قبل ثلاثة عقود مضت، عندما بدأ الشاب اليافع جون سويال وللمرّة الأولى بخدمة الطاولات، كانت صناعة المطاعم مختلفة عمّا هي اليوم، ففي ذلك الوقت، لم يكن هناك من تقييمات عبر المواقع الإلكترونية، وكان الاحتفاظ بالحسابات المالية يتمّ في دفاتر حقيقية، وبالطبع، لم تكن هناك أنظمة رقمية لتسجيل الطلبات لأنها كانت تدوّن باليد.
- روبوتات الطعام
ولكنّ التغيير الحقيقي في مهنة سويال حصل الأسبوع الماضي، عندما بدأ العمل إلى جانب أسطول من الروبوتات الصينية التي تشبه الشخصيات الكرتونية في مطعم «روبوت كابتن كرابز كاجون سيفود» الذي يديره في منطقة نيوآرك، ديلاوير. اليوم، وبعد أن أصبح في منتصف العمر، رأى سويال الكثير من عمله في مطاعم كثيرة، من النزاعات وحوادث وقوع الطعام إلى التسمم الغذائي والتعامل مع الزبائن صعبي المراس. ولكنّه لم يتوقّع أبداً «ولا في ألف عام» أن يعمل مع مجموعة من الروبوتات الصينية المتنقلة في مطعم للمأكولات البحرية يقع على مسافة 16 كم جنوب غربي منطقة ويلمينغتون. ونقلت عنه وسائل الإعلام الأميركية أنّ «الأحوال تغيّرت بشكل لا يصدّق».
يَعتبر الخبراء أنّ الروبوتات تخلق جوّاً من المرح، وأنها أصبحت أكثر من مجرّد إضافة ذكيّة، مما دفع الكثير من الصناعات ومنها المطاعم، إلى المشاركة في أولى مراحل الثورة الروبوتية. وفي الوقت الذي أصبحت فيه التقنيات الآلية كأكشاك «طلب الخدمة الذاتية» شائعة في سلاسل كـ«ماك دونالدز» و«شيك شيك» و«سابواي»، تقدّمت مطاعم أخرى كذلك الذي يديره سويال، خطوة إضافية نحو الاستعانة بآلات تفاعلية تقدّم خدماتها في أماكن تعجّ بالناس.
في بوسطن، يروّج مطعم «سبايس» لنفسه على أنّه «أوّل مطعم في العالم يضمّ مطبخاً آلياً يحضّر وجبات مركّبة» لتمييز نفسه عن روبوت «فليبي» المشهور بتقليبه البرغر في الهواء، والذي عمل في مطابخ الوجبات السريعة في كاليفورنيا، قبل أن يتمّ فصله من العمل بسبب افتقاره للسرعة المطلوبة. أصبحت الروبوتات اليوم قادرة على تحضير أكواب قهوة حسب طلبات خاصة، وتعمل أيضاً كسقاة في الحانات، دون أن ننسى تسجيلها للطلبات بأسلوب يزيد شبهها بالبشر.
- عائلة روبوتية
لمدّة أسبوع، ضمّ مطعم «روبوت كابتن كرابز كاجون سيفود» خمس آلات تعمل بالبطاريات، سماها على موقعه الإلكتروني «العائلة الآلية» للمشاركة في أعماله. انقسمت هذه الروبوتات إلى مضيفتين ترتديان ملابس صفراء وأرجوانية وثلاث نُدُل، ثمن الواحدة منها 20000 دولار. وشرح سويال أنّ مالك المطعم غوانغ تشين استورد هذه الروبوتات من الصين بعد أنّ رأى أجهزة مماثلة تعمل في أماكن محليّة هناك.
في مقابلة أجراها مع موقع «ديلاور أونلاين»، أكّد تشين، الذي هاجر من الصين وامتلك مطعماً في الولايات المتحدة، أنّ هذه الآلات اللافتة للنظر، والقادرة على إصدار الضوء والتحرّك بشكل دائري، لا تحلّ محلّ البشر في وظائفهم، واعترف بأنّ بعض الناس قد عبّروا عن مخاوف من هذا الاحتمال.
من جهته، قال سويال إنّ هذه الآلات تعمل بالتنسيق المتزامن مع الطاقم البشري العامل في المطعم. بعد الترحيب به من قبل مضيفة بشرية، يتمّ تسجيل اسم الزبون في كومبيوتر يراقب الطاولات المتوفرة. وفور توفّر إحداها، تعرّف المضيفة الآلية الزبون بنفسها بصوت أنثوي ثمّ تصطحبه إلى طاولته. بعدها، يسجّل النُدُل البشر الطلبات في نظام إلكتروني يحيلها إلى المطبخ، حسب سويال. بعد جهوز الطلبات، يتمّ توصيلها عبر نُدُل آليين، يسيرون من المطبخ إلى الطاولة المعنية.
عندها، يضع النُدُل البشر الأطباق أمام الزبائن، ويقول الروبوت: «استمتعوا بوجبتكم» قبل أن يستدير ويعود إلى المطبخ. يعتبر سويال أنّ «الأمر ليس معقّداً أبداً، بل شديد البساطة».
ويضيف أنّ «الأطفال يحبّون الروبوتات وأن معظم الزبائن يشعرون بالمرح عند التفاعل معها، ويلتقطون صور السيلفي أيضاً لأنّها فكرة جديدة كلياً».
تختلف التقييمات التي تُنشر على صفحة المطعم الخاصة على «فيسبوك»، إلّا أنّ التعليقات على توظيف الروبوتات جميعها إيجابية. وفي تعليق أخير كتبه زبون انزعج من الخدمة البشرية فيه، قال إن الروبوتات كانت «الطرف الوحيد الذي يقوم بعمله وساهمت في تسلية الزبائن أثناء انتظارهم الطويل لطلباتهم»، مضيفاً أنّه «لن يعود قبل أن يقفل المطعم أبوابه نهائياً، لعلّه يستطيع شراء أحد هذه الروبوتات».
روبوتات صينية ترحب بالزبائن وتوصل الطعام
تؤدي وظائف النادل في المطاعم
روبوتات صينية ترحب بالزبائن وتوصل الطعام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة