إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

صمامات القلب وضعف الأعصاب
> ما علاقة كل من الضعف في عصب اليد والتنميل والدوخة والإغماء بوجود بتسريب في أحد صمامات القلب؟
زياد فلحة - المدينة المنورة
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك عن مريضة فوق سن الخمسين حصل لديها دوخة وإغماء وتنميل في اليد مع ضعف في العصب، وأن إحدى نتائج فحوصاتها ذكرت وجود تسريب في أحد صمامات القلب.
ولم تتضح عدة أمور مهمة من رسالتك عن حالة المريضة ونتائج عدد آخر من الفحوصات التي يتم غالباً إجراؤها في مثل هذه الحالة التي وصفتها، والتي منها نتيجة تصوير الدماغ بالأشعة المقطعية أو بالرنين المغناطيسي للتأكد من مدى وجود سكتة دماغية أو نزيف دموي مهما كان حجمه، ونتيجة تصوير شرايين الرقبة لتبين مدى وجود تضيقات فيها، وأيضاً معرفة أي من بين صمامات القلب الأربعة الذي فيه التسريب، وبقية المعلومات الأخرى عن قوة القلب وحجم حجراته ومدى وجود خثرات جلطات دموية فيه، ورسم تخطيط كهرباء القلب حول سلامة الشرايين وإيقاع نبض القلب. وأيضاً هل الضعف والتنميل في اليد استمر أكثر من يوم، وهل هناك أعراض قلبية أخرى كضيق التنفس أثناء بذل الجهد البدني أو الاستلقاء على الظهر للنوم، وهل هناك شعور بخفقان اضطرابات النبض، أو ألم في الصدر.
ولذا من المفيد سؤال الطبيب عن اسم الصمام الذي فيه التسريب، وهل هناك اضطرابات مرضية في صمامات أخرى بالقلب، وما هي الآلية المرضية لنشوء هذا التسريب (أي هل هي حمى روماتزمية قديمة، أو ارتخاء خلقي في الصمام، أو تسريب الصمام الناجم عن توسع حجم القلب أو أن ثمة التهابا ميكروبيا في الصمام)، وهل إيقاع نبض القلب يبدو سليما أو فيه اضطراب، وما هو حال قوة عضلة القلب ومدى سلامة الشرايين من أي تضيقات، وما هي وسيلة المعالجة لمنع تكرار حصول الضعف في أي منطقة أخرى من الجسم، وما هي متطلبات التعامل العلاجي مع هذا التسريب في الصمام وفق درجة شدته ووفق مدى تسببه بأي أعراض مرضية تعيق عن ممارسة أنشطة الحياة اليومية؟
ولكن أفترض أن المقصود هو تسريب الصمام المايترالي، وهو الأكثر شيوعاً في ذلك العمر، وأن الأعراض العصبية للضعف والتنميل والإغماء ذات صلة بجلطة دماغية. ومن المحتمل أن حصول أي اضطرابات في عمل الدماغ ناتجة عن تسريب الصمام، وبوجود مرض السكري كما قال لك الطبيب، يكون إما بسبب وجود اضطراب في إيقاع نبض القلب وإما وجود تضيقات في شرايين القلب. وتحديداً فإن علاقة تسريب هذا الصمام بحصول سكتة دماغية أدت إلى ضعف الأعصاب في اليد مع تنميل فيها، قد يكون في الغالب إما نتيجة تداعيات وجود اضطراب في نبض القلب أو حصول تداعيات متقدمة لوجود تضيقات في الشرايين القلبية.
وفي الحالة الأولى، ينتج اضطراب نبض القلب لأسباب عدة، منها توسع الأذين الأيسر بفعل التسريب الشديد، ما قد يُؤدي إلى حصول حالة الارتجاف الأذيني لاضطراب إيقاع نبض القلب. وبالتالي وفي حالات الارتجاف الأذيني ترتفع احتمالات تكوين خثرة الجلطة الدموية في داخل حجرة الأذين الأيسر. ومن المحتمل جداً أن تدخل تلك الخثرة الدموية إلى البطين الأيسر ثم تُقذف إلى الدماغ، وتتسبب بعدد من الأعراض التي منها ما ذكرت في رسالتك. ولذلك من أوليات التعامل العلاجي مع حالة الارتجاف الأذيني تناول أدوية زيادة سيولة الدم لمنع حصول السكتة الدماغية.
وفي الحالة الثانية، قد ينشأ تسريب الصمام المايترالي نتيجة ضعف وتمدد حجم البطين الأيسر بسبب تداعيات مرض الشرايين القلبية، وقد يرافق ذلك حصول اضطراب الارتجاف الأذيني أو تتكون خثرة الجلطة الدموية على جدار البطين الأيسر، والتي من المحتمل أن تنتقل إلى الدماغ.
وهناك حالات شائعة نسبياً من ارتخاء الصمام المايترالي، وينشأ عنها تسريب الصمام المايترالي، وأحد أعراض وجود هذا الارتخاء الخلقي في الصمام المايترالي هو الشعور بتنميل في اليد. كما قد يتسبب فيها ذلك الارتخاء والتسريب في الصمام، بحصول الارتجاف الأذيني وتداعياته العصبية المحتملة عبر تكوين الخثرة الدموية في الأذين الأيسر.

