«الشرق الأوسط» تختبر «سامسونغ غالاكسي فولد» أول هاتف ينثني في المنطقة العربية

تصميم مبهر بشاشة مبتكرة ومتانة عالية... وقدرات متقدمة بعمر طويل للبطارية

صفحة «تقنية المعلومات» كما تظهر على الشاشة الكبيرة لـ«سامسونغ غالاكسي فولد»
صفحة «تقنية المعلومات» كما تظهر على الشاشة الكبيرة لـ«سامسونغ غالاكسي فولد»
TT

«الشرق الأوسط» تختبر «سامسونغ غالاكسي فولد» أول هاتف ينثني في المنطقة العربية

صفحة «تقنية المعلومات» كما تظهر على الشاشة الكبيرة لـ«سامسونغ غالاكسي فولد»
صفحة «تقنية المعلومات» كما تظهر على الشاشة الكبيرة لـ«سامسونغ غالاكسي فولد»

سيسجل التاريخ شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2019 بأنه الشهر الذي انطلق فيه أول هاتف ذكي بشاشة تنثني على صعيد عالمي، محطماً بذلك التصميم التقليدي للهواتف الذكية منذ أكثر من 10 أعوام، ليصبح تحفة مستقبلية مبهرة في التصميم.
الهاتف المذكور هو «سامسونغ غالاكسي فولد» Samsung Galaxy Fold الذي اختبرته «الشرق الأوسط» قبل إطلاقه في المنطقة العربية، ونذكر ملخص التجربة.
- تحول سلس
ستشعر يدك بالراحة لدى حمل الهاتف وهو مغلق، ذلك أنه ليس عريضاً بشكل مزعج، بل مريحاً للاستخدام بيد واحدة. ويمكن تشغيل أي تطبيق ترغب فيه على الشاشة التي يبلغ قطرها 4.6 بوصة والتفاعل معه بيد واحدة، مثل إجراء المكالمات الهاتفية والرد على رسائل الدردشة الفورية والتقاط الصور ومعاينة جداول المواعيد وتصفح الإنترنت واستخدام البريد الإلكتروني، وغيرها. ويمكن قفل الهاتف أو فتح القفل دون استخدام اليد الأخرى، ذلك أن أزرار هذه الوظائف، إلى جانب أزرار تغيير درجة ارتفاع الصوت ومستشعر البصمة موجودة في الجهة اليمنى من الهاتف ويمكن التفاعل معها كلها بأصابع اليد الواحدة (يمكن فتح قفل الهاتف أيضاً باستخدام ميزة التعرف على بصمة الوجه).
ويبدأ الانبهار بمجرد فتح الهاتف ليتحول إلى شاشة كبيرة بقطر 7.3 بوصة تنقل معها ما كان على الشاشة الصغيرة وتحوله إلى هيئته الكبيرة المريحة للنظر، وخصوصاً لدى كتابة رسائل البريد الإلكتروني ومشاهدة عروض «يوتيوب» واستخدام تطبيق الخرائط. وسيزداد الانبهار لدى تشغيل 3 تطبيقات على الشاشة الكبيرة في آن واحد، مثل الدردشة مع الأصدقاء أثناء مشاهدة عروض فيديو من ملف مخزن داخل الهاتف وتصفح الإنترنت بحثاً عن رابط لمشاركته مع الأصدقاء.
وتجدر الإشارة إلى أن الشاشة (والجهة الخلفية للهاتف) بلاستيكية وليست زجاجية، وذلك لتسهيل طيها وفتحها، وهي ميزة مرغوبة في ظل سهولة كسر الشاشات الزجاجية للهواتف الأخرى لدى وقوعها على الأرض. ولن تلاحظ الخط المنثني في منتصف الشاشة لدى مشاهدة العروض وتصفح الإنترنت، ذلك أنه دقيق للغاية ويمكن ملاحظته بشكل طفيف فقط لدى استخدام التطبيقات ذات الخلفية البيضاء، ولن تنتبه له بعد استخدام الهاتف لبضع ساعات. ويمكن الشعور قليلاً بوجود هذا الخط لدى فتح الهاتف وتمرير الإصبع فوق تلك المنطقة، ولكن الشعور سيزول مع الاستخدام.
- مزايا متقدمة
ويستخدم مفصل الشاشتين 20 قطعة مزدوجة المحاور لتقديم تجربة موثوقة ومتينة في كل مرة تفتح فيها الهاتف مثل الكتاب أو تغلقه، وخصوصاً مع وجود قطعتين مغناطيسيتين جانبيتين تجعلان الجانبين يلتصقان ببعضها البعض بإحكام لدى إغلاق الهاتف. ويمكن فتح قفل الهاتف بمجرد وضع إصبع المستخدم على مستشعر البصمة دون الحاجة للضغط على زر التشغيل، مع القدرة على سحب إصبع المستخدم من الأعلى إلى الأسفل أو بالعكس (يجب تفعيل هذه الميزة في الإعدادات)، وهي مريحة جداً للاستخدام.
