً ولا يوجد أحد به، «وهو ما حدث مع أحد العاملين لدينا، وعندما اتصل بالعميل، رفض النزول إليه وقال له: تصرف واصعد إليّ!»، مستكملاً: «اضطر عامل الدليفري أن ينتظر حتى حضر أحد سكان العقار من الخارج، وفتح باب العقار وصعد معه، ولكن بعد مرور أكثر من نصف ساعة».
وتابع: «يحدث أحياناً، أن يذهب عامل لتوصيل (أوردر)، ثم يرفض العميل تسلمه بسبب اختلافه عن (الأوردر)، على الرغم من تأكدنا من طلب العميل، إلا أن البعض يغيّر رأيه بعد وصول الطلب إليه، ونضطر أن نغير له طلبه حتى ولو على حساب المطعم لكي لا نخسر عملاءنا».
وتمثل «مقالب الأصدقاء» أغرب موقف يواجه «الدليفري»، فيؤكد عبد ربه أنه «يحدث بين الحين والآخر أن يذهب العامل لتوصيل الطلب ثم يفاجأ بأن العميل ليس لديه أي معرفة بـ(الأوردر)، على الرغم من صحة بياناته بالكامل، وبعد التحري نكتشف أنه (مقلب) من صديق للعميل، وهو الموقف الذي يعد الأكثر شيوعاً ونواجهه كثيراً».
وتعد «العناوين المتشابهة» من أكثر الأخطاء التي تجلب المتاعب لـ«طيار الدليفري» وتمثل له عبئاً إضافياً، فكما يذكر عبد ربه، فإن «أحد (طياري الدليفري) ذهب إلى مكان ما لتوصيل الطلب، وفوجئ بأنه نفس الشارع ولكن في محافظة أخرى، وكل هذه المواقف تسبب خسائر للمطعم».
ومع هذه المتاعب، ذهب عبد ربه إلى أن كثيراً من الشباب يستحسن هذه المهنة بعد انتشار المطاعم في مصر وكثرة الإقبال على هذه الخدمة من العملاء.
أما أمير طارق، الذي كشف عن تعرضه لمواقف عديدة تتعلق برفض «الأوردر» أو طلب استبداله، فتذكر أنه تعرض لأسوأ موقف عندما ذهب لتوصيل أحد الطلبات، وعندما انتهى من تسليمه، عاد إلى المكان الذي ترك فيه «الدراجة البخارية» أسفل البناية فوجدها سُرقت، وعبّر عن ضيقه واستيائه، وقال: «هذه الدراجة كانت (عهدة) من صاحب المطعم وبالطبع تحملت قيمتها بالكامل من راتبي على دفعات، فأنا ما زلت أعمل لكي أسدد ثمنها».
«النصب أحياناً»، من أغرب المواقف التي يمكن يتعرضون لها. أحمد رجب، الذي يعمل «طيار دليفري» في أحد فروع مطاعم «كوك دور»، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «ذهبت لتوصيل طلب لأحد الزبائن، فاتصلت به، فطلب مني ترك الطلب على باب المنزل، مع باقي 200 جنيه، متعللاً بأن زوجته بمفردها بالمنزل، ولا يجب أن تفتح باب مسكنها لشخص لا تعرفه»، مضيفاً: «انتظرت كثيراً ولم أجد أحداً، فصعدت مرة أخرى إلى المنزل، فلم أجد الطلب ولا النقود، وعندما عاودت الاتصال بنفس الشخص، وجدت الهاتف مغلقاً، فأدركت أنها عملية نصب».
وتحدث رجب عن أغرب المواقف التي تعرض لها، عندما «طلب أحد العملاء وجبتي شيش طاووق كومبو، وقمت بتوصيلها، وعندما عدت إلى المطعم، فوجئت باتصال من العميل، مقدماً شكوى يدّعي أن مذاق الوجبة سيئ، فقامت إدارة المطعم على الفور بتعويضه بـ3 وجبات بديلة للوجبتين الأوليين، لنتبين أنه التهم غالبية إحداهما، وأن مذاقها جيد».
ولم تقتصر خدمة التوصيل إلى المنزل على المطاعم فقط، بل تقدمها الصيدليات ومحال «السوبر ماركت»، وحتى محال بيع الدواجن واللحوم ومنتجات الألبان. يقص إبراهيم فتحي، أطرف موقف تعرض له في أثناء عمله كـ«دليفري» في أحد محال بيع الدواجن، إذ يقول: «في إحدى المرات، ذهبت لتوصيل طلب ما، ففتحت لي سيدة مسنّة، وشكرتني بشدة على سرعة تلبية طلبها، ثم فوجئت بها تطلب مني أن أذهب لأشتري لها بعض الخضراوات والفاكهة، فترددت ثم وافقت نظراً إلى كبر سنها».
ومن بين المتاعب التي يواجهها عامل «الدليفري»، «الخناقة على الجنيه»، هكذا قال حمادة نايف، الذي يعمل «طيار دليفري» في أحد فروع محلات «ماكدونالدر»، وقال: «لو أن تكلفة الطلب 151 جنيهاً، فبعض العملاء يرفضون دفع هذا الجنيه، وعندما أطالبهم به، أتعرض للتوبيخ، وهو لا يدرك أن هذا الجنيه حق المطعم وليس لي، وفي كثير من الأحيان أدخل في صدامات مع البعض من أجل الحصول عليه».


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.