في الوقت الذي كان العالم فيه يستعيد ذاكرة كارثة تشيرنوبيل النووية، بعد مرور 33 عاما عليها، أجرت مؤسسة أبحاث ودراسات استطلاعا واسعا في المدن الروسية القريبة من، أو التي توجد فيها محطات كهروذرية، لمعرفة موقف المواطنين في تلك المدن من تلك المحطات واعتماد الطاقة النووية لتوفير الطاقة الكهربائية الضرورية لحياتهم. وكان لافتا أن عبر غالبية سكان تلك المدن عن نظرة إيجابية نحو هذا النوع من الطاقة، وسكنهم قرب محطات نووية. ويرى مراقبون أن هذا أمر طبيعي، وأن المخاوف من تلك المحطات هي الآن في أدنى مستوى، بعد أن قامت الشركات الروسية العاملة في هذا المجال بتطوير تصميم المحطات، مع تركيز بصورة خاصة على رفع مستوى تدابير الأمان والسلامة لعمل المفاعلات، التي باتت اليوم تسمح بتفادي أي إمكانية لتكرار حوادث التسرب النووي، حتى لو تعرضت المنطقة التي توجد فيها المحطة لهزات أرضية شديدة جداً، أو أي عوامل طبيعية «خارقة» أخرى. كما تأخذ تدابير الأمان العالية في المحطات الروسية العامل التقني بالحسبان.
وكانت شركة «إيلان كوم» للأبحاث والدراسات أجرت استطلاعا للرأي في معظم المدن الروسية التي توجد فيها محطات طاقة نووية. وأظهر الاستطلاع أن جميع سكان تلك المدن تقريباً يوافقون إلى حد كبير على استخدام الطاقة النووية، الأمر الذي عزته الشركة إلى تجربة شخصية للسكان المحليين مع تلك المحطات، أسهمت في تعزيز قناعتهم بمزاياها، والأمان في استخدامها وعملها. وفي بعض المدن كان مستوى التأييد لاستخدام الطاقة النووية قريبا من نسبة 100 في المائة، وعلى سبيل المثال عبر 98.5 في المائة من سكان مدينة بولارنايا زونا، حيث توجد محطة كولسكايا للطاقة النووية عن موافقتهم على استخدام هذه الطاقة. وعبر عن موقف مماثل 92.3 في المائة من سكان مدينة ديسناغورسك (محطة سمولينسكايا للطاقة النووية)، وفي مدينة زاريتشني (محطة بيلايارسكايا للطاقة النووية) وافق 97.3 في المائة من السكان، وفي مدينتي سوسنوفي بور ونوفورونيز، حيث توجد محطات نووية مزودة بمفاعلات من نوع (VVER - 120) وهي مماثلة لتلك التي سيتم بناؤها في الضبعة، كان مستوى الدعم العام للطاقة النووية 84.8 في المائة و72.6 في المائة على التوالي.
وفي الإجابات حول السؤال عن الموقف من وجود محطات نووية في مدنهم أو بالقرب منها، عبر 60 إلى 70 في المائة من المشاركين في استطلاع الرأي عن قناعتهم بأن وجود تلك المحطات يُعد ميزة كبيرة تتمتع بها مدنهم، خلافا عن المناطق الأخرى التي ليس لديها محطات للطاقة النووية. وعند الإجابة عن السؤال حول «ما هي مصادر الطاقة التي سيتم الاعتماد عليها في المستقبل من وجهة نظركم؟»، كان الخياران الأكثر شيوعاً بين إجابات المشاركين هما «الطاقة النووية» و«الطاقة البديلة»، التي تفوقت بشكل كبير على أنواع أخرى من الطاقة مثل (الطاقة المائية والغاز والفحم).
تجدر الإشارة إلى أن استطلاع الرأي أُجري خلال الفترة من مارس (آذار) وحتى أبريل (نيسان) من العام الجاري، في معظم الأقاليم الروسية، وشمل محافظات ومدن لينينغراد، روستوف، مورمانسك، ساراتوف، تفير، سمولينسك، فورونيغ، كورسك، سفيردلوفسك وكالينينغراد، وشارك في الاستطلاع 10 آلاف شخص في 60 مدينة في البلاد.
الروس يدعمون الطاقة النووية بعد مرور 33 عاماً على كارثة تشيرنوبيل
ينظرون إلى محطاتها في مدنهم باعتبارها «ميزة إيجابية»
الروس يدعمون الطاقة النووية بعد مرور 33 عاماً على كارثة تشيرنوبيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة