علامات الإصابة بالأمراض النفسية لدى المراهقين

فقدان الشغف واضطرابات النوم وإيذاء النفس

علامات الإصابة بالأمراض النفسية لدى المراهقين
TT

علامات الإصابة بالأمراض النفسية لدى المراهقين

علامات الإصابة بالأمراض النفسية لدى المراهقين

ربما يتبادر إلى أذهان الآباء أن علامات الاكتئاب أو الحالة النفسية السيئة تبدو أمراً شديد الوضوح وبالتالي يمكن التعرف عليهما، ثم الذهاب إلى المختصين النفسيين في حال فشل التعامل مع الحالة. والحقيقة أن الحكم على النفسية ربما يكون بالغ الصعوبة، وهو الأمر الذي يفسر الصدمة التي تنتاب كثيرين نتيجة لانتحار كثير من الأشخاص المشهورين والناجحين وأيضاً انتحار بعض المعروفين بالحسّ الفكاهي دائمي المرح.
وبالطبع يزيد الأمر صعوبة في فترة المراهقة؛ حيث إن هذه الفترة بطبيعة التغيرات الفسيولوجية والنفسية المصاحبة لها تضع أعباء نفسية على المراهق ربما تدفعه إلى الإقدام على الانتحار، مما جعل الانتحار في مقدمة أسباب الوفاة في الولايات المتحدة.

علامات الحالة النفسية

وتبعاً لتوصيات «المعهد الوطني للصحة النفسية» بالولايات المتحدة (National Institute of Mental Health) فهناك بعض العلامات التي يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار للآباء وتمكنهم من معرفة الحالة النفسية لأبنائهم. ومن أهم هذه العلامات:
> فقدان الاهتمام (loss of interest) بشيء معين كان يمثل شغفاً بالنسبة للمراهق فجأة وليس بالتدريج، بمعنى أن طبيعة المراهقة تغير في العادة الاهتمامات من قراءة إلى موسيقى أو تمثيل أو رسم... أو ما إلى ذلك، ولكن التغير المفاجئ ربما يحمل خطورة أن يكون المراهق مصاباً بمرض نفسي. وفقدان الاهتمام ربما يكون بأمر أو شيء هامشي جداً مثل حب الاستماع إلى مقطوعة موسيقية معينة أو أغنية مفضلة. ويجب أن يلفت نظر الأم ترك هذه الأغنية والانصراف إلى عمل شيء آخر.
> فقدان الطاقة (loss of energy) لعمل أي شيء مهما كان بسيطاً. والشعور الحقيقي بعدم الرغبة في إنجاز أي أمر؛ ليس تكاسلاً، ولكن لعدم وجود دافع لأدائه، حتى إن بعض المراهقين يمكن ألا يغادر غرفته أو منزله، وحتى القيام من الفراش يكون أمراً بالغ الصعوبة. ولا يقتصر الأمر على مجرد الشعور، ولكن المراهق يشعر بالتعب الفعلي بعد أداء أبسط الأمور وأقلها مجهوداً.
> نمط النوم (sleep pattern)؛ بمعنى أن النوم القليل جداً، والنوم أكثر من المعتاد، يعكسان تغيراً في الحالة المزاجية، حيث تمثل زيادة ساعات النوم نوعاً لا إرادياً من الهروب وعدم الرغبة في مواجهة الحياة. أما قلة النوم؛ فقد تكون نتيجة للتفكير الدائم في أمور شديدة الإزعاج تسبب الاكتئاب، وبالتالي عدم التمكن من النوم بسهولة (إلا إن هذا التغير يجب أن يكون مستمراً وبعدد ساعات ملحوظ ولا يكون مرتبطاً بظرف معين مثل امتحان أو سفر أو توتر علاقة عاطفية أو فقدان عزيز).

