«عروس بيروت» إنتاج درامي جديد لـ«إم بي سي»

اللبنانيون ينتظرونه قريباً على شاشاتهم المحلية

تقلا شمعون من الأسماء اللامعة المشاركة في «عروس بيروت»
تقلا شمعون من الأسماء اللامعة المشاركة في «عروس بيروت»
TT

«عروس بيروت» إنتاج درامي جديد لـ«إم بي سي»

تقلا شمعون من الأسماء اللامعة المشاركة في «عروس بيروت»
تقلا شمعون من الأسماء اللامعة المشاركة في «عروس بيروت»

بينما انتظر البعض إطلاق مجموعة «إم بي سي» الإعلامية قناة «إم بي سي ليبانون»، التي اعتبرها متحدثها الإعلامي مازن حايك مجرّد تكهُّنات غير دقيقة، فإن الخبر اليقين جاء من قبل المجموعة نفسها ليتعلَّق ببلاد الأرز أيضاً، ولكن من خلال عمل درامي جديد يحمل اسم «عروس بيروت».
فقد أعلنت المجموعة المذكورة رسمياً عن أنها ستبدأ بعرض مسلسل «عروس بيروت» في سبتمبر (أيلول) المقبل عبر شاشتها «إم بي سي 4». ومن المتوقَّع أن يقدم هذا العمل الذي يشارك في كتابته كل من نادين جابر وبلال شحادات، وقد رصدت له ميزانية مالية ضخمة، على شاشة «إل بي سي آي» اللبنانية في الوقت نفسه بعد اكتمال الاتصالات بين الطرفين، التي تجري حالياً على قدم وساق.
ويرصد العمل الذي يلعب بطولته كلّ من ظافر العابدين وتقلا شمعون وكارمن بصيبص ومجموعة من الممثلين اللبنانيين والعرب، شبكة العلاقات الاجتماعية والإنسانية داخل الأسرة الواحدة. ويأخذ الطابع الرومانسي عنواناً رئيسياً له، بحيث تتخلله علاقات الحب المفعمة بالمشاعر الجميلة، بينما يطلّ في سياق أحداثه على مجموعة قصص مختلفة تتناول أبطاله كلّاً حسب موقعه.
وتدور الأحداث بين مدينة جبيل والعاصمة اللبنانية بيروت، وتتمحور حول عائلة لبنانية ثرية مُفترضَة تُعتبر واحدة من أكثر العائلات عراقة وأصالة في المدينة، وهي تتألّف من السيدة ليلى (تقلا شمعون)، وأبنائها فارس (ظافر العابدين) وخليل (جو طراد) وهادي (فارس ياغي) وجاد (جاد أبو علي). وبموازاة العلاقة الأخوية المميزة التي تجمع بين فارس وإخوته الثلاثة، تنشأ قصة حب تجمع فارس وثريا (كارمن بصيبص) الفتاة التلقائية المفعمة بالحيوية والطاقة وحب الحياة. وليشكل لقاؤهما لاحقاً نقطة انطلاق المشاكل والصراعات الدرامية والمواجهات الناجمة من جرّاء رفض المحيطين بهما لهذا الحب.
ويعتبر «عروس بيروت» النسخة العربية لمسلسل أجنبي لاقى شهرة واسعة، ويتألف من ثلاثة أجزاء، ويحكي قصة حقيقية جرت أحداثها في حقبة قديمة. ومن الصعوبات التي واجهها العمل في تعريبه تفاصيل صغيرة تتعلق بالبيئة الاجتماعية اللبنانية خاصة والعربية عامة، فجرت قولبتها لتتلاءم مع واقع مجتمعنا الشرقي. وكان العمل قد سبق وظهر في الأسواق ضمن رواية مكتوبة ليتحول بعدها إلى عمل درامي تلفزيوني. ويتألف العمل من 80 حلقة تتضمن كثيراً من التشويق والإثارة والتي يعتريها أحداث متسارعة سيتابعها المشاهد بحماس بين حلقة وأخرى.
«هذا العمل برأيي سيشكل إضافة للدراما العربية بصورة عامة كونه يستحدث نقلة في مجال المسلسلات الدرامية الطويلة في العالم العربي»، يقول ظافر العابدين في حديث لـ«الشرق الأوسط». ويضيف بطل المسلسل: «نحن أمام تجربة درامية مغايرة ولنقل إنها إيجابية لكل المشاركين فيها». ويلتقي العابدين في هذا العمل وللمرة الثانية على التوالي مع الممثلة اللبنانية كارمن بصيبص التي سبق أن شاركته مسلسل «ليالي أوجيني» في رمضان 2018. ويعلّق: «التعاون الأول كان ناجحاً لكنه يختلف تماماً عن العلاقة التي سيتابعها المشاهد بيننا في (عروس بيروت)، خصوصاً أنني أؤدي شخصية شاب لبناني». ويثني العابدين على أداء كارمن واصفاً إياها بالممثلة المجتهدة.