المغنيسيوم وضغط الدم
> ما علاقة المغنيسيوم بضغط الدم؟
أ. ن. - لندن
- هذا ملخص أسئلتك. وثمة عدد من المعادن الرئيسية للمساعدة في السيطرة على ضغط الدم، ومن أهمها الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم. والذي يجدر الحرص على تزويد الجسم بها من الطعام. ولذا فإن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يلعب دورا رئيسيا في السيطرة على ضغط الدم.
والمغنيسيوم يساعد في ضبط عمل مئات العمليات الجسم، بما في ذلك ضغط الدم والسكر في الدم ووظائف العضلات والأعصاب. وتحديداً، نحن بحاجة إلى المغنيسيوم لمساعدة الأوعية الدموية على الاسترخاء، ولإنتاج الطاقة في الجسم، وتنمية العظام. ويحتاج جسم الشخص فوق سن الخمسين نحو 420 ملغم من المغنيسيوم. وتفيد نتائج المتابعات الطبية، بأن معظم البالغين لا يحصلون على الكمية المناسبة من المغنيسيوم في وجباتهم الغذائية، ولكن حصول حالة النقص الشديد في المغنيسيوم بالجسم هو شيء نادر للغاية. ومن الأفضل الحرص على الحصول على هذا المعدن من الطعام، وخاصة الخضراوات الداكنة والورقية والحبوب غير المقشرة والبقوليات. كما تجدر ملاحظة أنه يمكن فقد الكثير من المغنيسيوم في البول بسبب استخدام أدوية إدرار البول، التي قد تكون ضمن أدوية علاج ضغط الدم أو علاج حالات مرضية أخرى مرافقة، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات المغنيسيوم في الجسم وحصول تداعيات ذلك على الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم.
وتعد مستويات معدن البوتاسيوم الطبيعية في الجسم جانباً مهماً لوظيفة العضلات، بما في ذلك استرخاء عضلات جدران الأوعية الدموية، والتي يُسهم استرخاؤها في خفض ضغط الدم بها. وكذلك فإن البوتاسيوم أساسي لكفاءة توصيل الإشارات الكهربائية في الجهاز العصبي وفي القلب، للحماية من عدم انتظام ضربات القلب. ويوجد البوتاسيوم بشكل طبيعي في الكثير من الأطعمة، مثل الفواكه كالخوخ والمشمش والبطاطا والخضراوات بأنواعها. ولكن قد لا يكون الطعام كافياً للحفاظ على مستويات البوتاسيوم إذا كان الشخص يتناول أدوية إدرار البول، وبالتالي قد تخفض مستويات البوتاسيوم في الجسم. والشخص فوق سن الخمسين بحاجة يومية إلى نحو 4.7 (أربعة فاصلة سبعة) غرام من البوتاسيوم.
والكالسيوم معدن مهم لضغط الدم الصحي، لأنه يساعد الأوعية الدموية على سلاسة وتناغم الانقباض والاسترخاء عند الحاجة. كما أنه ضروري لصحة العظام وإنتاج الهرمونات والإنزيمات التي نحتاجها لمعظم وظائف الجسم. ويتوفر الكالسيوم في منتجات الألبان والأسماك الطازجة أو المعلبة والخضراوات الورقية والمكسرات. والشخص فوق سن الخمسين بحاجة يومية إلى نحو 1 غرام من الكالسيوم.

استشاري باطنية وقلب
[email protected]



10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل
TT

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب. ولم أحصل على نتائج مُرضية في غالب الأحيان. ما تنصح؟»

وللإجابة فإني أفترض بداية أن تناوله فياغرا كان بعد استشارة الطبيب وإجرائه الفحص الإكلينيكي والفحوصات اللازمة لهذه الحالة، وأنه تناول الحبة حسب توجيهات الطبيب.

مفعول فياغرا

ولكن سواء كان الأمر كذلك أو لم يكن، فإن الأمر يتطلب متابعة عرض النقاط التالية بشكل سردي متسلسل لفهم أسباب فشل أو توقف مفعول فياغرا، أو غيره من أدوية تنشيط الانتصاب، عن العمل:

1. فياغرا دواء مصمم لمساعدة الشخص للحصول على الانتصاب والحفاظ عليه، إذا كان يعاني من ضعف الانتصاب. والدواء النشط هو «سيلدينافيل»، والذي يصنف على أنه من فئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5». وهناك أدوية أخرى من نفس الفئة، ولديها مميزات قد لا تتوفر في فياغرا، مثل سيالس (تادالافيل)، وليفيترا (فاردينافيل)، وستيندرا (أفانافيل).

وهذه الفئة من الأدوية هي خط العلاج الأول لضعف الانتصاب. ومع ذلك، قد تجد أن أياً منها لا يعمل أبداً أو يتوقف تدريجياً عن العمل، بعد استخدامه بنجاح لفترة.

وإذا حدث هذا، فأنت لست وحدك، حيث تشير المصادر الطبية إلى أن ما يصل إلى 40 في المائة من المرضى قد لا يستجيبون بشكل مرضٍ لهذه الأدوية ولا يجدون الرضا بتناولها. كما أنه، ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل 56 في المائة إلى 81 في المائة من حالات فشل العلاج.

2. يحدث الانتصاب عندما تكون هناك زيادة في تدفق الدم إلى القضيب. وإذا كان تدفق الدم هذا محدوداً، يعاني الشخص من ضعف الانتصاب. وأثناء الإثارة الجنسية، يتم إطلاق بروتين يسمى «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري». وهذا يزيد من تدفق الدم إلى القضيب للحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه. ولكن بمجرد إطلاقه، يقوم بروتين آخر يسمى «فوسفوديستيراز - 5» بتكسير بروتين «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري»، مما يحد من تدفق الدم إلى القضيب، وبالتالي يتلاشى الانتصاب (أي نتيجة تفاعل بين نوعين من البروتينات).

ويعمل دواء فياغرا وغيره من مجموعة أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز - 5. عن طريق تثبيط وإعاقة عملية التكسير هذه مؤقتاً، بغية الحفاظ على زيادة تدفق الدم إلى القضيب واستمرار انتصابه بهيئة أقوى أثناء الجماع. وبهذا يستفيد منْ لديه ضعف في الانتصاب بشكل مُرضٍ، وكذلك يستفيد بشكل أقوى منْ ليس لديه ضعف في الانتصاب بالأصل، ولكن لديه عوامل نفسية وذهنية تشتت رغبته الجنسية في أن تترجم بطريقة طبيعية عبر تكوين انتصاب العضو الذكري.

