مارسيل خليفة في حفل افتتاح «مهرجانات بعلبك» حلّق حتى الذرى

ساعتان متواصلتان ذهب فيهما في التأليف الموسيقي حدود الحلم

الفنان اللبناني مارسيل خليفة في أولى حفلات مهرجان بعلبك وحفل موسيقي بعنوان {تصبحون على وطن} (إ.ب.أ)
الفنان اللبناني مارسيل خليفة في أولى حفلات مهرجان بعلبك وحفل موسيقي بعنوان {تصبحون على وطن} (إ.ب.أ)
TT

مارسيل خليفة في حفل افتتاح «مهرجانات بعلبك» حلّق حتى الذرى

الفنان اللبناني مارسيل خليفة في أولى حفلات مهرجان بعلبك وحفل موسيقي بعنوان {تصبحون على وطن} (إ.ب.أ)
الفنان اللبناني مارسيل خليفة في أولى حفلات مهرجان بعلبك وحفل موسيقي بعنوان {تصبحون على وطن} (إ.ب.أ)

هذه المرة تفوق مارسيل خليفة على نفسه، وهو يفتتح «مهرجانات بعلبك الدولية» مساء الجمعة الماضي. كان السؤال الذي يتردد قبل الحفل، ويتكتم عليه مارسيل نفسه، إن كان ثمة مفاجأة يخبئها لجمهوره، فإذا بها مفاجآت بالجملة. ليس مبالغة القول، أنه مرت سنوات قبل أن تشهد بعلبك حفلاً موسيقياً لبنانياً على هذا المستوى من الضخامة والرقي والاجتهاد. ليلة من المتعة الخالصة خص بها مارسيل جمهوره في أول حفل له في القلعة الرومانية المهابة، بعد أن كان حفله السابق ضمن المهرجانات عام 2013 قد نقل إلى بيروت تحت وطأة الوضع الأمني الصعب في البقاع.
جاء مارسيل خليفة هذه المرة ليقدم حفلاً للتاريخ، يليق بالأعمدة المهابة والقلعة الشاهقة وتتناسب وروح المكان الضاجّ بعبق الآلهة. الأوركسترا الوطنية الفيلهارمونية ازدحم بموسيقييها الثمانين المسرح بقيادة البديع لبنان بعلبكي، خلفهم وقفت جوقة جامعة سيدة اللويزة التي ضمت ما يقارب 70 منشداً، وكالعادة تقدمهم جميعاً مارسيل متأبطاً عوده ملتحفاً بوشاحه الذي كان أبيض هذه المرة.
كررها خلال الحفل وهو يخاطب جمهوره، «ما نقدمه الليلة استغرق وقتاً طويلاً، وعملاً ليس بقليل، ليس سهلاً أن تكتب لبعلبك». لكن النتائج جاءت على قدر التعب.
الفاتحة كما الخاتمة كانت مقطوعة موسيقية وضعها خصيصاً لبعلبك، مطلع في جماليته كان يؤشّر إلى أن المقبل يستحق الإصغاء بتمعن. قصيدة محمود درويش التي صارت شهيرة بعد أن مسّها عود خليفة كانت التالية «فكّر بغيرك وانت تعد فطورك ولا تنس قوت الحمام. فكّر بغيرك وانت تخوض حروبك، لا تنس من يطلبون السلام». ثم طلب من جمهوره أن يردد وراءه تلك الكلمات التي غناها كثر ومنهم سيد إمام «يما مويل الهوى يما مويليا. ضرب الخناجر ولا حكم النذل فيّا». قائلاً للشخصيات الجالسة في الصفوف الأمامية. حضرات الوزراء والنواب غنوا معنا. معلقاً بعد مشاركتهم «شفتوا صار الوضع أحسن».
لكن الحفل بعد ذلك بدأ يأخذ منحى موسيقياً تصاعدياً مع مقطوعة أطلق عليها اسم «صلاة موسيقى الليل» وضعها خصيصاً لتلك القامات التي مرت في بعلبك، ذكر منهم زكي ناصيف، عاصي ومنصور الرحباني وتوفيق الباشا، صباح، نصري شمس الدين، «وكل الذين مروا من هنا» قال مارسيل مفسراً «عملنا موسيقى تليق ببعلبك، تطلبت شغلاً، وما عملناها بيومين». موسيقى أوركسترالية تقتبس بعضاً من أغنية حنة يا حنة». فالفنان بدأ ينكه موسيقاه بالطعم الكلاسيكي الغربي متأثراً بالأوركسترات العالمية الكبيرة التي عمل معها في السنوات الأخيرة، لكنه يحافظ على روحه الشرقية، في مزج لذيذ وحيوي، تنفخ فيه الحيوية أصوات منشدي الكورال بين الحين والآخر.
