تنظيم «الإخوان» يطالب الكويت بالتوقف عن تسليم عناصره إلى القاهرة

TT

تنظيم «الإخوان» يطالب الكويت بالتوقف عن تسليم عناصره إلى القاهرة

في تطور لافت، طالب تنظيم «الإخوان»، الكويت، أمس، «بالتوقف عن ضبط عناصره على أراضيها، وتسليمهم إلى السلطات المصرية»، داعياً في الوقت نفسه إلى «السماح لهم بمغادرة الكويت إلى أي دولة أخرى وبشكل آمن».
يأتي هذا التطور والتهديد «الإخواني»، بعد أيام من تسليم الكويت، إلى القاهرة، خالد المهدي، أحد القيادات الشابة بتنظيم «الإخوان»، والصادر بحقه حكم بالسجن المشدد 10 سنوات (أول درجة) في أحداث عنف، وهو متهم بدعم الخلايا النوعية لـ«الإخوان»، وتمويل عناصر التنظيم في مصر. وقال مصدر أمني مصري لـ«الشرق الأوسط»، إن «المطلوبين من (الإخوان) في الكويت يتم تسليمهم إلى مصر، بناءً على اتفاقية أمنية موقعة بين البلدين»، مضيفاً أن «المتهم الأخير المهدي، حاول استقطاب وتجنيد بعض أبناء الجالية المصرية المقيمين في الكويت، وقام بإنشاء ميليشيات إلكترونية في الكويت للهجوم على الدولة المصرية، ونشر الإشاعات في مصر».
واعترف تنظيم «الإخوان»، في بيان رسمي له، أمس، تداولته صفحات ومواقع إلكترونية عربية ودولية، بخليته الموجودة في الكويت، التي ألقت السلطات الكويتية القبض على عدد من أفرادها أخيراً، وقامت بتسليمهم إلى مصر. وأكد البيان أن «هؤلاء العناصر ينتمون للتنظيم، وصدرت ضدهم أحكام قضائية في مصر». وحمل البيان «الكويت المسؤولية عن مصير عناصره».
وادعى التنظيم، في البيان، الذي وقعه ما يسمى بـ«المكتب العام»، أمس، أن «ما تقوم به السلطات الكويتية، في الوقت الراهن، بالتخلي عن سياسة الحياد تجاه القضايا الخلافية بالمنطقة - على حد وصف البيان - يضعها تحت المسؤولية السياسية عن مصير المصريين، الذين تقوم بتسليمهم إلى السلطات المصرية».
وزعم البيان أن «الحركة الإسلامية تشكل جزءاً مهماً من المشهد السياسي الكويتي، وضربت نموذجاً عملياً للمنهج الإصلاحي الوسطي والرسالة التنموية التي تقدمها الحركة».
وفي يوليو (تموز) الماضي، سلمت السلطات الكويتية خلية «إخوانية» ضمت 8 مصريين. وأعلنت الكويت حينها أنه «صدرت بحق أفراد الخلية أحكام قضائية من قبل القضاء المصري، تراوحت بين 5 إلى 15 عاماً».
وقال المصدر الأمني نفسه في مصر، إن «الجهات الأمنية في البلاد قامت بحصر عناصر تابعة لـ(الإخوان) هربت من القاهرة، ومتورطة في قضايا تمس أمن البلاد، وجرى التنسيق مع السلطات الأمنية في الكويت بهذا الشأن».
في الصدد ذاته، أدان تنظيم «الإخوان»، في بيانه، «ما تقوم به السلطات الكويتية من حملات» قالها عنها إنها «اعتقالات»، حسب البيان. كان المهدي قد تم توقيفه في الكويت قبل أشهر، أثناء محاولته التوجه إلى تركيا، وحققت سلطات الكويت معه، وتم تسليمه لمصر بعد ذلك، وفق مذكرة من القاهرة بشأن التهم الموجهة له.
وقال المصدر الأمني إن «هناك ارتباطاً بين المتهم خالد المهدي، وخلية (الإخوان) في الكويت، التي تم توقيفها وتسليم عناصرها لمصر، وهو ما كشف عنه بيان التنظيم الأخير (حيث أعلن عن خليته في الكويت)، ليؤكد أن التنظيم يخطط لاستهداف الدول، والتحريض على العنف، عبر دعم تمويل العمليات الإرهابية، خصوصاً في مصر». ووفق المصدر، فإن «السلطات المصرية تتهم المهدي بدعم الخلايا النوعية لـ(الإخوان)، والتحريض على التظاهر والفوضى، ومد أسر سجناء (الإخوان) في مصر بالأموال»، لافتاً إلى أن «تحقيقات الأجهزة الأمنية كشفت وجود علاقة بين المهدي، ويحيى موسى (عضو مكتب الإرشاد بتنظيم الإخوان، وهارب إلى تركيا)، والمتهم في قضية قتل النائب العام الأسبق المستشار هشام بركات، وتفجير عدد من الكنائس بمصر».
من جانبها، قالت مصادر مطلعة في مصر، إنه «عقب ترحيل عناصر (الإخوان) من الكويت، طالب عدد من شباب التنظيم، قياداته الهاربة في الخارج، بالتحرك لدى الكويت لوقف أي ترحيلات جديدة، في محاولة لوقف الاحتقان المتزايد منذ أشهر بين شباب التنظيم وقياداته الهاربة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.