حالات ضعف الانتصاب

3. عملية الانتصاب هي عملية معقدة تتطلب نجاح أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز التناسلي والصحة النفسية، في تكوين الانتصاب. وتُعرّف الأوساط الطبية ضعف الانتصاب بأنه: عدم القدرة على تكوين الانتصاب والحفاظ عليه لإتمام ممارسة العملية الجنسية لفترة معتادة. ويحدد الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب العقلي DSM – 5 أن تستمر المشكلة لمدة لا تقل عن 6 أشهر كأحد عناصر تشخيص الإصابة به.

وتؤكد المصادر الطبية على أنه من الضروري إتمام عملية تشخيص الإصابة بضعف الانتصاب بطريقة طبية صحيحة، وليس الاعتماد فقط على ملاحظة الرجل أن لديه «عدم رضا واكتفاء» بدرجة الانتصاب للعضو الذكري. والطريقة الطبية الأكثر استخداماً هي «الفهرس الدولي لوظيفة الانتصاب» International Index of Erectile Function، وهو استبيان مكون من 15 عنصراً، ويعتبر المعيار الذهبي لتقييم المرضى بالنسبة لمشكلة ضعف الانتصاب.

4. تجدر ملاحظة أن هناك حالتين من ضعف الانتصاب، الحالة الأولى ضعف الانتصاب الذي قد يُعاني منه الرجل من آن لآخر أو أن الانتصاب الذي تكوّن لديه لا يستمر حتى إتمام العملية الجنسية. والحالة الثانية هي الضعف التام عن الانتصاب بشكل دائم. ولذا يقول أطباء كليفليلاند كلينك: «ثمة العديد من الدراسات التي حاولت معرفة مدى انتشار هذه المشكلة. وأفادت دراسة شيخوخة الذكور في ولاية ماساتشوستس أن المعاناة منها في أوقات دون أخرى ترتفع بشكل متزايد مع تقدم العمر، ونحو 40 في المائة من الرجال يتأثرون به بعد بلوغ سن 40 سنة، ونحو 70 في المائة من الرجال يتأثرون به في سن 70 سنة. أما حالة الضعف التام في الانتصاب فتصيب نحو 5 في المائة من الرجال في عمر 40 سنة، و15 في المائة منهم في عمر 70 سنة».

رصد عوامل الخطر والأسباب

5. قبل بدء تجربة العلاج الطبي لضعف الانتصاب، من الضروري معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تتسبب بضعف الانتصاب. ومعلوم أن عوامل الخطر لضعف الانتصاب تشمل التدخين، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكولسترول، وعدم انضباط مرض السكري، والاكتئاب، وجراحة البروستاتا، واضطرابات النوم، والتوتر النفسي، ومرض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص هرمون التستوستيرون.

وكل هذه حالات تتسبب بضعف الانتصاب، والتغلب على هذه المشكلة لديهم، يكون بضبط هذه العوامل ومعالجتها أولاً للتغلب على ضعف الانتصاب. كما يجب أن يستكشف التاريخ الدقيق للعوامل النفسية والاجتماعية والعلاقاتية مع شريكة الحياة والممارسات الجنسية، التي قد تؤثر على الأداء الجنسي. وقد يجدر النظر في الإحالة إلى معالج جنسي.

6. أولى خطوات معالجة ضعف الانتصاب، هي تحديد السبب أو الأسباب وراء نشوء حالة ضعف الانتصاب. وتوضح إرشادات علاج ضعف الانتصاب الصادرة عن الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، أن تعديل نمط عيش الحياة اليومية بطريقة صحية يحسن وظيفة الانتصاب ويقلل من معدل انخفاضه الوظيفي مع تقدم العمر.

