«غوتشي أوستيريا» أزياء ترقص في الأطباق

عنوان من نوع آخر في فلورنسا

«غوتشي أوستيريا» أزياء ترقص في الأطباق
TT

«غوتشي أوستيريا» أزياء ترقص في الأطباق

«غوتشي أوستيريا» أزياء ترقص في الأطباق

في كثير من الأحيان تزور مطعماً معيناً بسبب ديكوره الجميل، وفي مرات أخرى يكون سبب مواظبتك على الزيارة هو الطعام، ولكن من القليل أو النادر أن تلتقي النوعية والخدمة مع التصميم والديكور وهذا ما نجح فيه المطعم التابع لدار «غوتشي للأزياء»، بعد افتتاحه «غوتشي أوستيريا» Gucci Osteria في مدينة فلورنسا في توسكانا.
شراكة فريدة ما بين الشيف المكلَّل بنجوم «ميشلان»، ماسيمو بوتورا، وماركو بيزاري الرئيس التنفيذي في دار «غوتشي»، وصداقة طفولة أدت إلى ولادة المطعم الذي يمزج ما بين الطعام والأزياء والألوان والتصاميم، ليصبح من أهم وأشهر العناوين في فلورنسا.
يحتل المطعم موقعاً لافتاً في وسط ساحة «بياتزا ديلا سينيوريا»، في الطابق الأرضي من المبنى العملاق المقسم إلى عدة أقسام، ففيه المطعم وفي الواجهة المقابلة وعبر أبواب من البلور تصل إلى محل لبيع تصاميم لـ«غوتشي» لا يمكن أن تجدها إلا في هذا «البوتيك» الجميل المميز بألوانه وطريقة عرض السلع فيه؛ من قطع أثاث إلى ملبوسات وأحذية، ومن هذه الغرفة تصل إلى غرفة أوسع يطغى عليها اللون الزهري، وفي الطابق العلوي تجد غرفة سينما وغاليري لعرض القطع الفريدة للدار.
زيارة المطعم تجربة فريدة، ولا تقتصر فقط على الطعام، ولو أن الأطباق مميزة جداً، وتتحدى كلاسيكية الأكل الإيطالي.
المطعم صغير الحجم نسبياً، ولهذا فالحجز ضروري، جدران باللون الأخضر وأرضية باللون الأحمر والأخضر الفاتح، طاولات مستديرة تزينها أطباق من البورسلين باللونين الوردي والأبيض وأطباق أخرى باللون الأبيض على كل منها فراشة باللون الوردي، مفردات جميلة تذكّرك بأنك بأحضان دار أزياء عريقة، ومن يقصد المطعم يحجز تذاكر لزيارة الغاليري في الطابق الأول، لمشاهدة قطع فريدة جداً، وقراءة الأرشيف الخاص بالدار، وهذا المكان هو أشبه بحاوية ينصهر فيها الابتكار وتجمع المبتكرين الأهم في عصرهم.
فترة الصيف يمكن حجز طاولة في الخارج؛ فهي مساحة خاصة في قلب الساحة الجميلة التي تحاكي التاريخ والأناقة الإيطالية.
لائحة الطعام بسيطة، ولكنها غنية بالوقت ذاته، يمكنك تذوق الأطباق كلها، إذا أردتَ، باختيار ما يسمى Menu Tasting وبهذه الطريقة لا تفوت على نفسك أي نكهة من أطباق الشيف بوتورا والشيف لوبيز، وأهمها طبق التورتيلليني Tortennini، ومن الأطباق اللذيذة الأخرى البرغر بلحم البقر الإيطالي مع جبن البارمزان، ويُعرف باسم Cotechino and Parmesan Patty مع صلصة خضراء وصلصة خل البالزاميك المشهورة في مدينة مودينا.
ومن الأطباق التي لفتتنا، وهي المفضلة لدى الشيف لوبيز، التوستادا المكسيكية Purple Corn Tostada مع الأفوكادو، ويتخللها البهارات التي تجعلها ألذ.
ومن الأطباق المميزة جداً «تاكا بان» Taka Bun وفيه يبرز التأثر بالمطبخ الياباني وتترجم أسفار الطاهية الرئيسة في المطعم كريمة لوبيز، وتبنيها كثيراً من النكهات، وتعلمها كثيراً من الحرفية بسبب ترحالها وأصولها المكسيكية اللبنانية.
الأطباق مميزة من ناحية المذاق وطريق التقديم، وهذا الأمر مهم جداً، لأن المطعم يحمل اسم «غوتشي» الرائدة حالياً في صناعة الأزياء وإطلاق خطوط الموضة، وميزتها الألوان والتجدد والعصرية، وهذا ما يجمعه المطعم الذي يعمل جنباً إلى جنب مع الدار ليكون على المستوى نفسه.
ولمحبي الحلوى، فلا يمكن أن يتركوا «غوتشي أوستيريا» من دون تذوق أصناف حلوة مثل «تشارليز ساندويتش» Charley’s Sandwich) )، وهذا الطبق له ميزة لا تشبه سواها، لأنه يضم صلصة الشوكولاته الساخنة في فصل الشتاء، ويتم تعديل الوصفة في فصل الصيف، ويُستعان بالآيس كريم بدلا من الشوكولاته ليتأقلم الطبق مع المناخ الدافئ.
لا يمكن التفضيل ما بين الأطباق، لأن الميزة التي تجمع فيما بينها هي النكهة والأصالة الإيطالية ولكن بطريقة غير مسبوقة وعالمية.


