ألمانيا: انخفاض الناتج الصناعي أكثر من المتوقع في يونيو

ألمانيا: انخفاض الناتج الصناعي أكثر من المتوقع في يونيو
TT

ألمانيا: انخفاض الناتج الصناعي أكثر من المتوقع في يونيو

ألمانيا: انخفاض الناتج الصناعي أكثر من المتوقع في يونيو

أظهرت بيانات، أمس (الأربعاء)، انخفاض الناتج الصناعي الألماني أكثر من المتوقع في يونيو (حزيران)، مدفوعاً بضعف إنتاج السلع الوسيطة والرأسمالية؛ مما يُضاف إلى دلائل على انكماش أكبر اقتصاد في أوروبا في الربع الثاني.
وأظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات، أن الناتج الصناعي انخفض 1.5 في المائة على أساس شهري؛ ليتراجع على نحو يفوق كثيرا الانخفاض المتوقع البالغ 0.4 في المائة.
وجرى تعديل قراءة مايو (أيار) بالخفض إلى زيادة نسبتها 0.1 في المائة من ارتفاع نسبته 0.3 في المائة في التقديرات المعلنة في وقت سابق.
وتوقع القطاع الصناعي في ألمانيا استمرار التراجع في الإنتاج خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. فقد أظهر استطلاع حديث لمعهد «إيفو» الألماني للبحوث الاقتصادية، أن توقعات القطاع بشأن الإنتاج تراجعت في يوليو (تموز) الماضي، إلى سالب 5.7 نقطة، وهي أدنى نسبة يتم تسجيلها منذ سبعة أعوام.
وقال الخبير لدى المعهد، روبرت ليمان: «الكثير من الشركات تذكر باستمرار أنها تعتزم خفض إنتاجها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة من هذا العام»، مضيفاً أن الأجواء التشاؤمية تفوق حالياً بوضوح التطلعات المتفائلة، وقال: «ليس من المتوقع حالياً انتهاء الركود في الصناعة الألمانية».
وباستثناء الصناعات الكيميائية، أظهر الاستطلاع تراجعاً قوياً في توقعات الإنتاج في القطاعات كافة، وبخاصة في قطاع صناعة الآلات، حيث وصل التراجع إلى سالب 7.3 نقطة.
على صعيد متصل، حذرت أوساط اقتصادية في ألمانيا، أمس، من عقوبات أميركية محتملة بسبب مشروع خط أنابيب غاز «نورد ستريم 2»، الذي ينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.
وقال رئيس لجنة الاقتصاد الألماني المعنية بالمعاملات التجارية في شرق أوروبا، فولفجانغ بوشله، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «المقترحات الأميركية الحالية بفرض عقوبات ستضر على وجه الخصوص بشركات من دول أوروبية صديقة مثل ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وهولندا، والنمسا، وسويسرا، وستجعل سياسة الطاقة الأوروبية ملعباً للولايات المتحدة».
وأكد بوشله أن هذا «الانقسام الحتمي» بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيكون مضراً للغاية للطرفين، وقال: «لا نزال نراهن لذلك على أن تكون الغلبة في الولايات المتحدة للأصوات التي تحذر من فرض عقوبات على شركات أوروبية وتدعو إلى تكاتف وثيق عبر الأطلسي».
وكانت إحدى لجان مجلس الشيوخ الأميركي أقرت مؤخراً مشروع قانون يستهدف فرض عقوبات على الشركات والأفراد المتعاملين مع خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» الذي سينقل الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق في محاولة للحد من النفوذ الروسي على سوق الغاز الطبيعي في أوروبا.
ومن المنتظر أن تكون الخطوة المقبلة طرح مشروع القانون على مجلس النواب الأميركي. وفي حال تمريره هناك، سيتعين على الرئيس الأميركي دونالد ترمب توقيع القانون ليصبح ساري المفعول.
وقال بوشله: «قضايا الطاقة الأوروبية شأن يخص الأوروبيين وستظل كذلك... في أوروبا نحتاج إلى الخيارات كافة - خطوط أنابيب جديدة مثل نورد ستريم 2، ونقل الغاز عبر أوكرانيا، وإمكانية توريد الغاز الطبيعي المسال، لحل القضايا التي تواجهنا خلال مكافحة تغير المناخ وخطط ألمانيا لوقف توليد الطاقة عن طريق الفحم والطاقة النووية».
وذكر بوشله، أنه بفضل وساطة ألمانية سيجري عقد جولة مفاوضات جديدة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا وأوكرانيا بشأن اتفاق جديد لتمرير الغاز في سبتمبر (أيلول) المقبل، وقال: «أي قرارات أميركية بفرض عقوبات ستضر بشدة المفاوضات السارية».
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الألمانية تعمل منذ فترة طويلة على أن يستمر نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
TT

