مَن الذي يحدد معايير الإبداع الشِّعري: الأقلية «الهائلة» أم الحشد الكسول؟

الشِّعر ليس أكثر صعوبة من الدراسات النقدية وبحوث الفلسفة وعلم الاجتماع

«ملهمة الشعر» في الأساطير الإغريقية
«ملهمة الشعر» في الأساطير الإغريقية
TT

مَن الذي يحدد معايير الإبداع الشِّعري: الأقلية «الهائلة» أم الحشد الكسول؟

«ملهمة الشعر» في الأساطير الإغريقية
«ملهمة الشعر» في الأساطير الإغريقية

لا تزال العلاقة بين الشِّعر والجمهور محلاً للكثير من الجدل واللبس والسجال الذي يجدد نفسه بين حقبة وأخرى. ذلك أننا لا نزال نسمع حتى اللحظة، ورغم تحوّل الشِّعر عن دوره القديم، أصواتاً كثيرة تطلب من الشاعر أن يكون لسان حال الناس جميعاً لا لسان حال النخب المثقفة وحدها، وهو ما يوجب على الشِّعر أن يتصف بالمباشرة والوضوح التامّين. على أن الإشكالية المشار إليها ليست إشكالية معاصرة ترتبط بالفجوة القائمة بين لغة الكتابة ولغة المشافهة فحسب، بل هي تعود إلى قرون طويلة سابقة حيث كان الناس جميعاً يستخدمون الفصحى في الشوارع والبيوت والأماكن العامة. وربما اختُزلت الإشكالية تلك في الحوار الشهير الذي دار بين أبي تمام والرجل الأعرابي الذي استغلق عليه شعر حبيب بن أوس الطائي، فبادره بالسؤال الشهير: «يا أبا تمام، لماذا تقول ما لا يُفهم؟»، فأجابه هذا الأخير قائلاً بشيء من الامتعاض الساخر: «وأنت، لماذا لا تفهم ما أقول؟». والواضح أن ما لم يستطع طرفا الشِّعر الأساسيان، الشاعر والمتلقي، حله منذ قرون، لم يجد بعد ذلك طريقه إلى الحل. والأرجح أنه لن يجده في أي وقت، ولو أن مشكلة الإيصال تتفاوت في عمقها بين المجتمعات المتقدمة والأخرى المتخلفة. ففي كل حقبة من الزمن سنجد أناساً يطلبون من الشاعر «النزول» من برجه العاجي واتّباع طريق الوضوح والإفهام والتبسيط، لأنهم ليسوا مستعدين لمكابدة العناء والجهد بحثاً عن الفهم. وسنجد شعراء كثراً في المقابل يطلبون من الجمهور الصعود إليهم وملاقاتهم على ذرى اللغة والأخْيلة، لا في المنخفضات السهلة والهشة.
لقد واجهت الحداثة الشِّعرية منذ انطلاقتها قبل سبعة عقود ونيف الكثير من الحملات الشعواء التي اتهمت أصحابها ودعاتها بالتعمية والتعقيد والغرق في الغموض الشديد الذي يلامس حدود الأحاجي والمعميات. على أن الذين يأخذون على النموذج الشِّعري الحداثي نزوعه إلى الغموض والإبهام ينسون، أو يتناسون، أن أزمة الإيصال لا تتعلق بالقصيدة الحديثة وحدها، ولا بلغة الشِّعر بوجه عام، بل هي تتمثل بدايةً في طبيعة اللغة المكتوبة نفسها بما هي نظامٌ ترميزي منفصل عن الوجود المحسوس للأشياء والموجودات. وهو أمر يزداد تفاقمه في ظل ثنائية اللغة، حيث الهوة واسعة بين المكتوب والمنطوق. ولا بد لنا أن نسأل الذين يطلبون من الشاعر الحديث أن يكتب نصوصاً مفهومة للشرائح الاجتماعية: هل كان الشِّعر العربي التقليدي مفهوماً لهذه الشرائح؟ هل بمستطاع الجمهور الواسع الذي يردد أبياتاً سائرة لأبي تمام وأبي نواس والمتنبي، أن يفهم عشرات النصوص الشائكة لهؤلاء الشِّعراء؟ ثم لماذا من جهة ثانية يُطلب من الشِّعر ما لا يُطلب من النثر بأنواعه وأغراضه المختلفة؟ ذلك أنهم قليلون جداً أولئك الذين يتمكنون من فهم كتب تراثية نثرية من طراز «الإشارات الإلهية» لأبي حيان التوحيدي، أو «المواقف» و«المخاطبات» للنفري، أو «الفتوحات المكية» لمحيي الدين بن عربي. وقليلون أيضاً أولئك الذين يتمكنون من فهم الكثير من كتب النقد والفلسفة وعلوم النفس والاقتصاد والاجتماع. لا بل إن الشاعر الألماني الشهير هانس أنسنسبرغر يعيد طرح هذه الإشكالية في مهرجان الأدب الدولي في برلين، فيقول بلغته الساخرة: «إن من التصورات الشائعة أن القصائد صعبة. لكن الحقيقة تؤكد أن الأشعار أيسر فهماً من برامج الأحزاب وشروط التعاقد بين الشركات، وإرشادات الاستخدام وعقود الإيجار».
ليس هناك من شاعر، من حيث المبدأ، إلا ويتمنى أن يكون مفهوماً من قراء كتبه على الأقل، وإلا لما سعى إلى طبع أعماله ونشرها على الملأ. لكن المشكلة الأصعب لا تتمثل في العلاقة بين الشاعر والمتلقين الأفراد الذين يقرأون نصوصه، كلٌّ على حدة، ويحوّلون تلك القراءة إلى نوع من كتابة جديدة لها، بل في العلاقة بين الشاعر والجمهور، حيث يخضع الكثير من شعراء المنابر لمتطلبات الحشد الكسول ويتماهى إلى حد بعيد مع استمرائه للنصوص السهلة والمسلية التي لا يتطلب فهمها أي جهد يُذكر. كما أن بعض من يستمرئون لعبة التصفيق ويلهثون خلفها، ينسون أو يتناسون أن التصفيق في غالبيته لا يبدو مكافأة على التخييل البعيد أو الصورة المدهشة، بل يأتي استمراءً لقفلة خطابية حماسية أو شعار سياسي مباشر. والحال أن هاجس الإيصال، كتابةً وإلقاءً، لا ينبغي أن يتحول إلى عقدة مستحكمة لدى الشاعر، أو أن يُفسد مبدأ الكتابة الأهم الذي يتمثل في الركون إلى العزلة والاختلاء التام بكشوف اللغة ومكابداتها. فالكتابة الحقيقية لا تتم إلا في تلك المناطق الملتبسة التي يتداخل فيها الضوء بالعتمة، والمرئي باللامرئي، والوعي باللاوعي. والشاعر بهذا المعنى لا يأتي إلى الكتابة مسلحاً بفرضيات مسبقة تتعلق بالوضوح والغموض، ولا يختار أشكاله بصورة متعمدة، بل هو يقتحم التجربة بلا دليل ظاهر، ولا يتراءى له منها سوى ما تُري الظهيرة للمسافر في الصحراء من سراب الأشكال. وهو ما تعبّر عنه الكاتبة الفرنسية مارغريت دوراس بقولها: «إن الكتابة هي المجهول في ذات الكاتب، في عقله وفي جسده. إنها شخص آخر يظهر ويتقدم على نحوٍ غير مرئي. لذلك فأن نكتب هو أن نسعى إلى معرفة ما سوف نكتبه».
وإذا كان قول دوراس ينسحب على لغة الأدب بوجه عام فهو ينسحب على الشِّعر أكثر من أي فن آخر. فالنص الجيد يفاجئ كاتبه ويثير دهشته قبل أي أحد آخر. لا بل إن ثمة جوانب من النصوص العالية تظل مستغلقة ومبهمة حتى بالنسبة إلى كتّابها أنفسهم، فكيف الحال مع القارئ أو المستمع؟! ذلك أن المسافة بين الشاعر في أثناء الكتابة وبين الشاعر خارجها هي المسافة نفسها بين المجاز والحقيقة، بين الباطن والظاهر، كما بين النص والقارئ. يصبح الشاعر بهذا المعنى واحداً من مئات