بين القديم الذي نسف الفنان بعضه بتوزيع جديد، لا يفقده رونقه ولا يدخلنا في غربة، كما كان يحدث أحياناً، والجديد الذي لحنه للمناسبة، والعتيق الذي أراد أن يبقى كما هو، والمقطوعات الموسيقية الساحرة التي وضعها خصيصاً لهذا الحفل الذي أراده نقطة تحول في مساره الطويل، قدم مارسيل خليفة خلطة أراد منها أن يتوثب دون أن يقطع مع الماضي، أن يجدد من غير أن يغضب جمهوره المتشدد أحياناً اتجاه ريبرتوار لا يريده أن يتغير أو يتبدل. فكانت خيارات الحفل مدهشة بالنسبة للبعض، ومخيبة بالنسبة لبعض قليل لا يرى في الموسيقى أولويته، بل يريد مارسيل «أحن إلى خبز أمي» و«ريتا» والبندقية، التي يحال أن يمر حفل من دونها، و«منتصب القامة أمشي». وهو لم يحرم جمهوره منها، لكن البعض كان يفضل المزيد منها. لكن حسناً فعل مارسيل أن أراد حفله لكل الأذواق، وأحب أن يقدم لجمهوره فنه بوجوهه المختلفة. وقبل أن يقدم الكورال أغنية من كلمات الشاعر حبيب يونس «اكتبني قصيدة» وصفها مارسيل بأنها «من النوع الشعبي، ونحن لنا وجوه مختلفة».
وتواصلت المقطوعات الموسيقية الموزعة بمهارة حاذقة ممهورة بتحايا لكبار بعلبك بينهم عبد الحليم كركلا (مؤسس فرقة كركلا) الذي كان حاضراً بعباءته البعلبكية في الصفوف الأولى. وروى مارسيل أنه وفي بداياته وكان لا يزال تلميذاً في الكونسرفتوار الوطني، جاء عبد الحليم كركلا باحثاً عن شبان موهوبين يكتبون له موسيقى لعمل جديد كان يحضر له. «اقترب مني وقال لي سأمنحك أسبوعاً لتضع مقطوعة من ثلاث دقائق. فذهبت إلى عمشيت ووضعتها في ذات الليلة، وعدت، وحين سمعها منحني أربعين دقيقة، وكانت (رقصة العروس)». عزفها مارسيل بتوزيع جديد ومتوثب. ذكر أنه صادف أن الحفل كان يوم 12 أبريل (نيسان) 75 مع اندلاع الحرب الأهلية اللعينة وفي اليوم الثاني، أصيب باص الفرقة واستقرت رصاصة في ظهر الراقصة أميرة ماجد التي شلت وكانت أولى ضحايا الحرب. كما كانت تحية إلى الشاعر البعلبكي طلال حيدر الحاضر أيضاً الذي روى قصة لقائه الأول معه في باريس بفضل محمود درويش، حيث بدأت بعد ذلك رحلة من التعاون الخصب بين الطرفين، واصفاً إياه بـ«شاعر مجنون يشبه آلهة بعلبك»، مؤدياً قصيدته الشهيرة «بغيبتك نزل الشتي قومي طلعي عالبال».
من الجديد والجميل قصيدة لصلاح جاهين أداها الكورال بعنوان «عصفورة عايزة تطير»، لحنها له مارسيل بعد أن قدمت له أخت الشاعر ديوانه، وأحب أن يسمعها اللحن منذ شهر، لكنه اكتشف أنها توفيت.
ربما أن الذروة في هذا الحفل كانت مع «روكييم بيروت» التي بدأها رامي خليفة. وهي موسيقى جنائزية تسمع فيها صوت الخراب والحزن والموت لكنها تنقلب إلى موسيقى تصويرية مذهلة، تختلط فيها إيقاعات الفرح بمشاهد الانطلاق السريع صوب مكان ما ثم التوقف المفاجئ. حقاً إنها درة الحفل بكل ما امتزجت به من حالات تخلط بين الجنون والهدوء، الفرح والحزن، السرعة والبطء، ثم إحساسك أنك تواكب شخصاً يهرع نحو حتفه أو الخلاص، ولا يمكن أن تميز إلى اين يتجه. صوت رامي خليفة الذي واكب الجزء الجنائزي شكل إضافة مهمة، وهو غالباً ما يكتفي بتجويد آلة البيانو التي يعشقها، ونادراً ما يكون صوته جزءاً من المقطوعات. هكذا بات لبعلبك موسيقاها التي تفخر بها، ولبيروت موسيقى تحمل اسمها وتشبهها في مزاجها.
انتفض مارسيل خليفة قبل أن ينتهي الحفل الذي دام ساعتين متواصلتين دون استراحة. وقف هذه المرة وأدى من دون عوده أغنية «أحمد الزعتر» التي لا يحب تفويت حفل من دونها، ومن بين ما أداه «نشيد الجسر» لخليل حاوي الذي كان له تحية أيضاً وهو «الشاعر الذي أطلق رصاصة على رأسه بمجرد أن رأى أول جندي إسرائيلي في بيروت عام 1982. ولم يحتمل المشهد» قال مارسيل خليفة.
شكر خليفة آلاف الزاحفين إلى بعلبك من كل المناطق اللبنانية، والمايسترو الذي كان لشراكته معه، فعل السحر، في حفل بني على فكرة أن بعلبك لا يليق بها التكرار وإنما الخلق والابتكار. «طلبوا مني نشيداً جديداً لبعلبك فقدمنا عشرة أناشيد جديدة»، ختم فنان الثورة والإنسانية والتجديد.


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».