إيذاء النفس

> الميل إلى إيذاء النفس (Self – harming): ولا يشترط أن يكون هذا السلوك بشكل واضح، بمعنى الجروح أو الخدوش الظاهرة (في بعض الأحيان يصل الإيذاء إلى هذا الحد من الإيذاء البدني). وفي الأغلب يكون هذا السلوك بالإقدام على تعاطي المواد المخدرة والتدخين وشرب الكحوليات أو تناول المسكنات المعروفة بأضرارها الطبية رغبة في إلحاق الضرر بالنفس.
ولكن يجب الانتباه إلى أن تكون هذه السلوكيات مصحوبة بالعلامات النفسية الأخرى التي تشير إلى تدني الحالة النفسية، حيث إن كثيراً من المراهقين نتيجة للفضول والرغبة في الإحساس بالانتقال من عالم الطفولة إلى عالم البالغين، يقدمون على تجربة هذه المواد، وبالتالي يكون الإقبال على تناول المشروبات والمخدرات والتدخين نمطاً سلوكياً أقرب للطبيعي؛ حتى لو كان أمراً ضاراً صحياً. وأيضاً يمكن أن يكون إيذاء النفس بالإقدام على بعض الرياضات الخطرة من دون سابق رغبة فيها، أو القيادة بسرعات كبيرة جداً.
> تغير معدل تناول الطعام: ربما يكون هذا أشهر الأمور المرتبطة بالحالة المزاجية للمراهقين. ومثل بقية الأعراض والعلامات؛ فإن الشراهة، والعزوف الكامل عن الطعام، وجهان لعملة واحدة؛ وهي تغير الحالة النفسية بالسلب. وفقدان الوزن نتيجة الاكتئاب يختلف عن فقدانه نتيجة الهوس بالنحافة أو بالجسد؛ خاصة لدى الفتيات. والفتاة المهمومة بالنحافة تتابع وزنها باستمرار وتمتنع عن أصناف معينة من الطعام معروفة بتسببها في زيادة الوزن، مثل النشويات والسكريات، وكذلك تكون دائمة التطلع في المرايا المختلفة. والأمر نفسه ينطبق على الإقبال على الطعام نتيجة للرغبة في الظهور بمظهر أفضل أو اكتساب عضلات للفتيان أو الرغبة الحقيقية في الطعام.
> تراجع الأداء الدراسي: يمكن أن يكون ذلك مؤشراً مهماً على الحالة النفسية، خصوصاً لدى الطلبة المتفوقين علمياً. ولكن ليس بالضرورة أن كل مراهق مكتئب سوف يتعثر دراسياً، ولكن بالضرورة أنه لم يعد راغباً في التفوق أو المنافسة، وفي حال التفوق لا يشعر بالفرح أو النجاح.
> في الأغلب يفشل المراهق في محاولات السيطرة على حالة التوتر والقلق التي تتملكه، خصوصاً في المجتمعات الكبيرة، ويظهر جلياً عدم الراحة للحضور الاجتماعي، والرغبة في العزلة.
> التفكير في الانتحار (Thoughts of suicide): تعدّ هذه العلامة من أخطر علامات تدهور الصحة النفسية على الإطلاق، ويجب عدم الاستهانة بها، والتعامل معها بمنتهى الجدية؛ حتى لو كان الأمر مجرد دعابات أو تلميحات بالرغبة في التخلص من الحياة. وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن معظم المراهقين الذين يقدمون على الانتحار ذكروا ذلك؛ سواء بشكل صريح، أو ضمني، قبل إقدامهم على التنفيذ بالفعل.
في النهاية؛ يحتاج الأمر إلى دعم نفسي كامل من الأسرة، وعدم الاستهانة بهذه الأعراض مهما بدت صغيرة، واللجوء إلى مختص؛ سواء كان طبيباً أو معالجاً نفسياً لتقدير هذه العلامات، والحكم عليها بشكل مهني، وتحديد ما إذا كانت تستدعي تدخلاً طبياً من عدمه.
* استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)
مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)
TT

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)
مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب الدماغي الشائع.

وقد تتمكن من اكتشاف المرض قبل سنوات من تدهور حالتك.

شارك الدكتور دانييل أمين، وهو طبيب نفسي معتمد وباحث في تصوير الدماغ في كاليفورنيا بالولايات المتحدة مؤخراً، فيديو على منصة «تيك توك»، وقال: «يبدأ مرض ألزهايمر في الواقع في الدماغ قبل عقود من ظهور أي أعراض»، حسب صحيفة «نيويورك بوست».

تشير التقديرات إلى أن 6.7 مليون أميركي يعيشون مع مرض ألزهايمر، الذي يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية والقدرة على أداء المهام البسيطة.

ويكشف أمين عن 4 علامات تحذيرية قد تشير إلى أن دماغك قد يكون ضمن المرحلة التجهيزية للإصابة بألزهايمر، والعديد من عوامل الخطر التي يجب معالجتها على الفور.

ضعف الذاكرة

قال أمين إن أول علامة تحذيرية هي أن ذاكرتك تصبح أسوأ مما كانت عليه قبل 10 سنوات.

في حين أن النسيان العرضي هو جزء طبيعي من الشيخوخة، فإن الأشخاص المصابين بالخرف يكافحون لتذكر الأحداث الأخيرة أو المحادثات أو التفاصيل الرئيسية.

الحُصين - منطقة الدماغ المسؤولة عن تكوين ذكريات جديدة - هي واحدة من المناطق الأولى المتأثرة بمرض ألزهايمر.

ضعف الحكم والاندفاع

قد يؤدي تلف الفصوص الجبهية، وهي المناطق الرئيسية لاتخاذ القرار والتفكير إلى صعوبات في فهم المخاطر، ومعالجة المشاكل اليومية وإدارة الشؤون المالية.

يبدو الأمر وكأن دماغك «يصبح غير متصل بالإنترنت»، كما أوضح أمين.

قصر فترة الانتباه

قد يواجه الأشخاص المصابون بمرض ألزهايمر صعوبة في التركيز أو الانتباه لفترة كافية لإكمال المهام التي كانت بسيطة في السابق.

سوء الحالة المزاجية

وجدت الأبحاث أن ما يصل إلى نصف مرضى ألزهايمر يعانون من أعراض الاكتئاب.

يعاني المرضى في كثير من الأحيان من تغيرات عاطفية مثل الانفعال أو التقلبات المزاجية الشديدة، وغالباً ما يكون لديهم سيطرة أقل على مشاعرهم لأن المرض يؤثر على مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم العواطف.

قد يصابون بالارتباك أو القلق بشأن التغيير، أو بشأن المواقف التي تأخذهم خارج منطقة الراحة الخاصة بهم.

كما حدد أمين العديد من السلوكيات التي تزيد من خطر الإصابة بالخرف. وقال: «إذا كان لديك أي من عوامل الخطر هذه، فهذا هو الوقت المناسب للتعامل بجدية مع صحة الدماغ».

وأبرز هذه العوامل هي:

السمنة

أوضح الدكتور: «مع زيادة وزنك، ينخفض ​​حجم ووظيفة دماغك، لهذا السبب أنا نحيف، لا أريد أن أفعل أي شيء يضر بدماغي عمداً».

انخفاض الطاقة

أفاد أمين: «إن انخفاض الطاقة... يعني غالباً انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ».

الأرق المزمن أو انقطاع النفس أثناء النوم

يساعد النوم في التخلص من النفايات السامة من الدماغ.