باحثون يطوّرون تقنية جديدة تضاعف كفاءة الخلايا الشمسية

رفع كفاءة الخلايا الشمسية
رفع كفاءة الخلايا الشمسية
TT

باحثون يطوّرون تقنية جديدة تضاعف كفاءة الخلايا الشمسية

رفع كفاءة الخلايا الشمسية
رفع كفاءة الخلايا الشمسية

توصل باحثون من الولايات المتحدة لتقنية جديدة لرفع كفاءة الخلايا الشمسية بشكل هائل. وبموجب هذه الطريقة يطلق جزيء ضوئي (فوتون) حركة إلكترونين، بشكل يؤدي إلى توليد تيار كهربائي، وذلك بعد أن كان كل فوتون يطلق إلكتروناً واحداً.
ونشر الباحثون تحت إشراف ماركوس أينتسنجر ومارك بالدو من معهد ماساتشوستس للتقنية في مدينة كامبردج الأميركية، دراستهم بهذا الشأن، أمس في مجلة «نيتشر» المتخصصة.
وتمتلك الأشعة الضوئية الزرقاء والخضراء موجات أقصر من الأشعة الأخرى، وفي مقابل ذلك فإن جزيئاتها الضوئية (الفوتونات) تحتوي على طاقة أكثر؛ حيث يمكن أن تكفي الطاقة التي بداخلها، حسب العلماء، لإطلاق إلكترونين من نواتهما، في السيلكون. وكانت هذه الطاقة تضيع على شكل إشعاع حراري.
وأدرك الفيزيائي الأميركي ديفيد ديكستر، عام 1979، بالفعل، أن هذه التقنية ممكنة بشكل عام، فإذا صنعت الطبقة العليا للخلايا الشمسية من هيدروكربون التتراسين، فمن الممكن الحصول من أحد الفوتونات الغنية بالطاقة على أكسيتونين، مستويين من الطاقة، بدلاً من واحد فقط.
الأكسيتونات هي حزم طاقة، تستطيع التحرك مثل الإلكترونات في المادة، حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.
وكانت صعوبة تحقيق ذلك تكمن في نقل هذين الأكسيتونين الناتجين عن فوتون، من التيتراسين للسيليكون، بشكل يؤدي أيضاً إلى إطلاق حركة إلكترونين في السيليكون، وذلك لفقدان تيار كهربائي بشكل متكرر عند سطح السيليكون.
ومن الممكن منع هذه الخسارة بشكل كبير، من خلال استخدام طبقة بالغة الرقة من مادة أوكسنيتريد الهافنيوم، وهي طبقة لا يتجاوز سمكها 8.‏0 نانو متر (النانو متر هو واحد على مليون من الملّيمتر)، والمساعدة على نقل الأكسيتونات من التيتراسين إلى السيليكون. ويرى بالدو أن هذه الطبقة المصنوعة من أوكسنيتريد الهافنيوم حاسمة في توفير هذه الطاقة الضائعة: «وهذا هو السبب الذي منع باحثين آخرين من تنفيذ هذه العملية، والسبب الذي جعلنا نقوم بهذه العملية في النهاية»، حسبما جاء في بيان للمعهد.
ويعتقد الباحثون أنه من الممكن رفع الكفاءة الممكنة نظرياً في الوقت الحالي للخلايا الشمسية، عند تحويل ضوء الشمس إلى تيار كهربائي، من 1.‏29 في المائة إلى نحو 35 في المائة، باستخدام المبدأ الجديد.
ورأى كل من جوزيف لوثر وجوستين جونسون، من المختبر القومي الأميركي للطاقة المتجددة، بمدينة جولدن، (ولاية كولورادو الأميركية) أن هذه الخطوة «تمثل دفعة مثيرة للخلايا الشمسية».
ورغم تأكيد الخبيرين الأميركيين أنه لا تزال هناك سنوات أمام الاستخدام التجاري لهذه التقنية، أوضحا أن هذه الطريقة تتميز بميزة عن غيرها من محاولات رفع كفاءة الخلايا الشمسية: «فهذه الاستراتيجية لا تتطلب اتصالات كهربية إضافية، أو تغيرات في تشغيل الخلية الشمسية».
وأثنى جان كريستوف جولد شميت، من معهد فرانهوفر الألماني لأنظمة الطاقة، على هذه الفكرة، قائلاً في تعليق له على الدراسة: «إنها دراسة مهمة ومثيرة، ولكن المستقبل هو الذي سيكشف ما إذا كانت صالحة لصناعة خلايا شمسية أم لا».
وأشار جولد شميت إلى أنه لا يزال أمام هذه الفكرة وقت طويل حتى تدخل حيز التسويق التجاري، وقال إن درجة فعالية الخلية الشمسية التي صنعها الباحثون، رغم تحفيز الإلكترونين هي 1.‏5 في المائة فقط، رغم أن درجة فعالية الخلايا الشمسية المتداولة حالياً في الأسواق تصل إلى 24 في المائة.
يقول جولد شميت إن التقنية لا تكون أحياناً السبب في توليد تيار كهربائي أقل مما هو ممكن فعلياً؛ حيث برهن بارت سويتس، وزملاؤه في معهد (ETH) زيوريخ، على أنه لولا تلوث الهواء لاستطاعت الصين توليد طاقة شمسية أكثر.
وتوصل فريق الباحثين تحت إشراف سويتس إلى هذه النتيجة، بعد تحليل بيانات عن ضوء الشمس في 119 محطة رصد لهذه الأشعة، في جميع أنحاء الصين. وفقاً لهذا التحليل فإن قدرة الصين على توليد التيار الكهربائي من الطاقة الشمسية في الصين انخفضت بسبب التلوث الهوائي، بنسبة 13 في المائة في الفترة من عام 1960 حتى عام 2015.
يشار إلى أن الصين رائدة عالمياً في توليد الطاقة الشمسية؛ حيث كانت الصين وراء أكثر من نصف الطاقة الكهربية الناتجة عن منشآت الطاقة الشمسية الجديدة التي تم تركيبها العام الماضي. وفي الوقت ذاته فإن الصين تتسبب في أعلى معدلات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».