مناطق سعودية تودع صحافة الورق

لارتفاع التكاليف مقابل الإيرادات

مناطق سعودية تودع صحافة الورق
TT

مناطق سعودية تودع صحافة الورق

مناطق سعودية تودع صحافة الورق

للمرة الأولى، اختفت أمس الصحف الورقية من عدة مناطق سعودية بصورة نهائية، بعد أن وجهت شركة (وطنية) للتوزيع خطاباً بإيقاف توزيع الصحف الورقية في عدة مدن ومحافظات، وأبلغت بذلك مسؤولي المؤسسات الصحافية.
وأرجعت هذا القرار إلى ارتفاع التكاليف مقابل انخفاض الإيرادات، بالإضافة إلى عدم تحمل المؤسسات الصحافية لتكاليف التشغيل لهذه الفروع، كما تسببت التقنية الحديثة والصحافة الإلكترونية في ضعف الإقبال على شراء الصحف الورقية.
وتفاعل الوسط الإعلامي السعودي مع هذا القرار بصورة كبيرة، بين من اعتبره تشييعاً للصحافة الورقية إلى مثواها الأخير، وآخرون رأوا أنّ المؤسسات الصحافية عليها أن تلحق نفسها لإحداث تغيرات جذرية تواكب مستجدات الإعلام المعاصر. الأمر الذي يعيد طرح السؤال المتكرر: هل تصمد الصحافة أم هي في النزع الأخير الآن؟
ويرى الدكتور محمد الحيزان، أكاديمي متخصص في الإعلام والاتصال، أنّ «الصحافة ستبقى صحافة، لكن الأساليب والأدوات تتغير وتتفاوت حسب المتغيرات»، ويستشهد الحيزان بالمتغيرات العالمية التي أطاحت بالإعلام الرقمي في فترة من الفترات، الذي يفيد بأنه تراجع بنحو 45 في المائة خلال الفترة من عام 2008 إلى 2017.
ويوضح الحيزان خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنّ الضحية الأكبر في الصحافة الورقية هي الصحف ذات المضامين المتواضعة، مشيراً إلى أنّ بقية الصحف الأخرى العملاقة مثل «نيويورك تايمز» و«واشطن بوست» و«يو إس توداي»، وغيرها ما زالت قوية ولها جمهورها.
من ناحيته، يرى طارق إبراهيم، رئيس التحرير الأسبق لصحيفة الوطن ورئيس تحرير صحيفة «عناوين» الإلكترونية، أنّ تراجع مبيعات الصحف الورقية وإعلاناتها هو جزء من الأزمة العالمية وانعكاس للتطور الحاصل في وسائل الإعلام والاتصال. مضيفاً أنّ «الصحف كانت تدخل أرباحاً عالية، لكن لم تستثمر هذه الأرباح لهذا اليوم».
ويضيف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنّ المؤسسات الصحافية السعودية تأخرت كثيراً في مواكبة الصحافة الإلكترونية والتحوّل من ورقي إلى إلكتروني. ويقول: «على ضوء تجربتي فإنّ المؤسسات الصحافية تتفوّق على الصحف الإلكترونية بوجود دافع وأرشيف يمتد عمره لعشرات السنوات، لكنّهم ظلوا متمسكين بالنسخ الورقية والعمل بالصورة التقليدية».
ويؤكد إبراهيم أنّه حتى الصحف الإلكترونية اليوم، لم يعد أحد يلتفت لها في السعودية، قائلاً: «هذا عائد لسرعة الزمن والمتغيرات». مشدداً على أنّ الصحف الورقية كابرت وعاندت.


مقالات ذات صلة

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر مهرجان «أثر» للإبداع بـ6 جوائز مرموقة

حصدت «SRMG Labs»، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، 6 جوائز مرموقة عن جميع الفئات التي رُشّحت لها في مهرجان «أثر» للإبداع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم سيارة عليها كلمة «صحافة» بالإنجليزية بعد تعرض فندق يقيم فيه صحافيون في حاصبيا بجنوب لبنان لغارة إسرائيلية في 25 أكتوبر (رويترز)

اليونيسكو: مقتل 162 صحافياً خلال تأديتهم عملهم في 2022 و2023

«في العامين 2022 و2023، قُتل صحافي كل أربعة أيام لمجرد تأديته عمله الأساسي في البحث عن الحقيقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي صحافيون من مختلف وسائل إعلام يتشاركون موقعاً لتغطية الغارات الإسرائيلية على مدينة صور (أ.ب)

حرب لبنان تشعل معركة إعلامية داخلية واتهامات بـ«التخوين»

أشعلت التغطية الإعلامية للحرب بلبنان سجالات طالت وسائل الإعلام وتطورت إلى انتقادات للإعلام واتهامات لا تخلو من التخوين، نالت فيها قناة «إم تي في» الحصة الأكبر.

حنان مرهج (بيروت)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».