وهذه نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الرجال الذين يواجهون مشكلة ضعف الانتصاب ويتجهون تلقائياً نحو طلب تلقي أحد فئة أدوية مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 بأنواعها المختلفة في الصيدليات. ولا يلتفتون بشكل كامل نحو نصح الطبيب للمرضى بشأن تعديلات سلوكيات نمط الحياة اليومية.

وعلى سبيل المثال، تذكر الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية أن بعد سنة واحدة من التوقف عن التدخين، وُجد أن المرضى لديهم تحسن بنسبة 25 في المائة في جودة الانتصاب. وكذلك الحال مع حفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية والحفاظ على ممارسة الرياضة البدنية ومعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم وغيرها من الأسباب.

7. ضعف الانتصاب قد يظهر نتيجة الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها الشخص، وقد يُساهم في نشوء هذه المشكلة. وهنا قد يكون من الصعب على أدوية ضعف الانتصاب التغلب على تلك الآثار الجانبية. وعندما يشتبه الطبيب في أن «بعض» أدوية علاج الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الحساسية، أو إدرار البول، أو الأدوية الهرمونية، أو غيرها من أنواع الأدوية المستخدمة بشكل شائع في أوساط المرضى، قد تكون هناك ضرورية للبحث عن أدوية بديلة ذات آثار جانبية أفضل.

وللتوضيح على سبيل المثال، يرتبط تناول أدوية «حاصرات بيتا» بضعف الانتصاب، رغم عدم تحديد السبب بشكل جيد. وقد تساهم معرفة المريض بأن ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية المحتملة لحاصرات بيتا، في عدم رضاه عن الوظيفة الانتصابية لديه بعد بدء تناوله حاصرات بيتا. ويمكن للطبيب النظر في تجربة دواء بديل للمرضى الذين يتناولون حاصرات بيتا من الجيل الأول (مثل بروبرانولول، أتينولول) إلى أدوية الجيل الثاني (ميتوبرولول، نيبيفولول) من حاصرات بيتا الأقل تسبباً بضعف الانتصاب. كما أن وصف أدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم، قد يكون أقل تسبباً في ضعف الانتصاب. ومع ذلك، يجب أن يظل علاج ارتفاع ضغط الدم هو الأولوية، لأن مرض ارتفاع ضغط الدم وعدم انضباط الارتفاعات فيه، سبب قوي في ضعف الانتصاب بحد ذاته. وكثيراً ما تتحسن قدرات الانتصاب بضبط ارتفاع ضغط الدم إلى المستويات المُستهدفة علاجياً.

أسباب عدم عمل «فياغرا»

8. السبب الأول لعدم عمل فياغرا أو غيره من أدوية فئة مثبط للفوسفوديستيراز - 5 هو أن مشكلة ضعف الانتصاب ليست ناجمة عن مشكلة في الأوعية الدموية التي تعمل على احتباس الدم في العضو الذكري. وهذا يعني أن عمل هذه الأدوية على زيادة تدفق الدم لا يُساعد في تنشيط الانتصاب. ويمكن أن يحدث هذا بسبب اعتلال الأعصاب أو مشاكل أخرى. وقد تشمل بعض الحالات العصبية التي قد تؤثر على فعالية الفياغرا ما يلي:

- اعتلال الأعصاب بسبب عدم انضباط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.

- مرض التصلب المتعدد.

- مرض باركنسون.

- جراحة سابقة في البروستاتا.

- السكتة الدماغية السابقة.

- إصابة مباشرة في أعصاب الحبل الشوكي.

9. الارتباط بين أمراض شرايين القلب وضعف الانتصاب قوي. ووجود مرض تضيق شرايين القلب قد يعني عدم عمل فياغرا نتيجة وجود عائق كبير أمام تدفق الدم في الشريان القضيبي. أي قد يكون هذا أحد أعراض تضيقات الشرايين المغذية للقضيب، وهو عامل خطر للإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي هذه الحالة، لن تستجيب الشرايين للفياغرا لأنه مجرد موسع للأوعية الدموية. كما أن وجود تسريب وريدي، أي وجود صمامات لا تعمل بكفاءة في الأوردة التي تُصرّف تجمع الدم في القضيب، يعيق تماسك الانتصاب.

