إشادات دولية بالرعاية السعودية لـ«اتفاق الرياض»... وتأهب يمني للتنفيذ

TT

إشادات دولية بالرعاية السعودية لـ«اتفاق الرياض»... وتأهب يمني للتنفيذ

في الوقت الذي تواصلت فيه ردود الأفعال الدولية والعربية المرحبة باتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، شرعت هيئة رئاسة البرلمان اليمني في مناقشة الترتيبات اللازمة لتنفيذ الاتفاق والاجتماع في عدن لمنح الحكومة الجديدة المرتقبة الثقة.
وأفادت المصادر الرسمية، بأن رئاسة مجلس النواب اليمني عقدت في الرياض اجتماعاً أمس برئاسة رئيس المجلس سلطان البركاني ناقش الترتيبات اللازمة لانعقاد المجلس في عدن والترتيبات المتعلقة بمنح الثقة للحكومة التي ستشكل وفقاً لـ«اتفاق الرياض»، وخطة عمل المجلس لعام 2020، وبما يسهم في تفعيل مؤسسات وسلطات الدولة وقيام المجلس بدوره الرقابي والتشريعي.
وذكرت وكالة «سبأ»، أنه جرت مناقشة الترتيبات اللازمة لإعداد وتشكيل لجان المجلس وتوزيع الأعضاء، في حين باركت هيئة رئاسة المجلس «اتفاق الرياض» والجهود التي بذلها الرئيس عبد ربه منصور هادي منذ بداية الأحداث التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن وخلال مراحل التشاور للوصول إلى هذا الاتفاق.
وأثنت رئاسة البرلمان اليمني على دور القيادة السعودية الذي قاد إلى الاتفاق، وحرصهم على أمن وسلامة واستقرار ووحدة اليمن ونظامه الجمهوري، مع التأكيد أن الاتفاق يؤسس لمرحلة جديدة من حضور الدولة ومؤسساتها وإعادة صياغة للمشروع الوطني الجامع وتجاوز المحن التي تسببت بها ميليشيات الحوثي الانقلابية والمشروع الإيراني والانطلاق وفقاً للمرجعيات الثلاث التي تنتصر لخيارات الشعب اليمني.
في غضون ذلك، تواصلت الإشادات الدولية والعربية بالدور السعودي المحوري الذي نجح في رعاية الحوار بين الحكومة اليمنية و«الانتقالي الجنوبي» وصولاً إلى التوقيع على «اتفاق الرياض».
في هذا السياق، اعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو «اتفاق الرياض»: «خطوة مهمة نحو الحل السياسي». وقال في تغريدة على «تويتر»: «ممتن لمساعدة السعودية في تسهيل الاتفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وهي خطوة مهمة نحو حل سياسي».
من جانبه ، أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً على لسان المتحدث باسم خدمة العمل الخارجي الأوروبي، قال فيه «إن هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو خفض التصعيد، والسلام في اليمن والمنطقة» معتبراً أن اليمن بات «أقرب إلى التوصل إلى تسوية تفاوضية شاملة للسلام تُنهي النزاع القائم الذي جعل من اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم».
ودعا البيان الأطراف الموقعة على الاتفاق إلى اغتنام هذه الفرصة لاستئناف العمل لتحقيق سلام تفاوضي، ومستدام برعاية الأمم المتحدة، وضمان إشراك جميع اليمنيين في خفض التصعيد، والمصالحة.
وأكد البيان، أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن في هذا المجال، كما أكد التزامه بوحدة، وسيادة، واستقلال اليمن، وسلامة أراضيه، داعياً جميع الأطراف إلى إنهاء معاناة الشعب اليمني.
في سياق متصل، ثمّن رئيس البرلمان العربي، الدكتور مشعل السُّلمي، عالياً نجاح جهود السعودية في التوصل إلى اتفاق بين الحكومة والمجلس الانتقالي.
وأكد أن الجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة للتوصل لهذا الاتفاق المهم تعبر عن حرصها، على دعم أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة أراضيه، وتأكيد عملي على الدور البنّاء الذي تلعبه السعودية حفظاً للدماء وتوحيداً للصف وجمعاً للكلمة لقطع الطريق أمام أعداء الشعب اليمني.
من ناحيتها، أبدت الحكومة السودانية تأييدها لاتفاق الرياض وجددت تأكيد دعمها لجهود إعادة الأمن والاستقرار في اليمن.
من جهته، رحب أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، بتوقيع «اتفاق الرياض»، وقال إنه يعد خطوة مهمة للحفاظ على تكامل التراب اليمني، وللحيلولة دون انزلاق البلد نحو المزيد من الانقسام والتفكك.