وحول الجانب الدرامي للعمل يوضح العابدين في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «ثريا وفارس ينتميان إلى عالميْن مختلفيْن؛ فهو رجل أعمال ينتمي إلى عائلة كبيرة وعريقة وتحكمه علاقته بوالدته وأخوته. أما ثريا فتنتمي إلى طبقة اجتماعية متوسطة غير مكافئة لطبقته الاجتماعية، بحسب وجهة نظر البعض. فضلاً عن كونها تتمتع بتلقائية وعفوية في الحياة ما يجعلها على طرفَي نقيض مع عائلة فارس المتحفظة في تصرفاتها العلنية والخاصة». وعن تعاونه مع الممثلة تقلا شمعون التي تؤدي دور والدته في العمل يقول: «أجتمع معها لأول مرة في عمل درامي، وهي تشكل إضافة مهمة لأي عمل تشارك فيه. وفي هذا المسلسل تجسد شخصية صعبة وتحمل تحدياً كبيراً لأي ممثل، خصوصاً أنها تدور حول علاقة الأم وابنها وما تتضمّنها من الصدامات واختلاف الأولويات وتغليب مصلحة العائلة على مصالح أفرادها وعلاقاتهم ومشاعرهم». ويختم لـ«الشرق الأوسط»: «لقد قدمتُ ثلاثة أعمال في لبنان خلال السنوات الماضية، لكنها المرّة الأولى التي أتحدث خلالها اللبنانية، وهذا التحدي هو الأهم بالنسبة لي، ولكني مطمئن للموضوع، كون العمل سيجد طريقه إلى الجمهور عبر شاشة (إم بي سي)».
ومن بين الممثلين المشاركين في هذا العمل محمد الأحمد وضحى الدبس وجو طراد وفارس ياغي وجاد أبو علي ومرام علي وماري تيريز معلوف ورانيا سلوان ونورما علي وعلاء علاء الدين وأيمن عبد السلام وفايق عرقسوسي ولينا حوارنة ومي صايغ وليا مباردي وعلاء الزغبي وسامي أبو حمدان وجنيفر عازار، بمشاركة النجم فادي إبراهيم.
وكانت قناة «إم بي سي» قد بدأت في الترويج لهذا العمل خلال شهر رمضان الماضي، في مشاهد تجمع ما بين ظافر العابدين الذي يتكلّم اللبنانية مع حبيبته في المسلسل، كارمن بصيبص.
وعن طبيعة دورها في «عروس بيروت» تقول الممثلة تقلا شمعون في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إنني أجسد دور ليلى، وهي امرأة نادرة الوجود في مجتمعنا الحالي، وترمز إلى نساء خرجن من عائلات عريقة في المجتمع، وحملن قضية وتاريخاً وإرثاً عائلياً، ووجدنَ أنَّ من واجبهن الحفاظ عليه». وتضيف: «ليلى هي امرأة لديها فلسفة وجود تؤمن وتناضل من أجل العادات والتقاليد التي نشأت عليها. لذا قد يجد المشاهد هذه المرأة شريرة في البداية، لكنه سيبرر تصرفاتها في أوقات معينة. فهي محرّكة للأحداث وتحدد علاقتها بالآخر انطلاقاً من مدى قربها منه، ولا سيما مع فارس الذي يقرّر الخروج عن السرب والارتباط بفتاة لا تنتمي إلى المستوى الاجتماعي اللائق بالعائلة من منظورها الخاص».
وترى شمعون أن العمل يندرج في إطار الدراما الاجتماعية الرومانسية التي تتطرّق إلى حالات حبّ تحاكي وجدان المشاهدين. وتضيف: «تدور القصة حول عائلة عريقة صاحبة تاريخ وإرث سياسي واقتصادي (مُفترَضَيْن) في المجتمع اللبناني، ما يجعلها محطّ الأنظار من قبل المجتمع وكذلك من قبل الصحافة والإعلام. ولذلك لا تستطيع هذه العائلة أن تكون كغيرها، بل يجب أن تتحكم بمشاعرها وردود فعلها وتراقب تصرّفاتها وتدرس بعناية طريقة تقديم نفسها أمام المجتمع مهما كانت الظروف».
وبحسب قصة المسلسل المعروفة فإن أحداث كثيرة ستتلون بها حلقاته، حيث إن بعضها سيقلب الأمور رأساً على عقب، إثر تغييرات جذرية تطال أبطالها تبعاً لظروف مستجدة يمرون بها وتساهم في تبدُّل كثير من مبادئهم الأساسية في الحياة.


مقالات ذات صلة

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».