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
TT

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)

تلتصق بالأرض كجذور شجرة منتصبة تصارع العواصف بصلابة بانتظار الربيع. زينب الهواري تمثل نموذجاً للمرأة العربية المتمكنّة. فهي تطهو وتزرع وتحصد المواسم، كما تربّي طفلتها الوحيدة المقيمة معها في إحدى البلدات النائية في شمال لبنان. غادرت زينب بلدها مصر وتوجّهت إلى لبنان، ملتحقة بجذور زوجها الذي رحل وتركها وحيدة مع ابنتها جومانا. تركت كل شيء خلفها بدءاً من عملها في وزارة الثقافة هناك، وصولاً إلى عائلتها التي تحب. «كنت أرغب في بداية جديدة لحياتي. لم أفكّر سوى بابنتي وكيف أستطيع إعالتها وحيدة. أرض لبنان جذبتني وصارت مصدر رزقي. هنا كافحت وجاهدت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي رحت أنشر ما أقوم به. توسّع جمهوري ليطول الشرق والغرب. اليوم تنتظرني آلاف النساء كي يتعلمّن مني وصفة طعام لذيذة. وكذلك يكتسبن من منشوراتي الإلكترونية كيفية تحضير المونة من موسم لآخر».

"ماما الطبّاخة" تزرع وتسعد بحصاد موسم الخرشوف (ماما طباّخة)

تروي زينب لـ«الشرق الأوسط» قصة حياتها المليئة بمواقف صعبة. «كانت ابنة أختي التي رحلت في زمن (كورونا) هي ملهمتي. قبلها كنت أجهل كيف أتدبّر أمري. فتحت لي حساباً إلكترونياً، ونصحتني بأن أزود المشاهدين بوصفات طعام. وانطلقت في مشواري الجديد. لعلّ جارتي أولغا هي التي لعبت الدور الأكبر في تقدمي وتطوري. علّمتني طبخات لبنانية أصيلة. كما عرّفتني على أنواع المونة اللبنانية اللذيذة. كل ما أقوم به أصنعه من مكونات طبيعية بعيداً عن أي مواد كيمائية. أزرع وأحصد وأطهو على الحطب. أعيش بسلام في قرية نائية مع ابنتي. هنا اكتشفت معنى الحياة الهانئة والحقيقية».

تحب تحضير الطعام كي تسعد الناس حولها (ماما طباّخة)

قصتها مع الطبخ بدأت منذ كانت في الـ13 من عمرها. «كانت والدتي تعمل فأقوم بمهام المطبخ كاملة. صحيح أنني درست الفنون الجميلة، ولكن موهبة الطهي أسرتني. في لبنان بدأت من الصفر عملت في مطعم وتابعت دورات مع شيف عالمي. اكتسبت الخبرة وتعلّمت أصول المطبخ الإيطالي والصيني. ولكنني عشقت المطبخ اللبناني وتخصصت به».

