الشاي يوقف الزمن في محطة بادينغتون

بيار ماركوليني يحول الحلوى البلجيكية إلى تقليد إنجليزي

أول شاي بعد الظهر يطلقه بيار ماركوليني في لندن
أول شاي بعد الظهر يطلقه بيار ماركوليني في لندن
TT

الشاي يوقف الزمن في محطة بادينغتون

أول شاي بعد الظهر يطلقه بيار ماركوليني في لندن
أول شاي بعد الظهر يطلقه بيار ماركوليني في لندن

تقليد الشاي الإنجليزي بدأ منذ القرن الثامن عشر في إنجلترا، وكانت فكرته وليدة جوع آنا دوقة بيدفورد عند نحو الساعة الرابعة بعد الظهر، وكان من الصعب عليها الانتظار لغاية الساعة الثامنة لتناول وجبة العشاء، فجاءت بفكرة السندويتشات والحلوى لسد ثغرة الجوع ما بين الغداء والعشاء.
هذا التقليد الجميل أخذ منحى آخر مع الزمن ليخرج من القصور ويصبح متوفرا للعامة في الفنادق الراقية.
اليوم تبنت الكثير من المقاهي العصرية فكرة تقديم الشاي الإنجليزي في قالب جديد بعيدا عن الرسميات والتكلف وأصبح الخبازون يتفنون بتقديم الأفضل وكان آخرهم الخباز البلجيكي العالمي بيار ماركوليني Pierre Marcolini الشهير بالحلوى التي يقدمها في محلات حول العالم، فافتتح منذ أسبوعين ولأول مرة مقهى يحمل اسمه يتخصص بتقديم الشاي فترة ما بعد الظهر مازجا المهارة الفرنسية في صناعة الحلوى مع تقديم أجود أنواع السندويتشات وأكثرها تنوعا.
اختار بيار ماركوليني فندق هيلتون لندن بادينغتون Hilton London Padington الذي يعتبر من أعرق وأقدم الفنادق ويتميز بتصميمه وموقعه في محطة قطارات بادينغتون، وتمت الاستفادة من المساحة المخصصة للمقهى الجميل والزاهي بألوانه وأطلق عليه اسم «الزمن يتوقف هنا» 146@Time Stops Here وبالفعل وبمجرد الدخول إلى هذا المكان الصغير نسبيا تجد عقارب الزمن تعود بك إلى الوراء، فالديكور يذكرك بأنك في محطة قطارات، فوزعت في زوايا المكان حقائب سفر وقبعات ومظلات، أما المقاعد فتشبه تلك على طراز مقاعد القطار وتتميز باللونين الأزرق الداكن والأصفر مع أرضية من الخشب وطاولات من الرخام بقاعدة من الحديد تكسوها سجادة حمراء تزيد المكان رونقا.
يمكن الدخول إلى «بيار ماركوليني» من باب الفندق الرئيسي أو عبر باب مستقل عند إحدى زوايا الفندق.
تم التركيز في الشاي على أنواعه عالية الجودة التي تم استقدامها من مزارع خاصة في الهند والصين واليابان وتايوان وسريلانكا وغيرها من الدول الشهيرة بزراعة الشاي.
ويقدم الشاي في أكواب من البورسلين المصنوع خصيصا في سريلانكا في حين توضع السندويتشات وقطع الحلوى على منصة من ثلاثة أطباق ويزين الطاولة قفص ذهبي تكسوه الزهور الجميلة يوضع في قعرها إبريق الشاي.
من الأصناف الذي ابتكرها ماركوليني لشاي بعد الظهر «برالين فينانسييه» وكيك «يوزو مولوف» وماكاورن بنكهة الـ«باشن فروت» والشوكولاته بالإضافة إلى الآيس كريم وتقدم حلوى السكونز التقليدية بأصناف جديدة من نوعها، فتدخل الشوكولاته فيها والبعض الآخر يدخل فيه الجبن الأزرق وتقدم أيضا السكونز التقليدية المصنوعة من الزبدة فقط وتلك المحشوة بالفاكهة المجففة.
يبدأ تقديم الشاي يوميا من الساعة 12 ظهرا ولغاية الساعة 6 مساء والسعر هو 36 جنيها إسترلينيا، وهو مقبول بالمقارنة مع أسعار الشاي في لندن في فنادق أخرى.
- من هو بيار ماركوليني؟
> بدأت دار بيار ماركوليني في بروكسل عام 1995 وماركوليني صانع شوكولاته وحلوى مميز يعتبر من بين أكبر الأسماء في العالم في هذا المجال. اشتهر بحملاته المستمرة للتشجيع على استعمال المواد المستدامة ويطبق هذا الأسلوب في تصنيع الشوكولاته.
يملك ماركوليني محلات كثيرة حول العالم تحت اسم Maison Pierre Marcolini واشتهر بأسلوبه الصديق للبيئة في طريقة تصنيع الشوكولاته واستقدام حبوب الكاكاو مباشرة من أصحاب المزارع في البرازيل وكوبا والإكوادور والكاميرون ومدغشقر وفنزويلا والبيرو.
من أشهر الأصناف التي يبتكرها ماركوليني الشوكولاته والماكارون ويملك حاليا أكثر من 40 محلا حول العالم في بلدان مثل بلجيكا وفرنسا والمملكة المتحدة وموناكو واليابان والصين.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».