لقد حان الوقت لكي نقبل بالاصطلاح «فابليت» (هاتف لوحي) phablet. وبالتأكيد كان بإمكان الصناعات التقنية الخروج بتسمية أكثر قبولا، وأقل نفورا للإشارة إلى الهواتف الذكية التي هي من كبر الحجم بحيث يمكن استخدامها كومبيوترات لوحية. بيد أن أجهزة «فابليت» هذه تستحق اسمها الوصفي هذا الذي لا يمكن نسيانه. وهي بكل بساطة ليست هواتف بشاشات كبيرة، بل هي نوع جديد من أجهزة الكومبيوتر التي غالبا ما تكون أكثر فائدة، ومرونة من الهواتف الذكية، أو أجهزة اللابتوب.
و«فابليت» هذا قد يصبح جهاز الكومبيوتر الرئيس المهيمن في المستقبل، وأكثر الهواتف شعبية في الأسواق، وربما الكومبيوتر الوحيد الذي سيحتاجه العديد من الناس.
* هاتف لوحي
كنت منذ أمد بعيد من الكارهين للهواتف الكبيرة، لكن قررت أخيرا تجربة استخدام أحدثها، ألا وهو «آي فون 6 بلاص» الجديد من «أبل» بشاشته 5.5 بوصة باعتباره جهاز كومبيوتر رئيس متعدد الأغراض، وذلك لأغراض العمل، والتسلية، وكل ما يقع بين هذين الاثنين. وكان يتوجب علي التوقف بين حين وآخر لكتابة مقالاتي على جهازي اللابتوب، لكن انتهيت بقضاء 80 إلى 90 في المائة من وقتي على أجهزة الكومبيوتر، منكبا على هذا الهاتف الكبير من «أبل».
لكنني لست من المفضلين تماما لمثل هذا النسق من العمل، فإذا كنت تملك من المصادر ما يكفي لشراء جهاز لابتوب، وهاتف ذكي، وجهاز لوحي، فهذا خيار جيد، لكن إذا استوجبت الأوضاع استخدام جهاز واحد، فأنا أختار «آي فون 6 بلاص». وإذا كنت تبحث عن جهاز واحد يقوم بكل الأمور، فإن «فابليت» مثل هذا، ليس بالأسلوب السيئ بتاتا.
ولا تستخدم «أبل» هنا حرف P، بل «6 بلاص»، الذي طرح للبيع أخيرا، والذي هو أكبر من «سامسونغ غالاكسي نوت» الأصلي الذي طرح عام 2011 باعتباره أول جهاز «فابليت». ومن الواضح لماذا توجب على «أبل» إنتاج جهاز «فابليت» الذي طالما سخر من فكرته مديروها والمعجبون بفكرتها. وعلى الرغم من غرابة حمل جهاز كبير أشبه بصينية القهوة ووضعه على الأذن، أصبحت أجهزة «الفابليت» التي تصنعها «سامسونغ» وغيرها من الشركات من النجاحات العالمية الكبيرة. فقد باتت أكثر شعبية من أجهزة اللابتوب والأجهزة المكتبية، وستشرع قريبا بالتأكيد تباع أكثر من الأجهزة اللوحية.
* جهاز جامع
وهذه الشعبية الكبيرة قد تعكس عدم أهمية الجزء الهاتفي منها، فمن يقوم حاليا بإجراء مكالمات هاتفية؟ وبدلا من ذلك يقول مراقبو الأسواق، إن عددا كبيرا من سكان العالم، إما لا يستطيع تحمل كلفة هذه المكالمات، وإما لا يستطيع إدارة المستقبل التقني، الذي أغلبيتنا فيه تملك 3 أجهزة دفعة واحدة: جهاز «بي سي»، وجهازا لوحيا، وهاتفا. وكثير من الأفراد راغبون في جهاز واحد يفي بغالبية الأعمال الكومبيوترية.
وتقدم أجهزة «الفابليت» العديد من المبادلات، فوفقا لنوع العمل الذي تقوم به، ثمة إمكانية كبيرة بألا تكون هذه الأجهزة مريحة أثناء العمل المتواصل، كأجهزة «بي سي» مثلا، لكون العديد من الأعمال التي نسميها «أعمالا» تتطلب عادة لوحة مفاتيح طبيعية كبيرة، وجهاز «آي فون 6 بلاص» من الواضح لا يملك واحدة مشيدة به. وعلى الرغم من أنه رقيق جدا، فهو أطول بنحو 27 في المائة من حامل لواء «آبل» أي هاتف «آي فون 5 إس»، وأعرض منه بنسبة 32 في المائة. وهذا ما يجعله كبيرا جدا لدى وضعه في الجيب. وثمة أوقات اشتقت فيها إلى هاتفي القديم «آي فون 5 إس» بتصميمه المدمج الجذاب.
ومع ذلك، فإن ما يعيب «آي فون 6 بلاص» على صعيد ملاءمته للجيب، يمكن تعويضه لسهولته وفائدته على صعيد الاستخدام. فهو كالهاتف، جهاز لا يفارق صحبتك، لكنه كالجهاز اللوحي مزود بشاشة هي من الكبر بما يتيح لك إنجاز العديد من الأعمال المنتجة، كما أنه خلافا إلى اللابتوب، فإنه متوفر بقربك دائما، مما يجعلك تسحبه من جيبك فورا لتبدأ بالعمل عليه.
ومن الأمور التي يتفوق فيها «6 بلاص» على أجهزة «الفابليت» الأخرى، أنه يشغل «آي أو إس» من «آبل»، الذي هو أكثر حدسية وبديهية وصداقة للمستخدم من واجهات التفاعل التي قامت الشركات المنافسة الأخرى، مثل «سامسونغ» بتشييدها في هواتفها. فنظام التشغيل من «آبل» هو أكثر سهولة على الفهم والاستيعاب، كما أن مطوري التطبيقات يبذلون جهدهم في إنتاج أفضلها لحساب «آي أو إس» أولا.
* خدمة «نيويورك تايمز»