إطلاق «بردانة أنا»... مسلسل يُضيء على قضايا العنف الأسري

كاتبته نفت تناوله قصة منال عاصي

كارين رزق الله تؤدي في «بردانة أنا» شخصيتي الضحية والشقيقة التوأم لها
كارين رزق الله تؤدي في «بردانة أنا» شخصيتي الضحية والشقيقة التوأم لها
TT

إطلاق «بردانة أنا»... مسلسل يُضيء على قضايا العنف الأسري

كارين رزق الله تؤدي في «بردانة أنا» شخصيتي الضحية والشقيقة التوأم لها
كارين رزق الله تؤدي في «بردانة أنا» شخصيتي الضحية والشقيقة التوأم لها

ابتداء من 23 سبتمبر (أيلول) الجاري تبدأ شاشة «أم تي في» اللبنانية بعرض الدراما المحلية «بردانة أنا». هذا الخبر الذي أُعلن عنه في مؤتمر صحافي عقد في فندق «ريجنسي بالاس» في منطقة أدما، حضره نجوم العمل وفريقه، إضافة إلى حشد من أهل الصحافة. وعُرضت خلال هذا اللقاء مشاهد من المسلسل وطرحت أسئلة على الممثلين المشاركين وفي مقدمهم كارين رزق الله وبديع أبو شقرا ووسام حنا. ويحكي المسلسل الذي كتبت قصته كلوديا مرشيليان والموقعة من المخرج نديم مهنا، قصة منسوجة من خيال المؤلفة استوحتها من ضحايا جرائم العنف الأسري الذي يمارس على النساء في لبنان. وأشارت كلوديا مرشيليان إلى أنّها بحثت عن الوقائع المتعلقة بنحو 9 قصص من هذا النوع كانت جميع ضحاياها من النساء اللاتي لاقين حتفهن من جراء ممارسة العنف عليهن إلى حدّ الموت. ونفت الكاتبة ما تناقلته بعض المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام بأنّ «بردانة أنا» يحكي قصة منال عاصي إحدى أشهر ضحايا العنف الأسري في لبنان التي لاقت حتفها نتيجة ضرب مبرح مارسه عليها زوجها في فبراير (شباط) من عام 2014.
وعما تعنيه عبارة «بردانة أنا» وهو الاسم الذي أطلق على هذا العمل تقول مرشيليان في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنّ «المعنى الحقيقي له مجازي وهو متأت من حالة نفسية دقيقة شهدتها الضحية قبيل لفظ أنفاسها بدقائق قليلة. حين بادرت تقول لشقيقتها التي سارعت إلى نجدتها في تلك اللحظة (اغمريني أشعر بالبرد، وضعي علي غطاء ما) (بردانة أنا)». وأكدت مرشيليان في سياق حديثها أنّ هذه العبارة التي تشكل عنوان العمل، هي الوحيدة التي استوحتها من سياق قصة مقتل منال عاصي، إذ كانت آخر ما تلفظت به قبيل وفاتها. وعمّا إذا مشاهد العنف ستغلب على وقائع العمل ومساره توضح مرشيليان لـ«الشرق الأوسط»: «ستنحصر مشاهد العنف فقط في سياق السرد لمجريات الجريمة ومن بعدها ننتقل إلى معالجة العنف ووقعه على أهل الضحية والشخص الذي تسبب به لنكتشف بأنه كان صعبا على الطرفين معاً».
وعن سبب اختيارها للممثلة كارين رزق الله للقيام بهذا الدور تردّ مرشيليان التي التقتها «الشرق الأوسط» خلال المؤتمر الصحافي: «لقد اكتشفت بأنّها ممثلة مختبئة في أعماق ممثلة، ولمست ذلك عن قرب، وكان لديها استعداد كبير للقيام بالدور. فهي إلى جانب كونها ممثلة فإنها كاتبة كبيرة نفتخر بها. وفي كل مرة أستعين بها لدور جديد أكتشف أكثر فأكثر نضوج موهبتها التي تعلّم في كل شخصية تجسدها».
وتحدث خلال المؤتمر المخرج نديم مهنا وصاحب شركة «إن إم برو» المنتجة للعمل، فأكد أنّه حان الوقت للإضاءة على موضوع العنف الأسري من دون التجريح أو الإساءة لأحد، ولكن من خلال معالجته بموضوعية. «إنّه بمثابة صرخة إنسانية نطلقها في مجتمعنا، والمطلوب من كل واحد منا التعاطي معها كأكثر من عمل درامي بل كرسالة لها هدفها القيّم على مجتمعنا. وبالنسبة للإخراج فلقد عشنا كل تفصيل فيه ليبدو واقعيا ويحمل المصداقية في طياته».
ويتألف العمل من نحو 60 حلقة سيتابعها المشاهد لأيام متتالية في الأسبوع عبر شاشة «أم تي في» اللبنانية. ويعتبر أول تعاون فنّي درامي بين الكاتبة كلوديا مرشيليان والمخرج نديم مهنا. وحسب الأخير، فإنّ العمل رصدت له ميزانية مرتفعة لامست المليوني دولار وصُوّر في مناطق الأشرفية والدكوانة وجونية وغزير وعرمون وغيرها من البلدات والمدن اللبنانية وقد استغرق تنفيذه أكثر من نحو 10 أشهر.
وتستهل الحلقة الأولى من مسلسل «بردانة أنا» بمجريات القصة إثر ارتكاب الجريمة. ومن خلال المشاهد واللقطات التي عرضت في المؤتمر الصحافي يتبين أنّ كارين رزق الله تجسّد دورين متوازيين وهما شخصية الضحية (حنين) وأخرى (دانيا) الشقيقة التوأم لها. ويشارك في هذا العمل نخبة من الممثلين كرلى حمادة ونهلة داود وأسعد رشدان وجوزف بو نصار وختام اللحام وجناح فاخوري وغيرهم.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الفنانة ماريتا الحلاني تؤدي الشارة الغنائية للعمل وهو من كتابة نزار فرنسيس وألحان وتوزيع جاد الرحباني.


مقالات ذات صلة

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».