أثار فيلم «عفواً لم نجدكم» للمخرج البريطاني الكبير كين لوتش، شجناً كبيراً بين جمهور حفل افتتاح الدورة الـ12 من «بانوراما الفيلم الأوروبي» مساء أول من أمس، بالقاهرة، لتسليطه الضوء على ظروف العمل القاسية التي يواجهها البسطاء في ظل النظام الرأسمالي. وتسيطر القضايا الإنسانية والاجتماعية على معظم قصص أفلام البانوراما التي تستمر حتى منتصف الشهر الجاري.
الفيلم من إنتاج مشترك بين بريطانيا وفرنسا وبلجيكا، وسبق عرضه في إطار المسابقات الرسمية بمهرجانات «كان وتورونتو وسيدني». وعُرف كين لوتش بمواقفه الواضحة في دعم القضية الفلسطينية، وكان قد حصل قبل ثلاثة أعوام على السعفة الذهبية بمهرجان «كان» عن فيلمه «أنا دانيال بليك» الذي يكشف الواقع السلبي لنظام التأمين الصحي في بريطانيا، كما اهتم بمعاناة المشردين في فيلمه «كاتي تعود إلى البيت» 1966.
وأشادت الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي بفيلم الافتتاح، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «هذا فيلم لمخرج صاحب قضية كشف عنها في أفلامه السابقة، وهو مخرج كبير (83 عاماً) لم تستطع هوليوود غوايته، ويطرح لوتش من خلال هذا الفيلم وضع العمال في مجتمع رأسمالي شديد التعسف، والمشهد الأخير فاضح لهذا النظام الذي يجعل الإنسان مثل ماكينة عليه أن ينفذ قواعد العمل الصارمة التي لا تلتفت لأي اعتبارات إنسانية من خلال أسرة بسيطة كادحة لا تجد وقتاً لرعاية الأبناء».
من جانبها، قالت المخرجة ماريان خوري ابنة شقيقة المخرج الراحل يوسف شاهين ومؤسسة البانوراما، خلال حفل الافتتاح لـ«الشرق الأوسط»: «نعمل كل عام على إضافات جديدة للبانوراما من خلال برنامج الأفلام، وهذا العام قمنا بالاستعانة بمبرمجين من خارج فريق العمل المعتاد لنخاطب جمهوراً أكثر تنوعاً». واستعادت ماريان البدايات الأولى للبانوراما قائلة: «حينما انطلقت البانوراما لأول مرة عام 2004 كنا نقيمها داخل قاعة صغيرة نحاول استقطاب جمهور يفتقد السينما الأوروبية، وإنتاجها المميز الذي لا يجد طريقه لدور العرض السينمائي؛ لسيطرة الفيلم الأميركي، وعلى مدى السنوات الماضية وبجهود كبيرة صارت البانوراما حدثاً سينمائياً مهماً ينتظره عشاق السينما في مصر».
وتشهد البانوراما في دورتها الـ12 عرض 80 فيلماً من 30 دولة بسينما «زاوية» وسط العاصمة المصرية القاهرة، وسينما الزمالك، كما تمتد عروضها إلى عدد من المحافظات المصرية. وتُعرض الأفلام في ثمانية أقسام منها الأفلام الروائية الطويلة التي تعرض 18 فيلماً لكبار المخرجين من بينها «كبار في الغرفة» لكوستا جافراس، و«ألم ومجد» لبيدرو ألمودوفار وبطولة بنيلوبي كروز وأنطونيو بانديراس، و«ملامح امرأة تحترق» من إخراج سيلين سياما، و«الخائن» إخراج ماركو بيللوكيو، و«الأب» للمخرجين البلغاريين كريستينا جروسيفا وبيتر فالجانوف، و«الحقيقة» للياباني هيروكازوكوريه إيدا وبطولة كاترين دينوف وجولييت بينوش.
القضايا الإنسانية تسيطر على «بانوراما الفيلم الأوروبي» في القاهرة
عرض 80 عملاً من 30 دولة في الدورة الـ12
القضايا الإنسانية تسيطر على «بانوراما الفيلم الأوروبي» في القاهرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة