اقتراح رئاسي على جنبلاط وأرسلان بالقبول بنتيجة التصويت في مجلس الوزراء

TT

اقتراح رئاسي على جنبلاط وأرسلان بالقبول بنتيجة التصويت في مجلس الوزراء

استمرت المساعي أمس بحثاً عن حلول لتداعيات حادثة الجبل، وجدد رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري، ثقتهم بمدير عام الأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، وأعادوا تكليفه القيام بمساعٍ جديدة، نظراً لقبول طرفي النزاع بوساطته.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر في بيت الوسط (مقر الحريري) أن رئيس الحكومة أبلغ إبراهيم لدى استقباله له أمس الأربعاء، قبل توجهه إلى القصر الجمهوري، مجموعة أفكار للبدء بمهمة جديدة تهدف إلى حلحلة الأزمة التي عطلت انعقاد مجلس الوزراء منذ أكثر من شهر.
وجاء في المعلومات أن مهمة إبراهيم هذه المرة ليست سهلة، وقد تفشل إذا استمر طلال أرسلان على تمسكه بإحالة الحادثة إلى المجلس العدلي، خلال انعقاد أول جلسة لمجلس الوزراء مستبقاً التحقيقات، إلا أن عاملاً جديداً طرأ أمس بالادعاء على 21 شخصاً في حادثة الجبل بينهم أربعة موقوفين، بجرم إطلاق النار من أسلحة حربية غير مرخصة، وقتل ومحاولة قتل مدنيين.
وتوجه أرسلان أمس إلى القصر الجمهوري مع الوزير صالح الغريب، واجتمع بالرئيس ميشال عون، وشارك في الاجتماع وزير الدولة لشؤون الرئاسة سليم جريصاتي، ووزير الدفاع إلياس بوصعب، واللواء إبراهيم. ووفقاً لأحد المشاركين في الاجتماع طلب عون من أرسلان تليين موقفه؛ لأنه لم يعد من الجائز تعطيل اجتماعات مجلس الوزراء، لما تتركه من تداعيات سلبية. وجرى تبادل أفكار ليست جديدة سوى في ترتيبها، والجديد الذي طرأ هو القرار الظني للمحكمة العسكرية الذي نص على ضرورة تسليم مرافقي الغريب الذين لم يسلموا أنفسهم بعد. وطلب عون من أرسلان وقف التصعيد الإعلامي إذا لم يتم التجاوب مع مطالبه؛ لأن ذلك يعيق أي مخرج، كما أن التصعيد يقابله تصعيد آخر من قبل وليد جنبلاط.
وأكّدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن إحالة القضية إلى المجلس العدلي سحبت من التداول لتأخذ مسارها القانوني، بعدما أحيلت إلى المحكمة العسكرية. ولفتت مصادر وزارية إلى اقتراح يقضي بالتصويت على الإحالة إلى مجلس الوزراء على أن يقبل الجميع بالنتيجة سلبية كانت أم إيجابية.
وقال أحد المشاركين إنه إذا لم تنفع الاتصالات المكثفة وعلى أرفع المستويات، فالمطلوب عقد جلسة لمجلس الوزراء، وطرح قرار إحالة الحادثة إلى التصويت بإحالتها إلى المجلس العدلي أم لا، والمهم فرض إجراءات تؤدي إلى محاكمة المسؤولين الفعليين عن الجريمة وتحصين أمن الجبل.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.