أرسلان يستخدم «الفيتو» لمحاصرة جنبلاط نيابة عن «حزب الله» و«التيار»

المعركة ضد رئيس «التقدمي» إقليمية بأدوات محلية

طلال أرسلان
طلال أرسلان
TT
20

أرسلان يستخدم «الفيتو» لمحاصرة جنبلاط نيابة عن «حزب الله» و«التيار»

طلال أرسلان
طلال أرسلان

قالت مصادر وزارية مواكبة للاتصالات الجارية من أجل تهيئة الأجواء السياسية لإعادة تفعيل العمل الحكومي بأن رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان لا يملك ما يكفي من فائض القوة لربط عقد جلسات مجلس الوزراء بإحالة حادثة الجبل إلى المجلس العدلي.
وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن أرسلان يستعين بعضلات «حزب الله» وحليفه «التيار الوطني الحر»، وهذا ما يدفعه إلى تقديم نفسه على أن لا شيء يمشي في البلد من دون مشيئته.
ولفتت إلى أن ميزان القوى في البيت الدرزي كان ولا يزال لصالح رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، وبالتالي لا أحد يصدّق أن أرسلان الذي يتمثّل في الحكومة بالوزير صالح الغريب هو من يعطّل مجلس الوزراء، وقالت إنه يستخدم حق النقض بالنيابة عن «حزب الله» و«التيار» الذي لا يستطيع لاعتبارات إقليمية الخروج من تحت عباءة حليفه الذي يتلطى وراء أرسلان للإمعان في فرض حصاره السياسي على جنبلاط.
ورأت المصادر أن المعركة التي تخاض ضد جنبلاط هي معركة إقليمية بأدوات محلية ويتزعّمها النظام السوري الذي يتصرف على أن الفرصة مواتية لتصفية حسابه مع جنبلاط على خلفية مناوأته له ودعمه للمعارضة السورية. واعتبرت أن المعركة التي يخوضها «حزب الله» ضد جنبلاط هي الوجه الآخر للمعركة التي كان خاضها عند تشكيل الحكومة الحالية لإشراك «اللقاء التشاوري» النيابي الذي يضم النواب السنة المعارضين لرئيس الحكومة سعد الحريري.
وقالت إن ولادة الحكومة تأخرت لأكثر من 8 أشهر ولم تر النور إلا بتمثيل «اللقاء التشاوري» بالوزير حسن مراد، وأكدت أن جنبلاط كان سهّل تشكيلها وبادر إلى «تسليف» رئيس الجمهورية ميشال عون سياسيا عندما وافق على توزير الوزير الغريب.
لكن جنبلاط لم يلقَ أي شكل من أشكال المعاملة بالمثل على الأقل من قبل «التيار الوطني» الذي يضع رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل العراقيل في وجه تفعيل الحكومة بدلاً من محاصرتها - كما تقول المصادر الوزارية التي تنظر إلى باسيل على أنه مُتعِب في تعاطيه مع الرئيس الحريري، وبات يهوى التعطيل ربما لأنه يعتقد أنه بهذا الأسلوب يحجز مقعداً في عداد المرشحين لرئاسة الجمهورية.
وفي هذا السياق، سألت المصادر عن الأسباب الكامنة وراء إصرار «التيار الوطني» وبقرار ليس لمصلحة «العهد القوي» على تعطيل جلسات مجلس الوزراء، مع أن التعطيل يستنزف الرئيس عون ويحاصر «حكومة العهد الأولى» التي يحاول رئيسها إخراجها من التأزّم السياسي لكن بلا جدوى حتى الآن. كما سألت عمّا الذي يمنع «العهد القوي» من التدخّل لضبط إيقاع الوزير باسيل، ليكون في وسع الحكومة القيام بما يرفع منسوبها من الإنتاجية والإنجازات.
ولا تجد المصادر الوزارية أي تفسير لرفض أرسلان التجاوب مع رغبة الرئيس عون في إحالة حادثة الجبل على القضاء العسكري، بعد نقل ملف التحقيق من «شعبة المعلومات» في قوى الأمن الداخلي إلى التحقيق العسكري، خصوصاً أن هذا الاقتراح لقي تجاوباً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي كان أول من تشاور في شأنه مع رئيس الجمهورية، إضافة إلى الحريري وجنبلاط الذي قدّم كل التسهيلات وأبدى التجاوب المطلوب للإسراع في إنجاز التحقيق.
كما لا تجد المصادر أي تفسير لرفض أرسلان الاقتراح الذي حمله وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي بالنيابة عن عون، وإصراره على أن يكون متلازماً مع إحالة الحادثة على المجلس العدلي ولا يرتبط بتسليم المطلوبين من حزبه.
وترى المصادر الوزارية أن هناك ضرورة للوصول إلى تسوية لقطع الطريق على أي ارتدادات سلبية على الوضع في الجبل الذي هو في حاجة الآن إلى تحصين المصالحة وتوفير الحماية للعيش المشترك. وتعتقد المصادر أن دخول «حزب الله» و«التيار الوطني» على خط النزاع حول حادثة الجبل سيؤدي إلى إقحام بعض مناطق الجبل في مواجهة من نوع آخر، وهو ما يتطلب من الجميع الانصراف إلى توفير الشروط لإنتاج تسوية لحادثة الجبل. إما إذا كان القرار قد اتُّخذ لاستهداف جنبلاط فإن الحريري يقف إلى جانبه في السراء والضراء.
ويبقى السؤال، إلى متى يتحمّل البلد استمرار الحصار ليس على جنبلاط إنما على حكومة «العهد الأولى» التي ما زالت ترزح تحت وطأة الضربات التي تصيبها من «أهل البيت» الذين يصرون على تجويف التسوية التي كانت وراء انتخاب عون رئيساً للجمهورية من مضامينها السياسية؟



