الاتحاد الأوروبي يطلق مبادرة لدعم قيادة المرأة المصرية

تتضمن مساندتها في مكافحة العنف

وزيرات مصريات وممثلو الاتحاد الأوروبي خلال الحفل
وزيرات مصريات وممثلو الاتحاد الأوروبي خلال الحفل
TT

الاتحاد الأوروبي يطلق مبادرة لدعم قيادة المرأة المصرية

وزيرات مصريات وممثلو الاتحاد الأوروبي خلال الحفل
وزيرات مصريات وممثلو الاتحاد الأوروبي خلال الحفل

أطلق الاتحاد الأوروبي مساء أول من أمس، مبادرة جديدة لتمكين المرأة المصرية وتعزيز فرص المساواة بين الجنسين، بمشاركة عدد من الوزارات والهيئات الرسمية المصرية، والفنانة يسرا، سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والطفلة هنا جودة، أصغر بطلة لتنس الطاولة في مصر.
وقال السفير إيفان سوركوش، سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر، في مؤتمر صحافي عقد بمنزل سفير السويد في القاهرة، إنّ «الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعم تمكين المرأة المصرية في كل المجالات والأنشطة سواء أكانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، تحت شعار (نحن من أجل هن)، لتعزيز المساواة بين الجنسين، ودعم المرأة والفتاة المصرية عبر مجموعة من الأنشطة».
وأضاف سوروكوش أنّ «الاتحاد الأوروبي ساهم خلال الفترة الماضية في تسهيل إصدار البطاقات الشخصية لنحو نصف مليون سيدة مصرية، وشارك في دعم جهود تنظيم الأسرة، والأنشطة المدرة للدخل عبر توفير دعم للمشروعات الصغيرة التي تديرها نساء، إضافة إلى التعاون في مجالات التعليم، وتوفير وظائف، وتحسين الحياة، وتنمية قدرات المرأة القيادية، والحد من ختان الإناث، ومكافحة العنف ضد المرأة».
وخصص الاتحاد الأوروبي عام 2018، تمويلاً إنمائياً بقيمة 15 مليار يورو، يتضمن في جزء كبير منه دعم حقوق النساء والفتيات، حيث بلغت نسبة التمويل الموجه إلى تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين 600 مليون يورو، وبلغت قيمة برامج التعاون التي دعمها الاتحاد الأوروبي في مصر في مجالات تمكين المرأة ومكافحة العنف ضد النساء والفتيات منذ عام 2014 وحتى الآن، أكثر من 20 مليون يورو، إضافة إلى أكثر من 150 مليون يورو لبرامج حماية الأطفال وحصولهم على التعليم، جزء كبير منها موجه للفتيات.
من جانبه، قال السفير يان تيسليف، سفير السويد لدى مصر، في المؤتمر الصحافي، إنّ «بلاده هي أول من أصدر سياسة خارجية نسوية، تحت شعار (لن نترك أحداً في الخلف)، وكان الجميع يبتسم في البداية، لكنه أدرك أهميتها الآن»، مشيراً إلى أن «هذه السياسية تعتمد على 3 أركان أساسية وهي الحقوق والتمثيل المناسب، وتوفير الموارد، مع أهمية توظيف هذه الأركان الثلاثة وفقا للواقع الاجتماعي».
وأضاف تيسليف أنّه «لا يوجد نموذج واحد لتمكين المرأة يصلح للتطبيق في كل دول العالم، فلكل دولة ظروفها الاجتماعية والاقتصادية».
وهو ما رحبت به الدكتورة مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، مؤكدة أنّ «أهمية المبادرة تكمن في أن الاتحاد الأوروبي شريك فيها وليس ممولا»، مشددة على «أهمية دور الفن في التوعية بقضايا المرأة». كما شدّدت الفنانة المصرية يسرا على «أهمية دور المرأة في المجتمع، معربة عن سعادتها بمشاركتها في هذه المبادرة». وتأتي هذه المبادة بالشراكة مع وزارتي التخطيط والسياحة المصريتين، والمجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة.
وقالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة المصرية، في كلمتها خلال حفل إطلاق المبادرة، إنّها «فخورة بكونها أول وزيرة سياحة مصرية، منذ إنشاء الوزارة عام 1960»، مشيرة إلى أنّ «القيادة السياسية في مصر تضع دعم وتمكين المرأة على رأس أولويات الحكومة».
وأضافت المشاط أنّ «مشاركة المرأة في سوق العمل أصبحت أمراً حتمياً حيث إن زيادة مشاركتها تساهم في زيادة حجم الاقتصاد بالدول المتقدمة بنسبة 10 في المائة، وفي الدول الناشئة بنسبة 30 في المائة مما يؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد الكلي، وذلك وفقا لدراسات صندوق النقد الدولي».
فيما أكدت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري أنّ «مصر استطاعت تحقيق تقدم ملموس في مجال المساواة بين الجنسين»، مدللة على ذلك بوصول نسبة النساء في منصب الوزيرة إلى 25 في المائة، وهي أكبر نسبة في تاريخ مصر، وارتفاع نسبة تمثيل المرأة في البرلمان إلى 15 في المائة، ووصول نسبة النساء العاملات في الجهاز الإداري للدولة إلى 45 في المائة، وهو معدل أعلى من المتوسط العالمي البالغ 32 في المائة.
ووقع الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، على مشروع جديد لدعم المرأة في الأدوار القيادية ومشاركتهن في الحياة العامة، ومن المقرر أن يُوّقع على برنامج جديد لمكافحة ختان الإناث بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للأمومة والطفولة والأمم المتحدة العام المقبل. وأعرب سوركوش عن «ثقته في أنّ العالم سيكون أفضل حالا عندما تكون المرأة والفتيات ممثلات تمثيلا كاملا وعلى قدم المساواة في جميع المجالات من دون تمييز».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.