وبالنسبة للجودة، فقد طورت الشركة الإصدار النهائي مقارنة بالنسخة التجريبية، حيث أضافت غطاء لحماية المفاصل من الغبار ودخول القطع الخارجية الصغيرة إلى داخل الهاتف، وطبقة معدنية أسفل الشاشة لحمايتها وجعل عملية اللمس أكثر متانة، إلى جانب تقديم غطاءين لحماية الجهة الخلفية من الصدمات والخدوش وزيادة طول الشاشة لمنع المستخدم من إزالة الطبقة الواقية من على الشاشة. كما خفضت الشركة من المسافة بين الشاشتين لدى إغلاق الهاتف لعدم دخول أي قطع بينهما وإلحاق الضرر بها. وتؤكد الشركة أن الجهاز يتحمل نحو 200 ألف عملية فتح وإغلاق، أي لمدة 5 سنوات ونصف على الأقل من فتحه وإغلاقه بمعدل 100 مرة يومياً.
وبالنسبة للصوتيات، يقدم الهاتف واحداً من أفضل النظم الصوتية في الهواتف الجوالة إلى الآن، إن لم يكن الأفضل، حيث يقدم سماعة في كل جانب تقدمان مع بعضهما البعض وضوحاً كبيراً ونقاوة عالية للصوتيات (وخصوصاً أن الهاتف يدعم تقنية «دولبي أتموس» ATMOS لتجسيم الصوتيات) بدرجات ارتفاع عالية تجعلك تستمتع بالأفلام والمسلسلات لدى مشاهدتها، ولكن يجب خفضها في حال تواجد بالقرب من الآخرين لعدم إزعاجهم.
واختبرت «الشرق الأوسط» جودة الصوت والصورة في الهاتف وكانت عالية جداً وفاقت التوقعات، إلى جانب تجربة اللعب بالألعاب الإلكترونية، حيث كانت أفضل بأشواط مقارنة بالهواتف العادية.
ويمكن الجزم بأن الهواتف المنثنية ستكون محور الانتشار والاهتمام بعد وصول أسعارها إلى أسعار الهواتف الجوالة الحالية، مع إعداد فئة جديدة من التطبيقات تستخدم هذه الشاشة.
ويتميز الهاتف أيضاً بسرعة استجابة واجهة الاستخدام، وخصوصاً تقنية استمرار عمل التطبيقات لدى الانتقال من الشاشة الصغيرة إلى المفتوحة (أسمتها الشركة «آب كونتينيويتي» App Continuity) لتغيير آلية الاستخدام من هاتف إلى الجهاز اللوحي، حيث تقوم بذلك بسرعة كبيرة دون التأثير على المحتوى الموجود. ويمكن العمل على 3 تطبيقات في آن واحد، وتغيير حجم النوافذ المستخدم وفقا للرغبة، وجعل النافذة الأهم تصبح أكبر من غيرها. وتجدر الإشارة إلى أنه يجب تفعيل ميزة في الإعدادات لعكس هذه التجربة (استمرار عمل التطبيق لدى إغلاق الشاشتين والرغبة بالاستمرار باستخدام التطبيق على الشاشة الصغيرة). وبالنسبة للوحة المفاتيح، فيقسم الهاتف اللوحة إلى نصفين لدى فتح الشاشة بالكامل، لتصبح عملية الكتابة مريحة أثناء حمال الهاتف وأكثر عملية.
كما سيلاحظ المستخدم فائدة استخدام 12 غيغابايت من الذاكرة للعمل، حيث إن تشغيل التطبيقات المتطلبة والتنقل بينها يبدو عملية سلسة للغاية، وخصوصاً لدى تشغيل عدة تطبيقات في آن واحد. أما بالنسبة للبطارية، فيمكن استخدام الهاتف بشكل طبيعي ليوم كامل بشحنة واحدة دون أي قلق، مع سهولة شحنه بسرعة كبيرة بفضل دعم تقنية الشحن السريع. وتم تجربة الهاتف بتصوير الكثير من الصور والاستماع إلى الموسيقى عبر الإنترنت ومشاهدة مجموعة من عروض الفيديو المخزنة داخلياً واستخدام البريد الإلكتروني بشكل طبيعي لمدة 15 ساعة وبقي نصف البطارية مشحوناً. أما لدى الاستخدام المكثف الذي تضمن مشاهدة عروض فيديو عبر الإنترنت للفترة نفسها، فكانت الشحنة المتبقية نحو الربع، وهي كمية مبهرة، نظراً للحجم الكبير للشاشة والقدرات المتقدمة للمعالج. كما يمكن إطالة عمرها بشكل ملحوظ لدى استخدام الشاشة الأمامية لأداء الوظائف الروتينية، مثل إجراء المكالمات والرد السريع على الرسائل، وغيرها.
- قدرات {تصويرية} مبهرة
وقد يظن البعض أن استخدام 6 كاميرات في هاتف واحد هو أمر مبالغ به بعض الشيء، ولكن التصميم الفريد للهاتف يتطلب هذا الكم من الكاميرات، حيث إنه يستخدم كاميرا أمامية للصور الذاتية لدى استخدام الشاشة الأمامية في وضعية الإغلاق، مع وجود كاميرتين أماميتين للصور الذاتية في وضعية فتح الشاشتين، وتوفير 3 كاميرات خلفية لالتقاط الصور من حول المستخدم. وتتميز الكاميرات الخلفية (المشابهة لكاميرات هاتفي «غالاكسي إس 10 بلاس» و«نوت 10») بتقديم عدسة واسعة الزاوية بدقة 12 ميغابكسل، وأخرى ذات عدسة واسعة جدا بدقة 16 ميغابكسل، وأخرى لتقريب الصور البعيدة بدقة 12 ميغابكسل.
ويستطيع نظام كاميرات الهاتف التقاط صورة مبهرة ومليئة بالألوان الغنية دون فقدان أي تفاصيل في الصورة، حتى لو كانت الألوان المختلفة متجاورة. ويقدم الهاتف مؤثرات بصرية مبهرة للصور، مثل مؤثرات «بوكيه» Bokeh منحنية وأخرى قريبة من العنصر، إلى جانب التقاط الألوان للعنصر الرئيسي المرغوب تصويره وتحويل كل شيء آخر إلى لوني الأبيض والأسود، وذلك للحصول على صور فنية جميلة جداً. كما يستطيع الهاتف التقاط صور بغاية الوضوح في ظروف الإضاءة المنخفضة، وهو يقدم نتائج أفضل من «آيفون 11 برو ماكس».
وسيبهرك الهاتف أكثر في نمط تسجيل عروض الفيديو، حيث يستطيع التسجيل بالدقة الفائقة 4K وبسرعة 60 صورة في الثانية، مع منع أثر اهتزاز يد المستخدم بشكل مبهر (يجب الضغط على أيقونة اليد في تطبيق الكاميرا لتفعيل هذه الميزة).
- مواصفات تقنية
ويعمل الهاتف بمعالج «سنابدراغون 855» (نواة واحدة بسرعة 2.84 غيغاهرتز و3 أنوية بسرعة 2.42 غيغاهرتز و4 أنوية بسرعة 1.78 غيغاهرتز، وفقاً للحاجة) بدقة 7 نانومتر لرفع سرعة الأداء وخفض استهلاك البطارية والحرارة، ونظام التشغيل «آندرويد 9»، وهو يستخدم ذاكرة تبلغ 12 غيغابايت، ويقدم سعة تخزينية مدمجة تبلغ 512 غيغابايت، وتبلغ دقة شاشته 1536×2152 بكسل وهي تعمل بتقنية «سوبر أموليد» Super AMOLED وتدعم تقنية HDR10+ لعرض ألوان أكثر إشباعاً وواقعية.
ويقدم الهاتف 6 كاميرات (3 خلفية بدقة 12 و12 و16 ميغابكسل، وأخرى أمامية للصور الذاتية في وضعية إغلاق الهاتف بدقة 10 ميغابكسل، وكاميرا أمامية في وضعية فتح الشاشتين بدقة 10 ميغابكسل وأخرى بدقة 8 ميغابكسل متخصصة بقياس بُعد العناصر وعمقها). ويكفي الضغط مرتين على زر التشغيل لبدء عمل تطبيق الكاميرا الأحادية حتى لو كان الهاتف مقفلاً.
ويستخدم الهاتف بطاريتين (بطارية أسفل كل شاشة) تعملان معاً بشحنة 4380 ملي أمبير - ساعة وتدعمان تقنية الشحن السريع (والشحن اللاسلكي والشحن اللاسلكي العكسي لشحن الملحقات الأخرى) وتعملان بكفاءة عالية وبخاصية ذكاء تجعلهما قادرتين على معرفة نمط المستخدم لتحسين استهلاك الطاقة، فضلاً عن تزويد الهاتف بمستشعر بصمة الإصبع ومستشعر الضوء من حوله. وتبلغ سماكة الهاتف 6.9 مليمترا (في الوضعية مفتوحة الشاشة، أو 15.5 في وضعية إغلاق الشاشة) ويبلغ وزنه 263 غراماً.
ويبلغ سعر الهاتف 7349 ريالاً سعودياً (نحو 1960 دولاراً)، وهو متوافر بلوني الأسود والفضي، ويمكن طلبه في السعودية من موقع الشركة www.Samsung.com، أو من متاجر بيع الهواتف الجوالة، وتحتوي عبوة الهاتف على سماعات «غالاكسي بادز» اللاسلكية وغلاف حماية للهاتف وبطاقة حماية للشاشة.
وفي نهاية التجربة، يمكن القول إن هذا الهاتف يجلب المستقبل إلى يديك قبل نهاية عام 2019، ويمكن استخدامه كبديل للكومبيوتر المحمول دون الحاجة لحمل لوحة مفاتيح إضافية أو وصله بشاشة خارجية (رغم أنه يدعم ذلك من خلال تقنية «ديكس» Dex بوصلة قياسية، وحتى يمكن وصله بشاشة الكومبيوتر المكتبي بوصلة «يو إس بي» واستخدامه ككومبيوتر محمول).
أضف إلى ذلك أنه يقدم 512 غيغابايت من السعة التخزينية التي تتجاوز سعة الكثير من الكومبيوترات المحمولة الكبيرة، مع استخدام 12 غيغابايت الذاكرة للعمل.


مقالات ذات صلة

«هواوي» الصينية تستهدف «أبل» بأحدث هواتفها الذكية «مايت 70»

تكنولوجيا متجر هواوي في شنغهاي

«هواوي» الصينية تستهدف «أبل» بأحدث هواتفها الذكية «مايت 70»

في العام الماضي، وضع الاختراق في تطوير الرقائق الإلكترونية شركة «هواوي» على قمة سوق الهواتف الذكية الصينية. والآن تطرح الشركة أحدث هواتفها، سلسلة «مايت 70» …

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....

جيه دي بيرسدورفر (نيويورك)
تكنولوجيا بطاريات «مورفي» الخارجية للهواتف

دليلك لاستغلال البطارية القديمة... لأطول وقت ممكن

خطوات للاستفادة منها أو استبدالها أو إصلاحها

الاقتصاد شعار أكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم فوق شريحة إلكترونية (رويترز)

أزمة لأكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم بسبب هاتف «هواوي» الجديد

علّقت شركة تصنيع أشباه الموصّلات التايوانية «تي إس إم سي»، شحناتها إلى شركة تصميم الرقائق الصينية «سوفغو» بعد العثور على شريحة خاصة بها في معالج «هواوي» الحديث.

«الشرق الأوسط» (بكين)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج، وقال: «المتعة تكمن حقاً في الرحلة. في كثير من الأحيان، نركز فقط على الوجهات - سواء كان ذلك إطلاق التطبيق الأول أو تحقيق الاكتتاب العام الأولي - ونفتقد الإنجاز الذي يأتي من المسار نفسه».

وشجَّع كوك، خلال لقاء خاص بعدد من المطورين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، المطورين الشباب على متابعة شغفهم مع معالجة التحديات في العالم الحقيقي. وقال: «وجد المطورون الذين التقيتهم تقاطعاً بين اهتماماتهم وإحداث تأثير ذي مغزى، سواء كان ذلك من خلال تقديم خصومات على الطعام، أو تحسين أداء الرياضات المائية، أو تحسين إمكانية الوصول».

وشدَّد الرئيس التنفيذي لـ«أبل» على ثقته في منظومة المطورين المزدهرة في الإمارات، ودور «أبل» في تعزيز الإبداع، في الوقت الذي أكد فيه دور البلاد بوصفها مركزاً للتكنولوجيا والإبداع؛ حيث يستعد المطورون لإحداث تأثير عالمي دائم.

قصص للمبدعين

وشدَّد تيم كوك على النمو والديناميكية الملحوظة لمجتمع المطورين في المنطقة، مشيراً إلى وجود قصص للمبدعين المحليين، وشغفهم بإحداث فرق في حياة الناس.