القراء الذين يتعاقبون على النص، وتصبح قراءته لنصه واحدة من قراءات كثيرة ومتغايرة التفاسير. من هنا يمكن لنا أن نبحث عن القارئ بحثنا عن الشاعر. إذ لا يجوز أن نطلب من الثاني أن يوفر لنصوصه كل أسباب الفرادة والجدة، وأن يجازف بكل طاقاته وأعصابه في سبيل ذلك، في حين لا نطلب من الأول بذل أي جهد يُذكر لملاقاة الشاعر، لا بالضرورة في منتصف الطريق الشائك إلى الجمال، بل في نقطة منه على الأقل. لا يعني ذلك بالطبع أن نحوّل القراء جميعاً إلى شعراء أو نقاد، بل يعني أن من حق الشاعر أن يختار جمهوره، كما من حق الجمهور أن يختار شاعره. صحيح أن كل شاعر أو فنان يطمح إلى أن يكون نتاجه في متناول الجميع، ولكن الواقع على الأرض يؤكد أن كل فن من الفنون يحتاج فهمه وتذوقه إلى قدر وافر من الدراسة والتمرس المعرفي. وهذا ليس حال الفنون العليا كالموسيقى والرواية والرسم والمسرح وحدها، بل هو أيضاً حال المهن والحرف المختلفة التي تنحصر معرفتها في ذوي الخبرة وأهل الاختصاص. فنحن لا ننتظر من النجار أو الخباز أن يرشدانا إلى عيار الذهب، أو يساعدانا على التمييز بين الأصلي منه وبين الزائف، بل إن الصائغ الماهر هو من يرشدنا إلى ذلك، تماماً كما يرشدنا الناقد والمتذوق الحصيف إلى «عيار» الشِّعر. ونحن حين نريد الحصول على طاولة أو سرير، لا نذهب إلى الحلاق أو الخياط بل إلى النجار المحترف والماهر. في حين أن الشِّعر وحده يُترك في عُهدة الجميع، دون تمييز بين المتذوق الفطن وبين الجاهل البليد!
على أن من الخطأ في المقابل أن نتحدث عن أزمة التواصل بين الشِّعر والجمهور بشكل مطلق، ودون أن نميّز بين شاعر وآخر. فالبعض استطاع أن يضيّق الفجوة لا عن طريق التصميم المسبق والتقصد المفتعل، بل بحكم الموهبة المتقدة والصدق العاطفي والانصهار الكامل بلغته وموضوعه، أو بواسطة الإحالات المشهدية التي تؤالف بين الحسي والحدسي، أو عن طريق الإصغاء العميق إلى صوت الجماعة والحفر باتجاه المياه الجوفية التي يلتقي في رحابها عطش البشر وتوقهم المفرط إلى الارتواء الجمالي والروحي. ولا يضير الشِّعر بشيء أن يُمسرَح أو يُغنَّى أو يُلقَى على المنابر، ما دامت كتابته في الأصل قد أُنجزت بدوافع البحث عن الحقيقة الفنية والإنسانية، لا بدافع الصخب الاحتفالي أو توسُّل النجومية أو استدرار التصفيق. إذ علينا هنا أن نفرّق بوضوح تام بين منبرية الكتابة ومنبرية الإلقاء، حيث الأولى جائرة وسقيمة، والثانية مبررَّة ومشروعة. إن من الأجدى للشاعر أخيراً ألا يقع في شرَك الجمهرة الكمية المسطحة، التي لن تلبث أن تنفضّ عنه عندما تبدل ثوبها السياسي والآيديولوجي، أو يشتد عودها المعرفي والثقافي، بل أن يبحث عن قارئه في مناطق الظلال والعزلات والأسئلة الإنسانية المؤرقة. ولا بأس أن يوسَم الشاعر بالنخبوية والأقلوية، إذ إن تلك النخبة القليلة من المتلقين لن تكون سوى النواة الطليعية الأولى لمن ينعتهم الشاعر والناقد المكسيكي الشهير أوكتافيو باث بالأقلية الهائلة التي تُراكم نفسها ككرة الثلج على امتداد الزمن.



«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
TT

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كرّمت «جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي»، بدولة قطر، مساء الثلاثاء، الفائزين في فئات الدورة العاشرة، وذلك خلال حفل كبير حضره الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير البلاد، وشخصيات بارزة، وأعضاء البعثات الدبلوماسية، ونخبة من الباحثين والعاملين بمجال الترجمة.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وتقدير دورهم عربياً وعالمياً في مد جسور التواصل بين الأمم، ومكافأة التميز في هذا المجال، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع، والتعددية والانفتاح.

الشيخ ثاني بن حمد لدى حضوره حفل تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب، ويبلغ مجمل قيمة الجائزة في مختلف فئاتها مليوني دولار أميركي.

وقال الدكتور حسن النعمة، أمين عام الجائزة، إنها «تساهم في تعزيز قيم إنسانية حضارةً وأدباً وعلماً وفناً، اقتداءً بأسلافنا الذي أسهموا في بناء هذه الحضارة وسطروا لنا في أسفار تاريخها أمجاداً ما زلنا نحن اليوم الأبناء نحتفل بل ونتيه مفتخرين بذلك الإسهام الحضاري العربي في التراث الإنساني العالمي».

وأشاد النعمة بالكتاب والعلماء الذين ترجموا وأسهموا في إنجاز هذه الجائزة، وبجهود القائمين عليها «الذين دأبوا على إنجاحها وإخراجها لنا في كل عام لتكون بهجة ومسرة لنا وهدية من هدايا الفكر التي نحن بها حريُّون بأن نرى عالمنا أجمل وأسعد وأبهج وأرقى».

الدكتور حسن النعمة أمين عام الجائزة (الشرق الأوسط)

من جانب آخر، أعربت المترجمة والأكاديمية، ستيفاني دوغول، في كلمة نيابة عن الضيوف وممثلة للمترجمين، عن شكرها لجهود دولة قطر وجائزة الشيخ حمد للترجمة في تكريم المترجمين والمثقفين من كل أنحاء العالم، موجهة التحية لجميع الفائزين، وللغة العربية.

يشار إلى أنه في عام 2024، توصلت الجائزة بمشاركات من 35 دولة حول العالم، تمثل أفراداً ومؤسسات معنية بالترجمة، من بينها 17 دولة عربية. وقد اختيرت اللغة الفرنسية لغة رئيسية ثانية إلى جانب اللغة الإنجليزية، بينما اختيرت الهنغارية والبلوشية والتترية واليوربا في فئة اللغات القليلة الانتشار.

الفائزون بالدورة العاشرة

وفاز بالجائزة هذا العام «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية»، في المركز الثاني رانية سماره عن ترجمة كتاب «نجمة البحر» لإلياس خوري، والثالث إلياس أمْحَرار عن ترجمة كتاب «نكت المحصول في علم الأصول» لأبي بكر ابن العربي، والثالث (مكرر): ستيفاني دوغول عن ترجمة كتاب «سمّ في الهواء» لجبور دويهي.

وعن «فئة الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية»، فاز بالمركز الثاني الحُسين بَنُو هاشم عن ترجمة كتاب «الإمبراطورية الخَطابية» لشاييم بيرلمان، والثاني (مكرر) محمد آيت حنا عن ترجمة كتاب «كونت مونت كريستو» لألكسندر دوما، والثالث زياد السيد محمد فروح عن ترجمة كتاب «في نظم القرآن، قراءة في نظم السور الثلاث والثلاثين الأخيرة من القرآن في ضوء منهج التحليل البلاغي» لميشيل كويبرس، والثالث (مكرر): لينا بدر عن ترجمة كتاب «صحراء» لجان ماري غوستاف لوكليزيو.

من ندوة «الترجمة من اللغة العربية وإليها... واقع وآفاق» (الشرق الأوسط)

أما (الجائزة التشجيعية)، فحصل عليها: عبد الواحد العلمي عن ترجمة كتاب «نبي الإسلام» لمحمد حميد الله. بينما فاز في «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية»، حصلت على المركز الثالث: طاهرة قطب الدين عن ترجمة كتاب «نهج البلاغة» للشريف الرضي. وذهبت الجائزة التشجيعية إلى إميلي درومستا (EMILY DRUMSTA) عن ترجمة المجموعة الشعرية «ثورة على الشمس» لنازك الملائكة.

