تقنيات الأورام الافتراضية تساعد على مكافحة مرض السرطان

بالوقوف على ما تقوم به كل خلية في الورم الواحد

مستقبل أبحاث السرطان
مستقبل أبحاث السرطان
TT

تقنيات الأورام الافتراضية تساعد على مكافحة مرض السرطان

مستقبل أبحاث السرطان
مستقبل أبحاث السرطان

يأمل العلماء أن تساعد الأدوات الجديدة، مثل تقنيات الأورام الافتراضية وتقانة «كريسبر»، في مكافحة مرض السرطان. والأدوات الجديدة قيد الاستخدام في تطوير علاجات السرطان، هي تقنيات متطورة للغاية تمكّن العلماء من الدخول إلى خلايا السرطان وفتح نافذة جديدة إلى التفاعلات الداخلية في الأورام السرطانية.
ويقود البروفسور غريغ هانون، مدير «معهد كمبريدج لأبحاث السرطان» في المملكة المتحدة وأستاذ «علم الأحياء الجزيئي لمرض السرطان»، فريق الأبحاث الذي عكف على تكوين «الورم الافتراضي»، حيث تؤخذ عينة من الورم الحقيقي لمريضة بسرطان الثدي، ويتم إخضاعها للدراسة التفصيلية من جميع الزوايا الممكنة داخل نموذج ثلاثي الأبعاد، حسب صحيفة الـ«تلغراف» البريطانية.
ويقول البروفسور هانون من مختبره في كمبريدج: «إنني متحمس للغاية بشأن تأثير هذه الأبحاث على المرضى»، فهي تعني أن فريقه البحثي «والباحثون من مختلف أنحاء العالم» سوف يتمكنون، وللمرة الأولى، من دراسة المعالم الجغرافية للورم السرطاني بتفاصيل لم يسبق لها مثيل.
وتسمح هذه التقانة المتطورة للباحثين بالوقوف على ما تقوم به كل خلية من خلايا السرطان في الورم الواحد؛ كيف تبدو الخلية من الداخل، وما أنواع الخلايا الأخرى التي تتفاعل معها الخلية السرطانية؟ من شأن المقارنة بين خصائص وقدرات الخلايا السرطانية المساعدة على تعميق الفهم العلمي لطبيعة وكيان وبيئة الورم بأكمله؛ بما في ذلك كيف ومتى تتحور الجينات المختلفة وتبدأ في التصرف بأسلوب غير طبيعي... مما يسفر في النهاية عن تحسين تشخيص السرطان وعلاجه.
ولا يزال فهم كيفية مقاومة مرض السرطان العلاج أحد أكبر التحديات التي تواجه الباحثين.
عندما تنقسم الخلايا السرطانية، يمكن التقاط الطفرات الناشئة في الرموز الجينية التي تؤثر على سلوكها. ويفسر هذا التحول السريع في الخلايا أسباب تجدد الإصابة بمرض السرطان حتى بعد إزالة الورم أو علاجه بالكامل. ويقول البروفسور هانون: «تتميز الخلايا السرطانية بمقدرة عالية على التكيف والتطور ومقاومة العلاج، وبالتالي فإن أعداداً كبيرة من المرضى تعاودهم الإصابة بعد الشفاء».
وبفهم كيفية وقف هذا «التطور الدارويني» الذي يحدث في «عالم المجهر»، يمكن أن يكون العلاج الشافي لمرض السرطان، وكما قال البروفسور هانون: «يتطور السرطان مثل تطور الحياة وتطور البشر».


مقالات ذات صلة

علماء يستعينون بـ«الغراء» في تطوير علاج جديد للسرطان

صحتك مريضة بالسرطان (رويترز)

علماء يستعينون بـ«الغراء» في تطوير علاج جديد للسرطان

طوَّر علماء يابانيون علاجاً جديداً للسرطان باستخدام مركَّب موجود في الغراء يسمى «أسيتات البولي فينيل PVA».

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أواني الطهي البلاستيكية السوداء قد تكون ضارة بالصحة (رويترز)

أدوات المطبخ البلاستيكية السوداء قد تصيبك بالسرطان

أصبحت أواني الطهي البلاستيكية السوداء عنصراً أساسياً في كثير من المطابخ، لكنها قد تكون ضارة؛ إذ أثبتت دراسة جديدة أنها قد تتسبب في أمراض مثل السرطان.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
يوميات الشرق يلجأ عدد من الأشخاص لنظام «الكيتو دايت» منخفض الكربوهيدرات (جامعة ناغويا)

مكمل غذائي بسيط يُعزز قدرتنا على قتل السرطان

كشفت دراسة أن مكملاً غذائياً بسيطاً قد يوفر نهجاً جديداً لتعزيز قدرتنا المناعية على قتل الخلايا السرطانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك مصابة بالسرطان (رويترز)

فيتامين شائع يضاعف بقاء مرضى سرطان البنكرياس على قيد الحياة

قالت دراسة جديدة إن تناول جرعات عالية من فيتامين «سي» قد يكون بمثابة اختراق في علاج سرطان البنكرياس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.