وبعد تناول فياغرا، قد يتدفق الدم بمعدل متزايد إلى القضيب، لكنه سيتسرب بالكامل ولن يبقى طويلاً بما يكفي للتسبب في الانتصاب. ووجود المشاكل النفسية بدرجة إكلينيكية مُؤثرة، قد يعيق عمل الفياغرا لدى البعض ممنْ لديهم القلق والاكتئاب والإجهاد المزمن، أو ضغوط في العلاقة مع شريكة الحياة أو لديهم قلق من كفاءة الأداء الجنسي.

الاستخدام غير الصحيح يمثل 56 - 81 % من حالات فشل العلاج

الجرعة ووقت تناول الدواء

10. وفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية AUA، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل نسبة عالية من حالات فشل العلاج. وعدم تناول فياغرا، أو غيرها من أدوية تنشيط الانتصاب، بطريقة صحيحة، قد يُؤدي إلى عدم الاستفادة. وللتوضيح، هذه الأدوية تتشابه في طريقة عملها رغم أن ثمة اختلافات ثانوية فيما بينها نتيجة لأن لكل واحد منها تركيبة كيميائية مختلفة. الأمر الذي يُؤثر على طريقة عمل كل دواء منها، مثل مدى سرعة ظهور مفعول الدواء وسرعة اختفاء مفعوله والآثار الجانبية المحتملة. ويعمل عقار سيلدينافيل (فياغرا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله على معدة فارغة قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، ويدوم مفعوله لما يُقارب 6 ساعات. ولذا تجنب تناول الفياغرا مع وجبة كبيرة أو وجبة عالية الدهون، كما لا تتوقع أن تعمل الفياغرا قبل دقائق فقط من ممارسة الجنس. بينما يعمل عقار فاردينافيل (لفيترا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، على معدة خالية أو ممتلئة. ويدوم مفعوله قرابة 7 ساعات. وبالمقابل، عقار تادالافيل (سيياليس) يُمكن تناوله مع الأكل أو من دونه قبل الممارسة الجنسية بمدة ساعة واحدة إلى اثنتين، ويدوم مفعوله لمدة 36 ساعة. وقد تكون الجرعة غير مناسبة.

ولذا فإن أول شيء يجب التحقق منه إذا لم يكن الفياغرا يعمل هو الجرعة المناسبة. والجرعة الأكثر شيوعاً من الفياغرا لعلاج ضعف الانتصاب هي 50 ملليغراما، والتي يتم تناولها قبل ساعة واحدة من النشاط الجنسي. ومع ذلك، قد لا يكون هذا كافياً لبعض الأشخاص. ويمكن للطبيب مساعدتك في تحديد ما إذا كانت الجرعة الأعلى من 100 ملليغرام تناسبك.

والمهم في كل ما تقدم ملاحظة أن فياغرا هو نوع من الأدوية المثبطة للفوسفوديستيراز 5. وتُستخدم أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5 كعلاج أولي لضعف الانتصاب. ورغم أن مثبطات الفوسفوديستيراز 5 تميل إلى العمل بشكل جيد، فإنها قد لا تكون فعالة للجميع. وقد يكون هذا بسبب الظروف الصحية الأساسية وعوامل نمط الحياة، من بين أمور أخرى. وإذا لم يعمل أحد أنواع أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5، قد يعمل نوع آخر من أدوية هذه الفئة. ولذا يجب التفكير في التحدث مع الطبيب إذا لم يساعد الفياغرا في علاج أعراض ضعف الانتصاب لديك. وقد يوصى بعلاج بديل بما سيكون هو الأفضل لك.