باهاماس وفلوريدا في مسار الإعصار «الخطير» دوريان

صور الأقمار الصناعية تظهر العاصفة الاستوائية دوريان وهي تقترب من جزر البهاما وفلوريدا (أ.ف.ب)
صور الأقمار الصناعية تظهر العاصفة الاستوائية دوريان وهي تقترب من جزر البهاما وفلوريدا (أ.ف.ب)
TT

باهاماس وفلوريدا في مسار الإعصار «الخطير» دوريان

صور الأقمار الصناعية تظهر العاصفة الاستوائية دوريان وهي تقترب من جزر البهاما وفلوريدا (أ.ف.ب)
صور الأقمار الصناعية تظهر العاصفة الاستوائية دوريان وهي تقترب من جزر البهاما وفلوريدا (أ.ف.ب)

اشتدّت مساء أمس (الجمعة) قوّة الإعصار دوريان ليُصبح «بالغ الخطورة» مواصلاً طريقه نحو باهاماس والساحل الشرقي لولاية فلوريدا الأميركية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وحض رئيس الوزراء في باهاماس هوبرت مينيس، مواطني الأرخبيل الكائن في المحيط الأطلسي المقيمين في مسار «الإعصار القوي جداً والذي قد يهدد الأرواح» توخي السلامة.
وقال المركز الوطني الأميركي للأعاصير ومقره ميامي إن «دوريان»، المتوقع أن يصل باهاماس غداً (الأحد)، وفلوريدا في ساعة متأخرة الاثنين أو الثلاثاء «اشتدت قوته ليصبح إعصاراً بالغ الخطورة من الفئة الرابعة»، على مقياس من خمس فئات.
والإعصار تصحبه رياح تبلغ سرعتها نحو 220 كلم بالساعة، وفقاً للمركز.
وقال المركز: «من المرجح أن تشتد العاصفة الماطرة وتمتد بشكل يهدد الأرواح، وتصحبها رياح بقوة إعصار، في أجزاء من شمال غربي باهاماس، حيث صدر تحذير من إعصار»، وفق المركز.
وقال رئيس وزراء باهاماس في مؤتمر صحافي إن العاصفة تشكل خطراً على الأرواح.
وتابع مينيس: «الذين يرفضون إخلاء أماكنهم يعرضون أنفسهم لخطر كبير جداً... لا تعرضوا حياتكم وحياة أحبائكم لخطر يمكن تجنبه». وأضاف: «لا تتصرفوا بحماقة وتحاولوا تحدي هذا الإعصار... عدم الإجلاء قد يكلفكم حياتكم».
وفيما لا يزال مسار العاصفة غير مؤكد، لم تصدر بعد أوامر لأهالي سواحل فلوريدا بالإجلاء، لكنهم مع ذلك قاموا بتخزين المواد الغذائية والماء وسلع أخرى، كما تهيأوا لمغادرة منازلهم.
وأصدر حاكم فلوريدا رون ديسانتيس إعلان طوارئ لكل مقاطعات الولاية الـ67. داعياً ملايين السكّان إلى الاستعداد للعاصفة التي قال إنّها يُمكن أن تتحوّل «حدثاً كبيراً».
وأضاف: «نتوقع فيضانات كبيرة... وندعو جميع سكان فلوريدا إلى تخزين طعام وأدوية وماء لمدّة تكفي سبعة أيّام».
وقال الحرس الوطني في فلوريدا إنّه وضع نحو ألفين من عناصره في حالة تأهّب.
وأوضح الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يقع نادي الغولف المملوك منه مارالاغو في بالم بيتش بولاية فلوريدا، إن دوريان «يبدو أنه يمكن أن يصبح وحشاً بكل معنى للكلمة» وألغى زيارة إلى بولندا ليتسنى له التركيز على التحضيرات للتصدي للعاصفة.
وقال ترمب في تسجيل فيديو: «جميع الإشارات تقول إنه سيضرب بقوة كبيرة».
وتابع: «بعض الناس قالوا أكبر أو حتى بحجم أندرو» الإعصار من الفئة الخامسة الذي أودى بحياة 65 شخصاً عام 1992.
وأعلن ترمب الطوارئ في فلوريدا، مما يسمح بتقديم مساعدة فيدرالية دعماً لجهود الولاية والجهود المحلية.
بدورها أعلنت ولاية جورجيا الواقعة في جنوب الشرق والتي قد تكون في مسار العاصفة، حالة الطوارئ في 12 مقاطعة.
وقال الحاكم براين كيمب إن الإعصار «قادر على إلحاق آثار كارثية بالمواطنين» في كافة أنحاء المنطقة الساحلية الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة.
وحذر ترمب من أن جورجيا «تقع أيضاً في مسار الإعصار. جورجيا يمكن أن تتضرر بدرجة كبيرة جداً».
وقال خفر السواحل الأميركي إن على السفن التجارية العابرة للمحيط أن تضع خطة لمغادرة المرافئ جنوب فلوريدا.
وأعلن عدد من المدارس تعليق الدراسة حتى الثلاثاء على الأقل.
وقال مطار أورلاندو الدولي إنه سيوقف الرحلات التجارية الساعة 2:00 صباحاً (06:00 ت غ الاثنين) «من باب الاحتياط». وأورلاندو هو المطار الرئيسي لمتنزه «ديزني وولد» المجاور.
ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا) مجاورة أيضاً، وقالت إنها ستقوم بنقل منصة إطلاق صاروخ متحركة ضخمة إلى مبنى لجمع العربات، لحمايتها من العاصفة.
وتم تأجيل حفل لفرقة رولينغ ستونز في ميامي يوماً واحداً، بحسب ما ذكرت الفرقة على «تويتر».


مقالات ذات صلة

إعصار «أوسكار» يودي بحياة ما لا يقل عن 6 أشخاص في كوبا

أميركا اللاتينية انقطاع التيار الكهربائي في هافانا بعدما ضرب الإعصار أوسكار مساء الأحد كوبا (د.ب.أ)

إعصار «أوسكار» يودي بحياة ما لا يقل عن 6 أشخاص في كوبا

 أعلن الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل أمس (الاثنين) وفاة ما لا يقل عن 6 أشخاص بعدما ضرب إعصار «أوسكار» شرق كوبا.

«الشرق الأوسط» (هافانا)
العالم صورة ملتقطة عبر الأقمار الصناعية بواسطة الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي لإعصار أوسكار (أ.ب)

الإعصار أوسكار يصل إلى اليابسة في جزر البهاما

قال المركز الوطني الأميركي للأعاصير، اليوم الأحد، إن الإعصار أوسكار وصل إلى اليابسة في جزيرة إيناجوا الكبرى؛ إحدى جزر البهاما.

«الشرق الأوسط» (ميامي )
الولايات المتحدة​ امرأة تسير في وسط المدينة أثناء وصول إعصار «ميلتون» إلى اليابسة في تامبا بفلوريدا (أ.ف.ب)

رياح عاتية وأمطار غزيرة وفيضانات... الإعصار «ميلتون» يبدأ باجتياح فلوريدا (صور)

بدأ الإعصار «ميلتون» الذي يُعتبر «خطراً للغاية» باجتياح سواحل ولاية فلوريدا في جنوب الولايات المتحدة ليل الأربعاء، مصحوباً برياح عاتية وأمطار غزيرة وفيضانات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج دعت السفارة المواطنين في حالات الطوارئ إلى الاتصال بأرقام الطوارئ (الشرق الأوسط)

السعودية تدعو مواطنيها في أميركا للحيطة من إعصار «ميلتون»

طالبت سفارة السعودية في الولايات المتحدة الأميركية مواطنيها الموجودين في ولايات جورجيا ونورث كارولاينا وساوث ‫كارولاينا، بأخذ الحيطة والحذر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تسببت الأمطار الغزيرة الناجمة عن الإعصار «هيلين» في حدوث فيضانات وأضرار قياسية في كارولينا الشمالية (أ.ف.ب)

الإعصار «هيلين» يقتل 63 شخصاً على الأقل في الولايات المتحدة

ارتفعت حصيلة القتلى جراء الإعصار «هيلين» إلى 63 شخصاً على الأقل، وفقاً للسلطات التي أشارت إلى أن ملايين الأميركيين في 10 ولايات لا يزالون من دون تيار كهربائي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».