تصف حياتها بالبسيطة وبأنها تعيش ع «البركة» كما يقولون في القرى اللبنانية. وعن منشوراتها تقول: «أحضّر الطبق مباشرة أمام مشاهديّ. وكذلك أي نوع مونة يرغبون في تعلّم كيفية تحضيرها. أمضي وقتي بين الأرض والحصاد والطبخ. أجد سعادتي هنا وبقربي ابنتي التي صارت اليوم تفضّل الاعتناء بالدجاج وقطف المحصول على أن تنتقل إلى بيروت. إنها ذكية وتحقق النجاح في دراستها. أتمنى أن تصل إلى كل ما تحلم به عندما تكبر. فكل ما أقوم به هو من أجل عينيها».

مع ابنتها جومانا التي تساعدها في تحضير منشوراتها الإلكترونية (ماما طباّخة)

وعن سرّ أطباقها اللذيذة ووصفاتها التي وصلت الشرق والغرب تقول: «أحب عملي، والنجاح هو نتيجة هذا الحبّ. لطالما كنت أبحث عما يسرّ من هم حولي. ومع الطبق اللذيذ والشهي كنت أدخل الفرح لمن يحيط بي. اليوم كبرت دائرة معارفي من الجمهور الإلكتروني، وتوسّعت حلقة الفرح التي أنثرها. وأسعد عندما يرسلون إلي نجاحهم في وصفة قلّدونني فيها. برأيي أن لكل ربّة منزل أسلوبها وطريقتها في تحضير الطعام. وأنصح النساء بأن تحضّرن الطعام لعائلتهن بحبّ. وتكتشفن مدى نجاحهن وما يتميّزن به».

لقبها «ماما الطبّاخة» لم يأتِ عن عبث. وتخبر «الشرق الأوسط» قصّتها: «كانت جومانا لا تزال طفلة صغيرة عندما كان أطفال الحي يدعونها لتناول الطعام معهم. ترفض الأمر وتقول لهم: سأنتظر مجيء والدتي فماما طباخة وأحب أن آكل من يديها. وهكذا صار لقب (ماما الطباخة) يرافقني كاسم محبب لقلبي».

ببساطة تخبرك زينب كيف تزرع وتحصد الباذنجان لتحوّله إلى مكدوس بالجوز وزيت الزيتون. وكذلك صارت لديها خبرة في التعرّف إلى الزعتر اللذيذ الذي لا تدخله مواد مصطنعة. حتى صلصة البيتزا تحضّرها بإتقان، أمام كاميرا جهازها المحمول، وتعطي متابعيها النصائح اللازمة حول كيفية التفريق بين زيت زيتون مغشوش وعكسه.

تحلم زينب بافتتاح مطعم خاص بها ولكنها تستدرك: «لا أملك المبلغ المالي المطلوب، إمكانياتي المادية بالكاد تكفيني لأعيل ابنتي وأنفّذ منشوراتي الإلكترونية. فشراء المكونات وزرع المحصول وحصاده والاعتناء بالأرض عمليات مكلفة مادياً. والأهم هو تفرّغي الكامل لعملي ولابنتي. فأنا لا أحب المشاركة في صبحيات النساء وتضييع الوقت. وعندما أخلد إلى النوم حلم واحد يراودني هو سعادة ابنتي».

مؤخراً صارت «ماما الطبّاخة» كما تعرّف عن نفسها على صفحة «تيك توك»، تصدّر المونة اللبنانية إلى الخارج: «زبائني يتوزعون على مختلف بقاع الأرض. بينهم من هو موجود في الإمارات العربية والسعودية ومصر، وغيرهم يقيمون في أستراليا وأوروبا وأميركا وبلجيكا وأوكرانيا. أتأثر إلى حدّ البكاء عندما ألمس هذا النجاح الذي حققته وحدي. واليوم صرت عنواناً يقصده كل من يرغب في الحصول على منتجاتي. وأحياناً سيدة واحدة تأخذ على عاتقها حمل كل طلبات جاراتها في بلاد الاغتراب. إنه أمر يعزيني ويحفزّني على القيام بالأفضل».

لا تنقل أو تنسخ زينب الهواري وصفات طعام من موقع إلكتروني أو من سيدة التقتها بالصدفة. «أتكّل على نفسي وأستمر في المحاولات إلى أن أنجح بالطبق الذي أحضّره. لا أتفلسف في وصفاتي، فهي بسيطة وسريعة التحضير. أدرك أن مهنتي صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء. ولكنني استطعت أن أتحدّى نفسي وأقوم بكل شيء بحب وشغف».