وقال كوك في حديث مع «الشرق الأوسط»، على هامش زيارته للعاصمة الإماراتية أبوظبي: «مجتمع المطورين هنا نابض بالحياة وينمو بشكل كبير. لقد ازدادت الفواتير بنسبة 750 في المائة على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يدل على نمو غير عادي».

وأضاف: «المسار لا يصدق»، مشيراً إلى حماس والتزام المطورين المحليين. ووصف التفاعل مع المبدعين بأنه «لمحة مباشرة عن الابتكار الذي يقود التغيير المؤثر».

وحول زيارته للمطورين في العاصمة السعودية، الرياض، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «من الرائع قضاء بعض الوقت في أكاديمية المطورات الخاصة بنا في الرياض. نحن فخورون بدعم مجتمع المطورين النابض بالحياة هنا، وتوسيع برنامجنا الأساسي لخلق مزيد من الفرص في البرمجة والتصميم وتطوير التطبيقات».

منظومة «أبل» وتمكين المطورين

وعندما سُئل عن دعم «أبل» للمطورين، أكد تيم كوك على منظومة «أبل» الشاملة، وقال: «نحن ندعم المطورين بطرق مختلفة، بداية من علاقات المطورين، إلى أدوات مثل (Core ML). نسهِّل على رواد الأعمال التركيز على شغفهم دون أن تثقل كاهلهم التعقيدات التقنية».

وزاد: «يلعب النطاق العالمي لمتجر التطبيقات، الذي يمتد عبر 180 دولة، دوراً محورياً في تمكين المطورين من توسيع نطاق ابتكاراتهم».

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» إلى أن «رائد الأعمال في أي مكان في العالم يمكنه، بلمسة زر واحدة، الوصول إلى جمهور عالمي، حيث تمَّ تصميم مجموعة أدوات وأنظمة دعم (أبل)؛ لتمكين المطورين، ومساعدتهم على الانتقال من النجاح المحلي إلى العالمي».

ويواصل اقتصاد تطبيقات «أبل» إظهار نمو كبير وتأثير عالمي، حيث سهّل متجر التطبيقات 1.1 تريليون دولار من إجمالي الفواتير والمبيعات بحسب إحصاءات 2022، مع ذهاب أكثر من 90 في المائة من هذه الإيرادات مباشرة إلى المطورين، حيث يُعزى هذا النمو إلى فئات مثل السلع والخدمات المادية (910 مليارات دولار)، والإعلان داخل التطبيق (109 مليارات دولار)، والسلع والخدمات الرقمية (104 مليارات دولار).

وذكرت الإحصاءات أنه على مستوى العالم، يدعم اقتصاد تطبيقات «iOS» أكثر من 4.8 مليون وظيفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، مما يعكس دوره القوي في دفع التوظيف والابتكار، حيث تمتد منظومة «أب ستور» عبر 180 سوقاً، حيث يستفيد المطورون من الأدوات التي تبسِّط توزيع التطبيقات وتحقيق الدخل منها.

رئيس «أبل» مع حسن حطاب مطور للوحة مفاتيح خاصة لضعاف البصر

الالتزام بالنمو وخلق فرص العمل

وألقى الرئيس التنفيذي الضوء على مساهمات «أبل» في اقتصاد المنطقة وفي الإمارات، وتطرَّق إلى خلق الشركة نحو 38 ألف وظيفة في الإمارات، تشمل المطورين وأدوار سلسلة التوريد وموظفي التجزئة.

وقال: «نحن ملتزمون بمواصلة هذا النمو»، مشيراً إلى الإعلان الأخير عن متجر جديد، مما يجعل إجمالي حضور «أبل» في الإمارات 5 متاجر. وزاد: «يعكس هذا التوسع تفانينا في دعم مجتمع المطورين ومساعدتهم على الوصول إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم».

يذكر أن كوك زار كلاً من السعودية والإمارات، والتقى عدداً من المطورين في البلدَين، بالإضافة إلى مسؤولين من البلدين.

مَن هو تيم كوك

تيم كوك هو الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم. وقد خلف ستيف جوبز في منصب الرئيس التنفيذي في أغسطس (آب) 2011، في الوقت الذي تعدّ فيه «أبل» أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم بقيمة نحو 3.73 تريليون دولار.

شغل في البداية منصب نائب الرئيس الأول للعمليات العالمية. لعب كوك دوراً حاسماً في تبسيط سلسلة توريد «أبل»، وخفض التكاليف، وتحسين الكفاءة، وغالباً ما يوصف أسلوبه القيادي بأنه «هادئ، ومنهجي، وموجه نحو التفاصيل».