قادة «التسويات» يطلبون تطمينات روسية بعد وصول تعزيزات نظامية إلى درعا

حاجز لقوات النظام السوري في جنوب البلاد (الشرق الأوسط)
حاجز لقوات النظام السوري في جنوب البلاد (الشرق الأوسط)
TT

قادة «التسويات» يطلبون تطمينات روسية بعد وصول تعزيزات نظامية إلى درعا

حاجز لقوات النظام السوري في جنوب البلاد (الشرق الأوسط)
حاجز لقوات النظام السوري في جنوب البلاد (الشرق الأوسط)

تناقل ناشطون في درعا جنوب سوريا أنباء عن تعزيزات وصلت لقوات النظام السوري من الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية في محيط مدينة طفس في ريف درعا الغربي، ضمن المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية، ما أثار قلق الأهالي في المنطقة، من اتباع قوات النظام سياسة جديدة في مناطق التسوية، واستخدام قبضة أمنية مشددة وعودة الاعتقالات والمداهمات بحق الأهالي والحاملين لبطاقة التسوية، وعودة القصف والمعارك إلى المنطقة، بعد أن بدأ الكثير منهم العودة إلى مناطقهم وترميم المنازل والاستقرار فيها.
وقالت مصادر محلية من المنطقة إن تعزيزات عسكرية شملت عناصر ودبابات دخلت مدينة داعل بريف درعا الغربي مؤخراً، حيث يشرف على إدارة مدينة داعل منذ بدء اتفاق التسوية المخابرات الجوية والفرقة الرابعة، ولها حواجز على مداخل ومخارج المدينة وداخلها. أما التعزيزات التي استقدمتها قوات النظام مؤخراً، فتركزت في محيط مدينة داعل من الجهة الغربية المحاذية لمدينة طفس التي لم تدخلها قوات النظام السوري، ولا توجد نقاط أو حواجز لها داخل المدينة، بناءً على اتفاق التسوية لفصائل المعارضة سابقاً مع الجانب الروسي قبل عام.
وأوضحت المصادر أن التعزيزات الأخيرة التي استقدمتها قوات النظام إلى المنطقة، سبقتها حوادث وخروقات، حيث اعتقلت قوات «الجوية» مؤخراً عدداً من أبناء المنطقة المشمولة ضمن اتفاق التسوية، ما دفع مجهولين إلى نصب حاجز في ريف درعا الغربي واعتقال عناصر تابعين للمخابرات الجوية، والمطالبة بإطلاق سراح الأشخاص التي اعتقلتهم مؤخراً مقابل إطلاق سراح عناصرها، ورغم تدخل أحد القيادات العسكرية في المنطقة لحل المشكلة، إلا أنه أبلغ بفشل المساعي في إطلاق سراح الموقوفين الذين اعتقلتهم «الجوية» مؤخراً.
وفي تسجيل صوتي تداوله ناشطون في جنوب سوريا لأحد قادة المعارضة سابقاً، الذي انضوى مؤخراً في «الفيلق الخامس» الروسي جنوب سوريا، قال فيه «إن تعزيزات المخابرات الجوية العميلة لـ(حزب الله) وإيران، ونصبها حواجز جديدة على طريق مدينة طفس - داعل، أمر استفزازي ورغبة منها بالتصعيد، وأنه أمر لا يعني مدينة طفس وحدها بل يهم حوران والمنطقة كاملة». وناشد القيادي في تسجيله فصائل التسوية في درعا «ضرورة توحيد الجهود والتحرك الجماعي في حال وقع أي طارئ، أو استمرت خروقات قوات النظام، ممثلة بالمخابرات الجوية، باتفاق التسوية جنوب سوريا».
وقالت مصادر إن فصائل التسويات في ريف درعا الغربي التي أجرت اتفاقاً مع الجانب الروسي العام الماضي لتسليم المنطقة أجرت لقاءً، وتواصلت مع الجانب الروسي، بعد أن ساد التوتر في المنطقة من استقدام النظام، ممثلاً بالمخابرات الجوية، تعزيزات إضافية إلى مدينة داعل ومحيط مدينة طفس. وأكدت أن الجانب الروسي وعد بمتابعة الأمر، وعدم ارتكاب قوات النظام أي تجاوزات وخروقات لاتفاق التسوية، حيث حذرت فصائلُ التسوية من مدى خطورة الوضع وعودة التوتر إلى المنطقة، كما كان سابقاً، إذا ما استمرت الخروقات، أو أي محاولات لاقتحام مدينة طفس، كما أبلغ الجانب الروسي فصائل التسويات أن التعزيزات الأخيرة ليست أكثر من تعزيز لتثبيت النقاط بعد هجمات عدة تعرضت لها حواجز قوات النظام وعناصره في المنطقة.
وقللت مصادر في جنوب سوريا من خطورة التعزيزات الأخيرة، حيث إن التعزيزات لم تنتشر في كافة مناطق التسويات جنوب سوريا، وتركزت في مناطق معينة، ولا يوحي حجمها بنية مبيتة لعمليات اقتحام، خصوصاً وأن انتشارها كان بالقرب من مناطق يسيطر عليها حالياً مقاتلون من المعارضة سابقاً الذين أجروا اتفاق التسوية مع النظام السوري برعاية روسية في يوليو (تموز) العام الماضي 2018، وأن المناطق التي عززت قوات النظام وجودها بها مؤخراً تشهد أعمالاً مضادة ينفذها مجهولون، أو تتبناها ما تعرف باسم «المقاومة الشعبية» ضد وجود قوات النظام في المنطقة الجنوبية، حيث شهدت مناطق جنوب سوريا منذ دخولها في اتفاق التسوية قبل عام عمليات استهداف لحواجز ومقرات لقوات النظام السوري، خصوصاً في المناطق التي انتشرت بها قوات الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية، ما رجح أن يكون هدفها تحصين مواقعها وتثبيت نقاطها، والحد من الهجمات التي تتعرض لها قواتها، وأن الأعداد الكبيرة لعناصر وقادة فصائل المعارضة سابقاً التي بقيت جنوب سوريا، ورفضت التهجير إلى الشمال، وانضوت ضمن اتفاق التسوية مع النظام برعاية روسية، تهدد بعودة التوتر والمعارك إلى المنطقة من جديد، في حال التضيق عليها أكثر، أو تنفيذ عمليات اقتحام واسعة بعد الاتفاق على المنطقة، إضافة إلى أن روسيا كانت راعية لاتفاق التسوية جنوب سوريا، وهي صاحبة السلطة على قوات النظام، ولا ترغب في إنهاء اتفاق جنوب سوريا، وإطلاق يد قوات النظام في المنطقة خوفاً من عودة التوتر إليها، وكونها راعية لاتفاقيات التسوية التي جرت جنوب سوريا، تبقى الأحوج لتكون صادقة في وعودها أمام بقية مناطق سوريا التي تخطط هي الأخرى لإجراء اتفاقيات تسوية جديدة بها.
وحسب ناشطين، فإن قوات النظام استقدمت في بداية الشهر الحالي تعزيزات عسكرية من قوات «الغيث» التابعة للفرقة الرابعة التي يقودها شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، وتمركزت هذه التعزيزات عند وصولها في المربع الأمني بمدينة درعا المحطة، ليتم نقلها لاحقاً إلى مناطق متفرقة في ريف درعا الغربي ومحيط مدينة درعا وفي ريف درعا الأوسط، وعلى حواجز ومقرات موجودة في مناطق التسويات أو في محيطها.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.