وفي (فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية) حصل على المركز الثاني مصطفى الفقي وحسام صبري عن ترجمة كتاب «دليل أكسفورد للدراسات القرآنية» من تحرير محمد عبد الحليم ومصطفى شاه، والثاني (مكرر): علاء مصري النهر عن ترجمة كتاب «صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس» لستانلي لين بول.

وفي «فئة الإنجاز»، في قسم اللغة الفرنسية: (مؤسسة البراق)، و(دار الكتاب الجديد المتحدة)، و«في قسم اللغة الإنجليزية»: (مركز نهوض للدراسات والبحوث)، و(تشارلز بترورث (Charles E. Butterworth)، وفي لغة اليورُبا: شرف الدين باديبو راجي، ومشهود محمود جمبا. وفي «اللغة التترية»: جامعة قازان الإسلامية، و«في قسم اللغة البلوشية»: دار الضامران للنشر، و«في اللغة الهنغارية»: جامعة أوتفوش لوراند، وهيئة مسلمي المجر، وعبد الله عبد العاطي عبد السلام محمد النجار، ونافع معلا.

من ندوة «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة» (الشرق الأوسط)

عقدٌ من الإنجاز

وعقدت الجائزة في الذكرى العاشرة لتأسيسها ندوة ثقافية وفكرية، جمعت نخبة من أهم العاملين في مجال الترجمة والمثاقفة من اللغة العربية وإليها، تتناول الندوة في (الجلسة الأولى): «الترجمة من اللغة العربية وإليها: واقع وآفاق»، بينما تتناول (الجلسة الثانية): «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة، وكيفية تطوير هذا الدور».

وخلال مشوارها في عشر سنوات، كرّمت الجائزة مئات العاملين في الترجمة من الأفراد والمؤسسات، في نحو 50 بلداً، لتفتح بذلك آفاقاً واسعة لالتقاء الثقافات، عبر التشجيع على الاهتمام بالترجمة والتعريب، ولتصبح الأكبر عالمياً في الترجمة من اللغة العربية وإليها، حيث اهتمت بها أكثر من 40 لغة، كما بلغت القيمة الإجمالية السنوية لمجموع جوائزها مليوني دولار.

ومنذ تأسيسها، كرمت الجائزة 27 مؤسسة ودار نشر من المؤسسات التي لها دور مهم في الترجمة، و157 مترجماً و30 مترجمة، حيث فاز كثيرون من مختلف اللغات الحية عبر العالم. حتى اللغات التي يتحدث بها بضعة ملايين بلغتها الجائزة وكرمت رواد الترجمة فيها من العربية وإليها. أما اللغات الكبرى في العالم فكان لها نصيب وافر من التكريم، مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألانية والصينية والكورية واليابانية والتركية والفارسية والروسية.

وشملت الجائزة كذلك ميادين القواميس والمعاجم والجوائز التشجيعية للمترجمين الشباب وللمؤسسات الناشئة ذات الجهد الترجمي، وغطت مجالات الترجمة شتى التخصصات الإنسانية كاللغوية والتاريخية والدينية والأدبية والاجتماعية والجغرافية.

وتتوزع فئاتها على فئتين: «الكتب المفردة»، و«الإنجاز»، تختص الأولى بالترجمات الفردية، سواء من اللغة العربية أو إليها، وذلك ضمن اللغات الرئيسية المنصوص عليها في هذه الفئة. وتقبل الترشيحات من قبل المترشح نفسه، ويمكن أيضاً ترشيح الترجمات من قبل الأفراد أو المؤسسات.

أما الثانية فتختص بتكريم الجهود الطويلة الأمد المبذولة من قبل الأفراد والمؤسسات في مجال الترجمة من اللغة العربية أو إليها، في عدة لغات مختارة كل عام، وتُمنح الجائزة بناء على عدد من الأعمال المنجزة والمساهمة في إثراء التواصل الثقافي والمعرفي.