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)

خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة، ما أضاف ضغوطاً على رئيس الوزراء الجديد للبلاد، لحشد المشرّعين المنقسمين لدعم جهوده للسيطرة على المالية العامة المتوترة.

وخفض التصنيف، الذي جاء خارج جدول المراجعة المنتظم لـ«موديز» لفرنسا، يجعل تصنيفها «إيه إيه 3» من «إيه إيه 2» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» للتحركات المستقبلية، أي 3 مستويات أقل من الحد الأقصى للتصنيف، ما يضعها على قدم المساواة مع تصنيفات وكالات منافسة «ستاندرد آند بورز» و«فيتش».

ويأتي ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسياسي الوسطي المخضرم، وحليفه المبكر فرنسوا بايرو كرئيس وزراء رابع له هذا العام.

وكان سلفه ميشال بارنييه فشل في تمرير موازنة 2025، وأطاح به في وقت سابق من هذا الشهر نواب يساريون ويمينيون متطرفون يعارضون مساعيه لتقليص الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو، التي كان يأمل في أن تكبح جماح العجز المالي المتصاعد في فرنسا.

وأجبرت الأزمة السياسية الحكومة المنتهية ولايتها على اقتراح تشريع طارئ هذا الأسبوع، لترحيل حدود الإنفاق وعتبات الضرائب لعام 2024 مؤقتاً إلى العام المقبل، حتى يمكن تمرير موازنة أكثر ديمومة لعام 2025.

وقالت «موديز» في بيان: «إن قرار خفض تصنيف فرنسا إلى (إيه إيه 3) يعكس وجهة نظرنا بأن المالية العامة في فرنسا سوف تضعف بشكل كبير بسبب التشرذم السياسي في البلاد، الذي من شأنه في المستقبل المنظور أن يقيد نطاق وحجم التدابير التي من شأنها تضييق العجز الكبير».

وأَضافت: «بالنظر إلى المستقبل، هناك الآن احتمال ضئيل للغاية بأن تعمل الحكومة المقبلة على تقليص حجم العجز المالي بشكل مستدام بعد العام المقبل. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تكون المالية العامة في فرنسا أضعف بشكل ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة مقارنة بسيناريو خط الأساس الخاص بنا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

وفتحت وكالة التصنيف الائتماني الباب لخفض تصنيف فرنسا في أكتوبر، عندما غيرت توقعاتها للبلاد من «مستقرة» إلى «سلبية».

وكان بارنييه ينوي خفض عجز الموازنة العام المقبل إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي من 6.1 في المائة هذا العام، مع حزمة بقيمة 60 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق وزيادات الضرائب. لكن المشرّعين اليساريين واليمينيين المتطرفين عارضوا كثيراً من حملة التقشف وصوتوا على إجراء حجب الثقة ضد حكومة بارنييه، مما أدى إلى سقوطها.

وقال بايرو، الذي حذر منذ فترة طويلة من ضعف المالية العامة في فرنسا، يوم الجمعة بعد وقت قصير من توليه منصبه، إنه يواجه تحدياً «شاقاً» في كبح العجز.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته أنطوان أرماند، إنه أخذ علماً بقرار «موديز»، مضيفاً أن هناك إرادة لخفض العجز كما يشير ترشيح بايرو. وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «إن ترشيح فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء والإرادة المؤكدة لخفض العجز من شأنه أن يوفر استجابة صريحة».

ويضيف انهيار الحكومة وإلغاء موازنة عام 2025، إلى أشهر من الاضطرابات السياسية التي أضرت بالفعل بثقة الشركات، مع تدهور التوقعات الاقتصادية للبلاد بشكل مطرد.

ووضعت الأزمة السياسية الأسهم والديون الفرنسية تحت الضغط، ما دفع علاوة المخاطر على سندات الحكومة الفرنسية في مرحلة ما إلى أعلى مستوياتها على مدى 12 عاماً.