أشاد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شينكر، بالتنسيق الدولي خلال أعمال الجمعية العامة في إدانة ضلوع إيران بهجوم منشأتي أرامكو، مشددا على أهمية مواجهة دور طهران واستمرار الضغوط الدولية والمساعي الدبلوماسية لإجبارها على المجيء لمائدة المفاوضات دون شروط مسبقة واتخاذ خطوات تمنعها من المضي قدما في التصعيد عسكريا في المنطقة.
وقال شينكر إن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قد شهدت زخما كبيرا وتنسيقا أميركيا أوروبيا عربيا في إدانة ضلوع إيران في الهجمات على منشآت النفط في أرامكو بالسعودية في 14 سبتمبر (أيلول). مشيرا إلى أن نتائج التحقيقات التي يشارك فيها خبراء من الولايات المتحدة والأمم المتحدة بالتعاون مع المحققين السعوديين ستخرج بنتائجها في وقت قريب وسيتم تقديم تلك النتائج لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبالتالي يبقى على المجتمع الدولي اتخاذ قرار تجاه تلك التصرفات الإيرانية.
ولوح شينكر في حواره مع الشرق الأوسط على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك برد أميركي إذا استمرت إيران في التصعيد وأقدمت على تصرفات أخرى، قائلا إن الصبر الاستراتيجي لإدارة ترمب قد ينفد. كما أشار إلى جولة جديدة من العقوبات التي تتخذها الإدارة الأميركية خلال الفترة القادمة ضد كيانات تساند «حزب الله» في لبنان، ولمح إلى تشجيع أميركي للحكومة اللبنانية للمضي قدما في اتفاق لترسيم الحدود مع إسرائيل، ونقاش في الإدارة الأميركية حول بنود وتفاصيل التحالف الاستراتيجي لـ«الشرق الأوسط» الذي يستهدف مواجهة الاستفزازات الإيرانية في المنطقة.
وإليكم نص الحوار:
> بعد قرار البنتاغون إرسال بطاريات باتريوت وأنظمة رادار و200 جندي أميركي إلى السعودية هل تخشون من هجمات إيرانية في الخليج، وما الخطوات القادمة بعد التحرك الدولي لردع إيران خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
- لقد قام وزير الخارجية الأميركي بزيارة السعودية والإمارات بعد الهجمات على أرامكو، والولايات المتحدة تعمل على طمأنة الحلفاء وتوفير الموارد الإضافية الدفاعية حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم وتوفير قوات أميركية لإنشاء قواعد للدفاع ضد أي تصرفات إيرانية مزعزعة للاستقرار، ولا أعرف ما الذي تخطط له إيران لكن إلى الآن أقدمت على التصعيد العسكري في منطقة الخليج، وآمل أن يتزايد التفاهم الدبلوماسي الدولي ضد هذا النوع من التصرفات الإيرانية وإقناع طهران بخطورة هذا النوع من التصرفات ومنعهم من المضي في هذا التصعيد العسكري، لكن إيران لديها تقييم سيء للغاية بهجومها على أرامكو. وقد أبدى الرئيس ترمب قدرا كبيرا من ضبط النفس والصبر الاستراتيجي في عدم الرد عسكريا على أي من هذه التصرفات الإيرانية حتى اليوم، لكن إذا أصرت إيران على هذا التصعيد فلا أعتقد أن هذا الصبر الاستراتيجي سوف يستمر.
لقد كان هناك كثير من النقاشات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة للضغط على إيران وعزلها ودفعها للتوقف عن سلوكها العدائي وكان الموقف الأميركي واضحا بأننا مستعدون للحوار لكن لن تقبل أي شروط مسبقة للحوار ونعمل مع السعودية والدول الأوروبية والأمم المتحدة من خلال فريق من المحققين في الهجمات التي وقعت في 14 سبتمبر على منشأتي النفط في أرامكو وتقديم نتائج التحقيقات أمام المجتمع الدولي. وقد كان هناك زخم كبير ظهر مع بيان كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي تبنت الموقف الأميركي نفسه في ضلوع إيران في الهجمات على أرامكو وليس جماعة الحوثي في اليمن.