اقتحام شركات ومتاجر في صنعاء لإرغام مُلاكها على دفع جبايات

جانب من حملة حوثية استهدفت حديثاً متاجر بمديرية معين في صنعاء (الشرق الأوسط)
جانب من حملة حوثية استهدفت حديثاً متاجر بمديرية معين في صنعاء (الشرق الأوسط)
TT
20

اقتحام شركات ومتاجر في صنعاء لإرغام مُلاكها على دفع جبايات

جانب من حملة حوثية استهدفت حديثاً متاجر بمديرية معين في صنعاء (الشرق الأوسط)
جانب من حملة حوثية استهدفت حديثاً متاجر بمديرية معين في صنعاء (الشرق الأوسط)

استأنفت الجماعة الحوثية حملات دهم الشركات والأسواق والمتاجر في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء؛ بغية إرغام مُلاكها على دفع مزيد من الأموال تحت عدة أسماء، منها الزكاة ودعم المجهود الحربي، بحسب تأكيد مصادر تجارية لـ«الشرق الأوسط».

وأفادت المصادر بأن مندوبي «هيئة الزكاة» الحوثية مسنودين بمسلحين ينتمون إلى ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للجماعة، يواصلون منذ يومين تنفيذ حملات دهم للمتاجر والأسواق والشركات التجارية في صنعاء، ضمن حملة جباية الزكاة بالقوة.

وأغلق الانقلابيون ضمن حملتهم الابتزازية نحو 3 شركات تجارية و14 متجراً وسوقاً، كما استهدفوا عدداً من أصحاب المهن الصغيرة في مديريتَي السبعين ومعين بصنعاء.

وقاد التعسف الانقلابي المستمر كثيراً من أصحاب الشركات والمتاجر إلى الإغلاق والتهديد بوقف أنشطتهم التجارية، مع إطلاق آخرين منهم نداءات استغاثة لإنقاذهم من السلوك الذي تنتهجه الجماعة ضدهم بغية استنزاف ما تبقى من أموالهم.

حوثيون على متن دورية أثناء خطفهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)
حوثيون على متن دورية أثناء خطفهم تجاراً وأصحاب مهن في صنعاء (الشرق الأوسط)

واشتكى تجار وباعة طالهم أخيراً التعسف الحوثي بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، مما وصفوه بـ«تغول» مندوبي ومسلحي الجماعة الذين يهددون باعتقالهم وإغلاق متاجرهم إذا رفضوا دفع الأموال المفروضة عليهم بشكل غير قانوني.

وأوضح بعضهم أن الحملات التي استهدفت بالدهم والإغلاق التعسفي عدداً منهم، تأتي استكمالاً لحملات الجماعة السابقة التي تستهدف التجار ورجال المال بشكل عام، وكل الساعين لطلب الرزق المشروع.

واتهم رجل أعمال يمني استهدفته الجماعة في صنعاء، ما تسمى «هيئة الزكاة» بممارسة مختلف الضغوط الترهيبية ضده وضد من تبقى من المستثمرين بغية سرقة أموالهم.

وذكر علي جار الله، وهو مؤسس شركة «أصل العنب» بصنعاء، في منشور على «فيسبوك»، أن قوة مسلحة تتبع «هيئة الزكاة» بقيادة عبد الغني الحداد مدير فرع الهيئة بمديرية السبعين في صنعاء، داهمت مقر شركته، وأثارت حالة من الهلع والخوف في العاملين فيها.

وكان ناشطون في صنعاء قد تداولوا صوراً على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر لحظة اقتحام الجماعة مقر شركة «أصل العنب» وإرغام مالكها على دفع إتاوات.

وفي سياق أعمال النهب المفروضة بقوة السلاح والتهديد على اليمنيين في صنعاء، داهم مسلحون حوثيون سوقاً شعبية في منطقة السنينة التابعة لمديرية معين بصنعاء، وفرضوا إتاوات على التجار وأصحاب المهن الصغيرة، كما اختطفوا آخرين وأودعوهم السجون لرفضهم الدفع.