وأشار أبو الغيط في بيان صحافي إلى أن السعودية قامت بدورٍ مهم ومُقدَر في رعاية الاتفاق ودفع الأطراف اليمنية إلى مائدة التفاوض. وقال إن الاتفاق «يُعطي إشارة على إمكانية التوافق بين الأطراف اليمنية من أجل تجنب الحرب والانقسام».
وأضاف: «إن الحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله وتكامل ترابه الوطني هي أهدافٌ تحظى بتأييد ودعم كافة الأطراف الحريصة على مستقبل اليمن وشعبه».
وأشار أبو الغيط إلى القرار الصادر عن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في سبتمبر (أيلول) الماضي والذي أكد بصورة واضحة على هذه المبادئ. معرباً عن أمله في أن يكون الاتفاق خطوة على طريق إنهاء الحرب في اليمن، بصورة تحفظ له استقراره ولجيرانه أمنهم.
من جهتها، رحبت جمهورية مصر العربية بـ«اتفاق الرياض» واعتبرته وزارة الخارجية في بيان رسمي «خطوة مهمة تعزز من فرص التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية، عبر استعادة التركيز على لُب المشكلة اليمنية، والالتزام بكافة مرجعيات التسوية السياسية، ولا سيما مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216».
وثمّن البيان المصري الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية في سبيل التوصل للاتفاق، وأكد دعم الاتفاق بما يستهدف تحقيق السلام والأمن والاستقرار في اليمن، ويضمن وحدته وسلامة أراضيه ويرفع المعاناة عن الشعب اليمني.
إلى ذلك، رحبت حكومة جمهورية جزر القمر المتحدة بالاتفاق الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي في الرياض، وقالت في بيان رسمي «إن هذا الاتفاق يعد خطوة مهمة للحفاظ على كامل التراب اليمني، وللحيلولة دون انزلاق البلد نحو الانقسام والتفكك».
وأشادت حكومة جزر القمر بدور المملكة العربية السعودية المهم والمقدر في رعاية الاتفاق ودفع الأطراف اليمنية إلى مائدة التفاوض.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث اعتبر في بيان رسمي، أن توقيع هذه الاتفاقية يمثل خطوة مهمة في الجهود الجماعية الرامية إلى التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع في اليمن، وقال «إن الإصغاء إلى أصحاب العلاقة الجنوبيين المعنيين غاية في الأهمية للجهود السياسية المبذولة لإحراز السلام في البلاد».
وأشار غريفيث إلى أنه ممتن «للمملكة العربية السعودية لتوسطها الناجح من أجل إبرام هذه الاتفاقية ولجهودها الدبلوماسية الحثيثة التي بذلتها دون كلل أو ملل»، كما عبّر عن أمله في أن يعزز الاتفاق «الاستقرار في عدن ويوطده في المحافظات المحيطة بها، وأن ينعكس تحسيناً في حياة المواطنين اليمنيين».
بدورها، ثمّنت هيئة كبار العلماء جهود الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد، في رأب الصدع بين الأشقاء في اليمن التي تكللت بالنجاح، ووصفتها بـ«المباركة»
وقالت الأمانة العامة للهيئة في بيان أمس: «إن التوقيع على وثيقة (اتفاق الرياض) بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي سيحقق، بإذن الله، تطلعات الشعب اليمني الشقيق في إنهاء الأزمة اليمنية وحماية اليمن وتحصينه ممن لا يريد به الخير ويسعى في نشر الطائفية والفوضى في اليمن والمنطقة العربية».
وأضاف البيان «إن المملكة بقيادتها وحكمتها، تدرك - كما يدرك كل عاقل منصف صادق - أنه لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في محيط يعج بالقلاقل والأزمات؛ ولذلك كانت هذه الدولة المباركة سباقة في التصدي للمشكلات والأزمات مرتكزة في ذلك على الدين الحنيف الذي يدعو إلى توحيد الكلمة وصيانة اللحمة، واجتماع الأمة والتصدي للفساد والإرهاب، بما تبذله من مبادرات الخير والإصلاح لدعم الأشقاء العرب والمسلمين».
وبيّنت الأمانة العامة، أن السعودية ستظل «محضن العرب والمسلمين، وحصنهم المنيع في اجتماعات مباركة، لحل كل مشكلة والتغلب على كل الظروف، بعون الله وتوفيقه».
يشار إلى أن الموقف الإيراني كان الموقف السلبي الوحيد تجاه الاتفاق، حيث أظهرت تصريحات واتهامات أطلقها المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي في بيان ضد توافق اليمنيين.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)

