توافق عربي ـ أفريقي على تعزيز التعاون في مواجهة التحديات الأمنية

لقاء موسع بأديس أبابا تمهيداً لـ«قمة الرياض» في نوفمبر المقبل

TT

توافق عربي ـ أفريقي على تعزيز التعاون في مواجهة التحديات الأمنية

ترأس أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وموسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أمس، أعمال الاجتماع العام للتعاون العربي - الأفريقي، الذي يمثل الآلية الأعلى للتنسيق السياسي بين المنظمتين، والإطار الأوسع للتشاور فيما بينهما حول مجمل أوجه التعاون المنبثقة عن الشراكة العربية الأفريقية.
شهد الاجتماع اتفاقاً بين الجانبين حول جملة من الخطوات التي تهدف إلى تعزيز التنسيق المشترك، والعمل التكاملي بين الجامعة والاتحاد الأفريقي، فيما يخص معالجة الأزمات والتحديات الأمنية في المنطقتين العربية والأفريقية، ومنها التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية، ومساندة عملية الانتقال الديمقراطي في السودان، وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في الصومال، إلى جانب دعم الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار والتنمية والتعاون الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي، ومكافحة الإرهاب في منطقة بحيرة تشاد والساحل، والتصدي لكل ما يهدد الأمن والاستقرار في الفضاء العربي الأفريقي المشترك، بحسب مصدر مسؤول بالجامعة.
وأوضح المصدر أن الجانبين تباحثا أيضاً حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية، إذ عبر أبو الغيط عن تقديره العالي للمواقف الثابتة التي يتبناها الاتحاد الأفريقي دعماً لفلسطين، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأثنى في هذا الصدد على التنسيق المتقدم القائم بين الجامعة والاتحاد دفاعاً عن القضية الفلسطينية، ومحددات التسوية المبنية على حل الدولتين، وخصوصاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وغيرها من المحافل الدولية.
وأضاف المصدر أن الاجتماع ركز في جانب كبير منه على مناقشة سبل تفعيل واستكمال تنفيذ مختلف البرامج وأطر التعاون التي تجمع بين العالم العربي وأفريقيا، خصوصاً فيما يتصل ببلورة خطة العمل المشتركة التي ترمي إلى الارتقاء بمستوى الشراكة العربية الأفريقية، والتي ستحدد جملة من مجالات التعاون والمشروعات والأنشطة المشتركة بين الجانبين على الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية والثقافية، والتي يجري التحضير لعرضها على وزراء خارجية الدول العربية والأفريقية، تمهيداً لرفعها للقادة والرؤساء العرب والأفارقة خلال القمة العربية الأفريقية المقبلة – التي ستكون الخامسة من نوعها منذ تأسيس الشراكة العربية عام 1977 – في الرياض خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وذكر أن أبو الغيط ثمن عالياً علاقات التعاون المتميزة التي تجمع بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، وجدد التزامه بالعمل على تطوير هذه الشراكة في كل ما من شأنه أن يخدم الأهداف المشتركة للمنظمتين، ويصب في صالح الدول والشعوب العربية والأفريقية. واتفق أبو الغيط وموسى فقي في هذا السياق على تحديث اتفاقية التعاون الرسمية بين الجامعة والاتحاد، الموقعة عام 2007، لتؤسس لمزيد من آليات التنسيق والتكامل المؤسسية بينهما، كما اتفقا على عقد الاجتماع العام القادم للتعاون بين المنظمتين تحت رئاستهما المشتركة بالقاهرة في منتصف عام 2020.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.