القضايا الإنسانية تسيطر على «بانوراما الفيلم الأوروبي» في القاهرة

عرض 80 عملاً من 30 دولة في الدورة الـ12

فيلم الافتتاح «عفواً لم نجدكم»
فيلم الافتتاح «عفواً لم نجدكم»
TT

القضايا الإنسانية تسيطر على «بانوراما الفيلم الأوروبي» في القاهرة

فيلم الافتتاح «عفواً لم نجدكم»
فيلم الافتتاح «عفواً لم نجدكم»

أثار فيلم «عفواً لم نجدكم» للمخرج البريطاني الكبير كين لوتش، شجناً كبيراً بين جمهور حفل افتتاح الدورة الـ12 من «بانوراما الفيلم الأوروبي» مساء أول من أمس، بالقاهرة، لتسليطه الضوء على ظروف العمل القاسية التي يواجهها البسطاء في ظل النظام الرأسمالي. وتسيطر القضايا الإنسانية والاجتماعية على معظم قصص أفلام البانوراما التي تستمر حتى منتصف الشهر الجاري.
الفيلم من إنتاج مشترك بين بريطانيا وفرنسا وبلجيكا، وسبق عرضه في إطار المسابقات الرسمية بمهرجانات «كان وتورونتو وسيدني». وعُرف كين لوتش بمواقفه الواضحة في دعم القضية الفلسطينية، وكان قد حصل قبل ثلاثة أعوام على السعفة الذهبية بمهرجان «كان» عن فيلمه «أنا دانيال بليك» الذي يكشف الواقع السلبي لنظام التأمين الصحي في بريطانيا، كما اهتم بمعاناة المشردين في فيلمه «كاتي تعود إلى البيت» 1966.
وأشادت الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي بفيلم الافتتاح، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «هذا فيلم لمخرج صاحب قضية كشف عنها في أفلامه السابقة، وهو مخرج كبير (83 عاماً) لم تستطع هوليوود غوايته، ويطرح لوتش من خلال هذا الفيلم وضع العمال في مجتمع رأسمالي شديد التعسف، والمشهد الأخير فاضح لهذا النظام الذي يجعل الإنسان مثل ماكينة عليه أن ينفذ قواعد العمل الصارمة التي لا تلتفت لأي اعتبارات إنسانية من خلال أسرة بسيطة كادحة لا تجد وقتاً لرعاية الأبناء».
من جانبها، قالت المخرجة ماريان خوري ابنة شقيقة المخرج الراحل يوسف شاهين ومؤسسة البانوراما، خلال حفل الافتتاح لـ«الشرق الأوسط»: «نعمل كل عام على إضافات جديدة للبانوراما من خلال برنامج الأفلام، وهذا العام قمنا بالاستعانة بمبرمجين من خارج فريق العمل المعتاد لنخاطب جمهوراً أكثر تنوعاً». واستعادت ماريان البدايات الأولى للبانوراما قائلة: «حينما انطلقت البانوراما لأول مرة عام 2004 كنا نقيمها داخل قاعة صغيرة نحاول استقطاب جمهور يفتقد السينما الأوروبية، وإنتاجها المميز الذي لا يجد طريقه لدور العرض السينمائي؛ لسيطرة الفيلم الأميركي، وعلى مدى السنوات الماضية وبجهود كبيرة صارت البانوراما حدثاً سينمائياً مهماً ينتظره عشاق السينما في مصر».
وتشهد البانوراما في دورتها الـ12 عرض 80 فيلماً من 30 دولة بسينما «زاوية» وسط العاصمة المصرية القاهرة، وسينما الزمالك، كما تمتد عروضها إلى عدد من المحافظات المصرية. وتُعرض الأفلام في ثمانية أقسام منها الأفلام الروائية الطويلة التي تعرض 18 فيلماً لكبار المخرجين من بينها «كبار في الغرفة» لكوستا جافراس، و«ألم ومجد» لبيدرو ألمودوفار وبطولة بنيلوبي كروز وأنطونيو بانديراس، و«ملامح امرأة تحترق» من إخراج سيلين سياما، و«الخائن» إخراج ماركو بيللوكيو، و«الأب» للمخرجين البلغاريين كريستينا جروسيفا وبيتر فالجانوف، و«الحقيقة» للياباني هيروكازوكوريه إيدا وبطولة كاترين دينوف وجولييت بينوش.


مقالات ذات صلة

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق جوي تتسلّم جائزة «أفضل ممثلة» في مهرجان «بيروت للأفلام القصيرة» (جوي فرام)

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

تؤكد جوي فرام أن مُشاهِد الفيلم القصير يخرج منه وقد حفظ أحداثه وفكرته، كما أنه يتعلّق بسرعة بأبطاله، فيشعر في هذا اللقاء القصير معهم بأنه يعرفهم من قبل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق طاقم فيلم «سكر» على السجادة الحمراء (البحر الأحمر السينمائي)

«سكر»... فيلم للأطفال ينثر البهجة في «البحر الأحمر السينمائي»

استعراضات مبهجة وأغنيات وموسيقى حالمة، وديكورات تُعيد مشاهديها إلى أزمان متباينة، حملها الجزء الثاني من الفيلم الغنائي «سكر».

انتصار دردير (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.