أطلقت الجماعة الحوثية التي تختطف العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى في شمال البلاد، وعداً بسداد جزء من الدين الداخلي لصغار المودعين على أن يتم دفع هذه المبالغ خلال مدة زمنية قد تصل إلى نحو 17 عاماً، وذلك بعد أن صادرت الأرباح التي تكونت خلال 20 عاماً، وقامت بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية.

وتضمنت رسالة موجهة من فواز قاسم البناء، وكيل قطاع الرقابة والإشراف على المؤسسات المالية في فرع البنك المركزي بصنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة، ما أسماه آلية تسديد الدين العام المحلي لصغار المودعين فقط.

وحددت الرسالة المستحقين لذلك بأنهم من استثمروا أموالهم في أذون الخزانة، ولا تتجاوز ودائع أو استثمارات أي منهم ما يعادل مبلغ عشرين مليون ريال يمني (40 ألف دولار)، بحسب أرصدتهم الظاهرة بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

عاملة في البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

وسيتم الصرف - بحسب الرسالة - لمن تقدم من صغار المودعين بطلب استعادة أمواله بالعملة المحلية، وبما لا يتجاوز مبلغ نحو 200 دولار شهرياً للمودع الواحد، وهو ما يعني أن السداد سوف يستغرق 16 عاماً وثمانية أشهر، مع أن الجماعة سبق أن اتخذت قراراً بتصفير أرباح أذون الخزانة قبل أن تعود وتصدر قراراً بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية، ما يعني حرمان المودعين من الأرباح.

جملة شروط

حدد الحوثيون في رسالتهم التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» موعد تقديم طلب الاستعاضة بدءاً من شهر فبراير (شباط) المقبل، وبشرط الالتزام بالتعليمات، وإرفاق المودع البيانات والتقارير المطلوبة، وضرورة أن يتضمن الطلب التزام البنوك الكامل بتنفيذ التعليمات الصادرة من إدارة فرع البنك المركزي.

وهددت الجماعة بإيقاف الاستعاضة في حال المخالفة، وحمّلوا أي بنك يخالف تعليماتهم كامل المسؤولية والنتائج والآثار المترتبة على عدم الالتزام.

صورة ضوئية لتوجيهات الحوثيين بشأن تعويض صغار المودعين

ووفق الشروط التي وضعتها الجماعة، سيتم فتح حساب خاص للخزينة في الإدارة العامة للبنك لتقييد المبالغ المستلمة من الحساب، ويكون حساب الخزينة منفصلاً عن حسابات الخزينة العامة الأخرى، كما سيتم فتح حسابات خزائن فرعية مماثلة لها في الفروع، على أن تتم تغذيتها من الحساب الخاص للخزينة في الإدارة العامة.

ومنعت الجماعة الحوثية قيد أي عملية دائنة بأرصدة غير نقدية إلى حسابات العملاء بعد تاريخ 30 نوفمبر، إلا بموافقة خطية مسبقة من قبل فرع البنك المركزي بصنعاء.

ويشترط البنك الخاضع للحوثيين تسليمه التقارير والبيانات اللازمة شهرياً أو عند الطلب، بما في ذلك التغيرات في أرصدة العملاء والمركز المالي، وأي بيانات أخرى يطلبها قطاع الرقابة، خلال فترة لا تتجاوز خمسة أيام عمل من بداية كل شهر أو من تاريخ الطلب، مع استمرار الفصل الكامل بين أرصدة العملاء غير النقدية والأرصدة النقدية، وعدم صرف الإيداعات النقدية للعملاء لسداد أرصدة غير نقدية.

ومع ذلك، استثنى قرار التعويض صغار المودعين المدينين للبنك أو الذين عليهم أي التزامات أخرى له.

1.2 مليون مودع

وفق مصادر اقتصادية، يبلغ إجمالي المودعين مليوناً ومئتي ألف مودع لدى البنوك في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، في حين تقدر عائداتهم بثلاثة مليارات دولار، وهي فوائد الدين الداخلي، لكن الجماعة الحوثية تصر على مصادرة هذه الأرباح بحجة منع الربا في المعاملات التجارية والقروض.

الحوثيون حولوا مقر البنك المركزي في صنعاء إلى موقع للفعاليات الطائفية (إعلام حوثي)

وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تأتي محاولةً من الجماعة الحوثية للتخفيف من آثار قرارهم بمصادرة أرباح المودعين بحجة محاربة الربا، حيث يعيش القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين حالة شلل تام بسبب التنفيذ القسري لقانون منع التعاملات الربوية، والذي قضى على مصداقية وثقة البنوك تجاه المودعين والمقترضين، كما ألغى العوائد المتراكمة لودائع المدخرين لدى البنوك، وعلى الفوائد المتراكمة لدى المقترضين من البنوك.

وأدى قرار الحوثيين بشطب الفوائد المتراكمة على أذون الخزانة والسندات الحكومية إلى تفاقم مشكلة ندرة السيولة في القطاع المصرفي؛ إذ تقدر قيمة أذون الخزانة والسندات الحكومية والفوائد المتراكمة عليها لأكثر من 20 سنة بأكثر من 5 تريليونات ريال يمني، وهو ما يعادل نحو 9 مليارات دولار، حيث تفرض الجماعة سعراً للدولار في مناطق سيطرتها يساوي 535 ريالاً.

كما جعل ذلك القرار البنوك في تلك المناطق غير قادرة على استرداد قروضها لدى المستثمرين، والتي تقدر بنحو تريليوني ريال يمني، والتي كانت تحصل على عوائد منها بما يقارب مليار دولار، والتي تبخرت بسبب قانون منع التعاملات الربوية.