خالد الزدجالي: لن أتخلى عن حُلمي بتطوير سينما السلطنة

المخرج العماني دعا إلى إنتاج فني مشترك

المخرج العماني خالد الزدجالي
المخرج العماني خالد الزدجالي
TT

خالد الزدجالي: لن أتخلى عن حُلمي بتطوير سينما السلطنة

المخرج العماني خالد الزدجالي
المخرج العماني خالد الزدجالي

«زيانة» هو سادس فيلم عماني طويل، وثالث أفلام المخرج الدكتور خالد الزدجالي الذي يعد رائد السينما العمانية، فهو صاحب المبادرات الأولى في السينما العمانية، وصاحب أول فيلم سينمائي في تاريخ عمان «ألبوم»، وكان فيلمه الثاني «أصيل»، ثم «زيانة» الذي خاض المخرج بسببه رحلة بحث طويلة عن منتج له، حتى تم في النهاية إنتاج الفيلم بالاشتراك مع الهند التي صور فيها مشاهد الفيلم كاملة.
استعان المخرج بفريق عمل عماني - هندي، إذ شارك في بطولة الفيلم من عمان نورا الفارسي، وعلي العمري، ومن الهند زارين، وام أرجو باكومار. يبدأ الفيلم بحادث تتعرض له البطلة زيانة، إذ تتعطل سيارتها ليلاً قبل أن يهاجمها مجموعة من الشباب، ويلتقطون صوراً مخادعة لها، فتقرر العائلة التزام الصمت تجاه ذلك تجنباً للفضائح التي قد تلاحقهم، بينما تصاب زيانة بحالة نفسية سيئة تنعكس على علاقتها بزوجها، فتقرر الابتعاد في مكان لا يعرفها فيه أحد، وتسافر إلى الهند حيث تخضع للعلاج بأحد المراكز الطبية المتخصصة، ويقرر زوجها السفر وراءها، لكنه يواجه متاعب كثيرة وأحداثاً غير متوقعة.
ويتميز الفيلم الذي عرض أخيراً بمهرجان الإسكندرية السينمائي، برؤية بصرية جاذبة؛ حيث صور المخرج مشاهد الغابات في الهند، وجاء الحوار باللغتين العربية والهندية في بعض المشاهد التي تمت ترجمتها إلى الإنجليزية على الشاشة.
وعن اتجاهه للإنتاج المشترك مع مؤسسات فنية هندية، قال خالد الزدجالي في حواره مع «الشرق الأوسط»: «نعم كان ذلك من شروط الإنتاج التي رحبت بها ووجدت فيها فرصة لأواصل تقديم أفلام في السينما العمانية، فالإنتاج شحيح، والاهتمام بالسينما غير موجود وحتى الذين درسوا السينما اتجهوا إلى أعمال أخرى في التلفزيون أو البرامج الوثائقية، لعدم وجود إنتاج سينمائي يعملون من خلاله، ورغم أنني أسست مع زملاء جمعية عمان للسينما وأقمنا مهرجان مسقط السينمائي الذي توليت رئاسته وتركته قبل عامين لارتباطي بتصوير فيلم (زيانة)، فإن لدي رغبة للتحرك تجاه السينما، لذلك يعدّونني في السلطنة الأب الروحي للسينما العمانية».
وعن ردود أفعال الجمهور العماني يقول خالد الزدجالي: «الجمهور الخليجي عامة متأثر بالسينما الأميركية بشكل كبير ولا يمكن أن نوجهه للسينما العربية، حتى الفيلم المصري الذي كان له حضور دائم، لم يعد يلقى إقبالاً، والشباب يفضلون السينما الأميركية بكل ما تقدمه من إبهار، ولا شك أن تغيير هذه الثقافة يستلزم وقتاً، لكن بالنسبة لفيلم (زيانة) فقد استقبل بشكل مختلف من الجمهور العماني، فقد اهتموا بالتجربة في حد ذاتها ووجدوا فيها شيئاً مختلفاً».
ويشير الزدجالي إلى أن «وضع الإنتاج السينمائي في السلطنة سيئ، حيث لا توجد مؤسسات سينما ولا يوجد تمويل خاص، لأن أغلب من يملكون المال لا يؤمنون بالسينما ولا بالدراما، هناك شخص واحد فقط يؤمن بالفن هو السلطان قابوس الذي دعمني كثيراً في مهرجان مسقط، وهو عازف ومحب للموسيقى، كما دعم إنشاء أول أوبرا في الخليج، لكنه لا يمكنه التعامل في كل كبيرة وصغيرة لأعبائه السياسية المهمة».
وقد درس الزدجالي في معهد السينما بالقاهرة، وتخرج عام 1989، وهو يرى أنه تأخر كثيراً وانشغل بالتمثيل وإخراج البرامج الوثائقية ويقول عن نفسه: «أنا ممثل فاشل مثلت في مسلسلات بالتلفزيون العماني، ومثلت أيضاً على خشبة المسرح، لكن ذلك أبعدني عن السينما، لذا قررت أن أتوقف عن كل الأعمال التلفزيونية وأتفرغ للسينما التي حصلت من أجلها على درجتي دكتوراه؛ إحداهما من رومانيا التي قضيت بها 5 سنوات، كما قضيت عامين في أميركا ومثلهما في بريطانيا وحصلت على دكتوراه أخرى في السينما منها».
يقول الزدجالي: «كلما سافرت خارج عمان صرت أفكر فيها أكثر وصرت أكثر حماساً للسينما، وكلما عدت واجهت إحباطاً كبيراً لم ينجح في إبعادي عنها، وقدمت فيلمي الطويل الأول (ألبوم)، وهو أيضاً أول فيلم سينمائي في سلطنة عمان بدعم من وزارة الإعلام، وكان ذلك عام 2006 في ظل اختيار مسقط عاصمة للثقافة العربية، وجاء فيلمي الثاني (أصيل) بدعم من التلفزيون العماني، وهذا يعني أنني قدمت نصف إنتاج السينما العمانية، وتقاسم معي النصف الآخر زميلي الفنان سالم بهوان الذي أخرج الأفلام الثلاثة الأخرى، وقد عمل سالم ممثلاً معي في فيلمي الأول، وكانت ظروفه أفضل، إذ حصل على دعم من جهات بالدولة وعرضت أفلامه في التلفزيون والسينما».
ورغم بعض المعوقات التي يواجهها المخرج العماني، فإنه يؤكد عدم تخليه عن تطوير السينما العمانية، قائلاً: «أنا إنسان حالم»، مشيراً إلى أنه شكل مجموعة جديدة للسينما لتأسيس سينما جديدة في عمان عبر تنفيذ عدد من السيناريوهات وإرسالها إلى عدد من الدول للمشاركة في الإنتاج، فتجربة الإنتاج المشترك مع الهند فتحت أمامي آفاقاً أخرى، فلدي مشروع فيلم «خمسة في خمسة» مع فرنسا وفيلم آخر، سيجري تصويره في مصر، وأرى أنه آن الأوان لعدم الاعتماد الكلي على سوقنا المحلية.


مقالات ذات صلة

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.