> اجتمع الوزير بومبيو مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأردن والعراق وكان هناك محادثات حول مبادرات للأمن البحري والتنسيق الإقليمي، ما الجديد في المحادثات حول التحالف الاستراتيجي لـ«الشرق الأوسط» أو ما يسمى «ميسا»؟
- هذا التحالف له عدة مستويات أمنية واقتصادية وسياسية لكنه اتفاق أمنى بالأساس له أبعاد إقليمية ويتعلق بالتعاون الإقليمي، وقد قرر بعض الشركاء الانضمام لهذا التحالف وننظر في بعض العناصر والبنود، وهناك كثير من المناقشات حوله وقد تم بالفعل من يومين اجتماع مع الدول الخليجية والأردن والعراق، وشارك فيه الرئيس ترمب، ونناقش كل التفاصيل وهي أمور نعمل عليها مع الحلفاء طوال الوقت بما يحقق السلام والأمن في المنطقة ومواجهة تصرفات إيران المزعزعة للاستقرار.
> كانت هناك تحركات أميركية قوية في ملاحقة وكلاء إيران في المنطقة ومنهم «حزب الله» في لبنان... هل تتحضر الإدارة الأميركية لمزيد من العقوبات في الفترة المقبلة ضد «حزب الله» وبقية وكلاء إيران في المنطقة؟
- نعم لإيران وكلاء في المنطقة مثل «حزب الله» وجماعة الحوثي وهناك أيضا قطاع عريض ممن لا يتفقون مع أجندة إيران الإرهابية في الإقليم سواء في العراق أو اليمن أو لبنان لكن بالفعل وكلاء إيران نشطون للغاية، وقد قامت الولايات المتحدة بالقبض منذ أسابيع قليلة على وكلاء لإيران في ولاية نيوجيرسي كانوا يخططون لهجمات لصالح «حزب الله» في الولايات المتحدة. والإدارة الأميركية تنظر في تعطيل كل مصادر التمويل والدعم لـ«حزب الله» وكل الطرق التي يحصل بها «حزب الله» على الأموال، وقمنا بتصنيف بنك جمال ترست على قائمة العقوبات الأميركية.
> هل ستقدم الولايات المتحدة على تصنيف مصارف أخرى أو كيانات لبنانية أخرى تساند «حزب الله»؟
- حينما نجد مصرفا ينتهك العقوبات ويوفر التمويل لـ«حزب الله» سنقوم بتصنيفه على قائمة العقوبات بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والطائفية وهناك بالفعل بعض الأشخاص الذين سيتم تصنيفهم في جولة جديدة من العقوبات خلال الفترة المقبلة.
> ما الجديد في قضية ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل؟ وما موقف الإدارة الأميركية من الصراع في شرق المتوسط بين مصر وتركيا واليونان على حقوق استكشافات الغاز؟
- هناك اكتشافات هائلة من الغاز في شرق المتوسط، وفي كل الدول يمكن التوصل إلى حلول من خلال المفاوضات لأن هناك كثيرا من الفوائد الاقتصادية إذا تم ترسيم الحدود، وقد تولى سلفي ديفيد ساترفيلد مساعد وزير الخارجية الأميركي هذا الملف وقام بجهود دبلوماسية استمرت لمدة عام لتقديم مقترحات حول إطار عمل لمفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية، وهي مفاوضات معقدة وصعبة ونحن في المراحل النهائية في تلك المحادثات وننتظر من لبنان الموافقة على اتفاق إطار العمل ونشجعهم على المضي في ذلك؛ لأن لبنان لديه ديون تمثل 165 في المائة من الناتج القومي الإجمالي، وهي أعلى معدلات للديون في العالم، وهناك رقعتان رقم 9 و10 على الحدود مع إسرائيل بها استكشافات لحقول غاز طبيعي يمكن أن توفر احتياطيا للغاز الطبيعي لإسرائيل لمدة 45 عاما، ولبنان يمكنه أن يستفيد بالحصول على أموال في الوقت الحالي وآمل أن يتم ذلك، وتقرر الحكومة اللبنانية أن ذلك في مصلحتها، وأن تدخل في هذه المفاوضات وتستغل هذه الفرصة.